الفصل الخامس والأربعون

151 12 18
                                    

توجهت لغرفتها بالسكن وجلست على الأريكة الموجودة بمنتصف الغرفة .. نزعت قبعتها ورمتها نحو الارض بغضب ولكنها سرعان ما احتضنت قدميها واخذت تنظر للأرضِ بإكتئاب " ليس لي حقٌ بالغضب من كلامه .. فـ رين محق .. ليس لي الحق بصداقتهما .. لأنني كاذبة .. انهما لايستحقان شخصًا سيئًا مثلي " ..

في هذه الاثناء دخل تاي الغرفة ليراها فيقول: هل كنت هنا ! .. اينوري بلا اي اهتمام: امم اجل .. لاحظ انخفاض معنوياتها فقال باستغراب: مالأمر مع هالةِ الإكتئاب هذه ؟ .. اينوري: لاشيئ .. تاي: هل تسمي مزاجك هذا لاشيئ .. اينوري بانزعاج: لاتتحدث معي اريد البقاء وحدي .. جلس بجانبها: بجدية مالذي حدث معك .. لم تحرك ناظريها من الأرض وحدثته بنفس النبرة: الا تفهم اخبرتك بأنه لا شيئ ! .. تاي: اذًا فلتنظر لي وتخبرني بأنه لاشيئ .. اينوري: لا اريـ .. عندها امسك بذقنها ليدير وجهها وينظر لعينيها: فلتخبرني .. باللذي يزعجك .. اتسعت عيناها وهي تنظر له وسرعان ما ابعدت يديه ونهضت لتبتعد .. ولكنه امسك بيدها وسحبها ليقيدها بين ذراعيه من الخلف: لن اسمح لك بالهرب .. اينوري بانفعال وهي تحاول التحرر منه: هل جننت .. افلتني !! مامشكلتك ايها المنحرف .. تاي: منحرف !! .. الستَ تبالغ في ردةِ فعلك دائمًا .. ردت بغضب: اتركني !! .. تاي: ليس قبل ان تتحدث .. اينوري: لا شأن لك بأموري .. تاي: لاتدفعني بعيدًا .. حاولت اينوري ان تفلت منه بغضب ولكنه احكم امساكها اكثر ليقول بملاحظة: اليس جسدك نحيلًا كثيرًا .. شعرت بالخجل قليلًا وصرخت بغضب: ومالمشكلةُ في ذلك ! .. يضع ذقنه على كتفها: بحق من اين لك كل تلك الطاقة لإفتعال المشاكل بهذا الجسد الصغير .. اينوري: توقف عن التحدث عن جسدي ايها المنحرف ! .. تاي: ماذا ! عدنا لسيرة المنحرف مرة اخرىً .. مالمشكلةُ في ذلك فكلانا فتيان .. توقف عن التصرف كالفتيات ..

اينوري بنفاذ صبر: طفح الكيل ! فلتتركني .. تاي: فلتتحدث اذًا .. صرخت باستسلام: حسنًا حسنًا ! .. سأتحدث .. تركها تاي فأسرعت لطرف الأريكة وأخذت تتنفس بسرعة " لقد كان هذا وشيكًا " .. ثم التفت لتنظر له بحقد .. تاي: توقف عن النظر لي هكذا ولتتحدث .. وإلا سأحبسك مرةً أخرى .. ابعدت ناظريها لتعتدل بجلستها ثم تقول بتردد: حسنًا حسنًا .. انه .. تاي: اجل ؟ .. عندها فقط استسلمت لتقول: في الحقيقة هناك شيئٌ لم أخبركما به من قبل .. ولازلت أكذب بشأنه .. تاي بجدية: أعلم ذلك .. اينوري بتفاجؤ: ايه تعلم ! .. تاي: أنني اعلم بأنك تخفي الكثير من الأشياء عنا .. وماذا في ذلك ؟ .. اينوري بضيق: بالرغم من انكما كنتما صادقين معي في الكثير من الأشياء إلا أنني لازلت اكذب عليكما .. لذا انا لا استحق البقاء معكما .. تاي: هل أنت احمق ! .. هل هذا ماكان يزعجك .. اينوري بغضب: هل تسخر مني ! .. ضحك تاي: بجدية ! .. انا اعلم تمامًا بأنك تملك اسبابك الخاصة لأخفاء ماتخفيه .. اينوري: اجل ولكن ! .. تاي: اذًا سأنتظرك ! .. اينوري باستفهام: تنتظرني ؟ .. تاي: سأنتظرك حتى اليوم الذي تقول لي ماتخفيه بنفسك .. عندما تصبح جاهزًا يمكنك اخباري بذلك .. اينوري بإحباط: انه ليس بهذه السهولة .. إن اخبرتك ربما لن تتحدث معي كما تتحدث معي الآن .. تاي: لماذا تظن ذلك .. صمتت اينوري ليكمل هو قائلًا: مهما كان ما تخفيه .. فهو لن يغير نظرتي عنك ! .. ولن يغير علاقتنا .. لذا لست بحاجةٍ للقلق على شيئٍ غبيٍ كهذا .. اينوري بعدم اقتناع: حقًا .. اخذ يعبث بشعرها بقوة: توقف عن إظهار هذه التعابير الكئيبة .. ثم ضحك: بجدية لايمكنني اخذك على محملٍ جدي بهذا الشعر ! .. اينوري بغضب: اليس هذا بسببك ! .. عندها فقط ابتسم لها: هاقد عادت طاقتك اخيرًا .. ثم قال بتذكر: آآه هذا صحيح .. اينوري: ماذا ! ..

نهض ليتناول كيسًا كان قد تركه على الأرضِ مسبقًا: لقد حصلت لك على صبغةٍ جديدةٍ من إحدى الفتيات .. بالرغم من انها ليست بنفس درجة لونك الطبيعي ولكنها قريبة له .. اينوري باهتمام لايخلو من الحماس: ايهه ! حقًا .. اذًا هل استطيع التجول بدون قبعةٍ الآن .. اخرج تاي العلبة بضحك: اجل يمكنك هذا .. وبهذا لامزيد من الإعتداء على المعلمين ..

ثم اخذ يتفقد العلبة بتساؤل: ولكن كيف يمكننا استخدامه .. اينوري: الطريقة واضحة .. فلنستدعي شين سينباي .. ضحك تاي: معك حق انها الطريقة الأمثل لكل شيئ .. هذا الذكي لايقوم بشحن هاتفه غالبًا لذا سأضطر للبحث عنه .. اينوري باستفهام: الم تكونا معًا .. تاي: لقد كنا ولكنه اختفى فجأة عندما كنت بإجتماعي المعتاد .. تهجمت لتقول بنبرةٍ ساخرة: لا ألومه على هذا .. تاي: ربما ذهب للمكتبة .. سأذهب لتفقدها ..

بعد خروج تاي احست اينوري بهالةٍ غريبة قادمة من قسم تاي فتحركت لقسمه لِتُفاجئ بوجود شين امامها يقرأ كتابًا .. كان جالسًا على الارض بجانب الطاولة المكتبية الخاصة بـ تاي حيث كانت تخفي وجوده من الجهةِ الأخرى .. حدثته بصوتٍ شاحب: هل كنت هنا طوال الوقت ! .. اجابها بدون ان يبعد ناظريه عن الكتاب: مالإجابةُ برأيك .. اينوري: هل سمعت كل شيئ .. شين: وماذا إن سمعت .. اينوري: كلا لا مشكلة في ذلك .. ولكن لماذا لم تخبرنا بوجودك هنا .. شين: لم ارد مقاطعتكما .. اينوري: لقد كان تاي سينباي يبحث عنك .. شين: اعلم .. نظرت له باستغراب " في لحظاتٍ كهذه كان دائمًا ما يعذبني بأسئلته .. ولكنه وبدون ان أُدرك كان قد توقف عن ذلك عند نقطةٍ ما ! .. لماذا ؟ ": نيه شين سينباي .. رد عليها بهدوئه البارد: ماذا .. اينوري: لماذا برأيك يتوقف الشخص عن السؤال .. ابعد ناظريه عن الكتاب لينظر لها بهدوء: ربما قد فقد اهتمامه .. او وجد الأجابة التي يريدها .. اينوري: أيهما انت ؟ .. عاد ليكمل كتابه بلا أي مبالاة: همم من يعلم .. اخذت تنظر له بإضطراب " لطالما كان شين سينباي مدركًا لكل شيئ .. اذا كان الأمر هكذا فهل يعقل بأنه مدركٌ لحقيقتي ! " .. لاحظ شين اضطرابها بطرف عينه فقال: ربما أكون قد فقدت اهتمامي .. ردت بتفاجؤ: ايه ! حقًا ..

في هذه الأثناء دخل تاي الغرفة بصخب: اوي لقد اخبرني بعض الرفاق بأنهم شاهدوا شين يدخل هنا .. التفتت اينوري: اجل انه هنا .. تقدم تاي ليقف بجانبها وينظر لصديقه بعدم تصديق: مالذي كنت تفعله هنا بحق ! .. شين ببرود: اقرأ .. تاي: هل تمزح .. فلتخبرنا بوجودك منذ البداية اذًا .. لماذا تقوم بالإختباء .. شين: لَم اختبأ .. أنني جالسٌ فحسب .. تقدم تاي وجلس امامه ليسحب وجنتاه بتنهد: يالك من وغدٍ شقي .. توقف عن التصرف كالتماثيل .. فلتظهر تفاعلًا على وجهك .. عندها دفعه شين بقوة ليرتطم رأسه بمرتبة السرير ..

نهض تاي ممسكًا برأسه واخذ يتآوه: آآه ما مشكلتك ! لماذا أصبحت عنيفًا فجأة .. نهض شين لينظر له بتهكم ويتحدث بنبرةٍ مقلدة: مالمشكلةُ في ذلك فكلانا فتيان .. تاي باستغراب: هاه ! مالذي يعنيه هذا .. تجاهله شين وامسك بمعصم اينوري ليسحبها قائلًا: لقد اردتني ان اصبغ شعرك اليس كذلك .. فلنقم به الآن .. نظر لهما تاي بعدم تصديق وهما يذهبان " الآن فقط هل قام بتعنيفي وتجاهلي ! .. أيعقل بأن هذا الفتى يمر بفترة التمرد " ..

وفي هذه الاثناء في المبنى الثاني .. كانت رِاي قد دخلت ذلك المخزن لتنظر لهيكو وقد كان مستلقيًا على الأرضية فتحدثه: الا تمل من النوم طوال الوقت .. نهض هيكو بملل: النوم هو كُل ما يمكنني فعله .. ثم نظر لها مشيرًا إلى جيبها فأخرجت هي هاتفها لتقول: لاتقلق لقد قُمت باطفائه .. لدينا خمس عشرة دقيقةٍ فقط .. عندها تحدث بجدية: اذًا هل انتِ من اخبرتهم بشأن شقيقة ايون .. راي: ولماذا لا تكون انت من اخبرهم .. فأنت تكره شقيقها كثيرًا .. نظر لها بحدة: اه اجل اكرهه بشدة .. فقد قام ذلك الوغد بالتخلي عني .. ولكنني لم اقم بإفشاء ايٍ من اسراره .. راي: لماذا ؟ .. لماذا مازلت متعلقًا بإيون هكذا .. هيكو بانفعال: اخبرتكِ بأنني اكرهه الا تفهمين هذا .. لقد تخطيت ايون منذ زمن .. لم يعد امره يهمني .. راي: انك تقول هذا كما لو كنت تريد إقناع نفسك بذلك .. انك تريد ان تكرهه ولكنك لاتستطيع ..

تجاهلها هيكو وتحدث وكأنه لم يسمع : اذًا الم تعرفي من هو الوغد المسؤول عن اعمال التنصت .. نظرت له راي بعدم تصديق" اذًا فهو لايريد مواجهة الحقيقة .. ياللجبان " .. ثم تحدثت بكل أريحية: انه رقم اثنان .. رد بفضول لايخلو من الاستغراب: رقم اثنان ؟ .. راي: انني اعلم بهوية جميع الأعضاء عدا شخصًا واحدًا .. وهو رقم اثنان .. قطب حاجبيه باستنكار: وكيف لا تعرفينه الم يعرف ايون هويته .. راي: انه يعرفه بالتأكيد .. ولكنني لم ارى اسمه ذلك اليوم .. لم يتسنى لي الوقت لأراه فقد تملكتني الصدمة من هوية رقم واحد .. هيكو: اذًا الن تخبريني بهوية هذا الحقير ! .. راي بصرامة: لايمكنني اخبارك .. ولكنه بالتأكيد ليس الشخص الذي يقوم بالتنصت .. من يقوم بالتنصت لابد بأنه يضع السماعات في اذنه طوال الوقت فهو يقوم بسماع جميع احاديث الاعضاء تقريبًا طوال اليوم .. ولا شيئ من هذا ينطبق على بقية الاعضاء .. وايضًا .. هيكو: ماذا ؟ .. رِاي: انها مجرد نظرية ولكن يبدو بأن الرئيس الفعلي للمنظمة هو رقم اثنان وليس واحد .. هيكو: هاه ! اوليس رقم واحد هو من يرسل لنا جميع الأوامر .. راي: بحسب نظريتي فـ رقم واحد مجرد واجهة ودرع لرقم إثنان .. هيكو: اذًا فـ رقم واحد وضع كفداءٍ لرقم اثنين .. راي: اعتقد هذا .. نظرت لساعتها: لقد قارب الوقت على الإنتهاء لايمكننا اطفاء هواتفنا اكثر من هذا .. فسيلاحظون ذلك .. هيكو: انتهينا اذًا ..

التفتت له قبل ان تخرج: اذًا هل ستقوم بمهمتك الجديدة .. هيكو بضحكة: هل تمزحين ! .. بالطبع سأقوم بها .. فأنتِ تعلمين تمامًا مالذي يحدث إن لم ينفذ احدنا الأوامر .. راي: سيتخلص الرئيس منه .. لأنه اصبح بلا فائدة .. ابتسم قائلًا: لماذا تسألين اذًا .. راي: اردت التأكد فحسب بأنك لم تفقد صوابك .. سأبقى على اتصالٍ معك كما العادة .. ثم خرجت ليعود هو بإلقاء نفسه على الأرض وينظر للسقف بتعابيرٍ فارغة " لازلتُ اخبر نفسي مرارًا وتكرارًا بأنني اكرهه .. ولكن جزءٌ مني لايريد تصديق ذلك !! .. لماذا لازال هذا الجزء متعلقٌ به بشدة ! .. لماذا لا يسمح لي بكرهه .. مالذي فعله ايون لي حتى لا أستطيع ان اكرهه هكذا !! " ..

نعود للغرفة رقم مائةٍ وخمسون وقد كان شين قد انتهى لتوه من تجفيف شعر اينوري فأسرعت هي لتنظر للمرآة بحماس حتى تتلاشى ابتسامتها وتصرخ بغضب: ماهذا بحق خالق الجحيم !!! .. انه لايشبه لون شعري ابدًا .. اقترب تاي وهو يكتم ضحكه بقدر الإمكان: انه لونٌ اشقر كشعرك .. بالرغم ان درجته مختلفةٌ تمامًا .. التفتت له: هل فعلت هذا عمدًا .. رد بضحك: اخبرتك مسبقًا بأنه ليس كلون شعرك .. شين: على الأقل انه افضل من اللون الوردي .. اينوري بخيبة: اه اجل انه كذلك .. شين: لستَ بحاجةٍ للإكتئاب هكذا فسينمو شعرك مع الوقت مجددًا .. وبهذا يمكنك قصُ الصبغةٍ لاحقًا .. عندها انفجر تاي ضحكًا: يا إلهي لا اصدق بأنه اعتقد ان الصبغةَ ستعيد له لون شعره .. ركلت اينوري قدمه بقوة حتى سقط ليصرخ بألم: آآآه مالذي فعلته .. اينوري: انك تستحق هذا .. ثم امسكت بذراع شين لتسحبه خارج الغرفة: لنترك هذا اللعين يموت وحيدًا .. شين: فكرةٌ رائعة .. نهض تاي ليلحق بهما بعدم تصديق: اوي انتظراني .. ما هذه الخيانة التي اراها الآن .. التفتت له اينوري بابتسامة ساخرة: انك تستحق ذلك .. شين: لا إعتراض ..

ابتعدا كلاهما عنه بسلك مساراتٍ مختلفة حتى فقدا اثره فنظرت اينوري خلفهما: يبدو بإننا اضعناه .. شين: معك حق .. عندها فقط سمعا صوتًا من خلفهما: ها انت تلهو هنا كالحمقى ووالدتك العاهرة ستتزوج رجلًا اخر بعد غد .. التفت له كلاهما لتنظر له اينوري " هذا الفتى ! "

يتبع ...

وحوش كالازهار (متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن