كانت اينوري قد لاحظت بأن كين يخترقها بنظراته طوال الوقت وبعد انتهاء الحصة نهض متوجهًا نحوها فتخرج من الفصل ليهم باللحاق بها .. كانت في طريقها للكافتيريا ولايزال هو يخطو خلفها حتى اقترب منها وبدأ يهمس باستفزاز: لستِ حتى تتصرفين كالفتيان بل اصبحتِ واحدًا منهم ايضًا .. حبست انفاسها الغاضبة واكملت طريقها " تجاهليه فحسب فأنتِ ايون الآن .. انتِ شقيقكِ التوأم لا وجود لأينوري" .. اخذ يضحك: هل تدعين بأنكِ صماء الآن .. اراهن بأنكِ تدعين الكثير من الاشياء .. لم ترد عليه وحاولت ان تسرع اكثر ولكنه استوقفها واضعًا يده على كتفها ليناديها بأسمها بصوتٍ لايخلو من الأستفزاز: اينوري .. لم تستطع تمالك نفسها فاستدارت لتدفعه وتنهال عليه بالضرب اما هو فلم يقاوم البتة .. كان الطلاب قد تجمعوا واخذ بعضهم يصرخ: انه ايون مرةً اخرى .. لقد قام بالاعتداء على الطالب الجديد .. وفي هذه الاثناء اسرع تاي الذي كان بالقرب منهم ليمسك بيدها قائلًا: مالذي تفعله .. التفتت لتاي بعد ان ادركت بأن كين قد نجح في جعلها تبدو كالمذنبةِ تمامًا .. فيسحبها تاي بعدم تصديق وهو ينظر لكين: مالذي قمت بفعله للفتى المسكين .. نظرت له اينوري بلا أي رد ثم قامت بسحب يدها بعنف لتذهب بعيدًا: لا شأن لك بهذا .. فـ مرت بجانب شين وهي ومغادرة ليتقدم هو ويرى كين الذي اسرع الطلاب له لمساعدته على النهوض .. قطب شين حاجبيه باستخفاف: مالذي يفعله هذا هنا .. فيقترب منه تاي بتذمر: آآآه لم يمضي يومٌ على عودتنا وهاقد استخدم احدهم ككيس ملاكمة .. شين: الم تتعرف على ذلك الشخص .. يلتفت له تاي لثوانٍ: حسنًا ان وجهه مألوف اليس هذا بسبب انه احد الطلاب هنا .. على الارجح انني أرى وجهه من حينٍ لأخر .. شين: بل انه نفس الشخص الذي قام باختطاف ايون برفقة رفاقه مسبقًا .. يلتفت تاي له مرةً اخرى ليقول بإدراك: ايه ! كيف لهذا الشخص ان يكون هنا بحق خالق السماء .. شين: طالبٌ منتقل على الأرجح .. تاي: اذًا هل تعتقد بانه قام بإغاضة ايون .. شين: ايون لن يقوم بضرب شخصٍ بلا سبب وهذا يشمل ذلك الفتى ايضًا ..
⠀
عند اينوري كانت تمشي بالخارج بعد ان تملكها التوتر العصبي فتتوقف قليلًا لتحاول السيطرة على اعصابها فتلاحظ بعض الفتات الرملي الذي وقع على رأسها لتنثره عن شعرها باستغراب: هل اصبحت السماء تمطر رملًا الآن ام ماذا .. فتنظر للأعلى حتى تتحرك لليمين بسرعة ليسقط ذلك الآناء على الأرض ويتحول لحطامٍ بأقل من ثانية .. نظرت للأعلى لتبحث عن مكان سقوطه ولكنها لم تجد شيئًا فقد كانت جميع النوافذ مغلقة لتقول بعدم تصديق: كيف يمكن لهذا الشيئ ان يسقط من الفراغ !! ..
⠀
وفي مكانٍ اخر كان رين قد اجاب ذلك الاتصال ليسمع الصوت الالكتروني المعتاد: اذًا ماهو قرارك .. رين: سأفعلها .. ضحك ذلك الشخص: لم اكن اتوقع اجابةً اخرى .. يمكنك اعتبار نفسك متخرجًا منذ الآن .. ثم اغلق الخط لينظر للشاشة وقد كان المتحدث M " اسف يا صغيرة لقد حذرتكِ بما فيه الكفاية فأنا لا اريد امضاء بقية حياتي بين جدران الثانوية " ..
⠀
نعود لاينوري التي كانت تمشي بعقلٍ مشوش بسبب كل تلك الصواعق المفاجئة " كيف لشخصٍ من الطبقة العامة مثل كين ان ينتقل لمدرسةِ كهذه .. ان وجوده يشكل خطرًا كبيرً بالنسبةِ لي " عندها انتزعها تاي من شرودها بسحبه لها فجأة .. فنظرت له هو وشين بتفاجؤ: توقفا عن العمل كالفزاعات .. يقهقه تاي: كما تعلم لقد كنت اناديك منذ مدة ولكنك لم تسمع .. اينوري: اذًا ماذا !! .. تاي: مالذي تقصده بماذا .. يجب ان تشرح سبب مافعلته لذلك الفتى .. قبضت اينوري يدها بقلق لايخلو من الانفعال: ان ذلك الشخص مختلٌ عقلي بالكامل حتى انه قام باللحاق بي الى هنا ! .. تاي بتفكير: هل يريد الانتقام منك او ماشابه .. اينوري: ليس انتقامًا انه معقد لايمكنني شرحه .. عندها فقط تحدث شين: مالذي لايمكن شرحه .. نظرت له اينوري " هاقد بدأ بفقرته التعذيبية " ثم قالت بتردد: انه يريدني ملاحظته او شيئًا كهذا .. ثم صمتت لتكمل بغضب: ولكنه ليس اكثر من حشرةٍ فقدت عقلها .. لم يستطع تاي كتم ضحكته فقال ضاحكًا: مهما كانت الظروف مستفزة فإنها تصبح على لِسْانك مضحكةً بحق .. نظرت له اينوري بتهكم: ياللهراء ..
⠀
وفي تلك اللحظات التفتت اينوري لتلاحظ بأن جميع نظرات الطلاب من حولها كانت موجهةً نحوها مع الكثير من الهمس والثرثرة فتقول بريبة: مالخطأ في أعين هؤلاء الأشخاص .. ينظر تاي حوله باستغراب: هل أصبحنا محور احاديثهم ام يخيل الي ذلك .. شين: لابد انهم مولعين بالتحديق بنجم التنمر الجديد .. التفتت له اينوري: هاه تنمر ! .. اخرج شين هاتفه من جيبه ليريهما صفحة المدرسة: لقد قام احدهم بنشر مقطعٍ لك وانت تقوم بضرب طالب النقل .. انه يظهرك كمذنبٍ بالكامل فالفتى لم يكمل حتى يومه الاول في المدرسة .. نظرت اينوري لذلك الفيديو بعدم تصديق: كيف يتجرأ ذلك المعتوه على القيام بتصويري مرةً اخرى .. تاي باستغراب: هل تعرف من فعلها .. اينوري بحنق: بالطبع اعرفه يبدو بانه قد اشتاق لطعم قبضاتي كثيرًا .. وحالما كانت ستذهب امسكها تاي بجدية: هل جننت لايمكنك ان تقوم بافتعال شجارٍ اخر .. اينوري بانفعال: اذًا هل تريدني ان ادع الحمقى يفلتون من عقابهم .. يتقدم لها شين بنظراتٍ سادية لاتخلو من البرود: يجب عليك ذلك .. فالأمر ليس متعلقٌ بك انت فحسب بل تاي مشمولٌ في الصورة ايضًا .. لم تُعجب اينوري طريقته في الحديث لكنها اكتفت بالصمت لعدم امتلاكها أي حجةٍ اخرى .. فصمتت وتجاهلتهما لتعود للفصل بمزاجٍ معكر وقد كانت الحصة على وشك البدأ ولكنها وبشكلٍ مفاجئ لم ترى مقعدها في الداخل .. اخذت تنظر حولها بريبة لتدرك بأن شخصًا ما قام بالتخلص منه ..
⠀
نظرت حولها بعدم تصديق فقد كان الجميع يتجاهل النظر لها بشكلٍ واضح فأخذت تقهقه لتتمتم قائلة: اذًا ففي النهاية انا من اصبحت اتعرض للتنمر .. انا ! .. ثم قالت بصوتٍ مرتفع: من الوغد الذي قام بفعلها ! .. كان جميع الطلاب قد تجاهلوها تمامًا فضحكت هي بحنق: اذًا هل ستتصرفون كالحثالةِ هكذا !! .. اخذ ايوري يتحدث بعشوائية دون النظر لها: الا يمكنكم ان تروا بوضوح من الحثالةُ هنا .. التفتت له اينوري بعدم تصديق: ماذا ! ولديك لسانٌ لتتحدث به ايضًا .. عندها فقط اغلقت سيكاي كتابها بانزعاج: الا يمكنك ان تكون اكثر هدوئًا ! .. التفتت لها اينوري بغضب ولم تمضي ثوانٍ حتى تحدث الاستاذ من خلفها: يمكنك الذهاب للبحث عنه بالخارج بدلًا من ازعاج زملائك هكذا .. شعرت اينوري بغضبٍ كاد يفقدها السيطرة ولكنها خرجت بلا اي كلمة لتلمح مقعدها بالخارج عند احدى الابواب من خلال نافذةِ الممر ..
⠀
كانت قد وصلت له وحالما حملته لتدخله سُكب عليها وعاءٌ مليئٌ بالطلاء الأبيض لْتُسقِط مابيدها وتتحجر بصدمة .. رفعت رأسها للاعلى ببطئ ولكنها لم ترى احدًا .. عضت شفتها وركلت الطاولة بغضب: اللعنة ! .. اخذت تنظر لنفسها باشمئزاز وقد كانت قد تصبغت باللون الأبيض من رأسها حتى ركبتيها .. فتقول بعدم تصديق: هل هذا هو مكاني الآن .. اخذت تمشي امامها بغضب محاولةً استيعاب ماحدث للتو: اهدأي فحسب لاتجعلي هؤلاء الحثالة يفقدونكـ .. عندها فقط انزلقت لتسقط بحفرةٍ عميقة كانت مغطاةٌ بعشبٍ اصطناعي ..
⠀
نهضت بتألم لتنظر حولها لذلك الوحل باشمئزاز فتصرخ وتضرب الارض بقبضتيها بعدم تصديق: ماهذه اللعنة بحق الجحيم ! .. ثم نظرت للاعلى وقد كان يبدو مستحيلًا عليها الخروج من هنا بيدين خاليتين .. وفي هذه اللحظات رن هاتفها لتخرجه بغضب يليه غضب اكبر بعد ان رأت تلك الرسالة من M [ اهلًا بك في ساحةِ اللعب الخاصة بي ] .. لم تستطع اينوري التحمل فالقت بهاتفها بعيدًا لتأخذ نفسًا عميقًا وتلقي بنفسها هي الاخرى: اذًا هكذا يقوم ذلك الوغد باللعب .. انتظر فحسب أراهن بأنك لم تعرفني بعد ..
⠀
ننتقل لمكانٍ اخر تحديدًا منزل عائلة فينيس .. كان ادم يواجه سكرتير جده بجدية: اريد ان اعرف شيئًا واحدًا فحسب .. هل كان ذلك اللقاء مدبرًا ! .. السكرتير بلا اي تعبيرات: لقد كانت جميعها اوامر سيدي .. ثم اخرج مظروفًا من حقيبته ليقدمه لادم: انها وصيةُ سيدي .. اتسعت عينا ادم وتراجع للخلف بقلق: لماذا تقوم باعطائي هذا الشيئ .. السكرتير: لم يعد لسيدي الكثير من الوقت .. سينتهي عمره في اي لحظة .. نظر له ادم بعدم تصديق: هل انت تحسب ايامه متمنيًا الموت له بهذه السرعة .. السكرتير بجدية: سيد ادم كما تعلم فالموت نهاية طبيعية لجميع البشر .. وهو ليس نهاية العالم لذا فلتأخذها .. امسكها ادم بتردد كبير ليكمل السكرتير كلامه: يوجد نسختان من هذه الوصية واحدةٌ ستكون بحوزتك والاخرى ستستلمها العائلة وكما يظن سيدي فإن العائلة ستقوم بتغيير وصيته الى ما يناسبها لذا يطلب سيدي منك ان تثبت وصيته الحقيقية للقانون .. بعد موته .. ادم بغضب: فلتتوقف عن تذكيري بموته كل ثانية .. ثم صمت ليقول بتردد: ولماذا هو متأكد بأن العائلة ستغيرها .. السكرتير: محتواها يؤكد هذا .. انه يريد منهم اعادة ابناء هازيل للعائلة بشكلٍ رسمي وهذا مالن يتقبله احد هنا ..
⠀
يتبع ...
![](https://img.wattpad.com/cover/104007705-288-k469211.jpg)
أنت تقرأ
وحوش كالازهار (متوقفة)
Mystery / Thrillerفي بعدٍ اخر .. بين مجموعة من الكاذبين .. لا اعلم من اصدق ومن لا اصدق .. انه بُعد لم يكن علي الدخول له .. فانا في الاصل لا انتمي لهذا العالم الغريب المليئ بكائنات تدعي بانها بشر .. ولكنها ليست سوى وحوش تجسدت بشكل ازهار انيقة .. قد تعجبون فيهم منذ الن...