الحلقة الثالثة عشر

8K 177 4
                                    

الحلقة الثالثة عشر

نظر (فارس) إلى تلك الفتاة وجدها تبكى وتمسح دموعها فعقد حاجبيه ثم تذكرها ع الفور انها تلك الفتاة خطيبة (نادر) نظر لها جيدا
-عاوزة ايه تانى ؟!
-عاوزة اتكلم معاك لو ممكن يعنى
-طب تعالى ادخلى
فتحت عيناها ثم قالت وهى تهز يدها امامه بالنفى
-لالا مش ممكن ادخل الشقة دى تانى ٠٠ فى مطعم جنب البيت لو ممكن تسمعنى
عوج (فارس) فمه ثم قال
-طب قدامى
تقدمت (سارة) أمامه ثم اتجهوا ناحية المطعم الذى يوجد بجانب منزله جلست (سارة) صامتة ع احدى الطاولات فى المطعم فنظر لها (فارس) بنفاذ صبر
-ياارب ننجز يعنى
-طب اهدى طيب انت لو مضايق من وجودى همشى
-عاوزة ايه ؟!
-هو ٠٠ هو حضرتك طردت (نادر) من الشغل ؟
نظر لها جيدا
-ويخصك فى ايه ؟! ولا زعلانة.!! ٠٠ انتى يا بت معندكيش كرامة بعد اللى عملوا فيكى جاية ٠٠
قاطعته وهى تمسح عيونها من الدموع بعد إن سقطت منها اثر حديثه
-لو سمحت كفاية ٠٠ انا لو جاية هنا وفعلا عاوزك ترجعه الشغل فعشان يبعد عنى النهاردة استنانى قدام شغلى وهددنى وقالى يعنى ٠٠ قالى ٠٠
قال بنفاذ صبر
-ما تنجزى قالك ايه ؟
نظرت إلى اسفل وهى تقول
-قالى انك اكيد عملت معايا حاجة ومش معقولة خرجت من عندك سليمة
ضرب (فارس) قبضة يده ع المنضدة بغضب فإبتلعت (سارة) ريقها وهى تنظر له فقال
-ما تبلغى عنه طيب
-فكرت فى كده وهددته بس قالى انى لو عملت كده هيفضحنى
هز رأسه بإنفعال غير مصدقا لما يسمعه منها
-هيفضحك بإيه يا هبلة هو فى حاجة حصلت من اصله
مسحت (سارة) دموعها ثم قالت
-انا وحدانية وبابا وماما الله يرحمهم ومعنديش اخوات نهائى والكلام ع اللى زيى بيبقى كتير اوووووى وحتى لو قلت انه محصلش وجبت دكتورة تأكد ليهم مش هيصدقوا انت عارف ان فى بنات كتير بتعمل عمليات والموضوع مبقاش صعب يعنى وبعدين العيار اللى ميصبش يدوش و (نادر) انسان واطى انا بترجاك رجعه شغله وابعده عنى انا مش عاوز أذية انا نفسى اعيش حياة طبيعية والاقى شريك حياة يفهمنى ولو (نادر) قال عليا كلمة هبقى ضعت ومحدش هيبصلى
وظلت تبكى بشدة نظر لها (فارس) وشعر بالحزن ع حالها
-طب خلاص متعيطيش
نظرت له متوسلة
-هتساعدنى
هز (فارس) رأسه بالإيجاب ثم قال
-قومى يلا عشان اوصلك
هزت رأسها بالنفى
-مش هينفع زى ما جيت همشى
-طيب لو حصل اى حاجة وهو اتعرضلك كلمينى
ثم اخرج من جيب بنطاله كارت خاص به وهو يقول
-كلمينى ع الرقم ده
اخذت منه الكارت وابتسمت له ابتسامة ممتنة له ثم انصرفت فوقف (فارس) وخرج من المطعم ليقف خارجا محدثا نفسه وهو يشعر بالغضب
-اما وريتك يا واطى انت مبقاش انا
****************
فى المساء كانت (وردة) فى المطبخ تصنع لها كوب من النسكافيه سمعت صوت احدهم قادم إليها فكانت تهم بالخروج وجدت (باسل) أمامها بادرها بقول
-مالك كده ماشية ومش شايفة قدامك
نظرت له وتلعثمت قليلا ثم قالت
-ك ٠٠ كنت بعملى نسكافيه عشان اذاكر
فنظر إلى ساعته التى فى يده
-انتى لسه منمتيش
-اصل الأمتحانات قربت بقى اعمل ايه ؟!!
-اهااا ربنا معاكى ٠٠ انا كنت عاوز اشرب
-ما تروح تشرب ولا تكونشى مكسوف
نظر لها ماليا
-لسانك عاوز قطعه ٠٠ اوعى كده من قدامى
-وانا عملت ايه طيب ؟!! ماهو مش قادرة اصدق ان (باسل) بطيخة بقى كده وبيتكسف انت متأكد انك ابن خالتى ؟
ضم قبضة يده وكان سيضربها فى عيناها فإغمضت هى عيناها فإبتسم وهو يقول
-مش اد لسانك بتكلمى ليه ؟!
-روح شوف كنت هتعمل ايه ؟!
-هروووح
فذهبت هى لحجرتها مسرعة بينما ظل هو ينظر إليها وهو يحدث نفسه
-لو تعرفى يا (وردة) بحبك اد ايه مكنش لسانك ده يطول بس هعلمك الأدب صبرك عليا ٠٠
****************
فى صباح اليوم التالى صعدت (سهام)  الحافلة الخاصة بالرحلة مع (أروى) و (حنان) وهى سعيدة بشدة جلست (أروى) بجانب (سهام) و كان (سامر) جالس منتظر دخول (سهام) وعندما وجد إن صديقتها تلك ستجلس بجوار (سهام) شعر بالضيق ثم نظر إلى (حنان) التى كانت تنظر له فشاور له بعينه إن تبعد (أروى) عنها فعوجت (حنان) فمها ثم هزت رأسها بالإيجاب ثم اتجهت نحوهم وهى تقول
-بت يا (أروى) تعالى بس نتصور سلفى فى الركن البعيد ده
تحدثت (أروى) بضج
-وقت سلفى ده
-تعالى بس يا (أروى)
ومسكت يدها وابعدتها عن (سهام) فإستغل (سامر) تلك الفرصة ثم جلس بجوار (سهام) التى ما إن رأته حتى شعرت بالتوتر  فقاال (سامر)
-صباح الخير يا حبيبتى
نظرت له (سهام) وهى تقول
-لو سمحت صحبتى قاعدة هنا
-صحبتك شكلها هتقعد مع بنت خالتها والباص خلاص قرب يتملى اصلا وبصراحة انا مرتاح هنا
-وانا مش مرتاحة مش عاوزة اقعد جنبك ايه التناحة دى ؟!
-هتقلى ادبك برده يا (سهام) بقولك ايه ذوق عافية هتحبينى فخليكى راضية بدل ما تحبينى ورجلك فوق رقبتك
اتسعت عيناها وهى تقول
-ايه الأسلوب ده !!
فى تلك اللحظة كان (طارق) قد صعد إلى الحافلة ونظر للجميع وهو يقول
-كده الباص بقى كامل انا هقول الاسماء وهتأكد من اللى فى الباص فياريت الكل يقعد فى مكانه عشان نخلص بسرعة
ظل (طارق) ينادى ع الاسماء بينما (أروى) قالت إلى (حنان)
-عجبك كده اهو الزفت قعد جنب (سهام) واتلاقيها مضايقة دلوقتى
-يا ستى خليها تتحب شوية بدل ماهى مقفلة كده
-يا (حنان) انا لازم اقوم اقعد جنبها عشان متزعلش
-ايه جو الاطفال ده واقعد انا لوحدى ليه يا بنت خالتى وبعدين (سامر) هيسليها
نفخت (أروى) بضيق ٠٠ بعد إن إنتهى (طارق) من منادة الاسماء وقد لاحظ جلوس (سهام) بجانب ذلك الفتى شعر بالضيق قليلا وظل ينظر لها ووجدها تنفخ فقد كان (سامر) يحدثها
-ما تفردى بوزك ده
-ما تبطل غتاتة بقى  ٠٠
ثم وقفت وهى تقول
- بقولك ايه عدينى
نظر لها (سامر) بإعين متسعة
-رايحة فين ؟
-عدينى بدل ما اعملك فضايح
فوقف (سامر) وجعلها تمر ظلت (سهام) تنظر إلى كل من فى الحافلة وجدت انها لا تعرف احد فلاحظت وجود (طارق) الذى قال بصوت مرتفع
-قمتى ليه يا انسة ؟
ارتبكت (سهام) قليلا ثم اتجهت نحوه وهى تقول
-دكتور ممكن اطلب منك خدمة
نظر لها بلا مبالاة
-افندم
-ممكن اقعد مكانك وتروح تقعد مكانى معلش
نظر (طارق) حيث كانت تجلس مع (سامر) ثم نظر إلى الدكتور الذى يجلس بجانبه ثم وقف واتجه إلى (سامر)
-روح اقعد مكانى
فنظر له (سامر) بضيق
-ليه يا دكتور ؟
-قلت اقعد مكانى
شعر (سامر) بالضيق واتجه إلى مكانه ليجلس به فأشار (طارق) إلى (سهام) لتجلس مكانها فإبتسمت له ثم جلست فجلس بجوارها وهو يقول
-بيضايقك ؟
لم تتوقع سؤاله فإجابت (سهام) ببلاهة
-ها ؟!
-كان بيضايقك ؟!
هزت رأسها بالإيجاب فقال (طارق) وهو متوتر قليلا
-امال مين اللى كان بيشرب معاكى قهوة قدام القسم ؟ حبيبك ده ؟!
-(فارس) !!! ده اخويا
نظر لها (طارق) مليا غير مصدق ما سمع وردد
-اخوكى !!
هزت (سهام) رأسها بالإيجاب فحاول (طارق) كتم تلك الأبتسامة التى كانت ع وشك الظهور فنظرت له (سهام)
-ميرسى يا دكتور عشان قومت (سامر)
-مفيش داعى للشكر
******************
بينما (وعد) تتابع العمال وجدت هناك امراءة مسنة لا تستطيع إن تعمل فإقتربت منها (وعد)
-مالك حضرتك تعبانة ؟
امسكت رأسها تلك المراءة وهى تقول
-شوي يا بتى
-طب ريحى جيتى الشغل هنا ليه مادام تعبانة
-احنا هنا بنشتغل باليومية يا بتى وانا مصاريفى كاتير  عشان احفادى
-طب ريحى ريحى انا هشتغل مكانك
-ابدا وهو يصح اكده
-ملكيش دعوة ريحى انتى
كان (بكر) يرى ذلك المنظر من بعيد ابتسم حين وجد قلبها الرقيق ثم اقترب منهما وهو يقول
-خلاص يا حچة روحى انتى وارتاحى
-لاه يا سى (بكر) انا هشتغل النهاردة متخافش انا مش مرضانة
ابتسم (بكر) قليلا ثم تابع وهو يلاحظ تلك النظرات النارية التى تنظر بها (وعد)
-يا حچة جصدى روحى ارتاحى كم يوم ويوميتك هتوصلك زى ماهى ومتچيش الشغل تانى الا لو اتحسنتى
ابتسمت تلك المرآة قائلة
-ربنا يخليك يا سى (بكر)
-روحى انتى دلوجيتى وهبجى اطمن عليكى بليل
ابتسمت المراءة كثيرا وانصرفت إلى بيتها بينما نظرت له (وعد) وهى تقول
-كنت فاكرة انك ٠٠
ابتسم (بكر) قليلا ثم قال
-لا متفتكريش وياربت متفكريش كتير ومتحاوليش تستخدميه اصلا مجهود عليكى ع الفاضى
نظرت له بقوة
-تقصد ايه ؟!
-اقصد عقلك صغير يا بشمهندسة
عوجت فمها قليلا وشعرت بالضيق فإبتسم لها فقالت بجدية
-بكرة الخميس إن شاء الله هرجع مصر انا وخالى زى ما اتفقنا
شعر (بكر) بقليل من الضيق ثم قال
-طيب زى ما تحبى ٠٠ انا هروح اشوف باقى الشغل
-ماشى اتفضل
****************
اتصل (فارس) بوالداته وهو يجلس فى مكتبه
-ايوة يا ماما هبعتلك الفلوس النهاردة اللى انتى عاوزه
-٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
-تمام يا حبيبتى هتكون عندك الساعة 7 إن شاء الله بالدقيقة هبعتهم مع موظف من عندى
-٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
-خلى بالك من نفسك يا حبيبتى
****************
كانت (سهام) تنظر إلى بحيرة قارون بسعادة نظرت للمكان والطبيعة اغمضت عيناها ثم فتحتها مرة اخرى فشعرت بوجود شخص ما خلفها
-برغم ان المكان حلو ويجنن الا انى مش عارف اشوف غيرك
التفت (سهام) لتنظر خلفها ووجدت ذلك البغيض (سامر) فعقدت حاجبيها
-انت عاوز ايه ما تتلهى بقى فى حتة بعيد عنى
-لسانك طول يا قطة
شعرت (سهام) بالضيق ثم قالت
-انا مش عاوزة ائذيك انت عارف لو قلت لاخويا ممكن يعمل فيك ايه ؟!
اجاب (سامر) ببرود
-مبتهددش ع فكرة
تركته (سهام) وانصرفت ثم وجدت (طارق) يقف برفقة (حنان) احتدت نظراتها لهم ثم حاولت ان تبحث بعيانها ع (أروى) حتى وجدتها فذهبت إليها ثم قالت
-هى ٠٠ هى (حنان) بتعمل ايه هناك ؟!
-مفيش قالتلى هتقول لدكتور (طارق) ع نقط فى البحث وتعرف منه هى ماشية صح ولا لأ
عقدت حاجبيها
-وده وقته يعنى ؟! هو احنا مش فى رحلة ولا ايه ؟!!! يعنى المفروض جايين ننسى المذاكرة والكلام ده
-وانا مالى طيب
شعرت (سهام) بالضيق وظلت تراقب (طارق) مع (حنان) ثم خبطت قدمها فى الأرض بطفولة و ابتلعت ريقها قليلا ثم ذهبت تجاههم فقد ارادت لفت انتباه (طارق) بإى طريقة لذلك توجهت نحوهم وقالت إلى (حنان)
-مش يلا بقى يا (حنان) احنا رايحين ناكل فى الفندق اللى هنا مش هتيجى معانا
نظر (طارق) إلى (سهام) وابتسم قليلا لرؤيتها فرفعت (سهام) احد حاجبيها بتهكم بينما شعرت (حنان) بالضيق وقالت
-مش شايفانى مشغولة مع الدكتور روحى انتى وانا هبقى احصلك
جزت (سهام) ع اسنانها والتفت لتنصرف ووجدت بعض الحصى الصغير ع الأرض اخذتهم ثم وقفت بعيدا فى مكان لا يراها فيه احد ثم احذت اول حصى وضربت بها (طارق) فى ظهره شعر (طارق) بإلم فى ظهره ولكنه لم يهتم واكمل حديثه مع (حنان) فإخذت (سهام) تضربه بالحصى الثانية فإلتف (طارق) ليرى من خلفه ولكن اختبئت (سهام) مسرعة حتى لا يراها ثم تمتمت وهى ترفع الحصى الثالثة فى الهواء وتلتقطتها مرة اخرى فى يدها
-اما دى ففى رجلك انتى يا بومة عشان متعرفيش تقفى معاه تانى
ثم القتها ع قدمها فتآلمت (حنان) ومسكت ذراع (طارق) وهى تقول
-اه ٠٠ فى طوبة جت فى رجلى
فسندها (طارق) وهو يقول
-هتجيلك منين بس !!
فإستغلت (حنان) الفرصة ومسكت ذراعه وهى تقول
-رجلى وجعانى اوووى يا دوك
عندما رأت (سهام) ذلك غلت الدماء فى رأسها وانطلقت بسرعة البرق نحو (حنان)  ابعدت يدها عن يد (طارق) وهى تقول
-مال رجلك يا حنة ؟
نظرت لها (حنان) بإندهاش
-ها !!
-تعالى اسندك
وكانت ستمسك يدها فإبعدت (حنان) يدها عنها وهى تقول
-عارفة امشى لوحدى
ثم ذهبت معاها إلى داخل الفندق فنظرت (سهام) إلى (طارق) وهى تمط شفتاها بتهكم ثم ذهبت خلف (حنان) فإتى (طارق) من خلفها وهو يسير خلفها وثنى طول قامته قليلا ثم اقترب من اذنها وهو يقول
-ابقى خفى ايدك شوية ظهرى وجعانى
شعرت (سهام) بالأحراج وفتحت فمها لمدة ثوان ثم اغلقته وركضت داخل الفندق مسرعة فإبتسم (طارق) ثم مسك ظهره وهو يقول
-قطمتى ضهرى يا مجنونة
*****************
فى المساء جلست (روحية) فى غرفتها تعد النقود بعد إن اخذتهم من الرجل الذى ارسله (فارس) وهى مبتسمة ثم قامت بفتح دولابها لتضع به النقود بجانب الأخر واذ بشخص يقف خلفها كان ملثم وما إن التفت (روحية) ووجدته امامها حتى فتحت عيونها بصدمة و ٠٠

#للحب_وجه_آخر

#علا_السعدني

للحب وجه آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن