الا انتِ الفصل 26 بقلمي/ منى لطفي

22K 548 8
                                    



الا انت

الفصل (26)

 بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

لا ابيح ولا احلل نقل او نسخ او مشاركة العمل او جزء منه بدون اذني، العمل حصريا لجروب الجواز وسنينه..


نظرت الى ابنها بعينين ذابلتين لتقول بصوت متحشرج:

- وبعدين يا هشام يا بني، الغلبانة وابنها دي هيعملوا فيهم ايه؟.. دول مجرمين ميعرفوش ربنا..

زفر هشام بضيق ونهض ليقف أمام النافذة المطلة على الشارع بالاسفل حيث تكثر الاشجار الباسقة العلامة المميزة لهذا الحي منذ القِدم.. وقال بعدها بتقطيبة تدل على ضيقه الشديد:

- ما تقلقيش يا أمي، مش هيجرالهم حاجة ان شاء الله، هوصلهم قبل ما يفكروا انهم يأذوهم..

أنعام وهي تنظر الى ظهر ابنها المشدود علامة على انفعاله المكتوم وقالت بصوت باكي:

- ازاي بس؟.. وبعدين ما انا زي ما انا قلقانه عليهم قلقانة عليك انت كمان، انت اللي باقي لي يا بني بعد اخوك فريد الله يرحمه..

ترحّم هشام على شقيقه قبل ان يقول بهدوء لا يشعر بأدنى ذرة منه فهو يكبت نفسه بصعوبة من الانفجار في ذلك العفن المسمى رياض:

- ماتقلقيش يا أمي، هييجوا ازاي دا شغلنا.. المهم انك تطمني، منال وفريد في خلال ساعات هيبقوا معاكي.. انتي بس ادعي لنا..

انعام وهي ترفع يديها ال الاعلى:

- داعيالكم يا بني.. ربنا يوقف لكم ولاد الحلال ويبعد عنكم ولاد الحرام وينصرك عليهم..

همس هشام بشراسة وعيناه تومضان بعنف:

- ولاد الحرام.. أقسم بالله أني ما هسيبهم.. ولا هعرف معنى الرحمة لما يوقعوا في ايدي..

تصاعد صوت رنين الهاتف ليقاطع همساته الخفية، فأسرع بالاجابة، لتومض عيناه ببريق الظفر وهو يقول:

- تمام كدا، حضّر عربية الترحيلات.. وأنا هتصرف..

واستدار لينصرف بخطوات متعجلة عندما نادته انعام بلهفة:

- فيه حاجة يا هشام يا بني؟..

عرج عليها وقال وهو يقبل ظاهر يدها:

- خير يا أمي، صلّي وادعي لنا ياأم هشام..

وانصرف تصحبه دعوات والدته بالنصرة والفوز....

***********************

نظر في ساعة معصمه ليقول زميله الضابط:

إلّا أنتِ.. الجزء الثالث لسلسلة نساء متمردات بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن