الا انتِ الفصل 13 بقلمي/ منى لطفي

24K 536 34
                                    

الا انتِ

الجزء الثالث من سلسلة نساء متمردات

الفصل (13)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

لا أحلل ولا أبيح نقل او نسخ او مشاركة المحتوى او اي جزء منه بدون اذني، العمل حصري لجروب الجواز وسنينه فقط..

****************************

كان يصعد درجات السلم المفضي الى الطابق الثاني حيث غرف النوم بخطوات متثاقلة، وقد امسك بربطة عنقه كي يرخيها عندما سمع امه الواقفة أسفل الدرج تناديه بحزم وان شاب صوتها بعض اللهفة المستترة:

- شريف..

فتوقف مكانه للحظات حيث زفر باختناق قبل ان يتابع صعوده الى الاعلى مما أثار حنق والدته ليعلو صوتها وهي تكرر ندائها له، فتوقف للمرة الثانية ولكنه التفت نصف استدارة حيث رماها بنظرة خاوية وقال بجمود:

- نعم يا دولت هانم، فيه حاجة؟..

تقدمت دولت حتى وصلت اسفل السلم الداخلي تماما وأمسكت بالرأس الخزفي لسور الدرج والمصنوع على شكل أسد يزأر المطعّم بالذهب وقالت بحدة طفيفة:

- ايه الاسلوب اللي بتكلمني بيه دا يا شريف؟.. دي طريقة تكلم بيها والدتك؟..

وضع شريف يديه في منتصف خاصرته وهو يوليها ظهره رافعا رأسه لأعلى يسحب نفسا عميقا ثم نظر اليها من فوق كتفه وهو يحاول التحكم في غضبه بصعوبة فهو الى الان وبعد المفاجأة التي تلقاها يوم قدوم لبنى وابنه لم يلومها او يعاتبها او حتى يحاول الاستفسار.. "لما؟!!!!!".. هل كان اسم العائلة ولقبها اهم لديهما هي ووالده من ابنه؟.. حفيدهما الوحيد؟؟... قال محاولا عدم السماح لاعصابه بالانفلات:

- لو سمحت مش عاوز اتكلم دلوقتي خالصّ، انا لسّه بحاول استوعب اللي حصل، فياريت بلاش تفتحي كلام في اي مواضيع دلوقتي.. صدقيني مش هيكون لصالح حد فينا!!!!!!

حدقت فيه دولت بعصبية بالغة وهي تهتف بسخط قوي وقد طغى عليها طبعها المترفّع وجيناتها الشركسية الموروثة عن أجدادها:

- انت بتقول ايه يا ولد؟.. انت هتحاسبني ولّا إيه؟..

ليفقد شريف آخر ذرة من تماسكه الهش ويلتفت بكليّته اليها هادرا بغضب عنيف بينما عيناه فتطلقان شرارات نارية:

- ايه؟.. مش من حقي يا دولت هانم؟..

ثم اسرع بنزول الدرجات التي تفصلهما ليقف امامها متابعا بضب امتزج بخيبة امل واضحة:

- مش ابني دا اللي كنت هتسلّموه للموت بدم بارد؟.. يعني الغريب يشفق عليه اكتر منكم؟.. ومراتي تتهموها بالكدب وقتها ولولا اني انا اهتميت كنت فضلتم عند كلامكم عليها، ولما أثتب انها صادقة فعلا تضحكوا عليا زي ما اكون عند صغير وتفهموني انكم ساعدتوها تعمل العملية لابني وانتم ف الاصل ما كانش فارق معكم عاش ولا مات!!!!!!!!

إلّا أنتِ.. الجزء الثالث لسلسلة نساء متمردات بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن