الفصل الثامن والاربعون: حقيقةٌ قد فاتتنا

122 14 13
                                    

في الصباح كان اغلب الطلاب يتناولون إفطارهم بالكافتيريا .. ومنهم اينوري التي كانت تجلس برفقة شين وتاي كروتينها المعتاد .. ليفتتح تاي حديثهم بقوله: يبدو انهم اصلحو جرس الإنذار .. شعرت اينوري بغصة لترد ببلاهة: آآه جرس الإنذار اللعين .. تاي: بحق هل اصبحت تقنياتهم خردة ام ماذا .. شين: جرس الإنذار لم يكن معطلًا .. بل يبدو بأن احدهم اخترق نظام المدرسة لتشغيله .. تاي بدهشة: يا إلهي ! اختراق .. من فعل ذلك .. اينوري بفزع: وو كيف عرفت ذلك .. نظر لها: لقد سمعت بعض الأساتذة يتحدثون عن ذلك .. وقالوا ايضًا بأنهم لم يتسطيعوا ايجاد مصدر الاختراق .. حدثها تاي: صحيح لماذا لا تساعدهم انت بذلك .. اينوري باستغراب: هاه انا ؟ .. تاي: اجل .. اتذكر بأنك كنت عضواً بنادي الحاسوب .. بالرغم من انني لم اكن مقربًا منك كثيرًا حينها .. ولكنني دائما ما اراك برفقة حاسوبك .. اينوري: ايه حقًا هل كنتُ انا عضواً هناك .. تاي باستيعاب: اه صحيح انت لاتتذكر ذلك .. لقد نسيتُ كليًا .. ولكن بفقدانك لذاكرتك هل هذا يعني بأنك فقدت مهاراتك بالحاسوب .. ما رأيك شين .. شين بهدوء: همم .. من يعلم .. ثم التفت لها: لماذا لاتجرب ذلك لترى أن كنت قد نسيت ماكنت تتقنه حقًا .. اينوري: فكرةٌ جيدة ..

عندها اذيع استدعاء لأينوري لمكتب المدير .. التفتت لمكبرات الصوت بذعر " هل يعقل انهم علموا ! " .. نظر لها تاي بعدم تصديق: مالذي فعلتَهُ مجددًا ! .. اينوري بتذمر لايخلو من القلق: وما ادراني ! .. حدثها شين بنبرته الهادئة ليخفف من روعها: إن كُنت لم تفعل شيئًا فليس هناك داعيٍ للقلق .. ولكن كلامه بث فيها تأنيب الضمير " يا ليتني لم افعل شيئًا " ..

ما إن دخلت مكتب المدير حتى اتضح بأن لديها زائرًا فتقول باستنكار: اهذا انت ..  وقف اسوزا حالما رأها ليخرجا وينتهي بهما الإمر بإحدى الممرات للتحدث فيخبرها بإنزعاجٍ واضح: لماذا لم يصلني اي خبرٍ منكِ قرابة الاسبوع .. لقد كنت اتصل عليكِ مرارًا ولكن هاتفك خارجٌ دائمًا مايكون مغلق .. اينوري بتذكر: آآه بالنسبةِ لهذا لقد كسرتهُ بالخطأ .. اسوزا: ماذا ؟ .. وكيف بحق الجحيم قد كسرتيه ! .. اينوري بتردد: امم كان هذ- قاطعها: لايهم .. فلتشتري غيره فحسب .. كما تعلمين سيدي يقوم بتحويل لكِ المبالغ كل شهر ولكن يبدو انكِ لا تستخدمين ايًا منها .. حقًا مالذي تقومين بفعلهِ بالضبط .. اينوري: حسنًا دائمًا مايدفع لي اصدقائي للطعام .. اسوزا بتهكم: هل الطعام هو كل ماتحتاجينه فقط .. وايضًا مابال تاريخ بطاقتك انه فارغٌ تمامًا .. و اخر عملية شراءٍ لك كانت آلة كتابة .. لماذا قد تشترين شيئًا كهذا حتى .. احمر وجهها لتقول بغضب: هل تقوم بالتجسس علي ايها اللعين ! .. اسوزا باستنكار: هاه تجسس ! .. بالطبع لا .. انني مسؤولٌ عن حسابكِ البنكي فكلُ عملية شراء تقومين بها يتم اعلامي عنها عن طريق الهاتف .. اينوري: ومالفرق .. انك تتجسس يالك من وغد .. اسوزا: ارحميني قليلًا .. ثم اكمل بصرامة: فلتشتري هاتفًا جديدًا هذا الاسبوع .. وايضًا ان سيدي يتساءل عن التقدم الذي حققتيه ارجو بأنكِ لم تنسي سبب وجودكِ هنا .. اينوري بتعجرف: وهل تظنني العب بالارجاء ياهذا .. انني حقًا اعاني مايكفي اثناء وجودي هنا .. لم يلقي بالًا لكلامها فقال لها قبل ذهابه: لاتتذمري كثيرًا .. فلتفعلي ما طلبته منكِ فحسب .. اخذت اينوري تنظر له بإنزعاج لتتذمر كعادتها: ياللفظ الوقح .. ومابال ملابسه تلمع دائمًا هل هو امرأة ..

بعد انتهاء الحصص الأولى وقرابة انتهاء الثالثة نبهت الأستاذة على قرب الاختبارات النهائية والتي ستكون بعد اسبوعٍين من الآن .. اينوري " هيه الاختبارات اذًا .. انها لعبتي المفضلة " ..

في مبنىً اخر تحديدًا المبنى الثالث كان هيكو مستلقيًا على السطح كعادته لتدخل سيكاي قائلة: لقد جئت لك برسالةٍ من الرئيس .. هيكو: ماذا الآن .. سيكاي: يبدو بأنه عليك حضور الاختبارات حتى تنتقل للسنة الثانية .. نظر لها هيكو باستهزاء: ماذا ؟ .. ولماذا علي ذلك .. لقد كنت اظن بأن لا شيئ صعبٌ على M لتنفيذه .. سيكاي بحدة: بالطبع ليس صعبًا عليه جعلك تجتاز كل الصفوف .. يمكنه ذلك ولكن النتائج لن تكون جيدة .. فكيف لطالبٍ لم يسبق له ان يحضر حصةً واحدة من حصصه ولم يحضر حتى الاختبارات ان ينتقل للسنة التالية .. الا تجد هذا غريبًا .. رد بشيئٍ من السخرية: ليس غريبًا بوجود رئيسنا الخارق .. تنهدت بملل: على اي حال ان هذا الامر يرجع لك .. إن لم ترد إعادة السنة فيجب عليك حضور قاعات الإختبار والحرص على كتابة اسمك بالأوراق .. و الرئيس سيتكفل بما تبقى .. هيكو: حسنًا فليكن لايهمني .. اذًا متى ستصل ؟ .. سيكاي: اه صحيح .. اعتقد بأنها ستصل في الغد .. ابتسم بحماس: هل هي كما طلبتها .. سيكاي ببرود: وما شأني .. ولكن كما اخبرتك لاتتهور كثيرًا .. هيكو: إن كان الرئيس يريد التخلص منها بهذه الشدة فلماذا لا ينهي الأمر فحسب .. سيكاي: انت لاتفهم .. لو اراد الرئيس التخلص منها لفعل ذلك منذ مدة بدون حتى ان يحتاج لشخصٍ منا .. كل مافي الأمر بأن لديه اسبابًا اخرى .. هيكو: انه يريد الإستمتاع بتعذيبها اليس كذلك .. إن رئيسنا يحب تعذيب الأخرين كثيرًا .. رفعت حاجبها لتقول بحدة: احذر من ماتقوله يا هذا .. هيكو بابتسامة: لماذا ؟ .. هل سأكون انا التالي ؟ .. سيكاي: اتمنى ذلك .. ولكن للاسف لست كذلك .. هيكو: وكيف لي ان اصدقك وانتِ ملكةُ الأكاذيبِ بيننا .. بذكر هذا الم تقولي في المرة السابقة بأنكِ اخبرتِها بأمر المنظمة لأن صاحب العينان الحمراء فعل ذلك .. ولكن اتضح بأنه كان العكس .. سيكاي ببرود: اذًا ماذا .. هل اخبرتك رقم عشرة بذ.. قاطعها بضحكته ليقول باستنكار: اذاً ماذا ؟ .. انني احيانًا اتسائل حقًا في اي جانبٍ تقفيـ .. قاطعته ببرود: اعتقد بأنك تسيئ فهم امرٍ ما هنا .. لايوجد شيئٍ يسمى إتخاذ جوانبٍ بيننا .. فكل شخصٍ هنا لايهتم إلا بنفسه .. ثم صمتت قليلٍا لتكمل بحدة: وايضًا انت لن تكون التالي لأنك ورقة من اوراق الرئيس الرابحة .. خسارتك ستكون خسارةً كبرى بالنسبةِ له .. إلا إن فعلت كما فعل صديقك مسبقًا فسيمزق الرئيس تلك الورقة .. هيكو بحدة: انه ليس صديقي .. سيكاي بابتسامة: اشك في هذا .. هيكو: اخبرتكِ بأن ذلك الحقير ليس صديقي .. سيكاي: انني اشفق عليك حقًا .. هيكو: ماذا ! .. سيكاي: انك لاتعلم شيئًا بحق .. ثم ذهبت لينظر لها هو باستنكار: مالذي تقصده بأنني لا اعلمُ شيئًا .. ثم استلقى: لاتهتم .. انها تريد ارباكي فحسب ..
⠀⠀
وفي اثناء استراحة الغذاء خرجت اينوري من الفصل لتفاجئ بشين امامها: مالذي تفعلهُ هنا .. شين: ان تاي مشغول لذا طلب مني مرافقتك .. اينوري بتهكم: بحقكما توقفا عن مجالستي كالأطفال .. نظر لها بصمت ثم استدار لتلحقه قائلة: اوي انتظرني ..

اخبرها بأنه سيقرأ في غرفته فسألته باستفهام: ولماذا لستَ تقرأ في المكتبة كسابقك .. فرد عليها: هذا لأني قرأتُ كل مافي المكتبة .. ردت بذهول: ايه ! كل ذلك !! مستحيل انها اكبر مكتبةٍ قد رأيتها في حياتي .. وااه لقد قال تاي بأنك مدمنٌ تمامًا .. شين: سأعطيك بعضًا من الكتب الجيدة لتقرأها ايضًا .. اينوري بورطة: ايه ! انا ؟ .. لا اعتقد حقًا بأن الكتب مناسبة لي .. شين: لاتقلق .. سأعطيك مايناسبك ..

دخلت الغرفة من بعده لتبدأ بالسعال فتغطي فمها باستنكار: ماهذا الجو اللعين الخانق .. اقترب شين منها ليلبسها إحدى كماماته قائلًا: انه بسبب تدخين رين هنا .. اينوري بعدم تصديق: وااه ذلك الوغد .. عندها لاحظت بطاقة دعوة على طاولته لتستفهمه بقولها: هل يمكن بأن هذه دعوةٌ لحفل الزفاف .. رد بدون ان يلتفت لها: اجل .. اينوري باستغراب: هل دعتك والدتك ! .. شين: كلا انه احد المتطفلين فحسب .. تناولت الدعوة لتتفقدها وقد كانت عبارة عن بطاقةٍ زجاجية رقيقة جدًا: وااه حتى الدعوة من مستوىً اخر تمامًا .. ثم التفتت له: اذًا الن تذهب حقًا .. شين: ولماذا قد افعل هذا .. اينوري: لقد قلت بأنك لاتكره والدتك .. شين: هذا لايغير اي شيئ .. اينوري: كلا يجب ان تذهب .. اه حقًا لقد ظننتك اذكى من هذا .. استدار نحوها ورفع حاجبه باستنكار: ماذا .. ثم ضحك باستهزاء ليسايرها: اذًا مالذي يجب علي فهمه يا ذكي .. اينوري: يجب ان تذهب لتفاجئها .. عندها ستعيش ايامها بالكثير من القلق وتأنيب الضمير لن تستطيع حتى النوم في الليل .. شين بتهكم: لستُ ضيق الآفق لأفكر بالانتقام منها .. اينوري بإنكار: انه ليس انتقام ! .. بل شيئ مشابه .. شين: وايضًت تاي لن يقبل بالذهاب ابدًا .. اينوري: فلتذهب بدون علمه فهو ليس الوصي عليك .. ثم ابتسمت بممازحة: يمكنني الذهاب معك كبديلٍ عنه .. نظر لها بصمت لتقول هي: انني امزح فحسب .. شين: لنذهب .. اينوري: ايه ! انا حقًا لم اكن جادًا .. شين: لايهم فلنذهب معًا .. لقد خرج تاي معك كثيرًا .! حتى أنكما نمتما في سريرٍ واحد .. شعرت بالإحراج عند تذكرها لذلك لتقول باستنكار: ومادخل هذا الآن !! .. وايضًا لقد كانت ريكار معنا .. شين: لا يهم ذلك .. فذهابنا معًا دون علمه سيكون عادلًا .. اينوري: هاه ! .. شين: فلتستعد سنخرج في الغد قبل السادسة مساءاً .. اينوري: اذًا هل ستنتقم .. شين: بالطبع لا .. اخذ يشير للدعوة قائلًا: اريد التحدث مع مرسل الدعوةِ فحسب .. اينوري باستفهام: هل تعرفه ؟ .. لقد قلت بأنه احد المتطفلين .. شين: انها خالتي .. اكثر شخصٍ متطفلٍ قد تراه في حياتك.. اينوري: ااه لديك خالة اذًا .. ولكن عن ماذا ستحدثها .. شين: لقد دعتني لتقول لي شيئًا ما .. لذا سأذهب لأسمعه منها ..

وفي هذه الاثناء كانت راي تحدث هيكو في المخزن: هل جننت لتتحدث لها هكذا .. هيكو: وماذا إن فعلتُ ذلك .. راي بانفعال: بحقك يجب ان تكون حذرًا .. هيكو بابتسامة: لن يحدث لي شيئ كما تعلمين .. انني ورقة الرئيس الرابحة .. راي: كيف لك حتى ان تثق بكلامها .. ان كل مايخرج من فمها هي محض اكاذيب .. انها حتى تذهبُ لنادي التمثيل لتتدرب على الكذب .. هيكو: اعلم بهذا .. ولكن انني بحق ورقةٌ رابحة .. انتِ حتى لايمكنكِ انكار ذلك .. راي: لاتكن واثقًا هكذا فقد سبق وكان ايون ورقةٌ رابحة .. انظر اين انتهى به الامر الـ .. قاطعها بغضب: انني لست كذلك الغبي .. لقد جنى على نفسهِ بنفسه .. راي بعدم تصديق: بعد كل ماحدث مازلت تقول هذا ! .. لو لم تقم بإعتراض طريق ميش ذلك اليومـ .. قاطعها بغضب: اصمتي !! .. تلك الغبية كانت تريد تسليمنا للجحيم .. وبالطبع تخلى عني الاخر لأجلها .. انهما يستحقان نهايتهما .. راي باستنكار: الم تكن منذ بضعة ايامٍ فقط تندب حظك لفراقهما وتتمنى اللحاق بهما ..
‏⠀
عندها فقط نهض بغضب ليتقدم نحوها فتتراجع هي ببعضٍ من الإرتباك حتى حاصرها عند الجدار .. قال لها بنظراتٍ سادية: توقفي عن التحدث باشياء لاتعلمي عنها اي شيئ .. لطالما كان ايون يفضل ميش علي وكانت هي كذلك .. لقد كنت بينهما كالدخيل الأحمق وفي النهاية رمياني بعيدًا .. لقد كرهت ايون ولكن .. كانت راي تنظر له بصمت فابتعد هو عنها ليعود للاستلقاء بصمت .. فتحدثه هي: الم تقل سيكاي بأنك لاتعلم شيئًا .. هيكو: انها تحاول ارباكي فحسب .. راي: انت تعلم بأن ايون ليس غبيًا .. نظر لها: مالذي تريدين قوله .. راي: إننا نجهل الكثير عن تلك الليلة .. عاد للاستلقاء بلا اهتمام: اننا بالفعل نعرف مايكفي .. تلك الليلة كانت نهايته .. راي: الا تريد حقًا معرفة مالذي حصل معه بالضبط .. إن كلامها بشأن عدم معرفتك بشيئ وشعورها بالشفقة نحوك كما لو انها تقول بأن هناك شيئًا مهمًا قد فاتك .. عندها نظر لها بجدية: توقفي ! .. اننا نعرف مايكفي .. لاحاجة للبحث عن المزيد .. فهذا لن ينتهي جيدًا وانتِ تعلمين هذا .. ربما ينتهي الأمر بنا مثل ذلك المغفل .. لذا لاتفكري حتى بفعل هذا .. عندها نظرت له بجدية: هل سمعت بأسم كورن من قبل .. اتسعت عيناه ليقول: ذلك الشخص ! ..

يتبع ...

وحوش كالازهار (متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن