في طنطا
وجود سجدة مرات هاشم، قاعدة على كرسى الأنتريه بتهز في رجلها، وحاطة أيدها على خدها بشكل مريب ومرعب جدا، رفعت عينها لوليد وأحنا لسه يادوب بنسلم على أهلى، لقيتها مسكت ياقة القميص بتاعته وهى بتسأله بإنفعال وحدة:-
جوزى فيييييييييييييين يا وليد...!
بلع ريقه بأعجوبة وهو بينزل كفوفها من عليه ونظراته حتغتالها في مكانها وأنا واقفة مذبهلة، وأيه علاقة جوزى بهاشم ..؟، رد عليها بأعجوبة وهو بيحاول يتمالك نفسه:-
- وهى كل واحدة جوزها هج وسابها في شهر العسل يبقى أنا ال خطفته...؟
تنحت وفتحت بوقى على مصراعيه وليد بيتكلم قاهري لبلب أمال ال كان عامله في المصيف ده أيه ..؟
جاوبت وهى بتقبض أيدها وبتبسطها بغل وبتأكل في نفسها وبتتنهد بعصبية:-
- لو مقولتليش هو فين حتندم أشد الندم..!
بابا واقف متكهرب موقف غريب وأمى بتهدى الدنيا :-
-يا جماعة صلوا على النبى كل حاجة حتتحل
ضيقت عينى بمكر وأنا مقررة حستفزها وأطلع ال في مصارينها :-
-وهو ماله يعنى ومال جوزك شيفاهم صحاب...؟
تابعت وهى بتضحك بهستريا وكانها مش في وعيها ":-
-ليكى حق، ما هو البيه ال قدامك معرفكيش أنهم أصحاب الروح بالروح من أيام المدينة الجامعية
شهقت وأنهارت تماما قوتى كنت بكدب نفسى قبل كده بس دلوقتى مليش حجة، أتغدر بيا من أقرب الناس منى، مشى خطوتين ناحيتى وهو بيفهمنى:-
-إسراء ...حفهمك ..بلاش تتسرعى، أنا....
رفعت كفوفي في وشه وأنا بهز رأسى مش مصدقة وببكى بحرقة أوى على سذاجتى وغبائى وإنتقامى من واحد طلع بيدمرنى، ويا ترى بقى سابنى عشان صاحبه يتجوزنى ..؟، ضفت:-
- كان قدامك وقت كتير، للأسف ضيعته، مش قابلة أسمع منك حرف واحد..!
قرب منى عمر حضنى جامد وهند راكزة على ركبتها بتبوس جبينى وأهلى مصدومين موقف عجيب غريب كلنا لاقينا نفسنا فيه فرد أخويا:-
-الزوجة العاقلة تتناقش مع جوزها يا إسراء ويتفاهموا مش تصرخ فيه، دى مش لغة حوار.!
زعقت أو بمعنى أدق أنفجرت وأنا بخبط بأيدى على الجدار :-
- فضلت عاقلة أسبوعين ساقانى فيهم المر كاسساااااااااااااااات، بهدلنى وهانى وكسرنى وضربنى وبلعت وإستحملت ال مفيش واحدة تستحمله، جيت على كرامتى كتير ونمت دموعى على مخدتى أكتر وكل ده لييييييييييييييييييييييه...!
عشان أبقى زوجة عاقلة وناضجة وعقلها مش صغير ..!
لوى عمر شفايفه وبنظراته بيلوم وليد ال واقف مبلم، والست بتكمل:-
-الناس كلت وشى كل ال جم يصبحوا عليا وجوزى مش معايا، تسمح تقولى هو فين بدل ما....
جرى ناحيتها وسد بوقها وزنقها في الحيطة وهو حيخنقها، قومت بسلك بينهم واقفة في النصف، وبتحداه بكل ما أوتيت من قوة وبدافع عنها حسيت بكسرة نفسها لأنى أتعرضت لنفس الموقف وصرخت فيه:-
-لو قربت منها أنا حخلعك يا وليد حخلعك......!
فضل رايح جاى في الصالون بتوتر وهو بينفخ، لحد ما بابا خرج عن صمته وأستفسر منه:-
- أدتهالك أمانة تراعها، طفلة بريئة تهتم بيها مش تهملها وترجعها بيت أهلها دبلانة، الطلاق حيحصل يحصل لا محالة ..!
أنبسط أوى بموقف بابا أتغير بعد تجربة هند، أتعلم يشترى خاطر بناته وأنهم الأولى عن أى مجتمع أو أى ألسنة ممكن تنغص عيشتهم، قال جوزى بصوت مبحوح":-
-طلاق لا كل ال أنتم عاوزينه حعمله.
أستطردت سجدة بإنتصار ولذة :-
خليك معايا الاول عشان متخسرش كتير جوزى فين...؟، جاوب ببساطة:-
-في إسكندرية في الشاليه رقم ..، القرية ...
سابته وهى بتهتف في حماس مبسوطة وطايرة ما هو مكنش بيرد عليها ولا رضى يجبها معاه عشان سلوى، يقدر يقنعها تعمل الملعوب القذر عليا، وخصوصا أنها متقدرش ترفض طلب لهاشم حتى وهو متجوز...!
***
غادرت البيت بسعادة وفرح وكأنها لقت كنز، فضلت ساكتة لثوانى وأنا عارفة أن اللحظات دى تقيلة على قلبه جدا، خايف من رد فعلى ومتوتر نظراته بتلف على كل الوشوش ومش قادر يرفع عينه في عينى ولا أنا طايقة أشوفه لسه بتدير عشان أدخل اوضتى لقيت أيد تلج ماسكة أيدى وصوت أنين زى ما يكون ضعف وتعب جدا وبقى عجوز مرة واحدة وشفايفه بترتعش":-
-ال حتؤمرى بيه حعمله، بس إنفصال لا..!
جت لى الفرصة في ملعبى جمعت نفسى قبل ما أبدأ التحقيق بمكر وألم ووهن وعجز معانى كتير جوايا":-
-أول حاجة وليد ليه كنت بتكلمنى صعيدى وبتتعمد تقفلنى منك ..!
أنت تقرأ
عشقت صعيدي (الجزء الأول) -الكاتبه أميرة السمدونى
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه أميرة السمدونى جروب الفيس بوك الخاص بالكاتبه (روايات بقلم أميرة السمدونى)