الا انتِ الفصل 8 بقلمي/ منى لطفي

23.4K 527 49
                                    


إلا.. أنت

الفصل الثامن

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

همهمت بخفوت قبل أن تفتح عينيها ببطء وهي تشعر بتربيته يد قوية على وجنتها وصوت رجولي يهمس بقلق ورجاء:

- ريما.. ريما حبيبتي فوقي، ريما...

لتفترش وجهه ابتسامة راحة وهو يرى أهدابها ترتفع ببطء لتفرج عن زمردتيها اللتين سلبتاه طعم النوم والراحة منذ متى لا يعلم، ولكنه يعلم تماما أنه لن يستطيع العيش بسلام أن لم تكن أمامه في كل وقت، فالدقائق التي مرت منذ أن سقطت أمامه فاقدة وعيها إلى أن استيقظت الآن شعر فيها بأن قلبه على وشك التوقف عن العمل عدة مرات، ناهيك عن ذاك المجنون الذي صعق برؤيته وهو ينفرد بها، و لثانية واحدة تخيّل حياة تخلو منها، من دفئها وخفة ظلها وجمالها، حتى هدوئها الغريب عليها ذو طابع خاص مميز لها هي فقط، ليتأكد ما أن سمع همستها الخافتة الضعيفة باسمه الآن والتي تمتمتها بوهن وهي تفيق أن لا حياة له بدونها، فريما ستكون مسئوليته من الآن فصاعدا، فهو لن يطمئن عليها إلا إذا كانت في رعايته هو.. ولأنه يعلم جيدا أيّ عنيدة هي، وأنها لن ترضى بسهولة بل ستقيم الدنيا ولن تقعدها إذن فهو سوف يتأكد أنها لن تستطيع الرفض مطلقا، وما أن تنتهي أزمة عمّه أدهم حتى سيبدأ بتنفيذ قراره النهائي، ولكن قبلا.. لا بد له من مقابلة هامة، بل أنه لن يبالغ إذا أعدّه لقاء مصيري.. تتوقف حياته كلها على نتيجته النهائية!!!!!..

شهقتها التي لازمت انتفاضتها وهي تحاول النهوض من رقدتها أخرجته من أفكاره العميقة لينتبه إليها فيمد يده يمسك بيدها يسندها بينما تهتف هي بقلق عظيم وعينيها تجوبان ملامحه بلهفة لم تعيها:

- عصام.. أنت كويس؟.. فيك حاجة؟...

عصم بابتسامة بسيطة:

- كويس يا ريما اطمني..

ريما بتساؤل حائر:

- أومال إيه صوت ضرب النار دا؟..

وسكتت لتردف وكأنها تذكرت:

- وبعدين إيه اللي حصل لما رمى المطواة عليك؟.. عصام صارحني متخبيش عليا.. حد جراله حاجة؟..

زفر عصام بعمق قبل أن يركز نظراته عليها قائلا بجدية:

- الأمن شافوا اللي حصل في كاميرات المراقبة، وحارس الأمن هو اللي ضرب النار، أما بقه بخصوص المطواة فما قدرش يصيبني، لأني اتفاديتها على آخر لحظة، لكن للأسف أصابت حارس الأمن، ولولا أنك أغمى عليكي كان زماني جريت وراه وعرفت أجيبه، لكن للأسف اتلبخنا فيكي وفي الحارس، والندل – تلفظ بها وهو يشدد بغلّ على أسنانه – قدر يهرب، لكن هيروح مني فين؟.. قسما بالله ما هرحمه!!!..

إلّا أنتِ.. الجزء الثالث لسلسلة نساء متمردات بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن