الا انتِ الفصل 23 بقلمي/ منى لطفي

20.2K 474 1
                                    



الا أنتِ

الفصل (23)


بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

رمى برأسه الى الخلف مطلقا ضحكة رجولية عميقة تداخل معها صوت أنثوي يهتف بحنق:

- أنت بتضحك يا أدهم؟.. عجبك اللي عمله ابن أخوك المجنون دا؟.

نظر أدهم الى ريتاج التي وقفت أمامه تتميز غيظا فمنذ أن دلفت اليه في غرفة مكتبه بمنزلهما وهو قد علِم أن هناك أمرأ قد طرأ جعلها على مثل هذا الشكل من الغضب والسخط، ولم تنتظر سؤاله بل اندفعت تخبره بعقد قرآن عصام وريما والذي يعتبر فعليا قد أجبر الأخيرة عليه، لتهرع ابنة شقيقته الى أمها الروحية تستنجد بها فهي خائفة أن يتمادى أكثر من ذلك وتفاجأ به وقد جهز لحفل زفافهما دون أن يخبرها سوى قبله بدقائق حتى تجهّز نفسها كعروس له!

قال أدهم محاولا امتصاص غضبها والابتسامة تظلل فمه المكلل بلحيته المشذبة بينما يتقدم منها:

- هدِّي نفسك بس، أنت متضايقة ليه؟.. وبعدين لو كان فيه مشكلة أول ناس كان هيعترض هو نزار وراندا، لكن اللي حصل العكس، وأنت شوفتي بنفسك.. الكتاب اتكتب ونزار بالذات ما اعترضش وانتي عارفاه كله إلا بناته.. يبقى ايه اللي مضايقك عاوز أفهم؟!!!

نظرت اليه ريتاج باستهجان وهتفت بزمجرة:

- ايه اللي مضايقني؟.. اللي مضايقني أنه بيضغط على ريما، عاوز يتجوزها أوكِ ما قلناش حاجة.. لكن بالاصول، البنت مفرحتش زي باقية العرايس اللي في سنها، نفس اليوم اللي اتقدم لها رسمي فيه هو نفسه يوم ما قروا الفاتحة، وهوب مرة واحدة كتب كتاب!!.. أبسط حاجة.. فين شبكتها اللي المفروض تخترها بنفسها زي أي عروسة؟...

سكتت تطالعه بسخرية متابعة:

- اول مرة أشوف عروسة يتكتب كتابها ولسّه ما لبستش شبكة!!

دنا منها أدهم حتى وقف أمامها ومال عليها يزرع عينيه بين عينيها التي دكن لونهما فاستحالت رمادية دليل على عواطفها الثائرة، فتلك العينان هي مرآتها، يتغير لونهما تبعا لمزاجها، وكم لتلك النظرات من تأثير مُهلك عليه، حتى بعد مرور تلك السنوات!!..

همس أدهم بصوت شجي وابتسامة تداعب ثغره وقد غامت عيناه بحلاوة الذكرى:

- لا.. فيه يا تاج!.. فيه عروسة اتكتب كتابها وبعدها عريسها جاب لها الشبكة.. حتى يومها قالها زيّك دلوقتي.. "عمرك شوفتي عروسة تلبس شبكتها بعد كتب كتابها؟"...

لتنتقل ابتسامته اليها وترفع عينيها اليه تغوص بين رمادي عينيه وهي تقول وقد خبى مزاجها الغاضب فجأة وهما يتشاركان حلاوة الذكريات:

إلّا أنتِ.. الجزء الثالث لسلسلة نساء متمردات بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن