الا أنتِ الفصل 48 بقلمي/ منى لطفي

22.7K 494 33
                                    

الا انت

الفصل (48)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

لا ابيح او احلل نقل او نسخ او مشاركة العمل دون اذني، المحتوى حصري لجروباتي الجواز وسنينه وحكاوي شهرزاد..

طالع ساعته اليدوية عدة مرات وفي كل مرة يزفر بحنق شديد، قالت أمه في محاولة منها لطمأنته:

- يا بني ما تقلقش كدا، هي مراتك صغيرة؟.. أكيد الطريق زحمة..

رد أسامة بنزق بينما داخله يتآكله القلق على يارا:

- زحمة ايه بس يا ماما؟.. هي انهرده عندها تصوير خارجي، والمكان مش بعيد عن هنا، عشان كدا اتفقنا اننا هنتقابل عندكم هنا نتغدى معكم وبعيدن نروّح سوا، مش قادر أفهم أنا هي الموبايلات عملوها ليه؟.. مش عشان الظروف اللي زي دي؟.. قافلاه ليه مش فاهم أنا؟!

أجاب والده بوقاره المعهود:

- الغايب حجته معاه، اقعد كدا واهدى وهتلاقيه داخله على طول ان شاء الله..

لم يكد أبوه ينهي جملته حتى صدح رنين جرس الباب في الاجواء، ليهتف أسامة بينما يتجه لفتح الباب قائلا بعجالة:

- خليكي يا ماما أنا هفتح..

لحظات وطالعه وجه يارا المبتسم، بينما نظر هو اليها وهو بين نارين.. أيعتصرها بين أحضانه من فرط لهفته وقلقه عليها أم يصفعها على مؤخرتها تماما كما يُعاقب الطفل المشاغب الغير مسؤول؟!!!

ليختار لا هذا ولا ذاك، بل تعمّد رسم البرودة الشديدة على ملامحه يقابل بها لهفتها الظاهرة في عينيها وهي تهمس باسمه:

- أسامة!!

ليقول وهو يلتفت ليعود الى الداخل:

- ما بدري!!!!

لم تأبه يارا لاستقباله البارد لها، لتدلف الى الداخل مغلقة الباب خلفها، متجهة ال غرفة المعيشة تتبع خطواته، وما أن رأتها حماتها حتى هتفت وقد تنفست الصعداء:

- أخيرا!!!!

وتقدمت منها تستقبلها في حضنها الدافئ، فمنذ أن وضع أسامة ابنها النقاط فوق الحروف بالنسبة لعلاقته بزوجته، علمت أمه أنها قد تخسر ابنها وهي تظن نفسها تحاول اسعاده، فهو لن يبادل حياته السعيدة المستقرة مع زوجته مهما كان المقابل.. ومن يومها عادت علاقتها بكنّتها كما كانت بالبداية، قبل أن تستمع لوساوس نفسها ما أن تأخرت كنّتها في الحمل، وتتدخل هي بدعوى أنها تريد رؤية أحفادها من ابنها الحبيب، لتخسر محبة زوجته والتي كانت تعاملها بمثابة أمها تماما، ولكنهما الآن عادتا كأفضل ما يكون..

إلّا أنتِ.. الجزء الثالث لسلسلة نساء متمردات بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن