الا انتِ الفصل 14 بقلمي/ منى لطفي

21.7K 507 28
                                    


الا أِنتِ

الفصل (14)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

كانت تهم بالصعود الى سيارتها بعد ان ودّعت فواز والذي ألحّ كثيرا عليها أن ترافقه في سيارته للعودة الى منزلها فشكلها الظاهري يشي بسوء حالتها النفسية، وكان قد لاحظ في وقت سابق اثناء وقوفها مع ممدوح ما أصابها من شحوب مفاجئ وكأنه قد فجّر قنبلة من العيار الثقيل بوجهها، الامر الذي جعله يشعر بالندم لطلبه منها تلك الزيارة، فاتخذ قراره في لحظتها بانهائها متقدما منهما وهو يخبرها بضرورة الذهاب، لتنظر اليه بشكر زافرة براحة، فتأكد لديه احساسه ان ممدوح قد قال لها شيئا كان هو السبب في صدمتها المرسومة بوضوح على وجهها. ليحاول الاستفسار منها ما ان ابتعدا عن ممدوح والذي ناداها قبل ان يذهب به عامل التمريض الى غرفته يخبرها ألّا تتأخر عن زيارته ثانية.. فهو سيكون في انتظارها، لتزداد شحوبا واضطرابا وتسير بخطوات مهزوزة خارجة من ذلك المصحّ النفسي دون ان ترد عليه، رافضة الرد على اسئلته بخصوص اضطرابها الواضح، كما رفضت عرضه بأن يقلّها الى بيتها، وها هي الآن تهم بالصعود الى سيارتها بعد أن تركها فواز، لتفاجئ بمن يقبض على ساعدها بقوة وأنفاس ساخنة تميل عليها بينما يهمس صاحبها بغضب مكتوم قائلا:

- بتعملي هنا ايه يا.. بنت عمتي؟..

التفاتة مفاجئة منها فشهقة مكتومة، ليهرب الدم من وجهها، وتتمايل وقد داهمها دوار حاد ليطير غضب عصام أدراج الرياح ويسندها اليه وهو يهتف بلهفة:

- ريما مالك؟..

ولكنها كانت من الضعف بمكان أن فقدت قدرتها في اجابته، ليسندها الى جسم السيارة ويتأكد من غلق أبوابها، قبل أن يميل عليها فيحملها بين ذراعيه دون كلمة أخرى، ولم تجد لديها القدرة للاعتراض ولأول مرة تسمح لنفسها بالاستسلام له دون اعتراض!!..

صوت بعيد طرق سمعها وهو يناديها بلهفة يشوبها قلق واضح، لتحاول فتح عينيها وهي تئن بصوت ضعيف، حتى إذا ما ارتفعت أهدابها رأت صورة مموهة لم تلبث واتضحت معالمها ليطالعها وجه عصام وهو يناظرها بقلق كبير، همست بوهن:

- أنا.. أنا فين؟..

عصام وهو يزفر براحة:

- الحمد لله... – ثم نظر اليها مردفا – عاملة ايه دلوقتي؟..

ريما وهي تحاول رفع رأسها فأسرع برفعها وهو يضع ذراعه أسفل كتفيها:

- الحمد لله، بس.. هو ايه اللي حصل؟..

تساءلت وهى تطالعه باستفهام وتشتت ليجيبها عصام بجدية:

- انتي الأدرى باللي حصل، كنتي بتعملي ايه في المصحَة؟.. وايه اللي حصل وخلّاكي زي التايهة بالشكل دا؟..

إلّا أنتِ.. الجزء الثالث لسلسلة نساء متمردات بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن