الا انتِ
الفصل(15)
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
دلفت حيث يجلس صغيرها معتصما بغرفته منذ أن هتفت فيه بحزم تأمره بالذهاب الى حجرته الخاصة وعدم الخوض في أحاديث الكِبار.. فهي فقط من يحدد أينتقلون للسكن مع جدته وعمه من عدمه!..
سارت اليه وهي ترسم ابتسامة حنون بينما قبع هو فوق فراشه يمسك بكراس خاص للرسم بيد بينما الأخرى فتقبض على قلم رصاص يقوم بخربشة بعض الاشياء عليها... لتجلس بجوارها وتمد يدها تمسد مؤخرة رأسه وهي تقول بذات الابتسامة:
- حبيب ماما بيرسم إيه؟..
اكتفى باعطائها نظرة باردة قبل ان يوجه اهتمامه لما بين يديه، لتركز نظراتها الى ما يقوم برسمه وما ان وقعت عيناها على الورقة أمامه حتى توسعت ابتسامتها وغامت عيناها بحلاوة الذكرى... فالصغير قد ورث تلك الصفة عن والده... الخربشة بخطوط كثيرة متشعبة ما ان يشعر بضيق او قلق!.. وها هو ابنها يقوم برسم خطوط كثيرة متشابكة تعبر عن مدى غضبه وحنقه.. تماما كما كان والده يفعل.. الأمر الذي جعلها تكاد تبكي لمهاجمة ذكريات حبيبها وزوجها لعقله.. وكأنها قد نسته في يوم!!
منال بعتاب رقيق:
- مش عيب يا فريد لما أكلمك وتودي وشّك (وجهك) الناحية التانية؟..
فريد وهو يرفع رأسه يطالعها بحنق:
- أنا زعلان منك.. فعادي مش أكلمك.. أنت مش عزئتي جامد ليا؟..
قطبت منال مرددة بغير فهم:
- عزئت!!!!!.. ايه عزئت دي يا فريد؟..
نفخ فريد في ضيق وأجاب:
- عزئت يا ماما.. يعني كلمتي بصوت عالي اوي.. زي جرس الفسحة بتاع الحضانة بتاعتي!!
أطلقت منال ضحكة ناعمة ومالبثت أن قالت بفهم:
- آآه.. زعئت (صرخت) قصدك؟..
أومأ فريد بنعم فواصلت منال بصبر:
- وأنا زعئت لك ليه؟.. مش علشان مش بتسمع كلامي ومصمم أنفّذ لك اللي انت عاوزه؟.. المفروض انت راجلي يافريد.. يعني تيجي تسألني وتتفاهم معايا أنا ليه رافضة نروح مع تيتة وعمك، مش تديني ضهرك زي ما انت عامل دلوقتي وسيبتني ومشيت قودامهم أول ما قلت لك اننا مش هينفع نروح..
فريد بعناد يفوق عمره الذي يقارب الاربع سنوات:
- أيوة يا ماما.. بس انا عاوز أروح بيت بابا بتاع زمان.. عاوز أشوف أوضة بتاعته وهو صغير وألعب في الجنينة بتاعت البيت..
منال وهي تمسك بيده الصغيرة بين راحتيها وبحنان أمومي فياض:
- وأنت مش رفضت يا فريد!..
أنت تقرأ
إلّا أنتِ.. الجزء الثالث لسلسلة نساء متمردات بقلمي/ منى لطفي
Romanceإلّا.. أنـتِ!! بقلمي/ احكي ياشهرزاد( منى لطفي) الملخص أشهد ألا امرأة أتقنت اللعبة إلا أنت واحتملت حماقتي عشرة أعوامٍ كما احتملت واصطبرت على جنوني مثلما صبرتِ أشهد ألا امرأة تجتاحني .. في لحظات العشق كالزلزال تحرقني .. تغرقني .. تشعلني .. تطفأني تكسر...