الفصل التاسع والثلاثون: خسارةٌ قديمة

127 9 10
                                    

في المدرسة وبعد انتهاء الحصص توجه تاي لفصل اينوري ليوافيه شين لاحقًا: الم تجده ؟ .. يتنهد تاي بإحباط: كلا ! .. لقد قمت بالأتصال به مرارًا ولكن لارد .. صمت قليلًا بتفكير ثم قال بفزع: هل تعتقد بانه قد وقع بشجارٍ اخر! .. شين بهدوئه المعتاد: من يعلم .. ثم تقدم ليلقي نظرةً خاطفةً داخل الفصل فيلاحظ اختفاء احد المقاعد في الوسط: يبدو انه لم يحضر الحصص المسائية فمقعده غير موجود .. ينظر تاي هو الاخر: وكيف عرفت ذلك .. شين وهو يتراجع للخلف: لقد تم اخراج احدى المقاعد من الفصل ولابد ان يكون مقعد ايون .. ثم يلمح من خلال نافذةٍ الممر مقعدًا بالفناء الجنوبي فيشير له: لقد وجدته .. تاي باستغراب: لقد كان هذا سريعًا .. شين: لقد وضع في مكانٍ يمكن ملاحظته بسرعة .. تاي: ولماذا تعتقد ذلك .. شين: سأتحقق من احتمالاتي عند ذهابنا ..

بعد وصولهما لذلك الفناء نظر تاي للمقعد ثم اخذ يتفقد الارجاء بعينه: انه ليس هنا .. هل تعتقد بأنه تخطى الحصص ولم يأخذه بسبب غضبه .. ينظر شين للأرض: لايبدو الأمر كذلك .. ينظر تاي لما ينظر له شين فيرى بقعةً بيضاء على الارض فيقول باستغراب: ماهذا اللون الغريب .. شين: انه طلاءٌ حديث يمكنني تمييزه من الرائحة .. ومكان البقعة مزاويٍ تماما لمكان المقعد .. تاي بلا ادنى فكرة: ومالذي قد يعنيه هذا .. ينظر شين للأعلى : لقد قام احدهم بسكب طلاءٍ على ايون عند قدومه لأخذ مقعده .. تاي بصدمة: مانوع هذه المزحة بحق خالق السماء !! .. شين: هذا مايسمى بالتنمر .. ثم التفت للارض ليرى العشب وقد تصبغ بتلك البقع البيضاء التي تفرقت اماكنها بشكلٍ شبه مستقيم فيمشي باتجاهها ليلحقه تاي حتى يتوقفا عند الحفرة .. فيلمحا اينوري مستلقيةً بالاسفل ..

تاي باستغراب: ماهذا الثقب الكبير غريب الشكل .. ينظر له شين بتهكم: انها حفرة .. ثم يقفز للأسفل: على الارجح بأنه قد سقط .. يلحقه تاي لينظر للاعلى ويدرك عمق الحفرة من الاسفل: من الغبي الذي قام بحفر شيئ كهذا اعني كيف فعل هذا حتى .. شين: لايمكن لأيديٍ بشريةٍ ان تحفر الأرض بهذا العمق .. لابد انه تم استخدام آلةٍ للحفر .. ولكن السؤال هو كيف ومتى قاموا بحفر هذه الحفرة دون ملاحظةِ احد .. تاي: وااه يبدو ان الكثير من الأشياء الغريبة تحدث في المدرسة دون علم احد ..

ثم اقتربا من اينوري فيقول تاي بقلق: هل فقد وعيه او ماشابه ! .. انحنى شين ليضع يديه امام انفها حتى يتفقد انفاسها: انه نائمٌ فحسب .. نظر تاي للطلاء الابيض الذي امتزج بالطين الارضي من اعلى رأسها حتى ساقيها فيقول بانفعال: كيف امكنهم فعل هذا به .. يحملها شين من الأرض: لقد نجحوا في قلب الطاولة وجعله هدفًا للتنمر وقد بدأ الامر من ذلك الفتى .. تاي باستغراب: هل تقصد بأن ضرب ايون لذلك الشخص كان مخططًا له .. شين: يمكنك معرفة ذلك من الفيديو فذلك الفتى استلم ضرب ايون بكل رحبٍ وسعة كما لو كان ينتظره .. بالرغم من انه كان يستطيع التصدي له .. تاي: ياله من وغد .. وفي هذه الاثناء يلاحظ شين هاتف ايون الذي كان ملقىً على بضعة خطوات منهما فيشير له .. ليلتقطه تاي قائلًا: يبدو ان هاتفه تعرض للكسر .. ثم يلتفت لارتفاع السطح: على اي حال كيف سنخرج من هذا المكان .. شين: ستقوم بالتسلق على كتفاي للوصول للأعلى ثم تسحب ايون .. تاي بمباغتة: وااه ها انت ذا تتباهى بعضلاتك كالعادة .. يتجاهله شين ويتقدم للامام فينحني قائلًا: فلتصعد .. صعد تاي عليه ليقف على كتفه بلا اي تردد فهو كثيرًا مايفعل هذا .. ارتفع شين ليصل تاي للسطح ثم يسحب اينوري معه .. فيضعها لتستلقي جانبًا وينزل يده لسحب شين ولم تمضي ثوانٍ حتى انزلق ليسقط بالأسفل ..

ولكن اينوري امسكته لتحال دون سقوطه فيتفاجأ هو وينظر للخلف بصدمة لتقول هي بتهجم: فلتسرع والا افلتك .. كانت قد احاطته بكلتا يديها لتحافظ على ثباته بصعوبة فيقوم هو بسحب شين حتى يصل للسطح .. فيلتفت كلاهما لها بصمت حتى ينفجر تاي ضاحكًا: انه يبدو كالرجل الثلجي تمامًا .. شين: بل كالبيضة اكثر .. نظرت لهما بتهجم: ها ها ها اكاد اموت ضحكًا .. توقف تاي ليقول باضطراب: لست بحاجة للانزعاج كهذا .. ثم اخذ يلمس شعرها الذي تلاصق ببعضه ليصبح كالخشب الاملس: على اي حال كيف سنتمكن من ازالة هذا الشيئ .. تتلمس اينوري وجهها: يبدو بأنني اتحجر شيئًا فشيئًا .. شين: من الصعب ازالته من الملابس والشعر ايضًا .. ولكنه سيكون سهلًا بالنسبة للجلد .. تاي بمباغتة: اييه اذًا هل سيضطر لحلق شعره .. اينوري: هااه ! .. شين: ان اراد سلك الطريق السهل فسينتهي به الأمر اصلعًا .. اخذت اينوري تحدق بهما بعدم تصديق ثم وضعت يدها على شعرها: اذًا هل سأصبح بلا شعر ! .. نظر لها تاي وانفجر ضاحكًا ليقول لها شين: لقد كنا نمازحك فحسب .. لن ندعك تصبحُ اصلع الرأس .. ثم التفت لتاي: فلتجلب كميةً من مزيل طلاء الاظافر .. نهض تاي بابتسامة واثقة: هاقد اتى الوقت الذي يكون فيه فائدةٌ من دائرة معارفي .. ثم ابتعد عنهما لتقول اينوري بتهكم: ياللمعتوه .. ثم التفتت لشين: اذًا هل سيفي مزيل الالوان الغريبة هذا بالغرض .. شين: قليلًا .. لو امتلكنا كحولًا فسيكون ذا فاعليةٍ اكبر .. ثم نهض ليخلع سترته العلوية ويضعها على رأسها قائلًا: فلنذهب للسكن الآن .. رفعت رأسها له بتفاجؤ ولكنها سرعان ما نهضت ليتقدمها هو فتنظر نحوه للحظة " على الرغم من بروده وهالته المتجمدة الا ان بأمكاني الاحساس بلطف أفعاله .. دائمًا " ..

التفت لها ليقول: مالأمر .. الن تأتي ؟ .. تدرك اينوري نفسها ثم تسرع نحوه لتبتسم بتلقائية: انا قادم .. وفي هذه الاثناء كان رقم ثلاثة عشر يجلس على حافة إحدى النوافذ مراقبًا اينوري بكاميرا هاتفه ليقول بتململ: ماهذا لايبدو بأنها قد تأثرت إطلاقًا .. اه حقًا أريد ان ابدأ بالجزء الأخر .. فتقاطعه رقم عشرة التي كانت معه على الخط: لايمكنك ذلك فكما قالت رقم أربعة التدمير الداخلي يأتي قبل الخارجي .. ثلاثة عشر بتذمر: آآآه ولكنها لم تتأثر بذلك بل كانت تبتسم وتقفز في الأرجاء .. عشرة بصرامة: توقف عن المبالغة ولتتحلى ببعض الصبر .. لايوجد شخصٌ غير قابل للتدمير الداخلي .. ثم صمتت قليلًا لتقول بتذكر: آه صحيح .. ثلاثة عشر باهتمام: ماذا .. عشرة: يبدو بأن الرئيس يخطط لأضحيةٍ جديدة .. اختفت ملامحه للحظة: بهذه السرعة ومن تراه يكون .. عشرة: يبدو بأنه شخصٌ منا .. رد باستخفاف: كالعادة فقط .. عشرة: لاتقلق فأنا وانت ورقم اربعة مستثنون من هذا .. ثلاثة عشر: اعلم هذا .. على كلٍ من قد يكون .. عشرة: يمكنني التفكير في شخصٍ محدد ولكنني لن افسد مفاجآة الرئيس .. انت تعلم كيف ينقلب مزاجه ان تدخل احدٌ بخططه .. يضحك باستهتار: ا- .. عندها فقط وقعت عينه على نظرات آيرا الموجهة له من نافذةٍ اخرى والتي يبدو بأنها كانت تراقبه منذ مدة .. فيقول بسرعة: يبدو أنني مضطرٌ للأغلاق .. عشرة: مالـ .. يغلق الخط ويلقي بنفسه للخلف حتى يسقط في الممر ويتدحرج بعيدًا .. ثم ينهض ليلاحظ سقوط تلك الصورة من جيبه فيلتقطها لينظر لها بوجهٍ خالٍ من التعابير وعينانِ مليئتانِ بالفراغ .. كانت الصورة لثلاثة أشخاص ولكن تم تمزيق وجهان لتتبقى صورةٌ لفتاةٍ ببشرةٍ بيضاء ذات شعرٍ بنيٍ مجعد يغطي طوله اذنيها وتملك عينانِ واسعتين بلونٍ أخضرٍ فاتح .. اغلق قبضته على الصورة بقوة لتظهر على محياه ابتسامةٌ جانبية ليهمس قائلًا: لايوجد ما اخسره بعدهما .. فقد خسرت معهما ماكان اثمن من حياتي ..

ننتقل لسكن الطلاب وتحديدًا غرفة تاي وايون .. كان شين يخلط انواع المنظفات التي جمعها تاي له .. كان تاي ينظر لذلك الدلو بسخرية: هل هذه وصفة جدتك للتنظيف .. شين: مضحك جدًا .. اخذت اينوري تتذمر بنفاذ صبر: الم تنتهي بعد اكاد اتحول لأنسانٍ حجري .. يلتفت لها شين: فلتجلس على الكرسي سأتي في الحال .. تنهدت اينوري وتوجهت لدورة المياه لتجلس على الكرسي الذي وضعته بالوسط باستعداد .. لحق بها تاي واخذ يسحب وجنتيها بمباغتة: مالذي تشعر به وانت في مرحلة التحجر الآن .. ابعدت اينوري يداه بغضب: فلتبتعد لست بمزاجٍ لك .. كان شين قد ارتدى القفازات واحضر الدلو فيدخل ويدفع تاي قائلًا: انك تعيق الطريق .. تاي بعدم تصديق: هل يتم استبعادي الآن .. ينظر له كلاهما: اجل فلتخرج .. ثم يلاحظ ملابسها فيقول: الا يجب ان نتخلص من زيه اولًا .. كلاهما بردٍ سريع: كلا ! .. اينوري: فلتخرج فحسب .. يخرج تاي باستسلام ليستلقي على سريره بملل ..

كان شين قد اخذ يتفحص خصلات اينوري التي تغلفت بطبقة الطلاء الحجرية فيقول ببرود: لن تكون ازالتها سهلة .. ولكنني سأبذل جهدي .. ترفع اينوري رأسها لتنظر له قائلة: سأثق بك لذا فلتفعلها .. اعادت هذه الكلمات لشين بعض الذكريات فأخذ يحدق بعينيها لبرهة ولكنه سرعان ما انزل رأسها بيده ليقول: فلتغمض عينيك ولاتفتحهما حتى اخبرك بذلك ..

وفي هذه الاثناء في احدى غرف مسكن الفتيات .. كانت آيرا تكتب تقريرها الأسبوعي حتى وردها أتصالٌ من صاحب العينين الأرجوانيتين فترد بسرعة ليحدثها السكرتير: ارجو بأن يكون امرك مهمًا .. آيرا: الن تسمح لي بالتدخل ولو قليلًا .. السكرتير: لقد سبق واخبرتكِ الا تدخلي الا في الحالات الطارئة فحسب .. فتدخلك قد يكشف هويتك في اي لحظة .. آيرا: ولكنها اصبحت هدفًا للتنمر .. السكرتير: لقد اصر سيدي بعدم التدخل بحياة اينوري بقدر المستطاع الا في حالات الطوارئ .. يجب ان تعيش حياتها بنفسها .. هذا ما يأمله سيدي .. آيرا بعدم تصديق: هل تسمي هذه حياة .. على هذه الحال ستموت كما مات شقيقها .. السكرتير بحدة: وماذا عن شَقِيقِها .. آيرا: كما تعلم انني طالبةٌ هنا سأعرف ما يعلمه الطلاب .. ولكن اوليست مهمتك هي الحفاظ على حياة التوأمين .. السكرتير: ولم افشل بمهمتي بعد .. آيرا باستغراب: ماذا .. مالذي تقـ .. قاطعها قائلًا: فلتستخدمي وقت ثرثرتك للعمل اكثر ولتسلمي التقرير حالًا .. ثم اغلق الخط ..

يتبع ..

وحوش كالازهار (متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن