الا أنتِ الفصل 42 بقلمي/ منى لطفي

22.7K 484 25
                                    

الا انت

الفصل (42)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

جلس بجوارها يداعب خصلاتها البنية اللون الناعمة بأنامله السمراء وقد لاحظ أن هناك بعض الجذور البيضاء بدأت في النمو ثانية، ليدرك أن حبيبته المشاغبة قد نست أن تلوّنهم كما تفعل دائما، وكثيرا ما كانت تغيظه أنه لن يرى الشيب أبدا في خصلاتها، فهي بارعة باخفائه جيدا، وهي تهز كتفيها بدلال مردفة أنها "ضد كِبَر السّن" فهي ستظل دائما في أوج شبابها، ويكفي أن زملاء ابنها مهدي من لا يعرفونها ما أن يرونها معه حتى يحسبونها شقيقته الكبرى!.. لتفرح من اعتقادهم بأنها شقيقته وتحزن من.. "الكبرى"!!!..

أما هو فكان يحدجها بنظرة نارية تعرفها جيدا، قبل أن يخبرها بكل برود أنها لن ترافق ابنها ثانية، إلا إذا تعهّدت أمامه أنها ستخبر الجميع أنها.. "والدته" وليست شقيقته!!..

كانت ضحكاتها تصدح عندها لتلف بعدها ذراعيها حول عنقه وتنظر في عينيه تسأله بضحكة واسعة "ألا يزال يشعر بالغيرة عليها، حتى بعد هذا العمر؟"... ليجيبها بصدق تام ويداه تطوقان خصرها يبادلها النظر بثبات تام، بأنه لن يكف عن الغيرة عليها طالما في صدره نفس يتردد!!.. لتهمس اليه حينها بصوت مليء بالحب وعينان تطالعانه بعشق صاف بأن يطمئن، فهي لن تكف عن حبه أبدا، فقلبها في كل دقة من دقاته يذكر فيها اسمه، وأنها لن تكف عن حبه حتى يكف قلبها عن الخفقان!!!!!!

مال عليها يهمس في أذنها بصوت غلفه حزن وخوف لم يسبق له الشعور بهما:

- عاوزة تسيبيني يا راندا؟.. أهون عليكي؟.. ايه في الدنيا يستاهل انك تعملي كدا في نفسك عشانه؟.. مش هسامحك يا رندا، مش هسامحك لو كررتيها تاني، أنا مقدرش أعيش من غيرك، أرجوك يا حبيبتي افتحي عينيك، خليني أطمن عليكي، متعمليش فيا كدا يا راندا.. أرجوكِ!..

ومال عليها يلثم جبينها بقبلة ناعمة طويلة، وقد أغمض عينيه بينما يتضرّع في داخله أن يحفظها الله له، فهي فرحة عمره كله...

تسمع همس بصوت عشقته منذ أن كانت في العشرين من عمرها، وشعرت بيدين حانيتين، تملسان خصلاتها، ثم نفس دافئ يقترب من وجهها لتحط بعدها شفتين دافئتين تعرف صاحبهما جيدا فوق جبينها، فكأنه قد وهبها قبلة الحياة، لتفتح عينيها ببطء وقد بدت الرؤية مشوشة أول الأمر، ولكن... قطبت فجأة في ريبة، فقد ظنّت أن هناك قطرة ماء قد لامست بشرتها، لتفتح عينيها واسعا، وتهمس بضعف:

- نـ.. نزار!!!

قطب نزار وهو يستند بوجهه الى جبينها، ليرفع راسه قليلا، ثم يفتح عينيه لتتسعا بعدها بغير تصديق وهو يطالع عسليتيها، حيث هتف قائلا:

- راندا..

رفعت يدها تمسح على وجهه لتتأكد من ظنّها، فعبست برقة وقالت بلوم بنبرات واهنة:

إلّا أنتِ.. الجزء الثالث لسلسلة نساء متمردات بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن