الفصل السادس والخمسون: خيانة ؟

125 9 10
                                    

نهضت اينوري بألم لترى الرصاصة وقد اخترقت العمود الذي بجانبهم فيتخللها شعور فظيع بالرهبة فهي الآن فقط تعرضت لمحاولة اغتيال ! .. التفتت لشين الذي اسرع بالنهوض متوجهًا للسطح فأدركت هدفه وقامت باللحاق به .. وصل السطح ليلتفت يمينًا وشمالًا ولكن لم يكن هناك اي احد فضرب الارض بقدمه بغضب: اللعنة وصلتُ متأخرًا .. التفت لأينوري التي كانت خلفه فتفاجئت هي من ملامحه الغاضبة التي كانت تراها لأول مرة .. اقترب منها ليقول بنبرةٍ حادة: انت تخفي شيئًا اليس كذلك .. تحدثت بارتباك: مالذي تقصده .. شين: كنتُ صامتًا لأنني لم اتوقع الأمر بأن يصل لهذه الجدية .. ولكن بحقك لقد تم اطلاق عليك النار منذ قليل .. كيف ستفسر هذا .. صمتت اينوري فاقترب منها ليقول بجدية: اخبرني مايحدث حالًا .. من هؤلاء الاشخاص ولماذا انت متورط معهم ! .. امسكت بكلتا يديها خلف ظهرها لتقول: لا استطيع اخبارك .. شين: ماذا ؟ هل تمزح معي ! .. اينوري: لايجب ان تعرف اي شيئ .. لذلك تجاهل ما رأيتـ .. صرخ بانفعال: لقد كدت تموت امامي وتقول لي ان اتجاهل ما رأيته ؟؟ .. صمتت مرةً اخرى ليقول: الن تخبرني اذًا .. اينوري: اخبرتك بأنه لايمكنني ذلك .. عندها فقط قال ببرود: حسنًا اذًا .. إن لم تخبرني بالامر فسأقوم بمعرفته بنفسي .. اتسعت عيناها لتقول: كلا ! لايمكنك .. فستعرض نفسك للخطر الا تفهم ! .. شين: لايهمني .. ثم ابتعد عنها لينزل من السطح فتنظر لخياله الذي سرعان ما تلاشى وتشعر بأنها على وشك البكاء " لايجب لهذا ان يحدث " .. عندها فقط قطع تفكيرها صوت هاتفها فتفتحه لترى رسالةً من رين [ هل انتهيتِ من عملك ؟ .. أيمكننا ان نلتقي الآن ؟ ] .. فتقول بإدراك: اه نسيت امره تمامًا فقد حدثني منذ الصباح عن ذلك ..

اخذت تقرأ الرسائل السابقة التي تبادلتها معه في الصباح [ اوي ياصغيرة .. أأنتِ متفرغة في وقت الغذاء ] .. [ كلا سأذهب لمبنى الأندية لعملٍ مهم .. فلنلتقي بعدها ] .. [ حسنًا ] .. فردت عليه الآن [ فلنلتقي الآن لقد انتهيت ]

في مكانٍ اخر كان تاي قد استلم وقت الموعد [الليلة قرابة الساعة السابعة في مقهى رونيا ]: وااه بهذه السرعة .. رد على شقيقه برسالةٍ اخرى [ كيف تمكنت من اقناعها بهذه السرعة ! ] .. رد شقيقه [ هددتها بفضح امرها للإعلام ] .. ضحك تاي: انه ليس مزحةً بحق .. ثم رد عليه [ اشكرك حقًا .. اصبحتُ مدينًا لك بوجبة عشاء ] .. رد شقيقه [ لاتجعلني انتظر طويلًا اذًا ايها المشاكس ] ..

عند اينوري كانت قد قابلت رين فيسألها هو بعدم تفكير: هل انتِ بخير ؟! .. فترد هي بتفاجؤ: ايه ؟ مالذي تقصده ! .. ادرك نفسه فتدارك الوضع بسرعة: اعني لم اركِ منذ فترة ويبدو ان أولئك الاوغاد يسببون لكِ وقتًا عصيبًا .. تنهدت بعمق: اتمنى لو توقف الامر على التنمر كالأوقات السابقة .. لقد انتقلوا لمستوىً اخر تمامًا .. رين: مالذي تقصدينه بمستوىً اخر ! .. اينوري بحنق: آآه حقًا لن تصدق مافعله لي هؤلاء الاوغاد لقد قـ.. عندها فقط توقفت .. فيقول باستفهام: مالذي قاموا بفعله ؟ .. ردت بسرعة: كلا انسى الامر فحسب لا شيئ مهم .. على اي حال مالذي طلبتني لأجله .. رين " انها تخفي الامر مجددًا  ": فقط اردت ان اراكِ .. اينوري بعدم تصديق: وااه انظر لنفسك .. ثم ضربته بمباغتة: اوي سبتدأ الاختبارات بالغد هل استعددت لها حتى ! .. رين: تشه بالطبع .. اينوري: انها سنتك الاخيرة يجب عليك ان تبذل جهدًا كبيرًا حتى تتخرج .. رين: بالطبع سأتخرج ماذا تظنينني .. اينوري: تشه انظروا من يتكلم .. اليست هذه سنتك الخامسة في الثانوية .. رين: انها السادسة .. اينوري: وااه لقد اصبت بقشعريرة اتمنى حقًا الا ينتهي بي المطاف مثلك .. ضحك رين بعدم تصديق ثم امسك بوجهها ليسحب وجنتيها فتصرخ هي: آآخ لقد كنت امزح !! اتركني ايها الوغد .. عندها تحدث بقليلٍ من الندم: انا اسفٌ حقًا .. اينوري باستغراب: ماذا ؟ مالامر معك .. رين: اعني لأنني سأتخرج .. سأترككِ وحيدةً هنا .. اينوري: اه حقًا مالذي تقوله ! .. لستُ بحاجةٍ لك يمكنني تدبر امري بنفسي !! .. هذا ماكنت افعله طوال الـ .. عندها فقط احتضنها بقوة: انا حقًا اسف .. انها سنتي السادسة لذا انا حقًا بحاجةٍ لفعل ذلك .. يجب علي التخرج مهما كلف الثمن .. كانت تحاول الافلات منه:  هل جننت اتركني !! .. ابتعد عنها: اسف .. اينوري بنفاذ صبر: مالامر معك بحق  .. اخبرتك بأنني لا احتاجك .. رين: اه صحيح بأي فرصة هل تملكين حاسوبًا .. اينوري: ايه ؟ حاسوب ؟ .. رين: لقد سكبت عصيرًا على حاسوبي لذا فهو لايعمل الآن .. انني بحاجته لقليلٍ من الوقت فقط لأجل اختبار الغد .. اينوري: انني لا املك واحدًا .. ثم قالت بتذكر: اه صحيح املك واحدًا كان لشقيقي .. ابتسم: حقًا ؟ سيكون ذا مساعدةٍ كبيرة .. اينوري: اذًا سأجلبه لغرفتك لاحقًا .. سأتوجه للفصل الآن ..

في طريقها للفصل رأت اخر شخصٍ كانت تريد رؤيته الآن .. كانت روكيا تنتظرها عند باب الفصل: اه حقًا هذا ماكان ينقصني .. تقدمت لها اينوري فنظرت لها روكيا: انت لم تنسى اليس كذلك .. ضحكت الاخرى: بالطبع لا .. كيف لي ان انسى ذلك .. صمتت قليلًا لتقول بتبرير: في الحقيقة ان سينباي منشغلٌ قليلًا هذه الايام بسبب الاختبارات انه لايملك وقتًا ليقابلني حتى .. لذا امل ان تمهليني القليل من الوقت .. روكيا: حسنًا اذًا .. سيكون جيدًا ان التقيته بعد الاختبارات فلا اريد ان اشتت شينتشي سينباي عن اختباراته .. انتهى حديثهما فابتعدت روكيا لتنظر لها اينوري بانزعاج: ماذا قالت ؟ .. لا اريد ان اشتت شينتشي .. اه حقًا من تظن نفسها لتناديه هكذا تلك الساحرة هل تظن نفسها جميلة لهذه الدرجة !! .. ثم دخلت الفصل فالتقت عيناها بأيوري الذي كان يجلس بمقدمة الفصل" اه حقًا ذلك الوغد هل خطط هو واصدقائه الفاشلين بفعل هذا لي ! " ثم التفتت لتنظر لسيكاي " لم اعد اعلم حقًا بأي جانب تقف هذه الفتاة .. إن كانت قد علمت فلماذا لم تخبرني بشيئٍ كهذا ! " .. ثم لاحظت هاناي التي كانت تتحدث مع سيكاي " اليست تلك هي الفاشلة التي تتعلق بأيوري كالعلكة ! .. هل تعلم مالذي يفعله صديقها الفاشل حتى " .. ثم قالت بغضب: اه حقًا جميعهم اوغاد فاشلون .. عندها فقط حدثتها معلمة الفنون من خلفها: ايون أتفتعل شجارًا مرةً اخرى ! .. التفتت لها اينوري: بالطبع لا .. سينسي مالذي تظنينني بحق !! .. ثم توجهت لمكانها ..

وبعد انتهاء الحصص المسائية اخذت اينوري الحاسوب لتتوجه لغرفة رين وبشكلٍ غير متوقع فتح شين الباب ليظهر بوجهها بينما كانت على وشك الدخول .. فتقول: اه لقد كنت هنا .. شين: ببرود اجل .. اينوري: لقد جـ .. لم يتسنى لها اكمال كلامها فقد تجاهلها وذهب بطريقه .. اينوري بعدم تصديق: ماهذا هل لازال غاضبا مني حقًا !! .. ثم دخلت لتعطي رين الحاسوب: استخدمه بحذر هل فهمت فهو معقدٌ جدًا .. ضحك رين: بالطبع سأفعل .. اخذته قائلة: انتظر سأقوم بفتحه لك .. رين: حسنًا ..

في مكانٍ اخر امسك شين بتاي الذي كان على وشك الخروج قائلًا: الى اين انت ذاهب .. تاي: اه لدي موعدٌ مهمٌ الليلة .. شين باستنكار: ماذا ؟ هل نسيت بأن حظر التجول يبدأ الساعة السادسة .. تاي: سأقضي الليلة خارج السكن .. شين: هل جننت وماذا عن اختبار الغد ؟ انه اهم من مواعديك الغبيه هذه .. تاي: لاتقلق سأعود مبكرًا لن يفوتني الاختبار .. ثم كان سيخرج ولكن شين امسكه مرةً اخرى: ومن ستقابل في مثل هذا الوقت .. تاي: سأقابل هيكاري .. شين: الا يمكنكما تأجيل لقائكما .. نظر له تاي بجدية: ان الامر مهمٌ حقًا لايمكن تأجيله .. ثم خرج

في مكانٍ اخر دخلت راي المخزن لترى هيكو مستلقيًا على الارض كجثةٍ هامدة فركلته بخفة: هل انتهت ايام مجدك بهذه السرعة .. هيكو بنبرةٍ ثقيلة: اخرسي .. راي: ذلك الفاشل صاحب العينين الحمراء .. لقد حصل على الحاسوب .. نهض هيكو بعدم تصديق: ماذا ؟؟ .. راي: كل ماتبقى الآن هو الحصول عليه منهم .. عاد للاستلقاء مرة اخرى وقال بعد تنهيدةٍ طويلة: وكيف يمكننا ذلك .. راي: بالطبع سيقومون بإعطائي الحاسوب .. لماذا ؟ لأنني تلميذة ايون في البرمجة لذا سينتهي امره بين يدي .. هيكو: وااه انكِ واثقة بنفسكِ حقًا .. راي: اذًا ماذا عنك .. هيكو: فلتعودي لرشدكِ فحسب .. وتذكري بأن هلاك المنظمة يعني هلاكنا ايضًا .. راي: ومن قال ذلك .. نهض ليقول بتذمر: تصنيع واستخدام الأسلحة بلا اي رخصة قانونية والتسبب في اربعة حوادث خطيرة وستة محاولات اغتيال .. مالذي تريدينه اكثر ! .. راي: ولكنني لست مثلك فأنا لم افعل شيئًا .. هيكو: ماذا ! انظرو من يتحدث .. راي: اخبرتك بأنني لم افعل شيئًا .. هيكو: ياا هل نسيتي بأنكِ شريكتي في كل مهمةٍ قمت بعملها حتى الآن ! .. لن اهلك لوحدي !! .. راي: اه حقًا اذًا هل تريد عيش حياتك كلعبةٍ بين يديهم .. هيكو: حتى التخرج فحسب .. ان تخرجنا فسينتهي كل شيئ .. نهضت راي: ولكنني لا اريد ذلك ان لم ترد مساعدتي .. فلتهلك معهم وحدك .. فهذه ليست الحياة الثانوية التي اريد عيشها !! .. ثم خرجت واغلقت الباب خلفها بقوة .. فغطى هو عينيه بقبعته: وهل تظنني انا الذي اريد العيش هكذا .. انه ليس اختيارًا فقد وقعنا في الفخ .. لايمكن الخروج الآن ..

قرابة الساعة الثامنة كان تاي قد وصل للمقهى ليرى الشخص المنتظر .. كانت ترتدي كمامةً ونظاراتٍ شمسية لتخفي وجهها فجلس مقابلها قائلًا: فلتخلعيها من فضلك فهي فاضحةٌ جدًا .. ازالتها لتقول بانزعاج: مالذي يريده طالب ثانويةٍ مني ! اسرع وتحدث فأنا لا اقوم بلقائاتٍ خاصة مع المعجبين .. ضحك تاي: انتِ لاتعرفينني اليس كذلك .. ثم نهض وانحنى قائلًا: ادعى كو تاي وانا صديقٌ مقرب كثيرًا لشينتشي .. اتسعت عيناها: ماذا ؟ شينتشي !! .. جلس ليقول: الستِ قاسيةً جدًا يا انسة .. اه نسيت فأنتِ متزوجة .. على اي حال الستِ قاسيةً جدًا اعني لماذا بعد كل تلك السنين تأتين وتخبرين شين بحقيقة والده ؟ لقد كان يعيش جيدًا وهذا يكفي !! لماذا افسدتي ذلك هاه !! .. سايا بانفعال: وهل تظنني اردت ذلك ! تلك الحقيرة هي من اخبرته ولست انا .. تاي: هل تلقين باللوم على شخصٍ اخر الآن .. انتِ لاتملكين اي فكرةٍ عن مدى كرهي لكِ ابدًا .. سايا: لا اعلم ولكن بالطبع ستكرهني شينتشي كذلك .. لن الومه ان كرهني .. تاي: انني اتحدث عن نفسي هنا  فلم اقل بأن شين يكرهك .. سايا: ماذا ! .. تاي: اجل ذلك الاحمق انه لايملك اي ذرة حقد تجاهك .. انا الوحيد الذي يكرهك هنا يا سيدة .. ردت بعدم استيعاب: ايه ؟ .. تاي: لقد انجبتِ فتىً غريبًا حقًا الا تعرفين ذلك .. انه بارد كالقطب الجنوبي ويعيش كالأحمق المثير للشفقة ومهما حصل فهو لايلوم الأخرين ابدًا انه يقوم بتعذيب نفسه كالغبي فحسب يعتقد بأنه يستطيع فعل كل شيئ بنفسه .. عندها فقط بدأت هي بالبكاء فقال تاي بعدم تصديق: مالأمر معك فأنا لم افعل شيئًا حتى الآن .. اخذت تتحدث بصوتٍ مكتوم وهي تغطي وجهها: انه فحسب لأنه يشبه والده كثيرًا .. تاي: ياسيدة .. هل انجبت شين بعد خيانتكِ لوالده هل كانت علاقة خيانة .. سايا بصدمة: اييه ! مالذي تقوله بالطبع لا .. تاي بتفاجؤ: ايه حقًا ؟ .. سايا: يا إلهي مالذي يثرثر به طلاب الثانوية هذه الايام .. تاي: اولستِ انتِ من انجبت طفلًا في الثانوية .. سايا: يا إلهي لماذا تذكر شيئًا كهذا !! .. تاي: انتِ من بدأ هذا .. سايا: لا اعلم لماذا تقول هذا ولكنني تزوجت ليون عندما كنتُ حاملًا بشينتشي .. لم اخن احدًا .. تاي بجدية: اذًا فلتخبري شين هذا بشكلٍ صحيح .. اخبريه بأنه وجوده ليس نتيجة خيانة لوالده .. لقد ابعد نفسه تمامًا عن والده الذي يحبه كثيرًا .. معتقدًا بأن وجوده ذنبٌ في حق والده .. يجب ان تقابليه وتخبريه بذلك !! .. نظرت له سايا بتردد لتقول: وكيف لي ان اقابله .. اعني من المستحيل ان يأتي لمقابلتي حتى لو اردتُ ذلك .. تاي: سيأتي .. اه بالتفكير في ذلك انتِ هنا .. لا داعي لتأخير ذلك اذًا .. سايا: ايه ؟ هل ستقوم باستدعائه الآن .. تاي: ولمَ لا .. عندها اخرج هاتفه ليقوم بإتصالٍ سريع ..

في مكان اخر امسكت اينوري بهاتفها بانزعاج ووضعته في اذنها بدون ان ترى المتصل لتقول بغضب: من الوغد الذي يقوم بإزعاجي في مثل هذا الوقت .. تاي: انه انا .. اينوري: اه انت الوغد اذًا .. تاي: اريد ان اطلب خدمة منك .. اينوري وهي تعود للنوم: اجل اجل .. تاي: اريدك ان تحضر شينتشي الى هنا بأسرع مايمكن .. انه امر مهمٌ له حقًا فوالدته تنتظره هنا .. لقد قمت بإرسال الموقع لك .. اعتمد عليك .. ثم اغلق .. رمت هي الهاتف ارضًا وعادت للنوم وهي تتمتم: مالذي يقوله هذا .. ثم اخذت تعيد كلامه في دماغها حتى استيقظت بفزع: ماذا !!! ..

يتبع ...

وحوش كالازهار (متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن