الفصل السادس والثلاثون: صدفةٌ مدبرة

123 12 13
                                    

كانت السيارة قد توقفت عند تلك البوابات الضخمة التي حالما رأتها اينوري نطقت باستغراب: ماهذا انها تسع قطيعًا من الفيلة .. ضحك تاي: ليس وكأنها تختلف عن منزلك .. وبعد وصولهم للفناء الأمامي استرجل ثلاثتهم ليتوجهوا للمبنى الرئيسي وكانت اينوري تحوم بنظرها حول المكان بذهول حتى اصطدمت بشين الذي توقف فجأة .. لتقول بتفاجؤ: اللعنة لماذا توقًـ .. ثم تدرك نفسها: ا-اعني انني اعتذر .. يلتفت لها شين: لا بأس فقد توقفت لأخبرك بانه يوجد امامك درج حتى لاتتعثر وتكسر جبينك .. نظرت له اينوري: ا-اه شكرًا لك " بشكلً ما انه يتحدث اكثر من المعتاد " .. ولم تمضي ثواني حتى قام الخدم بفتح الباب ليصطفوا جميعًا مرحبين بتاي الذي كان يقف بالمقدمة وخلفه صديقاه: اهلًا بعودتك سيدي الصغير .. نظرت لهم اينوري: وااه يبدو وكأن هؤلاء الاشخاص قد تدربوا كثيرًا لقولها بشكلٍ متزامن .. شين: انه مجرد ترحيب لا داعي للتدرب عليه .. اينوري وهي تلحق به: اذًا فحتى ترحيبهم من النوع المتطور .. ينظر لها شين ليضحك بخفة على غبائها فتحدق هي به وتبتسم ببلاهةٍ عفوية .. وفي هذه الاثناء كان رئيس الخدم قد تقدم بابتسامة متكلفة: لقد مر وقتٌ طويل تاي ساما .. تاي يبادله الابتسامة: اهلًا رايزاكي .. ينظر رايزاكي لشين ليبتسم بإشراق: يسعدني رؤية نجمنا لليوم .. ثم يسقط نظره على اينوري ليرفع حاجبه بابتسامة: يبدو ان لدينا وجهٌ جديدٌ هنا .. تاي: اه انه سيكيا ايون .. الخادم بابتسامة: وريثُ مشفى سيكيا اذًا اهلًا بك ..

اينوري باضطراب: اه اجل .. ثم همست لشين الذي كان يقف جانبها: مالذي يقصده هذا الشخص بالضبط .. نظر لها شين ليهمس بإذنها قائلًا: انه يرحب بك لكون والدك يملك مشفى سيكيا والتي ستكون لك مستقبلًا .. اينوري بإدراك: اه هكذا اذًا .. وبعدها توجهوا لقاعة الحفلات وقد كانت اينوري تنظر حولها لترى الاضواء البراقة تسطع في كل زاويةٍ من المكان بسبب تلك الثريات الكرستالية الضخمة المعلقة بالسقف و التي تستطيع قتل شخص ان سقطت عليه كان هذا اول ما تبادر لذهنها ثم عادت لتركز على الارض المخملية المغطاة بالسجاد الاحمر فأخذت تنظر لحذائها " اتسائل هل صُنع السجاد الاحمر للأحذية الفاخرة ام العكس ".. وفي اثناء غوصها في عالمها عاد وعيها عندما ادركت بانها كانت على وشك السقوط من درج الطابق الثاني حتى امسك بها شين من الامام .. فتبتعد هي بسرعة: ا-اعتذر .. شين بلا تعابير: لا بأس .. كان تاي قد نزل مسبقًا لمنتصف الدرج ليقول: يالك من اخرقٌ الا تنتبه اين تضع قدمك .. نظرت اينوري له ثم نظرت لشين الذي كان بجانبها " هل يخيل إلي ام انه يقوم بمحاذاةِ خطواتي !  طوال الوقت " .. بعد ذلك نزل كلاهما حتى توجهت جميع الانظار نحوهم ليصفقوا لوصول نجم الحفل بحرارة ..

كانت الموسيقى الكلاسيكية تتردد في المكان مختلطةً بثرثرة الآخرين بالنسبة لاينوري فكانت تلحق بشين وهي تنظر يمينًا ويسارًا لكل تلك الوجوه الغير مآلوفة التي تغلفت بالكامل بالضحكات المتفاخرة .. وبعد دقائق ينتهي بهم الامر عند احدى الطاولات فينظر تاي حوله ليقول: وااه لقد اكتظ المكان من اول ساعةٍ فحسب .. عندها فقط يلمح شخصًا: اعذراني لدقيقة .. فيذهب نحوه لينتهي الامر بهما معًا .. لتقول اينوري: من ذلك الشخص .. شين: السيد تاراكي والد تاي .. ولم تمضي دقائق حتى اتى تاي برفقة والده نحوهما كان شخصًا قد احتلت التجاعيدُ وجهه وضاقت فتحة عينه ليصبح بنظر اينوري شخصًا من كبار السن الذين اكتفوا بأيامهم التي عاشوها " لايبدو كشخصٍ سيئ " .. فيبتسم هو عند رؤية شين: تسعدني رويتك شينتشي .. شين: اشكرك سيدي .. ويلتفت لاينوري ليقول تاي: انه سيكيا ايون .. فيقول والده: تُشرفني رؤيتك .. اينوري بارتباك: ش - شكرًا .. وفي هذه الاثناء لمحت اينوري ذلك الشخص الذي كان متوجهًا نحوهم: غريب ان هذا الوجه يبدو مألوفًا بحق !! .. ولم تمضي ثوانٍ حتى عادت بها ذكرياتها لذلك الوقت فتختبأ بسرعة خلف شين لينظر لها هو بطرف عينه بلا اي ردة فعل .. فيأتي ذلك الشخص ليقول بصوته المبهرج: مباركٌ لصاحب هذا الحفل .. شين: اشكرك هيكاري .. يضحك هيكاري ويضرب كتف شين بمباغتة: فلتقم بإظهار بعض التفاعل في وجهك يا فتى .. ثم يلتفت لتاي ويقوم بالعبث بشعره المنسدل بكلتا يداه: كيف تجرؤ على جعل شقيقك يشتاق اليكَ هكذا .. يبعد تاي يداه بضحكة: كما تعلم فأنا لم اعد طفلًا ! .. ثم اخذ يتحدث بحماس: على اي حال فأنا اريد تقديم صديقٍ جديدٍ لك .. هيكاري بابتسامة يملؤها الاهتمام " ويقول انه ليس بطفل ": رائع هل حصلت على صديقٍ جديد .. فيشير تاي لاينوري التي كانت تقف خلف شين: انه سيكيا ايون .. هيكاري بضحكة: واين هو هذا الفتى .. يلتفت تاي لها ليدرك اختبائها فيسحبها قائلًا: اوي مالذي تفعله .. تبعده اينوري بغضب: توقف عن سحبي هكذا ايها الـ .. عندها فقط تدرك بأن هيكاري كان ينظر لها فتخفي وجهها بكلتا يداها " اللعنة !!! لقد رأني " .. ينظر لها تاي بعدم تصديق: الم اخبرك الا تتصرف بحماقة .. اينوري " حسنًا لا اظن بانه سيتذكرني على اي حال .. فانا ابدو كشخصٍ مختلفٍ الآن " .. فابعدت يدها لتنظر لهيكاري فيحدق هيكاري بها ليصرخ: اااا مخفر الشرطة !! .. اينوري: اللعنة تم كشفي .. تاي باستغراب: ايه هل تعرفان بعضكما .. اينوري باستسلام: حسنًا لقد تم القبض علي سابقًا لأنني قمتُ بركله .. تاي بصدمة: ايه !! هل قمت بضربِ اخي ايضًا .. شين بلا اي تعابير: انها هوايته .. هيكاري بضحكة: لا بأس فأنا لم اكن بوعيي الكامل ذلك اليوم انه خطأي .. التفت تاي له: حقًا ! .. هيكاري: اجل .. لم اتوقع حقًا بأن نلتقي هكذا ثانيةً وايضًا كصديق اخي ..

اينوري بتهجم: اجل اجل .. ليس وكأنني سعيدٌ لرؤيتك .. ضحك هيكاري: لاتخبرني بانك لاتزال غاضبًا مما حدث سابقًا .. انني اعتذر بحق .. نظرت له اينوري " هو لم يتذكر ذلك اذًا " فتنهدت براحة: لا بأس فقد نسيت كل ذلك منذ مدة .. تاي: وااهه يبدو بانك قد وسعت هوايتك بشكلٍ كبير .. اذًا ماذا هل التالي هو والدي .. اينوري: اخرس فحسب لقد كان دفاعًا عن النفس .. عندها فقط لاحظت اينوري كاي الذي يبدو بانه قد وصل للتو لتلوح به من بعيد .. فيتوجه كاي لهم بارتياح: لقد ظننت بانني قد تهت حقًا .. ضحكت اينوري: حسنًا لا الومك لهذا .. ان المكان اشبه بمتاهة .. وفي هذه الاثناء بدأ الجميع بالأستمتاع بتناول مختلف الأطعمة والمشروبات بجوٍ لايخلو من الثرثرة

كانت اينوري تنظر لألوان تلك المشروبات بإضطراب منها الازرق والاصفر والاخضر: ماهذه الاشياء بحق الجحيم .. شين: انها ملونات طعامٍ فحسب .. اينوري بانهداش: هكذا اذًا .. كاي وهو على نفس حالها: مالذي تعتقده بشأن مذاقها .. اينوري بتفكير لايخلو من الاهتمام: معك حق من الصعب توقع كيف سيكون مذاقها .. شين: يمكنكما تذوقها فهي صالحة للشرب كما تعلمان .. نظرا له بذهول: واهه معك حق كيف لم نفكر بهذا .. شين: كما يقال إن الطيور تقع على اشكالها ..

وفي هذه الأثناء كان التجمع حولهما قد توسع شيئًا فشيئًا بقدوم العديد من الناس للترحيب بشين ومنهم العديد من طلاب المدرسة .. وفي هذه اللحظات كان هيكاري يخترق اينوري بنظراته العميقة وهو يشربُ كأسه لتظهر فجأة على وجههِ ابتسامةً جانبية " يبدو ان وقت اللعب قد حان " .. فأخذ يحدثها بصوتٍ لايشوبه ارتياب ليسرق انظار جميع من حوله وسط ذلك التجمع: بالعودةِ لذلك اليوم الم تكن حينها فتاة .. عندها فقط اختفت ابتسامتها لتتسع عيناها وتلتفت له بصدمة " اللعنة هل فقد هذا الشخص عقله ! " .. اما بالنسبةِ له فلازال يبتسمُ تلكَ الابتسامة المستفزة لها ويكمل مدعيًا إدراكه: هذا صحيح فقد ناداكِ الشرطي بالفتاةِ ايضًا .. كان الصمتُ قد ساد بين الجميع فاخذت هي تنظر يمينًا ويسارًا ببطئ حتى تدرك بانها كانت محور انظارهم فتلتفت للأرض لتنظر لقدميها وقد كان التوتر قد سيطر عليها " يـمكنني ان انكر هذا اليس كذلك ، لو قمتُ بإنكاره فهل سيصدقونني ببساطة !! .. اللعنة لماذا اصبح الموقف لعينًا هكذا ! " .. هيكاري: ماهذا لماذا صمت فجأةً هكـ .. عندها فقط تقدم شين ليقول بحدة: كما يبدو بان ذاكرتك لم تغطي ذلك اليوم بشكلٍ جيد .. لابد انك نهمت بالشرب لدرجة قيامك بمهاجمة شخصٍ لا تعرفه ثم بدأت تهلوسُ بشأن هويته .. الا تعتقد  بأنك فضحتَ نفسك بما يكفي .. صُعق هيكاري من الأهانات المفاجئة التي توجهت له ليخفي حنقه بضحكة متكلفة: يبدو انني اصبت بالخرف المبكر .. فيضحك الجميع معه كمجمالةٍ حمقاء .. كان نظر اينوري قد تحجر على شين منذ لحظة حديثه " هل قام للتو بإنقاذي " .. فنطقت وهي تنظر له بصدمة بصوتٍ بالكاد يسمع: شكرًا لك .. نظر لها هو ليظهر وجهه تعابيرًا مختلفة فيضع يده على نصف وجهه ليخفي ذلك: لم يكن شيئًا ..

وفي هذه الاثناء وبين هؤلاء الضيوف كان يمشي بخطواتٍ ثقيلة غير مبالية ويحك رأسه بانزعاج حتى تقدم له السيد كانامي شقيق تاي بذهول: حسنا حسنا من النادر ان ارى عضواً من عائلة فينيس يحضر حفلاً لنا .. التفت له ادم ليخترقه بنظراته ثم يبتسم بكلفة: لاتستغرب هذا ففي النهاية أنا لا املك امرأةً لاقضي معها وقتي كبقية افراد عائلتي .. استفزت هذه الجملة كانامي كثيراً ولكنه حافظ على قناعه المجامل بابتسامة: مزحةٌ طريفة .. على اي حال دعني اعرفك بصاحب الحفل اراهن انك لم تره للآن ..

توجها الاثنان لذلك التجمع .. ليشير كانامي على تاي: هذا اخي الصغير تاي .. التفت ادم بابتسامة مجمالة: تشـ .. في تلك اللحظة اتسعت عيناه بعد ان وقع نظره على اينوري التي كانت بجانب تاي ليضع يده على فمه بصدمة: هـ ـازيل !! .. لاحظ تاي تغير ملامحه فقال بقلق: هل كل شيئٍ بخير !! .. اما اينوري فقد كانت تنظر للارجاء بسذاجة وكان بجانبها شين الذي ادرك ردة فعل ادم تماماً " يمكنني معرفة الى اين تنتمي ملامح ايون الاجنبية الآن ! " .. اما بالنسبة لأدم فأمسك برأسه وتراجع ادراجه مظهراً اعراضاً للدوارِ ليجثو فجأة على ركبتيه فيلتفت الجميع له .. تسرع اينوري كردة فعلٍ طارئة لتمد يدها منحنيةً له: هل انت بخير ! .. ليرفع بنظرها نحوه .. وفي هذه اللحظة تقابلت اعينهما ..

يتبع ...

وحوش كالازهار (متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن