الا أنتِ الفصل 51 بقلمي/ منى لطفي

21.6K 482 19
                                    

الا انت

الفصل (51)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

لا ابيح ولا احلل نقل او نسخ او مشاركة المحتوى او جزء منه دون اذني العمل خاص وحصري فقط لجروباتي الجواز وسنينه وحكاوي شهرزاد منى لطفي

تأففت للمرة التي لا تعلم عددها، تكاد تجن، منذ الصباح حال استيقاظها لتفاجأ بعدم وجوده بجانبها، فظنت أنه قد ذهب لعمله الامر الذي استغربته فكيف له الذهاب دون ان يودعها او يترك لها رسالة ما؟.. خاصة بعد ما كان بينهما في اليومين المنصرمين، حيث لم يكن يفارقها بسهولة أبدا، لتتندر حماتها بهذا قائلة بابتسامة ماكرة.. "وكأنني بكما توأما ملتحما، فأنا لا أكاد أرى أحدكما إلا والآخر ملتصقا به!!"..

حمدت الله أن فريد ابنها قد تقبل تقاربهما بسهولة، وكان الفضل الكبير في هذا لهشام.. والذي لم يتركه يظن ولو للحظة أنه قد أخذ والدته منه، فكما قضى اليومين ملتصقا بها كان أيضا شديد القرب من صغيرها، ففي الوقت الذي تنشغل هي فيه بتحضير الطعام مثلا كان هو يشاركه اهتمامته كاللعب بإحدى الالعاب الاليكترونية التي تستهوي الصغير خاصة كرة القدم، الأمر الذي جعلها تزداد حبا له، فهو يراعي ابنها مبديا اهتماما ملحوظا به فيما الاخير فيكاد يهيم عشقا بعمه والذي كان تارة يناديه بعمي وطورا والدي ليستقر في الآونة الأخيرة على "بابا" وكأنه قد أحس بما طرأ على علاقتهما ليبدي موافقته ضمنيا بإعطائه لقب "بابا"!!

والآن ها هي في ذلك المنتجع السياحي بالساحل الشمالي، فما أن رأت حماتها صباحا وقبل أن تستفسر عن مكان وجوده أخبرتها الأخيرة بأن هشام قد غادر للاهتمام بأمور معينة، وطلب منهم الاستعداد فهناك سيارة بسائقها سيقوم بايصالهم الى مكان ما، دون الافصاح عن وجهتهما وان كانت قد ارتابت في أن حماتها لديها علم بتلك الجهة وأنها تخفي لسبب في نفس يعقوب!!

وها هم الآن في الفندق التابع لذلك المنتجع، في الجناح الذي أمر زوجها الغائب في ظروف غامضة بتجهيزه، وهي الى الآن لا تعلم لما، ولماذا، وأين هو؟!!!!

نظرت اليها أنعام تخفي ابتسامة خبث صغيرة قبل ان تقول ببراءة زائفة:

- مالك بس يا منال يا بنتي؟.. من ساعة ما وصلنا وانت ما قعدتيش على حيلك، ساعة دلوقتي رايحه جاية على رجليكي لما تلاقيها ورمت؟!!

طالعتها منال باستنكار قبل ان تقول بتساؤل:

- يعني مش عارفة يا ماما؟.. تقدري تقوليلي حضرتك هشام فين؟.. مش حقي أني أقلق لما أصحى من النوم ما ألاقيهوش وبعدين أتفاجأ بحضرتك بتقوليلي أجهز عشان رايحين مكان أتفاجأ بعدين انه الساحل الشمالي!! طيب ليه التكتم دا؟.. يعني ليه سافرنا الساحل؟.. وليه جينا لوحدنا؟.. والاهم من دا كله هشام فين؟..

إلّا أنتِ.. الجزء الثالث لسلسلة نساء متمردات بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن