الفصل السابع والخمسون: حقيقة صادمة

836 18 64
                                    

نهضت اينوري لتخرج من الغرفة بسرعة متوجهة للغرفة رقم مائتان وخمسة .. دخلت بهدوء حتى لاتتسبب في أي ضجيج وتوجهت نحو شينتشي لتتفاجئ بوجوده مستيقظًا على ضوءٍ خافت فينظر لها هو بعدم تصديق وكأنه يرى خيالًا أمامه: مالذي تفعله هنـ- .. قاطعته: آشش .. اخفض صوته: بحقك .. اقتربت اكثر لتأخذ الكتاب من يده وتمسك بذراعه: فلنذهب .. شين باستنكار: ماذا ! .. سحبته من مكانه: لا وقت للحديث .. اسرع ! .. خرجا من المبنى بحذر ليتحدث هو اخيرًا: مالذي تفعله الآن ! .. ردت بإنفعال: لا تسألني عن اي شيئ .. ثم أخذت تفكر بقلق: يجب ان نخرج من المدرسة .. ولكن البوابة الرئيسية مراقبة لا اعلم كيف سنفعلها حتى !! .. سحبها شين: اعرف طريقًا أخر ..

مشى بطول ذلك السور حتى وصل لبوابة صغيرة كانت في احدى زواياه فنظرت هي بدهشة: منذ متى كان يوجد مخرجٌ هنا .. شين: انه باب طوارئٍ سري .. اينوري: وكيف تعرفه إن كان سريًا اذًا .. تحدث وهو يحاول فتحه: لم اعرف بوجوده الا اليوم .. قمتُ ببعض الابحاث حتى يستطيع تاي الدخول بعد حظر التجول .. ثم التفت لها: لقد فُتح .. نظرت بتعجب: وااه كيف فتحته !! .. شين: لايهم كيف .. اذًا الى اين سنذهب ؟ .. اينوري بتذكر: اه صحيح .. فلنحصل على سيارة اجرةٍ اولًا .. لدي الموقع في الهاتف .. شين: عُلم ..

وفي سيارة الأجرة كان السائق متوجهًا للمكان بينما كان الصمت سيد الموقف بينهما .. كان شين ينظر للنافذة منذ ركوبه للسيارة دون ان يلتفت لها وكانت هي تنظر له محدثةً نفسها بقلق " ما الأمر معه  ..الا يزال منزعجًا لهذه الدرجة .. الا يفهم .. أنا حقًا لا أستطيع إخباره .. لاسيما بعد ما حدث اليوم تأكدت تمامًا بأنهم ليسوا مزحة .. من المستحيل ان ادعه يتورط في شيئٍ كهذا .. لا اريد تعريض اي منهما للخطر بحق ! " .. عندها فقط حدثته بعد نفاذ صبر: الا تزال غاضبًا ! .. التفت لها بكل هدوء: كلا .. اينوري: بلى انت كذلك ! .. شين: لست كذلك .. أخبرتك بأنني سأجد كل شيئٍ بنفسي .. وانتهى .. ردت بإنفعال: فلتفعل مايحلو لك ! .. شين: يبدو بأنني لست الغاضب هنا بعد كل شيء ..

بعد ساعةٍ تقريبًا كان تاي ينظر للساعة هاتفه كل دقيقتين فقاطعته سايا: تعلم بأنني لن انتظر طويلًا اليس كذلك .. حالما كان سيتحدث اتصلت به اينوري فنهض مسرعًا: انتظريني للحظة .. خرج ملتفتًا يمينًا ويسارًا حتى لمح صديقي فيسرع نحوهما: لماذا تأخرتما هكذا .. اينوري: ضللنا الطريق إلى هنا .. امسك تاي بشين: لايهم .. فلتأتي معي فحسب .. سحب شين يده باستغراب: مالذي يحدث هنا .. التفت تاي لها: الم تخبره .. اينوري: كلا وما شأني .. شين بإستنكار: يخبرني بماذا ! .. نظر له تاي: هناك شخصٌ يحب ان تقابله .. فلنسرع لا وقت لدينا .. توجها للداخل وحالما لمح شين والدته توقف مكانه ونظر لتاي: هل تمزح معي الآن .. تاي: هناك شيئٌ يجب ان تسمعهُ منها .. رد بإنفعال: لا اريد ذلك .. وضع تاي يده على كتفه ليحدثه بجدية: ثق بي .. هذه المرة فقط .. تركه ليبتعد: سننتظرك أنا وايون في الخارج ..

التفت شين مرةً اخرى لوالدته .. أخذ يتقدم بخطواتٍ بطيئة تصحبها تنهيدة طويلة .. حتى وصل للطاولة ..فتلتفت هي له وتعتليها الصدمة من رؤيته امامها .. كانت فكرة مقابلته فقط قد سببت لها ضيق تنفسٍ مليئٍ بالتوتر ولكنه الآن امامها ! .. جلس مقابلها بلا اي كلمة وهي لازالت صامتة بملامحٍ مصدومة .. حتى تحدث هو بنبرته الهادئة: ماذا لديك ؟ .. تحدثت بتوترٍ واضح لم تنجح في اخفائه: طلب مني صديقك ان اوضح سوء الفهم الذي تحمله .. هذه الممثلة القديرة كانت قد مثلت امام ملايين وملايين من الناس بكل ثقة ولكنها الآن تكاد تموت من التوتر امام ابنها .. اخذت نفسًا عميقًا وامسكت بكلتا يديها: في الحقيقة وجودك لم ينتج عن خيانة ابدًا .. والدك .. صمتت قليلًا لتقول بعد تفكير: أعني ليون .. كان يعلم بالحقيقة .. نظر لها بتفاجؤ لتكمل قائلة: مشاعر والدك لم تكن كذبةً نحوك .. بالرغم من انكما لم تتشاركا الدماء ولكنكما كنتما كعائلةٍ حقيقية .. كان يحبك كثيرًا كما لو كنت ابنه حقًا .. عادت له بعض تلك الذكريات الدافئة التي حملها مع والده فقال ببعضٍ من الجفاء: اجل .. كنا عائلة حقيقية بدونكِ .. ابتسمت بشحوب: أتعلم لماذا كَرهت النظر إليك سابقًا .. اكملت بغصةٍ في حلقها: لقد كنت تذكرني بذلك الشخص .. دائمًا ما اراه فيك .. كان من الصعب نسيانُه بوجودك .. لهذا كان لابد علي من تركك .. كرر ورائها باهتمام لايخلو من الفضول: ذلك الشخص .. سايا: والدك البيولوجي .. رد سريعًا: لستُ مهتمًا بشخصٍ مثله .. ردت بإنفعال: كلا ! .. انني اتفهم كل ما مررت به ولكن كان ذلك خطأي .. ذلك الشخص لم يخطئ بأي شيئ .. رد باستنكار: مالذي تتحدثين عنه ! .. اعتدلت بحديثها: لقد أصبحت كبيرًا الآن .. لم تعد ذلك الطفل الصغير الذي انزعج منه .. لذا اريد ان اخبرك الآن بالحقيقة التي يجب عليك معرفتها .. ربما قد ابدو كالأنانية لأنني اجبرك على الإستماع ولكـ .. قاطعها: اعلمُ بأنكِ انانية .. لستِ بحاجة لإخباري بذلك .. ضحكت ضحكة يتخللها بعض الأسى: بالرغم من انك لم تلتقِ به من قبل الا انك أصبحت تتصرف بطباعه .. وكأنك نسختهُ المصغرة .. شين: الن تدخلي في الموضوع .. اخذت تتمتم: باردٌ كالثلج مثله صريحٌ وهادئ .. انه ابنه بحق .. ثم ابتسمت لتكمل: في الحقيقة لا اريدك ان تكره ذلك الشخص هو لا يستحق ذلك .. شين: ولماذا لا افعل ؟ .. أجابت بتنهيدة: لانه لايعلم بوجودك بالأصل .. ظهرت ملامح التعجب على وجهه ..

فأكملت هي: انا لم اخبره عنك .. رفع حاجباه باتسنكار: ماذا ؟ .. نظرت له ثم اخفضت رأسها قليلًا لتقبض على يديها وبدأت تتحدث بتردد: انا .. كُنت انوي إجهاض الطفل .. نظر لها بصمت .. اكملت هي بتبرير: كُنت في الثانوية وكُنت قد دخلت مجال الفن للتو لم ارد ان اخسر الفرصة بسبب فضيحة او عبئٍ كهذا .. كنت سأحدثه بالأمر ولكننا .. أنا وهو انفصلنا لبعض الظروف لذلك لم اخبره .. كان كل شيئٍ على مايرام فقد كنت اذهب للمشفى بوقتٍ دوري للفحوصات .. حتى وقت العملية .. طبيبتي صعقتني بقولها " لايمكنكِ اخذ العملية " .. بتنهد: كان هناك خطرٌ كبيرٌ على حياتي لذلك انا فقط تحطمت .. حملي بك كان اشبه بالجحيم لي .. كان نهاية كل شيئ .. هذا ماظننته .. ولكن .. ليون قام بطلب يدي للزواج .. صمتت قليلًا لتمسح دموعها التي بدأت تنهمر بينما كان هو يستمع: كان ليون صديقًا لي منذ الطفولة .. لم املك احدًا غيره .. تقدم لي ليكون والدًا للطفل حتى لا اتعرض لأي فضيحة تهدد مستقبلي .. كانت تتحدث ببعضٍ من الصعوبة بسبب بكائها: بسبب زواجه بي تبرأت منه عائلته فواجه ظروفًا صعبة .. انا اخطأتُ بحقه كثيرًا لقد كنتُ صغيرة وحمقاء .. قبض شين على يده ليحافظ على هدوءه: وماذا عن الدين .. الم تكتفي برمي طفلكِ عليه بل وحتى دينك .. نظرت له باستغراب: دين ؟ عن اي دينٍ تتحدث .. شين بعدم تصديق: لستِ من فعل ذلك !! .. أكان ذلك الحقير الذي تركتي والدي لأجله .. اجابت وهي تبكي: مالذي تقصده بذلك .. قاطعها بوقوفه ليقول بكل برود: اظن بأننا انتهينا .. شكرًا لكِ على ولادتي .. واشكركِ على اخباري هذا الآن .. سمعتُ مايكفي .. اتمنى الا يجمعني بكِ اي شيئ اخر بعد الآن .. ثم توجه خارجًا ..

حالما خرج رأى اينوري امامه فأقترب منها لتلاحظه هي وتلتفت قائلة: هل انتهيت ! .. ذهب تاي سينباي ليستدعـ.. لم يتسنى لها اكمال حدثيها فقد احتضنها بشكلٍ مفاجئ لتتحجر مكانها .. همس في اذنها بنبرته الهادئة: أخبرتني مرةً بأنك سـ تعيرني كتفك إن احتجته .. دقيقةً واحدةً فقط .. وكل شيئ سيكون بخير ..

احست هي بذلك لابد ان الأمر كان صعبًا عليه .. اخذت تربت على ظهره بخفة ولم تمضي دقيقة حتى ابتعد عنها بصمت .. نظرت له بضيق وتمنت ان تقدم له اكثر من هذا .. وفي هذه الأثناء عاد تاي قائلًا: لقد أتى السائق لإصطحابنا .. ثم التفت لشين: كيف جرى الامر .. رد الآخر باستهزاء: شيئٌ غير متوقع كليًا .. تلك المرأة خارجة عن السيطرة .. لحظتها كان تاي يشتعل فضولًا ليعرف كل حدثيهما ولكن برؤيته لملامح صديقه اكتفى بالصمت ..

عاد الفتية قرابة الساعة الحادية عشر ونجحوا بالتسلل للداخل عن طريق باب الطوارئ .. وصلوا للغرفة رقم مائة وخمسة عشر قد كان من الخطر التحرك اكثر من هذا فمنع تاي شين من الذهاب لغرفته فينتهي به الأمر معهما ..

في اليوم التالي استيقظ شين قرابة الساعة السادسة فنظر لتاي الذي كان نائمًا على الأرض فيهمس: ياله من اخرق .. نهض وجلس ارضًا واخذ يعبث بوجه صديقه: اوي استيقظ .. ابعد تاي يده بانزعاج: دقيقتين فقط .. عندها قال شين بقليلٍ من السخرية: ياللهول انها الساعة الثامنة .. اتسعت عينا تاي لينهض بفزع: هل بدأ الاختبار ! أتمزح معي .. وقف واخذ يجمع حاجياته بسرعة: يا إلهي انا حتى لم اراجع اي شيئ .. لايوجد وقتٌ لأستبدل ملابسي حتى .. لماذا بحق خالق السماء لم توقظني من قبـ.. صمت بعد ان وقعت عيناه على الساعة فأخذ شين يضحك بخفة: هل رأيت وجهك .. تاي: لدي رغبةٌ كبيرة في ضربك الآن .. نهض شين ليضربه على كتفه بمباغتة: على الأقل لديك ساعتين الآن .. وقال بلحظة خروجه: اراك في الكافتيريا بعد عشر دقائق ..

وبعد خروجه توجه تاي لإينوري وسحب خدها كإنتقامٍ مما حدث له: فلتجلس حالًا .. فتحت عيناها بمزاجٍ سيئ لتصرخ في وجهه: اللعنة عليك .. لم انم جيدًا بسببك ! .. تاي: وما ذنبي .. اينوري: كله بسبب البارحة ايها الوغد ..

عند شين دخل غرفته بهدوء ليفاجئه رين بأبتسامة: يبدو ان احدهم قضى الليلة خارجًا .. شين: هاه ! .. رين: وقبل ليلة الاختبار ايضًا .. أهنئك على هذا يا رجل .. شين: اولًا انا لم انم خارجًا .. ثانيًا الامر ليس كما تظنه .. ضحك رين وهو يشعل سيجارته: بحقك كن رجلًا .. نظر شين للسجائر بإنزعاجٍ واضح: هذا ليس بشيئٍ تستنشقه من الصباح الباكر .. رين: اريد ان اترك اثرًا قويًا لاينسى في اخر ايامنا سويًا .. لم يتبقى سوى أسبوعين ونصف كما تعلم .. شين: ولماذا انت واثقٌ هكذا بأنها ستكون اخر ايامنا .. صمت رين للحظة ولكنه تدارك الوضع بسرعة: اذًا هل تريدني ان اكون واثقًا برسوبي للسنة الثالثة .. بالطبع سأتمسك ببعض الامل .. رد الاخر بعدم إهتمام بينما كان يستبدل ملابسه: وليكن .. وعندما كان على وشك الخروج لمح حاسوبًا على سرير رين ليرفع حاجبه بإستغراب: اليس هذا حاسوب ايون .. نظر رين للحاسوب الذي يبدو بأنه نسي اخفائه فأبتسم مخفيًا استياءه: اوه اجل لقد استعرته لبعض الوقت .. شين باستنكار: استعرته ؟ .. رين: اه لقد سكبتُ على حاسوبي بعض العصير فتعطل .. اردته لأدرس بعض الاشياء المهمة قبل الاختبار.. شين: تدرس ؟ انت ؟ .. حسنًا فلنفرض بأنك ستدرس لماذا لم تقم بذلك في المكتبة .. فالحواسيب هناك بعدد شعر رأسي .. رين: لم اكن اريد الخروج من الغرفة لذلك .. قاطعه شين: ومنذ متى كُنت تجلس في الغرفة بالاصل ؟ .. صمت رين ليعلن وصوله لنهايةٍ مسدودة .. ولكن شين لم يأبه بالأمر كثيرًا فقال: تأكد من اعادته فحسب .. ثم خرج محدثًا نفسه " الى أي درجةٍ من الغباء قد وصلت تلك الفتاة ؟ .. كيف تعير هذا الحاسوب اي شخصٍ يطلبه !! " .. عند رين امسك بالحاسوب لتظهر ملامح استياءه: اكره كون زميلي بالغرفة ذكيًا جدًا .. تغييرٌ في الخطة ..

تابع ...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 14, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وحوش كالازهار (متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن