الحلقة الثانية

13.7K 257 6
                                    

الحلقة الثانية

نظرت (وردة) إلى (سليم) بحدة وغضب ثم قالت
-هشششش انت تخرس خاالص ومش عاوزة اسمع صوتك وياااريت (وعد) متسمعش ولا تعرف
وقف (سليم) من مقعده واقترب منها وهو ينظر لها
-انتى عارفة انى بحبك وانتى كمان بتحبينى
ابتسمت (وردة) بسخرية
-كنت ٠٠ كنت يا (سليم) بيه
ابتسم (سليم) بتهكم وهو يقول
-بلاش اللهجة دى انا ٠٠
قاطعته وهى غاضبة
-انت احقر انسان انت خطبت اختى ولا ناسى ولا ايه حكايتك !!
هز كتفاه بلا مبالاة قائلا
-مش ناسى بس ٠٠
قاطعته (وردة) غاضبة
-بس ايه حضرتك هتجمع بينا ولا حاجة !! احسنلك انسى زى مانا ما نسيت
ثم اتجهت إلى غرفتها بينما ظل (سليم) محدقا بها وتمتم قائلا
-هتروحى منى فين يا (وردة) !!!
***************
فى الصعيد
دخل (بكر) غرفته جلس ع فراشه وتنهد قليلا ثم اراح ظهره ع الفراش ووضع يديه اسفل رأسه ونظر للسقف وهو يتذكر
(فى ذلك الحين كان عمره لم يبلغ العشر سنوات بعد كان قد عاد من مدرسته فتحت له والداته الباب وهى مبتسمة وتنظر له وجدته حزين فإغلقت الباب ثم قالت بنبرة قلقة
-مالك يا (بكر) انت كنت بتعيط ؟!
تحدث (بكر) بحزن قائلا
-ايوة يا ماما الميس ضربتنى فى المدرسة
-طب ليه ؟!
-فاكرانى كنت بكلم واحد صاحبى وانا كنت باخد منه استيكة مش اكتر
ابتسمت والداته قليلا ثم قالت
-طب متزعلش انا هتكلم معاها بكرة
ابتسم (بكر) بفرحة
-بجد يا ماما ؟
قبلت والداته وجنتاه ثم قالت
-بجد يا حبيبى
ابتسم قليلا وقال مقلدا والده
-طب حيث اكده چهزيلى الوكل يا (فاطمة)
ضحكت (فاطمة) ع دعابة صغيرها وقالت بعد إن دنت منه لتقبل خده مرة اخرى
-لازم تعرف يا (بكر) إن بلدك فى قنا واهلك هناك
-طب ليه محدش بيجى هنا غير بابا ؟ وبيجى كل فترة حتى جدى كل فين وفين لما يجى
تنهدت (فاطمة) بحرقة
-معلش يابنى)
ابتلع (بكر) ريقه ثم مسح تلك الدمعة التى كانت تلمع داخل عيونه وقال
-اتوحشتينى جوى جوى يا أمى بس مهسيبشى حجك واصل ٠٠
***************
فى القاهرة
خرجت (وعد) من المطبخ بعد إن اعدت مائدة الطعام ثم ذهبت إلى حيث يجلس (سليم) وهى تقول
-يلا الأكل جاهز
نظر لها (سليم) وابتسم ثم قال
-تسلم ايدك يا حبيبتى
ابتسمت (وعد) بخجل وهى تقول
-طب قوم يلا عقبال ما انادى (وردة)
-ماشى يا حبيبتى
ذهب (سليم) إلى المائدة بينما دخلت (وعد) إلى غرفتها وجدت شقيقتها نائمة فرفعت حاجبها بتعجب
-لحقتى تنامى يا (وردة) ؟!! يلا بقى عشان ناكل سوا
قالت (وردة) بهدوء
-مش عاوزة اكل يا (وعد) ملييش نفس عاوزة انام عشان اصحى اذاكر
قالت (وعد) بلهجة مستفهمة
-هو انتى كل لما يجى (سليم) مترضيش تتغدى معانا فى ايه يا (وردة) ؟
-واحد جاى يتغدى مع خطيبته اعمل ايه انا يعنى وسطيهم اعزفلهم كمان ولا ابقى شجرة بتضلل عليهم !!
نظرت لها (وعد) وع وجهها علامة استفهام فإبتلعت (وردة) ريقها وقالت
-ارجوكى يا (وعد) قولتلك 100 مرة لما ابقى عاوزة انام سبينى انام
-ماشى زى ما تحبى
خرجت (وعد) واغلقت الباب خلفها بينما دثرت (وردة) نفسها تحت الغطاء ٠٠
فى الخارج وجدت (سليم) يأكل الطعام مع والداتها فإبتسمت قليلا وجلست بجواره وهى تقول
-ايه رأيك فى الأكل ؟
-يجنن كالعادة
ثم نظر إلى والدة (وعد)
-تسلم ايدك يا حماتى
ابتسمت له والداتها وقالت
-بالهنا والشفا يابنى
فردت (وعد)
-طبعا اكل ماما لا يعلى عليه
ابتسم (سليم) وهو يقول ناظرا فى عيون (وعد)
-طبعا ده مفيش زيه خاالص
فإحمر وجه (وعد) من الخجل ٠٠
*****************
فى الصعيد
طرق (بكر) باب غرفة جده و حين سمع صوت جده يأتى من الدخل
-ادخل يا ولدى
فتح (بكر) الباب ثم دلف إلى الغرفة وهو مبتسم قائلا
-كت حابب اتحددت وياك يا چدى
-خير يا ولدى
ابتلع (بكر) ريقه وهو يقول
-كت ٠٠ جصدى ٠٠ بدى اتچوز يا چدى
ظهرت ع فم الجد ابتسامة واسعة وهو يقول
-بتتحدد چد يا ولدي ؟
اجاب (بكر) بجدية
-وهى الامور دى فيها مزح يا چدى
شعر الجد بسعادة
-وبدك تتچوز مين ؟! ولا انجيلك عروسة زينة
ابتلع (بكر) ريقه ثم قال
-لا يا چدى انا بدى اتچوز بت عمى ٠٠ (فتنة)
ابتسم الجد قائلا
-يا زين ما اخترت يا ولدي (فتنة) حسب ونسب وچمال
ابتسم (بكر) لذكر ذلك ثم قال لجده
-جول ات لعمى يا چدى وجولى رأيه اييه
-وهو فى رأى بعد رأيى يا ولدى
****************
فى المساء جلست (وردة) ع مكتبها تكمل البحث المطلوب منها ظلت تفكر فى (سليم) وحبها له وضعت يدها ع وجنتها وهى تتذكر عندما تعرف والداها ع والد (سليم) فى عمله  اشتدت صدقاته به وظلوا اصدقاء نحو خمسة اعوام قبل وفاة والدها (خالد الحويتى) منذ سنة تقريبا فى تلك الخمس اعوام كانت تعرفت ع (سليم) فقد كان يذهب إليها فى النادى  وهى تتمرن ع التنس ويشاهدها ويشجعها تذكرت اول مقابلة بينهم
(كانت قد انتهت من تمرينها وذاهبة لغرفة التغيير وجدته امامها وكانت ستصطدم به لولا انها توقفت فى الوقت المناسب ابتسم هو وهو ينزع نظارته الشمسية
-انسة (وردة) مش كده ؟
قطبت (وردة) حاجبيها قائلة
-هاا !!
تذكرت هى إنها رأته من قبل ولكنها لا تتذكر اين بالتحديد فتابع هو ليقتل فضولها
-انا (سليم جمال الصرفى) ابن (جمال الصرفى) صديق والدك اتعيشنا مع بعض الآسبوع اللى فات
تذكرته (وردة) ع الفور
-صح صح ٠٠ انت بتعمل ايه فى النادى ؟
انت عضو هنا ؟
هز رأسه بالنفى وهو يقول
-بصراحة لأ
فعقدت حاجبيها بعدم فهم فتابع هو
-هتصدقينى لو قولتلك انى من ساعة ما شفتك كنت عاوز اشوفك تانى بإى شكل لدرجة ان سئلت والدى عليكوا من غير ما المح وعرفت انكوا مشتركيين فى النادى هنا
احمر وجه (وردة) قليلا وابتلعت ريقها وهى تقول
-وليه ده كله ؟!!
ابتسم (سليم) وهو يقول
-قلت عاوز اشوفك وكل لما اعوز اشوفك هجيلك هنا
نظرت إلى الأسفل بخجل وهى تقول
-بابا زمانه جاى عشان يروحنى ولازم يلاقينى لابسة مش بلبس التنس ده عن اذن حضرتك
ولم تعطى له فرصة وانصرفت من امامه مسرعة بينما ظل هو يبتسم ع خجلها)
زفرت (وردة) بضيق بعد ان تذكرت تلك الذكرى وقالت لكى تنسى
-كنت لسه فى ثانوى طبيعى اعجب بإى حد يقولى كلمة حلوة ٠٠ ده اصلا انسان واطى ميستحقش
اغمضت عيناها ثم قالت
-يلا اكمل بقى البحث ده مهم اوووووى
****************
فى صباح اليوم التالى دخل (طارق) إلى المدرج ثم ظل يشرح فى درسه الجديد للطلاب وبعد إن انهى محاضرته تحدث مرة اخرى
-يااريت الاسماء اللى هقول عليها دلوقتى تبلغوهم ان عندهم امتحان شفوى ضرورى فى مكتبى وده لانهم مبيحضروش من اصله ولو مجوش الامتحان ده ينسواا خالص انهم ينجحوا فى مادتى
(اسماء زين الخليلى)
(خلود سيد العسوى)
(داليا محمد القاسم)
(رؤوف جمال سليمان)
(سهام عاصم صفوان)
(مراد سيد عزمى)
(يوسف شريف قدرى)
ثم تابع قائلا
-ال 7 دول ولا محاضرة حضروها من اول الترم ياريت كده اصحابهم يبلغوهم وإلا هيبقى ممنوع يحضروا الامتحان بتاع المادة بتاعتى
ثم اخذ اغراضه وخرج من المدرج فتحدثا صديقتان (سهام)
-الحقى ده قال اسم الموكوسة
اجابت الأخرى
-فعلا احنا لازم نبلغها
مطت الأولى شفتاها بضيق وهى تقول
-ايوة عنادية اوووى ٠٠ اول ما نروح الدار نبلغها
فتحدثت الثانية بلامبالاة
-ابقى بلغيها انتى
****************
كان (سليم) فى مكتبه اخذ بعض الأوراق ودخل إلى مكتب والده
-بابا ياريت تمضى ع الورق ده
اخذ (جمال)  الاوراق وظل يمضى عليها ثم نظر له
-عامل ايه مع خطيبتك ؟
-الحمد لله كويسين
تحدث (جمال) بضيق
-انا عاوزك تتجوزها فى اقرب وقت ممكن
قال (سليم) بضيق
-ازاى بس يا بابا ده مفاتش سنة ع وفاة ابوها اعتقد مش هيوفقوا دلوقتى دول وافقوا بالخطوبة بالعافية وبعد زن منى فظيع
تنهد (جمال) بإسى
-مش قادر افهم بس ايه اللى خلى (خالد) يقسم الارض بتاعته قبل وفااته لا والجزء اللى كنت هعمل بيه المشروع يبقى من نصيب بنته الكبيرة
تحدث (سليم) بفخر
-متقلقش يابابا (وعد) فى جيبى ومجرد ما اتجوزها اعتبر ان الارض دى ارضك
-طب شهل يا بنى
-متقلقش
****************
كانت (وعد) تجلس مع صديقتها (سارة) فى الروضة التى يعملون بها
-ايه بقى يا (وعد) هنسيب العيال وتفضلى تفكرى فى حبيب القلب (سليم) بتاعك ده ؟!
نظرت لها (وعد) ببلاهة وهى تقول
-ها !!!
قالت (سارة) بإبتسامة
-مالك يا بت يقطع الحب وسنينه
-مفيش مفيش بس لحد دلوقتى يا (سارة) مش قادرة اصدق انه بيحبنى انا كنت معجبة بيه من اول ما شفته لما قالى انه بيحبنى كنت هطير من الفرحة حتى خطوبتنا جت بسرعة
مطت (سارة) شفتاها بعدم رضا
-انتى بتسمى دى خطوبة تلبسوا دبلتكوا فى المحل اللى اشترتى فيه الدهب
-طب وكنت اعمل ايه طيب يا (سارة) مانتى عارفة الظروف بابا متوفى من 8 شهور اصلا مكنش ليه لازمة دلوقتى بس (سليم) حكم رأيه وماما مكنتش معارضة فمكنش ينفع نعمل فرح والكلام الفاضى ده وبعدين الفرحة فى القلب
تحدثت (سارة) بلووم
-مانا ياما اتحيالت عليكى انك تشتغلى معايا فى الحضانة مكنتيش بترضى وعاوزة تشتغلى فى الزراعة مجرد ما (سليم) قالك وافقتى بصراحة اضايقت منك اووووى
-مكنش ينفع ازعله ده اول طلب يطلبه منى يا (سارة) وبعدين انتى يعنى مش لو (نادر) طلب منك حاجة هتعمليها ولا ايه
تنهدت (سارة) بإسى ثم قالت
-انتى عارفة ظروفى يا (وعد) انا عاوزة اى راجل والسلام اتجوزه بدل مانا قاعدة بطولى كده وكلام الناس مش بيرحم
ابتسمت (وعد) قائلة
-ماهو اكيد حبيتى (نادر) مادام وافقتى
قالت (سارة) بعدم صدق
-ايوة  ٠٠ عموما قومى بينا نقعد العيال دى بدل ما يهدوا الحضانة
ابتسمت (وعد) قليلا
-يلا
*****************
فى المساء كانت (سهام) تجلس مع صدقتيها فى السكن الجامعى تذكرت (أروى) صديقتها
-صحيح يا (سهام) انتى لازم تروحى لدكتور (طارق) فى مكتبه
رفعت (سهام) حاجبها
-وده ليه  إن شاء الله ؟
-اصله حصر الاسماء اللى محضرتش ليه ولا محاضرة وقال انه هيعملهم امتحان شفوى ولو مجوش مكتبه وامتحانوا مش هيدخلوا الامتحان بتاع نص السنة
عوجت (سهام) فمها وهى تردد
-ده ايه الرخامة بتاعته دى طب انا مش عاوزة احضر
اجابت عليها صديقتها الأخرى (حنان)
-ده ياريتنى انا اللى كنت محضرتش كان زمانه هيمتحنى فى مكتبه هييييح
اجابت (سهام)
-انتى هبلة يا بت انتى وهو ده شكل الواحد يبصله !!
فنظرت لها (حنان) بضيق
-لا اسمحيلى بقى انتى مبتفهميش حاجة
قالت (أروى) لتهدئ الاجواء بينهم
-خلاص يا بنات يلا نكمل مذاكرة بقى و (سهام) تبقى تتصرف
ثم نظرت إلى (سهام)
-وانصحك انك تروحى المكتب وتمتحنى مش هتشيلى المادة يعنى وانتى التالتة ع الدفعة
تنهدت (سهام) بعدم راحة
****************
فى الصعيد
جلس الجد يتناول طعام الغداء مع كلا من (بكر) و (فارس) و والداته (روحية) تحدث الجد قائلا
-انا جلت لولدى (كامل) انه ياچى يتعشى ويانا
فنظرت له (روحية) وهى مبتسمة
-وماله ياچى ينور البيت كلته
ابتسم (فارس) بسخرية فتحدث (بكر) قائلا لأغاظة (روحية)
-مادرتيش يا مرت ابوى انا طلبت يد (فتنة) من چدى وهيفاتحه فى اكده النهاردة
نظرت (روحية) إلى ابنها (فارس) وهى تشعر بغضب كبير بينما ظل (فارس) يرمق (بكر) بحدة ٠٠

#للحب_وجه_آخر

#علا_السعدني

للحب وجه آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن