الفصل الحادي والعشرون

18.3K 468 4
                                    

خد نفس عميق قبل ما يطلع سيجارته وهو بيدخن بضيق وغموض :-

- منكرش أنى أنشدت لك من أول مرة شوفتك فيها، قابلتك عشان مصغرش بأمى قدامكم، ومكنتش فاكر إنى ممكن أحس بإرتياح وقبول نفسى، بس ....!

ضحكت بمرارة وأنا بقول في صوت ضعيف، واجم :-

- بس أيه ..؟، صممت تتجوزنى عشان تنتقم منى على كلمتين ورأى ساذج ..؟

رد وهو بيسحب نفس ومضيق عنيه البنى بإبهام:-

- مش كل حاجة ينفع نعرفها

دخل بابا على الخط وهو بيضيف :-

- بص يا ابنى أنت دلوقت مش بطولك، مفيش حاجة اسمها مينفعش أو خصوصية العيشة بينكم مشترك والقرار مشترك ..!

سأل جوزى بفزع :-

-قرار أيه يا عمى ..؟

جاوبت بسرعة وأنا بنتصر لكرامتى ما هو أنا مش حقبل أبدا أبقى مع بنى أدم كداب وغشاش تحت سقف بيت واحد:-

-الإنفصال طبعا يا وليد ...

علقت ماما وهى بتخبط بأيدها على صدرها بهلع وإضطراب :-

-إنفصال تفي من بوقك، الشر بره وبعيد معندناش ست تتطلق وكمان في شهر العسل وبعدين الناس تقول أيه ها مشيك كان بطال...؟

نفخت بإستياء وعصبية مفيش فايدة في أمى، حتفضل بتدور على كلام الناس وراحتهم وأنا مش مهم، يا ترى لو كانت في مكانى كان ردها كان حيبقى كده بردو ..؟، وليد لوى شفايفه بضجر وحيرة زى ما يكون في سر ومش راضى يطلعه فضاف:-

-طلاق مبطلقش..متخترعيش سلو جديد في بلدنا

وافقت ماما على قراره وهى بتبص لبابا بتريقة عاوزاه يرفع أيده تماما :-

-يا داخل بين البصلة وقشرتها

هزها بخفة على كتفها وهو بيكز على أسنانه بغضب وبيهمس في ودنها :-

- شكلك عاوزة تباتى عند أهلك النهاردة

مصمصت شفايفها بتعجب :-

- يوه يا أخويا يقطعنى، أن كنت ضايقتك أحنا لينا بركة إلا انت ربنا يخليك لينا

رديت وأنا بغمض عينى جامد وبفتحها بهدوء عشان مصرخش وأسمع بينا الجيران :-

- لو عاوزنى أعيش معاك في بيت واحد يبقى لازم أفهم ليييييه معاملتنيش بإنسانية وأثبت لى بالحسنى أن الصعيدى فعلا جدع، ليه صاحبك مسبنيش في حالى وصمم أنك تتجوزنى ..؟، ليه ماشى معاه رغم أنه أرغمك تتجوزنى...؟.

جاوب ببساطة وحكمة وهو بيرتب إجابته :-

- الصعيدى جدع جدا، ومصيرك في يوم تعرفي، أما السؤال التانى فإجابته مش عندى عند حبيبك الأول، والسؤال التالت يمكن كان سبب في إرتباطنا وأنى مرضتش أصغر أمى بس مش ده كل السبب في حاجات تانية مينفعش تتقال على الملأ

عشقت صعيدي (الجزء الأول) -الكاتبه أميرة السمدونىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن