دخل هيكو ووضع ورقته على طاولة الاستاذ بعدم اهتمام .. نظر الاستاذ لورقته ليتمتم بحدة: حجزٌ بسبب عدم حضور الحصص الدراسية .. لماذا يدخل امثالك المدرسة منذ الأساس .. هيكو: فلتناقش هذا الموضوع مع والداي من فضلك .. نظر له الاستاذ بعدم تصديق: ولديك جرأةٌ للردِ ايضًا .. هيكو: يبدو ذلك .. الاستاذ: لننهي هذه الثرثرة .. ولتتوجه للمقعد رقم واحد وثلاثون .. تحرك هيكو للخلف بملل وفي هذه الاثناء استيقظت اينوري لترفع رأسها بتثاؤب ولكنها اوقفت تثاؤبها حالما رأت هيكو " اليس هذا الفتى من الصورة ! " ..
⠀
كان هيكو ينظر لها بصدمة واخذ يتمتم بلا شعور: ايون ! .. ولكنه سرعان ما ادرك نفسه وجلس على مقعده الذي كان بجانب اينوري واخذ ينظر للنافذة " تمالك نفسك ياهذا انها شقيقته التوأم .. ايون رحل منذ زمن "⠀
كانت اينوري تنظر له باستغراب " هل قام للتو بتجاهلي .. لقد كان ينظر لي منذ قليل بكل تأكيد .. هل يعقل بأن هذا بسبب خلافه مع ايون" .. كان هيكو ينظر لها بطرف عينه " تشابههما اربكني للحظه .. لماذا بحق لازلت اتأثر بذلك الوغد كاللعنة !! "
⠀
كانت اينوري لاتزال تنظر له ليشعر هو بالإضطراب " مابالها تَنظُر إلي هكذا ! .. كيف لها ان تعرفني بالأصل ! .. او ربما هي تنظر للنافذةِ فحسب " .. لاحظت اينوري بأنه كان ينظر لها بطرف عينه فلوحت له .. رفع حاجبيه باستغراب " انها تعرفني ! .. لابد بأن احدًا ما اخبرها بعلاقتنا السابقة .. بالرغم من اني اكدت بأن تلك الذكرى لن تُفتح مرةً اخرى .. " .. اينوري " ماباله ينظر إلي هكذا .. وكأنه على وشك انتزاع عيناي واكلها " .. نظرت للاستاذ الذي كان مشغولًا بحاسوبه " يبدو بأنه منغمسٌ في ما يفعل .. على الأرجح بأنه لن يسمعني من هنا "
⠀
ثم اقتربت نحو هيكو لتهمس له: اوي .. نظر لها باستنكار ورد بنفس نبرتها الهامسة: ماذا ! .. اينوري: انت تعرفني اليس كذلك .. هيكو بنبرة استهزاء: اعرفك جيدًا اكثر مما تتخيل حتى .. مالذي تريده ؟ .. اينوري: اريد الحديث معك فحسب .. هيكو: عن ماذا ؟ .. اينوري: لربما سمعت بذلك .. انني اعاني من فقدانٍ في الذاكرة .. هيكو: اعلم بهذا .. وماذا في ذلك .. اينوري: لقد سمعت بأننا كنا مقربين كثيرًا في السابق .. هيكو: كنا ولم نعد .. اينوري: امم حسنًا .. الا يمكنك اخباري بما حدث بيننا .. هيكو: ولماذا علي ذلك ؟ .. ابتسمت اينوري رغمًا عنها لتخفي مزاجها الذي بدأ في التعكر: الا ترى بأنني اطلب منك ذلك بلطفٍ الآن .. هيكو: لا اريد اخبارك .. تحدثت بصوتٍ مرتفع: ولماذا لن تخبرنـ..ي .. في هذه اللحظات ادركت صوتها ونظرت للاستاذ ويبدو بأنه لم يسمع شيئًا .. ثم تنفست براحة لتحدث هيكو مرةً اخرى: لا اعرف حقًا مالذي حدث من قبل .. ولكن الا يمكنك نسيان الماضي .. اعني يمكننا البدءُ من جديد .. وايضًا ان اخبرتني بما حدث سأعتذر بكل صدق عن افعالي الماضية .. هيكو بمماطلة: ستعتذر اذًا .. اينوري: سأعتذر بالطبع إن كنتُ مخطئًا .. ابتسم هيكو: فلتركع وتتوسل إلي بمسامحتك اذًا .. سأفكر عندها بإخبارك .. نظرت له بعدم تصديق لترد بإنفعال: مالذي تقوله ياهذا ! .. هل جننت ! .. عندها تحدث الاستاذ بغضب: انت يامن بالخلف .. التفتت له اينوري " اللعنة لقد امسك بي ": اه اعتذر عن ذلك .. ثم اعتدلت بجلستها لتتذمر داخلها " مامشكلةُ هذا الفتى بحق خالق الجحيم ! .. ماذا ؟ اركع له .. كيف يمكن لشخصٍ كهذا ان يكون صديقًا لأخي .. لو كان كذلك لن يقوم بذل صديقهِ بهذا الشكل .. سأتأكد من علاقتهما بنفسي "
⠀
ثم وضعت رأسها على الطاولة باستسلام " اللعنة على كل شيئ " .. واغمضت عيناها لينتهي بها الأمر نائمة لبقية الوقت .. واستيقظت على صوت الأستاذ الغاضب: اوي ايها الفتى الن تستيقظ .. نهضت اينوري بخمول لتنظر حولها وترى المكان مظلمًا بأكمله ولم يكن هناك شخصٌ اخر غيرها لتقول: كم الساعة الآن ! .. الاستاذ: لقد تخطت السادسة بالفعل .. نظرت له اينوري بعدم تصديق: لماذا لم توقظني من قبل !! .. فوقت حجزي انتهى منذ الساعة الخامسة .. الاستاذ: ايقاظك ليس من عملي .. اينوري: ولماذا ايقظتني الآن اذًا .. الاستاذ: لان ساعات عملي قد انتهت وسأقوم بأغلاق الفصل .. نهضت اينوري وخرجت بتذمر: اللعنة ! مامشكلته بحق .. كان عليه ايقاظي قبل هذا .. نظرت بعد خروجها للمر وقد كان المكان مظلمًا تمامًا: اللعنة لا كهرباء ايضًا ! .. حسنًا انا اخر شخصٍ يحق له التذمر بشأن هذا .. ولكن حاسوب ايون كان مدهشًا بحق اعني بضغطةِ زرٍ فحسب احدث كل هذه الفوضى اللعينة .. انه مذهل ..
⠀
بدأت في المشي بخطواتٍ بطيئة بسبب الظلام فمصدر الضوء الوحيد كانت المصابيح الخارجية وفي هذه الاثناء بدأت بسماع خطواتٍ امامها ثم تليها ضوءٌ ساطع لم تتمكن من الرؤية من خلاله .. توقفت بقلق " من هذا ! ايعقل بأنه شخصٌ من الحراسة الليلية .. يجب عليه الا يراني " .. تراجعت للخلف ليتقدم هو اكثر حتى استدارت وبدأت بالجري ولكنه قام باللحاق بها .. اخذت تنظر خلفها وقد كان يقترب بها بسرعة لم تستطع تخطيها حتى وصل لها وامسك بها لتستدير بتبرير: لم اقم بالهرب من غرفتي .. اقسم بذلك ! .. رد عليها بصوته الهادئ: مالذي تقوله .. استعت عيناها باستغراب: شين سينباي ! مالذي تفعله هنا .. شين: جئت لأخذك .. بما ان كاميرات المراقبة لن تعمل الليلة فستكون الحراسة مشددة .. امسك بمعصمها ليسحبها: ان امسكوا بك فلا اظن بأنك ستخرج من غرفة الحجز مرةً اخرى ..
⠀
كما قال شين كان المكان مليئًا بالمشرفين فقاما باستخدام درج الطوارئ للخروج من المبنى .. بعد خروجهما قهقت اينوري بحماس: ان الأمر يبدو كالمهمات السرية بالأفلام .. شين: وتشعر بالحماس ايضًا .. اينوري: وماذا عنك الا تشعر بالحماس ولو حتى قليلًا .. شين: كلا .. اينوري: بماذا تشعر اذًا .. اخذ ينظر لها لبرهة ثم استدار ليتقدمها: لا شيئ .. لحقت به اينوري: لايمكن الا تشعر بأي شيئ .. شين: يبدو بأنني ولدتُ بلا مشاعر .. اينوري: بحقك ها انت مجددًا .. نظر لها باستنكار: ماذا .. اينوري: لقد رأيتك تضحك كثيرًا .. لايمكن لشخصٍ يملك ضحكةً مثلك ان يكون بلا مشاعر .. انك سيئٌ في التعبير عن مشاعِركَ فحسب .. رد ببعضٍ من السخرية: بحقك منذ متى اصبحت تتكلم هكذا .. اينوري: تاي سينباي علمني ذلك .. شين: ذلك الابله يثرثر باشياء لا داعي لها بحق ..
⠀
بعد مدة ساد الصمت بينهما لتكسر اينوري ذلك الصمت بشيئٍ خطر ببالها: هل علاقتك بوالدتك بذلك السوء .. نظر لها لتقول هي بتبرير: لقد قال تاي سينباي من قبل بأن علاقتك انتهت بها او شيئٌ كهذا .. ليس عليك حقًا ان تجيب ان لم ترد ذلك .. شين: ليست سيئة لذلك الحد .. بل يمكنكِ القول بأن لاعلاقة بيننا بالأصل .. اينوري: اليس هذا معناه بأن علاقتكما سيئة .. شين: كلا لا علاقة بيننا .. اينوري: لايمكن هذا فهي والدتك .. هل تكرهها لهذا الحد .. شين: لست اكرهها .. لا اهتم بها .. انها كالغرباء بالنسبةِ لي .. اينوري: يبدو لي بأنك تكرهها لتقول هذا الكلام .. توقف لينظر لها بصمت لتقول هي بغرابة: ماذا هناك ! .. انا لم اقل شيئًا خاطئًا .. عندها تحدث بغيرعادته: في الحقيقة لم افكر بكره والدتي قط .. ولكنني لا احبها ايضًا .. يمكنك القول بأنني لا اطيقها فحسب .. وحدث سابقًا بأنني ظننت ان كل النساء مثلها .. لايهتمن سوى بالتفاهات المتعلقة بمواعدة الرجال .. عديمات مسؤولية ولا فائدة منهن .. كل مايفعلنه هو الابتسام وادعاء اللطافة كالحمقى .. كائناتٌ مزعجةٌ بحق .. ثم صمت للحظة وهو يحدق بها: ولكن يبدو بأنني اخطأت .. فليس جميعهن كذلك .. اينوري: ومالذي غير رأيك .. اشاح بنظره: لا شأن لك بهذا .. اينوري: لماذا ! .. شين: يبدو بأنني اخبرتك الكثير .. لذا يجب عليك انت إخباري الآن .. اينوري: اخبرك بماذا .. استدار لها بجدية: هل كنت انت المتسبب بحادثة الإنذار اليوم .. اتسعت عيناها وظهر عليها الإرتباك الذي لم تستطع اخفائه لترد بتردد: مالذي يجعلك تظن هذا .. شين: بعد خلافك مع المعلمةِ الذي حدث الصباح .. يبدو بأنك غادرت الفصل وحدث ان اندلع جرس الإنذار بعد مغادرتك بمدة .. ومهما نظرتُ للأمر لايمكنني ان اراه كصدفة .. لم تتحدث هي واخذت تنظر له ليكمل قائلًا: دعني اغير سؤالي قليلًا .. مالذي قمت بفعله بعد مغادرتك للفصل .. ردت بصوتٍ خافت لايملؤه السرور: لقد كنتُ في غرفتي .. شين: مالذي كنتَ تفعلهُ هناك ..
⠀
حالما فتحت فمها للتحدث لم تسنح لها الفرصة لقول اي شيئ فقد امسك شين بيدها ليجري بعيدًا بعد ان لمح احد المشرفين بالخارج .. بعد ذلك كانا قد وصلا لسكن الطلاب فقادها شين لغرفتها بلا اي كلمة ثم تركها لتقول بتردد: شكرًا لك لأيصالي .. ثم استدارت لتدخل ولكنه اوقفها ليعطيها كيسًا ما .. فتأخذه باستغراب: ماهذا .. شين: لابد بأن تكون جائعًا فقد فاتك وقت العشاء .. لذا قمت بأخذ البعض لأجلك .. شعرت بالغرابة ولكنها سرعان ما ابتسمت بعفوية: شكرًا لك لقد كنت اظن بأنني سأموت الليل من الجوع .. قام شين بحك رأسه: امم ليس عليك شكري .. وايضًا .. اينوري باستفهام: ماذا ؟ .. شين: اريدك ان تعلم بأنني في صفك .. اعني تاي في صفك دائمًا لذا لن اكون انا ضدك .. هذا ما اردت قوله فحسب .. ثم سارع بالذهاب بلا اي كلمةٍ أخرى وكانت هي تنظر له " يبدو الامر وكأنه اخبرني للتو بأن لا اقلق .. انني اعلم تمامًا بأن شينتشي سينباي شخصٌ جيد بطريقةٍ لن يفهمها الكثير .. انه كثيرًا مايساعدني بطريقته الخاصة .. انني اعي هذا تمامًا لذا من المستحيل ان اقلق منه "
⠀
ثم دخلت الغرفة لتفاجأ بتاي امامها الذي كان يبدو بأنه على وشك الخروج .. حالما رأها قال بانفعال: مابالك تأخرت كل هذا الوقت .. لقد ظننت بأنهم امسكوا بك .. اينوري: كلا لقد نمت في الحجز ثم قام شين سينباي بإيصالي .. قطب تاي حاجبيه باستغراب: ماذا ! .. ولماذا لم يخبرني بذلك .. كنت سأتي معه .. اينوري بسخرية: لو اخذك لتم امساكنا منذ البداية بسبب صخبك .. تاي: انظر لنفسك هاقد عدت لوقاحتك المعتادة ..عندها قالت بإدراك: هل انت خارج .. تاي: كلا .. لقد كنت ذاهبًا لتفقدك بعد تأخرك .. ثم اعطاها كيس طعام: انه عشائُك .. لابد انك لم تتناول شيئًا .. نظرت له اينوري بتفاجؤ ولكنها سرعان ماضحكت قائلة: انكما تتشابهان بالفعل .. تاي باستفهام: هاه مالذي تقصده .. ابتسمت: كلا لاشيئ .. سأكلهُ بامتنان شكرًا لك .. تاي: لا داعي لشكري .. لا شكر بين الاصدقاء ..
⠀
يتبع...
أنت تقرأ
وحوش كالازهار (متوقفة)
Misteri / Thrillerفي بعدٍ اخر .. بين مجموعة من الكاذبين .. لا اعلم من اصدق ومن لا اصدق .. انه بُعد لم يكن علي الدخول له .. فانا في الاصل لا انتمي لهذا العالم الغريب المليئ بكائنات تدعي بانها بشر .. ولكنها ليست سوى وحوش تجسدت بشكل ازهار انيقة .. قد تعجبون فيهم منذ الن...