الا انتِ الفصل 43 بقلمي/ منى لطفي

19.8K 463 1
                                    


الا انتِ

الفصل (43)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد (منى لطفي)

لا ابيح ولا احلل نقل او نسخ او مشاركة المحتوى او جزء منه بدون اذني، العمل خاص بجروبي الجواز وسنينه

لا تصدق ما تعيشه معه، لقد اختلف مائة وثمانين درجة، وكأنه لم يكن هو ذات الشخص المتجهم دوما، والذي كان يخرج كلماته اليها بصعوبة شديدة، فمن يراه وهما في حفل الزفاف لا يكاد يفارق جانبها دقيقة واحدة يؤكد أنه مدلهٌ في هواها!!.. ولكم تتمنى أن يصدق اعتقادها، ولكنها تعلم جيدا أنه لا يزال أمامها كثير من المطبّات والتعريجات حتى تصل الى قلبه، ويوم أن يصرخ بحبها ستعلم حينها أنها قد نجحت في الوصول اليه، وقامت باحتلال تلك المضخة التي تشعر بها في اوقاتهما الحميمية وكأنها تهمس لقلبها بسر الأسرار، فكأنها قد تضامنت معها ضد صاحبها، وما هذا السر الا هدفها المنشود الذي تسعى ورائه، وهو اعتراف صريح منه بالعشق، ولكن يظل أمامها أن يخرج هذا السرّ من مرحلة همسات القلوب الى.. اعترافات الألسنة!!..

نظر اليها مبتسما بزاوية فمه بينما يده الكبيرة تحتوي في راحتها الضخمة كفها الصغير الهش الذي يبدو كالعصفور الصغير، فيما ابهامه فيلمس ظاهره بحركة دائرية، جعلتها طوال الوقت تعض على باطن شفتها السفلى كعادتها حينما يغمرها الخجل، وتجعله هو يتوق لفك أسر تلك الشفاه من بين اسنانها اللؤلؤية وسجنها وسط شفتيه هو، ليرتشف رحيقها المسكر والذي اكتشف أنه لا يشبع منه أبدان فقد غدا كالادمان بالنسبة له!!!!...

لا يعلم متى أضحت تلك الصغيرة بمثل هذه الاهمية بالنسبة له؟.. أو تحديدا.. كيف نجحت في أن تستولي على قلبه كلّه حتى غدت نبضاته لا تنطق الا باسمها؟.. وليس قلبه وحده، بل عقله أيضا!.. فالوقت الذي يقضيه بعيدا عنها تكون هي شغله الشاغل، محتلة عقله بل وتفكيره أجمع!..

ولكن، هناك شيء يعوقه أن يعترف لها بها صريحة، لا يدري ماهو، ولكن ما يعلمه جيدا أن اعترافه هذا لن يظل طي الكتمان طويلا، فهو يشعر بأن قلبه سيجبر لسانه على النطق به، ووقتها فليعنها الله، فستكون كمن فتحت السد أمام طوفان مشاعره العارمة، وعندها ستغرق تغرق.. لا محالة!!!!!!...

وصلا الى بنايتهما ولم يكونا قد تبادلا الا قليل من الكلمات، فمشاعرهما تنذر بالانفجار، ليصف سيارته ويترجل فتبعته بدورها، وبعد أن أغلق سيارته لحق بها يحيط خصرها الدقيق بذراعه يدفعها برفق أمامه، وهو يميل عليها يهمس لها بكلمات تجعل وجنتيها تزدادان احمرارا، وابتسامتها تتسع، تستفزه كي يبتلعها مرتشفا شهدها!

صعدا الى شقتهما، وفواز لا يكاد يصبر حتى وصولهما، فكان يلثم وجهها بقبلات صغيرة دافئة، لتهمس هي بحياء وقلق من أن يراهما أحد:

إلّا أنتِ.. الجزء الثالث لسلسلة نساء متمردات بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن