الفصل الرابع والعشرون: حدث في الماضي

103 9 8
                                    


‏⠀
حالما امسك آكي بها حصل على لكمة بوجهه ليتوقف الجميع بذهولٍ لايخلوا من الحذر وقال هو بغضب: هل فككتِ حبالكِ ! .. عندها فقط حاولت اينوري النهوض ولكنها احست بألمٍ فظيعٍ قد اخترق قدمها اليسرى .. في تلك اللحظة ادركت بانها لن تستطيع النهوض  .. صرخ آكي بوجههم: مابالكم تقفون كالاغبياء هناك اسرعوا وقيدوها .. كانت اينوري تنظر لهم بنظراتٍ سادية لاتخلوا من البرود .. وحالما اقترب شخصان منها ليقيدا يديها قاومتهما بعنف قائلة: اتركاني ايها اللعينان !! .. عندها دفعهما آكي بغضب ليربط الحبال في يديها بقوة حتى احست بان يديها قد تقطعان واخرج من جيبه حقنة ليغرسها في وريدها لقد كانت حادة لدرجة بانها قد احست بوخزةٍ لا تكاد تؤلم ..  ثم قال: والآن فلتقيدا قدميها فليست يداها هي السبيل الوحـ .. عندها قاطعه كين: لست بحاجة لذلك .. اقترب منها وامسك بذقنها ليبتسم بخبث: فهي لا تستطيع المشي .. آكي: ماذا ! .. ولكن كيف .. كين: لقد كانت لديها فرصة للهرب وايضاً عندما كانا يقيدان يداها كانت تستطيع اسقاطهما ارضاً .. ولكن لماذا لم تفعل ذلك ؟ .. لانها لم تستطع ان تنهض ..

كانت اينوري قد وصلت الى اعلى درجات غليانها وقد عضت شفتها حتى تلطخت اسنانها بدمها وكان كين يبتسم بينما هو يراقبها .. آكي: اذاً فهذا يعني بانها عاجزة الـ.. الى هنا وقد تلاشت الاصوات من حول اينوري تماماً ففجأة لم تعد قادرةً على سماع اي شيئ .. اخذت تلتف وتنظر لهم لقد اختفت اصواتهم تماماً ! ولم تمضي ثوانٍ حتى اسود المكان حولها لتسقط فاقدةً وعيها .. نظر الجميع اليها باستغراب ماعدا آكي الذي ابتسم واظهر الحقنة التي كان يخفيها .. كين: هل هذا من فعلك ! .. آكي: لست بحاجةٍ للرد على هذا .. فكل شيئٍ واضحٌ بلا اي جواب .. وايضاً فقد بتنا قريبين من الكوخ

في مكانٍ اخر كان كان الفتية يمشون في المدينة بقيادةِ شين .. ولم يكف ايشين عن التذمر طوال الطريق: لماذا انا ذاهبٌ معكم !! .. لماذا بحق نحن نذهب للبحث عنه اغهه الا تفهمون بانه قد ذهب برفقة اصدقائه ! .. عندها التفت شين له وقال بكل برود: لستُ بحاجة لأقناعك بما يدور في ذهني .. وايضاً لم اجبرك على المجيئ معنا ولكنني كنت كريماً فسمحت لك بذلك .. وايضا المجال مفتوح للمغادرة لن يمسكك اي احد .. عبس ايشين وقال بغضب: اه حسنا سأذهب .. ثم امسك بكاي وسحبه معه بقوة .. تاي: لقد اخذ معه كاي ايضاً .. ياله من متعجرف ان شخصيته اسوء حتى من شخصية ايون .. شين: لايوجد حتى مقارنة بينهما .. تاي: اذا الى اين كنا سنتجه .. شين: الى الجبل فلابد انهم هناك الآن .. انه انسب مكانٍ للاختباء في هذه المنطقة فهو معزول ..

في مكانٍ اخر .. تحديداً في منزل رين .. فتح عيناه ليرى السقف الكئيب مرة اخرى ثم نهض ووضع يده على رأسه فقد كان يشعر بدوار حاد " مالذي قامت بوضعه في جسدي !! " .. عندها دخل كبير الخدم: سيدي الصغير هل استيقظت .. لقد كنت فاقداً لوعيك منذ الامس وقد كنت سأتصل على الطبيب ولكن حمداً لله انك بخير الآن .. رين: واين هي ؟ .. كبير الخدم: انها نائمة في غرفتها يا سيدي .. وايضاً لقد حضرت الطبيبة .. رين: هل تقصد إيسكي كيرا ! .. كبير الخدم: انها تنتظر في غرفة الضيوف .. عندها فقط نهض رين بسرعة ولكنه سرعان ما وقع على الارض ليسرع سباستيان نحوه بقلق: سيدي الصغير ! .. رين: لا بأس انه لا شيئ .. فلتأخذني لغرفة الضيوف .. بعد ذلك توجه الاثنان لغرفة الضيوف وقد كان رين متكئاً على سباستيان وحالما دخلا كانت كيرا تنظر لهما باستغراب ليقطع رين استغرابها بقوله: انا اسف لمقابلتكِ هكذا .. ولكن يمكنكِ ان تري الغرائب في هذا المنزل .. ابتسمت كيرا: اه حقاً

رين: اذا ارى بانكِ وافقتي على هذا العمل حتى بعد ان علمتي اخطاره .. كيرا: اجل لقد قرأت بالرسالة بانه لايوجد اي طبيب قد استمر في العمل هنا وحتى بان الاطباء النفسيين نفسهم ذهبوا ليتلقوا علاجاً بعد عملهم هنا .. حسنا انا لا اقصد اي سوء ولكنني شعرت بان الامر كالتحدي بالنسبة لي .. رين باهتمام: تحدي ! .. كيرا: اجل تحدي فلا يوجد اي طبيب استطاع ان يستمر لذا فأنا سأستمر في هذا العمل وبالطبع الاستمرار ليس الهدف هنا بل سأحرص على معالجة السيدة كينيا .. ابتسم رين وقد زاد اهتمامه اكثر: انكِ مختلفة عن كل الآطباء اللذين قابلتهم .. جميعهم بدأو يركزون على كم سيحصلون من مبلغ مقابل مخاطرتهم .. كيرا بإدراك: اوه المال ! حسنا لقد نسيت تماما بانني سأتقاضى اجراً على عملي هذا .. ضحك رين بخفة: حقاً نسيتي ! اذا هل هدفكِ هو الفوز بالتحدي .. كيرا: كلا ! .. انا لم اصبح طبيبة للمال او لفوز تحديات .. لقد اصبحت طبيبة لأكرس نفسي لمعالجة الآخرين ولاسيما الحالات المستعصية ! .. رين: يبدو بان سباستيان قد احسن اختيار الطبيبة .. اذا فلتخبريني بكل ماتحتاجينه لبدأ العلاج .. عندها اخرجت كيرا هاتفها قائلة: منذ الآن سأقوم بتسجيل كل مايجري بيننا من حديث حسنا لاتفهمني بشكل خاطئ ولكنني اقوم بذلك لسماع التسجيل مرة اخرى وفهمه بدقة اكثر لأقوم بتحليل مايحدث بأكثر من طريقة .. وايضاً اريدك ان تخبرني عن حياة المريضة من الصفر وتذكر كل الاشياء المهمة التي حصلت لها ومهما كانت خصوصية فالأفضل لك ان تقولها فأنا سأحتاج لفهم ظروف المريضة من كل جهة .. فصحيح بانها مختلة امام المجتمع ولكنني متأكدة بأن لديها اسبابها لتكون هكذا ! ..

رين بذهول: واو .. لابد انكِ جادة حقاً .. كيرا باستنكار: وهل تظنني العب ! .. رين بارتباك: كلا ولكن كما اخبرتك لقد تعاملت مع اطباء قد تعدوا المئة وانتِ مختلفة عنهم حقاً .. لقد بدأت اشعر بانني اقابل طبيبةً لاول مرة ! .. كيرا: لنقل بانك تقابل طبيبة نفسية حقيقةً لاول مرة .. حسناً فلنبدأ بعلاقتكَ بالمريضة .. رين: المريضةُ تكون امي .. كيرا: وَهَل انت تعمل يا .. حسنا لقد نسيت بانني لم اسألك عن اسمك .. رين: اوه اسمي هو كينيا رين .. وايضاً انا لا اعمل بل انا طالب ثانوية .. كيرا بذهول: حقاً ! ولكنك تبدو اكبر من طالب ثانوية .. رين: في الحقيقة عمري هو عشرون ولكنني اعدت سنواتي لاربع مرات .. كيرا: همم حسنا فلتخبرني بحياةِ والدتك الآن .. اخذ رين نفساً عميقاً ليبدأ سرد الاحداث: والدتي تُدعى إيلا وقد ولدت بلا ام وعاشت مع والدها الذي كان زير نساء ويبدو بانه نسي بان له ابنةً من زوجته الراحلة .. لا اعلم اين كانت تنام او تعيش ولكنها عاشت ثمانية عشر عاماً برفقة والدها حتى اتى ذلك اليوم الذي افلس فيه والدها بسبب الديون فعرضها على رئيسه في العمل والذي هو والدي .. اي بمعنى بانه قد باع امي على والدي ..فتزوجها  ابي بدلاً من ان يجعلها خادمة وقد كان يملك زوجتان وهي الزوجة الثالثة وبما انها كانت صغيرة لم يعرها اي اهتمام ولكنها اصبحت تعيش تحت سقف بيته فحسب .. وبعد ان اصبح عمرها تسعة عشر كانت قد تعرفت على شابٍ يدعى رين كان يكبرها بسنة وانتهى بهما الامر بان يتواعدا .. مرت ثلاث سنواتٍ على علاقتهما ولم يكتشف ابي اي شيئٍ عن الامر الا بعد ان فقدت وعيها وتم نقلها للمشفى ليتضح انها حامل .. بعد ان اكتشف ابي الامر عنفها بطرقٍ شنيعة قام بضربها ومنعها من الأكل لأكثر من اسبوع .. وقد حاولت مراراً ان تتواصل مع رين ولكنها لم تجده .. وبعد اشهر من العذاب ظهر رين من مكانٍ ما ليخبرها بانه يريد الانفصال عنها فقد تلقى تهديدات كثيرة من زوجها .. ولكنها اخبرته بانها تحمل طفلاً منه .. فقال لها بعدم اهتمام ان تتخلص منه فحسب وليذهب كلٌ منهما في طريق .. بعد هذه الحادثة صدمت والدتي كثيراً وقد علم ابي بالامر فقرر قتل رين .. حاولت امي ان تمنعه من هذا وتوسلت له كثيراً فحتى لو كان رين قد تخلى عنها فهي قد احبته من كل قلبها ولم ترد له الموت ! .. ولكن ابي تجاهلها وقام بقتله بحادث سيارةٍ مدبر .. بعد ذلك وقعت امي في يأسٍ شديد وقد حاولت الانتحار كثيراً ولكن ابي منعها من ذلك وفي النهاية انجبت طفلاً كان يشبه رين كثيراً فأخذت تناديه برين الى ان التصق به ذلك الاسم .. ولكن ابي اخذ منها ذلك الطفل فقد كانت امي تعنفه بشكلٍ لايصدق .. وبعد ان اكمل رين ثمانية سنوات اعاده ابي لأمي ليعيش معها .. ولم يعرف رين امه الا وهي مريضة فهو لم يراها طبيعية ابداً ..

كانت كيرا تنظر باهتمامٍ لايخلو من الدهشة لتقول: اذاً فأنت هو السبب الحي الآن لمرض والدتك .. رين: عذراً ! .. كيرا: لقد فقدت والدتك حبيبها رين ولكنها لم ترد ان تصدق هذا وبعد ان ولدت انت اصبحت تظن بانك رين .. سبب تعنيفها لك هو ماكانت تريد فعله لرين عندما تركها وسبب حبها لك هو بانها كانت تحب رين .. لذا ما تحتاجه هي ان تدرك بانك لست رين ! .. رين بذهول: انكِ سريعة في التحليل حقاً .. كيرا: من دواع سروري سماع ذلك .. اذا اريد ان اقابل السيدة إيلا من فضلك ..

في هذه الاثناء نعود لاينوري التي قد فتحت عينيها لترى نفسها في مكانٍ مغلق لا وجود للضوء فيه .. عندها اقترب منها آكي ليلكمها بقوة: ها قد استيقظتي الآن ! .. في تلك اللحظة امسك كين به باستنكار: توقف عن ذلك فليس من الرجولة ضرب فتاةٍ بهذه الطريقة .. نظر له آكي بصدمة لاتخلو من الغضب: مالذي تقوله ياهذا ! .. هل اصبحت تلعب دور الرجل المحترم الآن .. اخرج كين سكيناً ووضعها في يد آكي: لست كذلك ولكنني اقول لك بان تسلب حياتها بدل ان تقوم بتعذيبها دون اي فائدة .. كَانت اينوري تنظر لهما بصعوبة " هل يخططان لقتلي ! "

يتبع ...

وحوش كالازهار (متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن