الفصل الثاني والخمسون: ندم

123 13 36
                                    

في المشفى .. جلس ليون على الكرسي مقابل الطبيب بعد ان اتم فحوصاته المعتادة .. نظر الطبيب للنتائج ليعبس بغضبٍ: هل انت تهتم بنفسك حتى ؟؟ .. لماذا حالتك تزداد سوءًا كل شهر ! .. ارتسمت على وجهه ابتسامة باهتة: لا فائدة مني .. انا اعلم هذا .. تنهد الطبيب: اخبرتك بأن لا تضغط على نفسك كثيرًا .. يجب ان تأخذ راحةً من فترةٍ لأخرى .. هل انت متعجلٌ لترك العالم لهذه الدرجه .. ليون بخيبة: اعتذر .. ضرب الطبيب الطاولة بغضب: لست اخبرك هذا لتعتذر .. فلست انا من سيخسر شيئًا هنا .. كما تعلم حتى لو كنتُ طبيبًا لايمكنني فعل اي شيئ .. فالتغيير يبدأ من المريض .. رد بإنصياع: انني اتفهم هذا .. الطبيب: إن انتقلت للمرحلةِ التالية ولم تتحسن .. حينها حتى العملية لن تجدي نفعًا .. وايضًا اخبرتك بأن تترك عملك في المصنع فهو السبب الرئيسي لحالتك .. قبض ليون يده: لايمكنني ذلك .. انني بحاجة له .. الطبيب: الم تخبرني من قبل انك تشغل اربع وظائف؟!!! فلتترك المصنع اللعين ولتكتفي بالباقي .. هل النقود اهم من حياتك ! .. رد بجدية: ليست النقود ولكن ابني كذلك .. تنهد الطبيب: يمكنني اعارتك النقود لهذه الفترة فلتترك العمل فحسب .. سأبحث لك عن عملٍ اخر ايضًا ! .. ابتسم ليون: كلا .. اشكرك حقًا ولكن هذا ليس عملك انت بالفعل تقوم باكثر مايمكن تقديمه .. ثم نهض قائلًا: سأحرص على اخذ الدواء وسأكون هنا بعد اسبوعان من الآن .. حالما خرج ضرب الطبيب قدمه بالأرض: ياله من عنيدٍ بحق .. الا يستطيع التخلي عن كبريائه قليلًا ؟ ..

في الظهيرة .. استخدم ليون هاتفًا عموميًا ليتصل بشخصٍ ما ولم تمضي ثوانٍ حتى تردد صراخه في اذن ليون: انيكي !!!!! .. ابعد ليون السماعة بقشعريرة: اعتقد بأنني فقدت اذني .. صرخ ساي بغضب: اين كنت طوال هذا الوقت !! .. لقد ظللت مرارًا وتكرارًا اتصل على هاتفك .. انتظر لحظة لماذا تكلمني من رقمٍ عام .. ليون: لقد بعت هاتفي .. ساي بعدم تصديق: ماذا ! .. هل اصبحت فقيرًا لهذه الدرجة !! .. رد بضحكة: نوعًا ما .. ساي: هل هذا شيئٌ يدعو للضحك .. سمعتُ بأنك انفصلت عن تلك المرأة ! .. لماذا لم تعد للمنزل اذًا ! .. صمت لبرهة ثم رد بنبرةٍ مختلفة: كيف لي ان اعود .. فقد طُرِدت مسبقًا .. ساي بغضب: آآآه حقًا انك تفقدني صوابي .. لماذا انت عنيدٌ كوالدي هكذا ! .. انسى الامر سأعود بنفسي لليابان واخذك هناك .. ليون: لست بحاجةٍ للعودة .. ساي: لقد حجزتُ التذكرة بالفعل .. تستغرقُ الرحلة اثنى عشر ساعة لذا سأصل في الغد .. ليون: هاه لايمكنك ترك مكانك الآن .. ساي: فلتذهب الشركة للجحيم .. سأذهب للمطار حالًا .. ثم اغلق السماعة ليقف ليون بتهكم: متسرعٌ كعادته ..

اخرج مذكراته من جيبه ليقرأ بتذكر: آه صحيح انه وقت سداد إيجار الشقة .. لابد ان العجوز سيجن تمامًا إن لم يحصل على شيئٍ اليوم فقد اجلت الدفع لخمسة اشهر .. وايضًا .. ابتسم قائلًا: سيكمل شين السادسة من عمره اليوم ..

عاد ليون للشقةِ قرابة المساء ليدخل بصوتٍ  يكاد يسمع فيرى شين يقرأ بين كومةٍ من الكتب ليناديه قائلًا: اين هو فتى عيد الميلاد .. يلتفت شين ليرمي كتابه ويسرع لإحتضان والده بتذمر: لقد تأخرت .. ضحك والده: هل اشتقت لي كثيرًا .. ابتعد شين ليقول بابتسامةٍ واثقة: قمتُ  بتحضير العشاء عندما كنتَ غائبًا .. ليون بفزع: ماذا ! مالذي فعلته .. دخل ليون المطبخ ليرى عاصفةً من الفوضى بأرجاء المكان فيقول بتنهد: مانوع الإعصار الذي مر هنا .. التفت لشين ليبتسم رغمًا عنه: مالذي قمت بصنعه .. ابتسم شين: سلطة .. ليون: انني احاول الا انهار الآن .. شين: قرأت بأن السلطة لها فوائد كبيرة .. لذلك صنعتها لك حتى تشعر بالتحسن  .. التفت له ليون ليبتسم من قلبه فينحني ويرفعه بضحكة: عيد ميلادٍ سعيدٍ لبطلي الصغير .. احتضن شين والده: شكرًا لك ابي .. انزله ليون قائلًا: فلتحضر الكعكة لقد نسيتها عند المدخل .. وبجانبها هديتك ايضًا ..

اسرع شين ليجد الأكياس ولكنه يلاحظ كيسًا اخر فيأخذ لمحة لما بداخله ويفتجئ بمجموعةٍ كبيرة من الأدوية لتختفي ابتسامته ويعبس قليلًا .. ولكنه يتركها ويأخذ باقي الأكياس للطاولة .. ثم يذهب ويسحب والده ليخبره: فلتجلس انا سأقوم بكل شيئ اليوم .. ليون: سأحضر السكين على الاقل فربما تؤذي نفسك .. شين بحزم: كلا .. اصبحت اجيد استخدام السكاكين جيدًا .. اجلس فحسب .. ليون بخضوع لايخلو من التذمر: آآه حسنًا ..

كان ليون يراقب شين فيحاول ايجاد سببٍ للنهوض ولكن شين يمنع حدوث ذلك حتى انتهى من تجهيز كل شيئ .. نظر ليون للطاولة المنظمة بإشراق: نوعي المفضل من المائدة تمامًا .. اخذ شين السكين ليقشعر والده فيقول بقلق: دعني اقم بها فحسب .. شين: كلا استطيع ذلك .. تنهد والده ووضع يده على خده ليعود لمراقبته .. بدأ شين بتقطيع الكعكة لقطعٍ متساوية ليعلق والده: وااه دقيقٌ حتى بالتقطيع .. التفت شين: سيأتي صاحب الشقة لاحقًا لذا سأترك له قطعة .. ربما يتحسن مزاجه وينسى امر النقود قليلًا .. ضحك ليون: كما هو متوقع انت منقذي .. ثم قال بإدراك: ولكن ما ادراك عن قدومه .. شين: انه يأتي كل شهر بنفس هذا اليوم والوقت .. لقد حفظت التاريخ .. ليون: اه بذكر ذلك سيأتي عمك لزيارتنا غدًا .. شين باستفهام: عمي ؟ .. ليون: اجل شقيقي الأصغر .. انه يرأس احدى فروع والدي بأمريكا .. شين بقليلٍ من الضيق: وماذا عن ابي .. لماذا لا مكان له .. صمت قليلًا ولكنه قالها فحسب: حصلت بعض المشاكل بيني وبين ابي لذلك قال بأنه لايريد رؤية وجهي مرةً اخرى ..

شين: ياللقساوة .. لايفترض به ان يكون هكذا .. ليون: لم يكن قاسيًا حقًا .. عندما اعيد النظر للأمر ادركتُ تمامًا بأنني كنتُ احمقًا واستحق ما حدث لي .. فقد عصيت اوامر والدي وافتعلت الكثير من المشاكل .. استفهم ببراءة: لماذا فعلت ذلك .. ابتسم ليون ليقول بصوتٍ مرهف: عندما يصبح لديك شخصًا مميزًا انه فحسب سيصبح كالأسجين الخاص بك .. لن يهمك العالم مقارنة بذلك الشخص .. ستقوم بفعل الكثير من الاشياء لأجله حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن كل شيئ وافتعال المشاكل مع والدك وتخييب امل للعائلة .. شينتشي سيفهم ما أعني تمامًا عندما يكون لديه شخصٌ كهذا .. رد شين: انني افهم ذلك فأنا املك شخصًا كهذا .. ليون باستغراب لايخلو من الدهشة: ايه ! حقًا !! .. اكمل بصوتٍ لايكاد يسمع: انه ابي .. صمت ليون للحظة ولكنه سرعان ما احتضن شين بصخب: يا إلهي انني على وشك البكاء .. شين: ستخسر ماء جسدك هباءًا إن بكيت بلا سبب ..

عندها صمت للحظة ليسأل بجدية: ابي .. نظر له ليون باهتمام: ماذا ؟ .. شين: هل كانت امي هي شخصك المميز .. اومئ بإيجابية: اجل .. شين: الا تندم على ذلك .. ليون: بالطبع لا .. فأنا املك شين الآن .. وهذا يكفيني ..

وبعد مدة بينما كانا يتناولان الطعام احس ليون بضيقٍ قليلٍ في حلقه لاحظه شين فيسأله بقلق: ابي هل انت بخير ! .. ابتسم ليون كعادته: بالطبع لاشيئ مهم .. ولكنه بعد قليل بدأ يسعل بشكلٍ خفيف .. شين بقلق واضح: انت لست بخير .. نهض والده: كلا انه لاشيئ ! .. احتاج بعض الماء فحسب .. توجه للمطبخ ليشرب الماء ولكنه اسقط الكأس وعاد للسعال مجددًا ولكن بشكلٍ اكبر.. حتى سقط على ركبتيه .. اسرع شين نحوه بقلقٍ كبير: ابي مالأمر !! .. حاول ليون التوقف عن السعال وعندما ابعد يده كانت قد امتلئت بدمائه .. ارتعب شين من المنظر ليقول بأرتجاف: ابي يجب ان نذهب للمشفى حالًا !! .. التفت له ليون بلا اي حواس فأخذ شين يهزه: ابي هل تسمعني !! .. ولكنه سرعان ما سقط ارضًا فاقدًا وعيه .. توقف شين للحظة ولكنه اسرع محاولًا  اياظه ولكن دون فائدة .. لمس جبينه وقد كانت حرارته مرتفعةً بشكلٍ غير طبيعي !! .. وتنفسه بدأ يصبح ضعيفًا .. ارتعب اكثر وبدأ في البكاء ولكنه تماسك ليسرع للهاتف ويتصل بالإسعاف .. رد الموظف: كيف يمكنني مساعدتك .. على الرغم من كل الخوف والضغط الذي كان يستحوذ عليه الا انه حاول التحدث بشكلٍ مفهوم: إن والدي في حالةٍ سيئة جدًا .. رد الموظف بإنزعاج بعد سماع صوته دون ان يعي كلامه: هل انت طفل .. اه يا إلهي اطفال هذه الايام لايكفون عن الإتصال .. ما إن سمعه شين حتى امتلئت عيناه بالدموع وبدأ بالتلعثم: كـ كلا والد-.. قاطعه الموظف بسخرية: ماذا هل تشاجرت مع والدك ياصغير .. اكمل: كلا لدي حالةٌ طارئـ- .. قاطعه صوت الموظف الذي بدا وكأنه يتحدث الى زميله: انه طفلٌ اخر فحسب .. ضحك زميله: مالامر هل هو اليوم العالمي للإتصال ام ماذا .. الموظف: اراهن بأنه قد تعلم رقم الإسعاف للتو واتصل ليجر- .. لم يتسنى له سماع الباقي فقد اغلق الموظف الخط بعدم اهتمام .. فأخذ ينظر للهاتف بعدم تصديق وبدأ في الإرتجاف والبكاء اكثر .. وقد حاول الإتصال مرة اخرى ولكن دون جدوى .. جرب الإتصال بالشرطة ولكن لم يستجب له اي شخص .. فرمى سماعة الهاتف واسرع للخارج باحثًا عن المساعدة .. بدأ في طرق جميع الابواب ولكن مجمعهم السكني كان قديمٌ جدًا بحيث لم يسكنه الكثير لذلك لم يجد احدًا .. وكانت المنطقة شبه نائية لذلك لم يجد اي احدٍ اخر ..

عاد للداخل بعد ان جاب المنطقة كلها تقريبًا وتوجه للهاتف مرةً اخرى ليجرب اخر ماتبقى له .. امسك بالسماعة ولكنه لم يستطع حتى رؤية الأرقام بسبب دموعه فقام بمسحها ليتصل بذلك الرقم فترد والدته: مرحبًا ؟ .. تحدث بأنفاسٍ متقطعة: امـ ـي  ان ابي .. فوجئت والدته بصوته لتقاطعه بإنزعاجٍ واضح: شينتشي ! .. لماذا تتصل في مثل هذا الوقت .. شين: ارجوكِ ساعدينـ .. عندها قاطعه صوت رجل ما: اوي من الذي يحدثك .. ابعدت سايا الهاتف: لا احد مهم .. ثم حدثته مرة اخرى: اعتذر شينشتي ولكنني مشغولةٌ الآن قليلـ .. قاطعها بتوسل: ارجوكِ اسمعيني هذه المرة فحسب .. ردت بإضطراب لايخلو من الاستغراب: مالأمر ! .. ولكن ذلك الرجل سحب الهاتف من يدها ليسمعه بدلًا منها .. اكمل شين حديثه: إن والدي يحتضر .. فلتساعـ- .. قاطعه الرجل بنبرةٍ جافة: فلتدعه يرقد بسلامٍ اذًا .. ثم اغلق الخط ..

نظرت له سايا بعدم تصديق: مالذي قمت بفعله للتو .. الرجل: ماذا قلتي بأنها ليست مكالمة مهمة .. سحبت هاتفها بغضب: هذا لايسمح لك بفعل ذلك .. الرجل: اذًا هل تريدين التحدث لإبنك بهذه الشدة .. سايا: كلا ليس كذلك ولكن الامر بدا جديًا لذا انا قلقةٌ قليلًا .. الرجل بسخرية: لقد عاش بدونكِ  بخير قرابة السنة فمالذي يريده الآن .. سايا بإضطراب: لا اعلم .. الرجل: لقد سبق وتركتِه لماذا انتِ تترددين الآن .. وايضًا والده معه فمالذي يريده منكِ .. سايا: حسنًا معك حق .. ليون برفقته فلماذا القلق ..

كان شين ينظر للسماعة بصدمة لتنساب دموعه بغزارة .. أسرع نحو والده وهو يبكي بشدة .. اخذ يحركه محاولًا ايقاظه: ابي ارجوك استيقظ .. دعنا نذهب للمشفى .. امسك بوجه والده ليبكي بحرقة: ابي انا اسف جدًا .. اسفٌ لأنني لم الاحظ ذلك منذ البداية .. بلا اي فائدةٍ تذكر كانت الخيبة قد اصابته بعد ان فقد كل امله .. وضع رأسه على صدر والده ليسمع اخر ماتبقى من نبضات قلبه .. منتظرًا حدوث معجزةٍ تنهي هذا الكابوس الذي كان يعيشه ..

بعد حلول المساء وصل صاحب المكان ليستغرب وجود الباب مفتوحًا .. فيدخل ليفتح فمه بصدمة: يا إلهي  مالذي يحدث هنا بحق خالق السماء !!!!! ..

في اليوم التالي .. كان شين جالسًا بجانب ضريح والده في الجنازة .. بلا اي احساسٍ لجسده الذي كان يحتضر ولا إدراكٍ لما كان حوله .. حاملًا تعابيرًا لم يحملها الأطفال بسنه .. في جهة اخرى كان عمه ينظر له بألم فيلتفت للعجوز باستنكار: لماذا جسدهُ بهذه الحالة ! .. تنهد العجوز: لقد قام بخدش انحاء جسده بشكلٍ فظيع .. لا اعرف مالذي استخدمه حتى .. عندما وصلت بالامس كان المكان مليئًا بالدماء لدرجة الصدمة .. ثم صمت قليلًا  ليكمل بندم: لو أنني وصلتُ ابكر قليلًا ! .. ساي: انه ليس خطأك .. قمتُ  بمراجعة سجل الهاتف وكان قد اتصل بالإسعاف مراتٍ عديدة ولكنهم قاموا بتجاهله .. العجوز: سمعتُ بأنه تم طرد جميع من كان له علاقة بما حدث .. ساي باستهزاء: طَردِهم ؟ .. لن يغمض لي رمشٌ حتى اقوم بإغلاق هذه المشفى اللعينة وحرقها بكل من يعمل فيها .. العجوز: قام ايضًا بالإتصال بالشرطة .. و رقمٍ اخر ؟ .. قبض ساي يده بغضب: كان رقم تلك الساحرة اللعينة .. لم تكتفي بتخريب حياة اخي فحسب بل حتى بعد انفصالها عنه وضعت دينها تحت اسمه لدرجة بأنه اصبح يشغل اربع وظائف في اليوم فقط ليسدده .. العجوز: لقد كان يؤجل وقت دفع الإيجار دائمًا حتى طفح بي الكيل وصرت اوبخه .. لم يخبرني ابدًا بما كانت ظروفه .. ساي: قابلتُ طبيبه في الصباح وقد اخبرني بأن اخي الغبي كان مصابًا بسرطان الرئة ولم يهتم بالعلاج كما ينبغي !! .. تبًا له ذلك الوغد .. بالأمس فحسب سمعتُ صوتهُ في الهاتف .. والآن ... ربت العجوز على كتفه بصمت بينما كان الأخر يغطي عيناه ويبكي بحسرة ..

نعود للحاضر .. وقد كان شين جالسٌ على احدى كراسي الحديقة وبجانبه اينوري التي تبعده ببضع امتار .. كان عقلها مليئٌ بالكثير من الضجيج اللانهائي "ماذا الآن ؟ .. مالذي افعله ؟ .. كيف انتهى بنا الامر هكذا حتى ! .. هل يجب ان اتحدث اولًا !- " .. عندها فقط تحدث بدون ان ينظر لها: ماكان ذلك قبل قليل .. التفتت هي باستغراب: ايه ذلك ؟ .. آآه ذلك .. لقد اعرتك كتفي .. انها تدعى مواساة الا تعرف ذلك .. التفت لها لينظر بصمت لبرهة فتقول هي بتوتر: ماذا ! .. ابعد ناظريه: شكرًا لك .. احمرت قليلًا لتقول بإنكارٍ سريع: ليس عليك شكري .. فأنا لم افعل شيئًا مقارنةً بما تفعله لي .. نهض قائلًا: فلنذهب .. لا اريد البقاء هنا اكثر .. لحقت به لتحدث نفسها " لازالت معنوياته منخفضة جدًا .. ارجو ان يكون بخير " ..

وبعد خروجهما من القاعة كان شخصٌ قد ابتسم بعدما كان يراقبهما من الأعلى فتقاطعه يوكا: اوي زينتارو مالذي تبتسم لأجله .. التفت زين لها: لقد رأيت شخصًا مثيرًا للإهتمام .. يوكا: من ! .. زين بتفكير: امم لا اعلم .. ابن زوجة ابي او شيئٌ كهذا .. ان العلاقات معقدة جدًا كما تعلمين .. يوكا: اليس اخاك اذًا .. زين: امم لا اعتقد انه اخي بهذه البساطة .. عندها قالت بتذكر: بذكر ذلك فقد قابلنا شخصًا مثيرًا للاهتمام ايضًا .. ابتسم بزائفية: ومن هو .. يوكا: لا اعلم بدت ملامحه وكأنه شخصٌ اجنبي .. توقع اخي كونه من طلاب السنةِ الاولى بسبب طوله .. زين: ولكنني لم ادعو اي احدٍ من السنة الأولى .. جميع ضيوفي من السنة الثالثة .. يوكا: ايه حقًا ! .. زين: امم ربما يكون الشخص المرافق لأخي المستقبلي .. ردت باستفهام: اخاك المستقبلي ! .. زين: انه ليس اخي الآن ولكنه سيكون لاحقًا .. سأتاكد من هذا بنفسي ..

في مكانٍ اخر .. تحديدًا في احدى الحانات الشعبية .. دخل ادم ليتوجه لطاولة صديقه ويضرب رأسه بالطاولة: اكاد اموت .. كان كيوسكي يراجع احدى مسوداته فينظر ادم اليه بتهكم: هل انا غير مرئي بالنسبةِ لك .. رد ببرود ودون ان يلتفت حتى: اوه ادم انت هنا مرحاا .. ادم: فلتذهب للجحيم .. وضع ماكان بيده جانبًا: هل انت سعيدٌ الآن .. ادم: اتمنى لو كنت كذلك .. كيوسكي: ما اخر الاخبار اذًا .. ادم: ايقنت تمامًا كون ابناء اختي على قيد الحياة .. بعد ذلك اليوم .. ولكنني لا اعرف عنهما اي شيئ !! .. واخبرني مساعد جدي بأنه لن يساعدني بأي شيئٍ الا عند موت جدي هل هذا معقول ! .. كيوسكي: ذلك اليوم انت تقصد الحفل اليس كذلك .. ادم: اجل .. لقد رأيتُ احدهما في الحفل لستُ متأكد ولكنني متأكد ! .. اعني لقد كان يملك عينا هازيل !! ورؤيته اشعرتني بشعورٍ غريب .. كيوسكي: فلتركز على الفتى اذًا .. ان وجدت واحدًا فستجد الثاني بالتأكيد .. ادم: هل تظن ذلك .. ولكن حتى ايجاد واحدٍ ليس بالسهل .. بالرغم من انني رأيتهُ ذلك اليوم ولكنني لا اعرف عنه اي شيئ ! .. لا شيئ فحسب !!! .. لا اسمه الحالي ولا مدرسته ولا عائلته ..

كيوسكي: فلتبدأ بالبحث اذًا .. قلت بأن الحفلة كانت لعائلة كو .. ادم: كانت لإبن احد اصدقائهم .. صاحب الحفل كان اسمه شينتشي .. سمعته من بعضهم .. اه صحيح لقد كان يشبهك بعض الشيئ .. لم استطع النظر له جيدًا كانت لمحةً فحسب .. فقد اصبت بنوبةٍ غريبة .. كيوسكي بتهكم: ياللإحراج .. ادم: اخرس فحسب .. على اي حال يبدو بأن بيرنار صديقٌ له او يدرس معه لايهم .. المهم بأنني إن وجدته سأجد بيرنار بكل تأكيد ! .. كيوسكي بتهكم: لماذا لا تسأل شخصًا من عائلة كو فحسب .. ادم: هل جننت لا اريد اي شيئٍ يربطني بهم .. كيوسكي: هل تمزح اذًا .. كيف يمكنني ايجاد شخصٍ بهذه المعطيات .. طالب ثانويةٍ يدعى شينتشي .. كم فتىً في هذه البلاد يدرس في الثانوية بهذا الاسم .. ادم: لاتنسى بأنه يشبهك .. كيوسكي بلا اي تعابير: انسى الامر فلتنتظر موت جدك فحسب .. ادم: بجدية ! فلتجد اين يدرس فحسب .. عاد كيوسكي لمسودته بهدوء: هممم .. سأفكر بالأمر ..

في هذه الاثناء كان كلٌ من شين واينوري قد ركب السيارة لينطلق السائق في طريقه .. في هذا الوقت لاحظت اينوري درج كتبٍ بالسيارة لم تلاحظه من قبل .. فقالت بدهشة: هل تحتفط بكتبٍ هنا ايضًا .. التفت شين: انني اضع الكتب المفضلة لي هنا .. اعيد قرائتها عند شعوري بالملل .. ردت باهتمام: إن كانت المفضلة لك فلابد انها جيدة جدًا .. شين: جميعها لنفس الكاتب .. انه نفس الكاتب ايضًا للكتاب الذي اعرتك اياه .. انه يدعى ايتشيكي كيوسكي .. كاتبي المفضل ..

يتبع...

وحوش كالازهار (متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن