الا أنتِ الفصل 50 بقلمي/ منى لطفي

23.7K 498 24
                                    


الا انتِ

الفصل (50)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

لا ابيح ولا احلل نقل او نسخ او مشاركة المحتوى بدون اذني العمل حصري لجروباتي الجواز وسنينه وحكاوي شهرزاد فقط

"شادية، يا شادية.. يا ربي هو كل مرة كدا لازم أنبح في صوتي عشان ترد؟"..

تأففت أم شادية وهي تنادي ابنتها والتي كالعادة لا تجيب النداء إلا بعد أن توشك والدتها بالاصابة بالتهاب حاد في احبالها الصوتيه نتيجة ارتفاع صوتها، بينما ابنتها فهي لا تجيبها لانها ببساطة.. لا تسمعها!.. نعم، فشادية ما أن تدلف الى غرفتها أو صومعتها كما تلقبها والدتها وتشرع بالعمل على أوراقها ورسالتها حتى تنعزل كليا ونهائيا عن العالم الخارجي فكأنها انتقلت من المجرّة أساسا.. خاصة وأنها لا تكون بمفردها بل مع.. علبة كبيرة من الشوكولاتة الذائبة عشقها الابدي!!!

دلفت "زبيدة" الى غرفة والدتها بعد ان تركت ما بيدها وقد سلمت أمرها الى الله فابنتها لن ترد على نداءاتها المتعددة حتى لو استخدمت مكبر صوت المسجد المجاور لمنزلهم!!..

"ايه يا بنتي، حرام عليكي كدا، مش هتبطلي عادتك دي؟.. يعني لازم أسيب الي في ادي وآجي لك بنفسي؟. طيب افرضي تعبانة ولا فيا حاجة متسعفنيش؟.."

نظرت شادية الى والدتها وأخرجت الملعقة من فمها الملطخ بالشوكولاتة وقالت بعينين واسعتين:

- انتي بتنادي من زمان يا زبدة؟.. وربنا ما سمعت!!!

زبيدة وهي تتخصر وبحنق مشيرة الى الأوراق المتناثرة على المكتب الخشبي الصغير بغرفة ابنتها والى اناء الشوكولاتة الذائبة المفتوح امامها والذي أوشك على النفاذ بالرغم من أنه يقارب الكيلوجرام وزنا!:

- ما هو طول وانت غرقانه بين ورقك ومعاكي أفيونتك دي – تعني الشوكولاتة – وانتي بتبقي برة الدنيا!!!

شادية ببراءة:

- ما انتي عارفة أهو يا زبدة، يبقى بتتعبي نفسك وتضايقيها ليه؟.. ثم.. ما ترني لي على الموبايل أحسن؟..

لتقبض زبيدة فجأة على شحمة أذن ابنتها التي توجعت وهي تقول بسخط من هذه الكسول:

- أنت بتستعبطي؟.. أرن لك ع الموبايل وبيني وبينك تلات خطوات وربع؟..

شادية بألم:

- آي آي.. لا انت بتشدي بجد يا زبدة، يهون عليك شادية تعملي فيها كدا؟.. مش كفاية أني عاملة فيكي أكبر جميلة وراضية باسمي وساكتة ومستحملة التريقة من اختك وبنتها.. ملك الجمل ونيللي مظلوم!!!!(ممثلات اشتهرن بأدوار الشر قديما)..

إلّا أنتِ.. الجزء الثالث لسلسلة نساء متمردات بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن