إلا أنتِ..
الفصل الثاني
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
نزل درجات السلم العريض شامخا برأسه، غير ملتفتا لتلك التي تتبعه وهي تتحدث بصوتها الناعم الـ.. آمر كعادته دوما!!..
وصل الى الطابق السفلي ليسير بخطوات قوية حيث الشرفة الخارجية فيلقي تحية الصباح الى والدته الجالسة بأناقتها المعهودة تتناول افطار الصباح، قبل أن ينضم اليها فيما دلفت الأخرى برقّتها الطبيعية لتلقي بدورها تحية الصباح على حماتها قبل أن تتخذ مكانها حول الطاولة وتحديدا أمام زوجها، ذلك المتجاهل لها منذ ليلة الأمس!!..
نظرت المرأة الأكبر سنًّا الى تلك الشابة التي تجلس بهدوء تام تتناول طعام الافطار فيما عيناها ترمقان ذلك المتجاهل عمدا لها بنظارات غضب بارد، وشت بما يعتمل في صدر صاحبتها من ضيق!!... لتقابل نظرات حماتها لها بدون تعبير، جعل الأخيرة تعمد لفتح الحديث علّها تعلم ما الذي جرى بين ابنه وكنّـتها للمرة الألف:
- شايفاك مبدّر يعني يا شريف، وراك مشوار قبل الشركة؟..
شريف وهو يتناول طعامه بهدوء:
- أيوة يا ماما، عندي مشوار هعمله وبعدين هطلع على الشركة..
ابتسمت دولت هانم وقالت وهي تشير لكنّتها برأسها كي تشارك بالحديث:
- طيب يا ريت متتأخرش انهرده على الغدا..
رفع شريف عيناه ناظرا الى امه بنظرة عادية سائلا بلا مبالاة:
- ليه؟.. فيه مناسبة وانا معرفش؟..
كاد البرود الانجليزي الذي يكسو تعبيرات شهرت زوجته أن يتصدع وهي ترى كمية اللامبالاة التي يتحدث بها زوجها الوسيم، بينما استدركت دولت الوضع قائلة بضحكة صغيرة:
- جرى ايه يا شريف، انت هتعمل نفسك ناسي؟..
ثم وجهت حديثها لكنتها قائلة:
- ولا يهمك يا شهرت.. أكيد هو فاكر وعامل لك مفاجأة ومخبِّي.
شريف وهو يحرك كتفيه بلا مبالاته المعهودة عاقدا جبينه بجهل:
- مفاجأة؟!!!!... مفاجأة لمين وليه؟..
فقط تقلص في أصابع يدها ليمنى ما أعلمه أن تلك الدمية الجميلة ذات قالب الثلج قد تأثرت ببروده ولا مبالاته، ليرتفع طرف شفته العليا في ابتسامة ساخرة سرعان ما أخفاها فيما قالت محدثة حماتها ببرودها الانجليزي المعروف:
- ما تشغليش بالك يا طنط... واضح انه شريف بيه مشغول أوي لدرجة أنه ينسى مناسبة زيّ دي!!!!
أنت تقرأ
إلّا أنتِ.. الجزء الثالث لسلسلة نساء متمردات بقلمي/ منى لطفي
Romanceإلّا.. أنـتِ!! بقلمي/ احكي ياشهرزاد( منى لطفي) الملخص أشهد ألا امرأة أتقنت اللعبة إلا أنت واحتملت حماقتي عشرة أعوامٍ كما احتملت واصطبرت على جنوني مثلما صبرتِ أشهد ألا امرأة تجتاحني .. في لحظات العشق كالزلزال تحرقني .. تغرقني .. تشعلني .. تطفأني تكسر...