الا أنتِ الفصل 44 بقلمي/ منى لطفي

19K 501 11
                                    


الا انت

الفصل (44)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

لا احلل نقل او نسخ او مشاركة المحتوى او جزء منه بدون اذني، العمل خاص بجروبي الجواز وسنينه فقط

جلست في صمت تام، شاخصة عينيها الى الامام وقد ارتسمت علامات الجمود والشرود على ملامحها الجميلة، فيما لطخ الكحل الاسود وجنتيها الشاحبتين، بينما قبعت يدها اليسرى في كف عصام الأيمن، والذي لم يفلتها منذ ركوبهما سيارة النقل الثقيل الذي أوقفها عصام وما ان رأى السائق حالتهما المزرية حتى سارع بمساعدتهما في الصعود اليه وقاد بهما الى أقرب قسم للشرطة حيث قام عصام بفتح محضر بالواقعة مدليًّا باعترافه بقيامه بقتل مختطف عروسه مرشدا عن مكان الحادث، وقد أحبط كل محاولات ريما التي حاولت فيها الاعتراف أنها هي مرتكبة الحادث، مصمما على اعترافه بالجريمة، لتصرخ ريما عاليا بأنها هي القاتلة، وعندها وقف الضابط الذي كان يتابع حوارهما الأقرب للعراك الكلامي، وقال ببرود وظيفي:

- ممكن تهدوا شوية؟!!!

سكت عصام ناظرا الى ريما بتحذير لتصمت بدورها ولكن على مضض فيما أكمل الضابط قائلا:

- انتم قلتم كل اللي عندكم، لكن العزومة بمين القاتل الحقيقي وسبب الجريمة احنا بنفسنا هنعرف، دا دور المباحث والنيابة.. فيه لجنة راحت هتعاين مكان الجريمة، وأكيد فيه أداة للقتل..

ثم وجه كلامه لعصام قائلا بتقطيبة خفيفة:

- انت قلت ضربته بحديدة مش كدا؟..

عصام باقتضاب:

- أيوة..

الضابط محركا كتفيه ببساطة:

- تمام.. كلّه هيبان في تقرير البحث الجنائي ورفع البصمات!!

ليشحب وجه عصام الذي ازدرد ريقه بقوة، بينما ظهرت ابتسامة هزيلة على وجه ريما وهي تنظر الى عصام بابتسامة حزينة، وقد تنفست الآن فقط الصعداء، فهي لم تكن لتسامح نفسها أن صدّقت الشرطة أقواله وعوقب بجريمة لم يرتكبها، فيكفيه ما ناله بسببها.. وآن الآوان كي تدفع ثمن خطأ أفعالها بدءا من الموافقة على الارتباط بمهووس مجرم، انتهاءا بخطئها في حق أقرب المقربين منها، هو ووالديها، وذلك الشاب الملقى في مشفى للأمراض العصبية والنفسية، وكانت هي السبب بشكل أو بآخر فيما حدث، لو لم تكن رافقته يومها، لو لم يسمعا ما دار بين والدتها وأمه، لو كانت قد انصاعت لأمر عصام بالابتعاد عن معتز، لو لو لو.. ولكن لا يمكن اعادة الزمن الى الوراء، وكما قيل "لو تفتح عمل الشيطان".. فما حدث كان عن كامل وعي منها، والسبب الرئيسي فيه.. عنادها وتمردها الأهوج، وكرامتها الخرقاء!!!!!!!!!!..

إلّا أنتِ.. الجزء الثالث لسلسلة نساء متمردات بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن