الحلقة الرابعة عشر

8.1K 183 4
                                    

الحلقة الرابعة عشر

شهقت (روحية) وهى تنتفض ذعرا وما إن رأها ذلك الملثم هكذا حتى وضع ذلك الرجل يده ع فمها ثم ضربها بعصا بالجوار ع رأسها فسقطت مغشى عليها واخذ هو النقود وهرب ٠٠
بعد وقت قليل افاقت (روحية) وهى تضع يدها ع رأسها وحاولت إن تتذكر ما الذى حدث ونظرت حولها ثم قامت مسرعة نحو الدولاب لترى نقودها فلم تجد شئ فنظرت ع الفراش ولم تجد اى شئ ظلت واقفة وهى مصدومة ثم ذهبت مسرعة إلى غرفة (شكرى) لتقص له ما حدث ٠٠
***************
فى صباح اليوم التالى كانت (وعد) فى عملها فرأت فتاة صغيرة ابنة عاملة لديهم فجلست تلعب معها (وعد) وهى تصقف بيدها ع يد الطفلة جالسون ع الأرضية حيث كانت تثنى (وعد) قدميها وتجلس ع ركبتيها والصغيرة أمامها ٠٠ فى تلك الاثناء اقترب منهم (بكر) وهو ينظر إلى (وعد) وهى تلعب مع تلك الفتاة كانت مرحة تبدو كطفلة مثلها وضع يده اليمنى فى جيب بنطاله وهو مبتسم محدثا نفسه
-ايه حكايتك يا (وعد) كل ما اجى اشوفك يعنى مع حد جديد
فنظرت تلك الطفلة إلى (بكر) وابتلعت ريقها ثم وقفت خلف (وعد) وهى خائفة تعجب كلا من (بكر) و (وعد) من رد فعل الصغيرة فإمسكت (وعد) يدها برفق
-مالك يا حبيبتى ؟
تحدثت الطفلة وهى تنظر إلى (بكر)
-اصله انا لازمن اروح لأمى
ثم وجهت حديثها إلى (بكر)
-انا اسفة
فنظر لها (بكر) وهو مبتسم
-اجعدى اهنى
فجلست الصغيرة وهى خائفة فتابع
-ايه شفتى عفريت ولا اييه ؟
تحدثت الطفلة ببلاهة
-هااه !!
ثم ارجفت قائلة
- مش جصدى بس ٠٠
-انتى عندك كم سنة ؟!
-انا ٠٠ عندى سبع سنين
-واسمك اييه ؟
-(نورا)
ابتسم لها قليلا
-طب خليكى جعدة ويانا متخافيش وانا هجبلك شكولاتة
ابتسمت الصغيرة بسعادة وهزت رأسها بالإيجاب فنظرت (وعد) إلى (بكر)
-ما تقعد معانا
نظر لها (بكر) و نظر إلى الأرضية ثم إلى ملابسه النظيفة فقد كان يشعر بالخوف ع نظافته الشخصية فتحدث قائلا
-لالا انا كنت بمر اشوف العمال بس انا عندى شغل
ابتسمت (وعد) وقد فهمت انه خائف ع ملابسه من إن تتسخ ووجدت تلك الصغيرة تلعب فى الطين امامها ثم قالت بخبث إلى (نورا)
-الحقى يا (نورا) ده شكله مش عاوز يقعد معانا !!
فإقتربت منه الصغيرة بعفوية ومسكته من بنطاله وهى تقول
-اجعد معانا
كانت (وعد) تحاول إن تتماسك فى رد فعلها دون إن تضحك فوضعت كلتا يداها ع فمها تكتم تلك الضحكة التى ع وشك إن يستمع إليها اتسعت عينان (بكر) عندما رأى تلك الصغيرة تمسك بنطاله ويدها بها طين ثم قال بغضب
-اتچنتى ولا ايييه ؟!!
انتفضت الصغيرة ذعرا بينما قالت (وعد)
-سير ديتول محصلش حاجة لكل ده البنت عاوزك تلعب معاها اقعد بقى
ضم (بكر) قبضة يده وجز ع اسنانه وهو ينظر ل (وعد) التى نظرت إلى اعلى وهى تطلق صافرة هز (بكر) رأسه بإسى ثم قال للصغيرة
-متخافيش مكنش جصدى
ثم نظر إلى بنطاله المتسخ  وإلى الصغيرة مرة اخرى وتحدث مبررا هروبه
-هروح اچبلك الشكولاتة واچى
تركهم وانصرف بينما ظلت (وعد) تضحك بشدة فقالت (نورا)
-مالك بتضحكى ليه اكده ؟
ظلت تهز رأسها فى اسى وهى تقول
-ها !! مفيش
ثم حدثت نفسها
-مقدرش يقف ثانيتين بالبنطلون كده مسخرة سير ديتول ده ٠٠
****************
جلس (فارس) فى مكتبه ليقوم بالأتصال بإبنة عمه (فتنة) حينما رأت (فتنة) رقم هاتف (فارس) ابتسمت وشعرت بسعادة كبيرة وردت وهى تقول بلهفة
-كيفك يا سى (فارس) ؟
ابتسم (فارس) قليلا وهو يقول
-الحمد لله انتى عاملة ايه ؟
-الحمد لله
-بصى يا (فتنة) عاوز منك طلبك
-خير يا سى (فارس)
-انا جاى إن شاء الله بليل
ابتسمت (فتنة) بسعادة فتابع (فارس)
-هتفق معاكى ع كل حاجة بكرة بليل إن شاء الله لما اجى يااريت تيجى بيت جدك عشان اشوفك كإنك جاية ل (بكر)
هزت رأسها بالإيجاب وهى تقول
-حاضر يا سى (فارس)
****************
فى المساء كانت (وعد) وصلت إلى المنزل مع خالها قال وهو يصعد السلم
-انتى هتشحطتينا كل  اسبوع كده
-لا لا اجمد كده يا ابو صلاح شكلك بقيت خرع
نظر لها (صلاح) بضيق مكررا
-خرع !! خرع فى عينك عيلة قليلة الرابية
-هو انا اتربيت من اصله
فضحك معها ثم طرقت باب شقتهم فإذا بها تجد (باسل) الذى كان مبتسم لها وهو يقول
-واقف مستنيكى فى البلكونة يا دودووو
ظلت (وعد) تنظر له بشده ثم ابتسمت فقد كان (باسل) يرسل لها صوره بإستمرار فقالت
-مش معقول انت ع الحقيقة احلى بكتييييير بقى من الصور
-وحشتينى وحشتينى ياما نفسى اخدك بالحضن
  فضحكت (وعد) وهى تحدثه بحدة مصطنعة
-اخشع  يالاااا
-يخربيتك لسه فقر زى مانتى
فجاءت (وردة) من خلف (باسل)
-انتى عرفتيه ازاى ؟ ده شكله اتغير خالص
فنظر لها (باسل) بنصف عينه ثم قال وهو يعدل من ياقة قميصه
-وانتى فاكرة انى انا و (وعد) مكناش ع اتصال ولا ايه دى الحب الحب والشوق الشوق
-يا سلااام
فنظر له (صلاح)
-تعالى فى حضن خالك يا مضروووب
فنظر (باسل) له بحزن مصطنع
-يعنى يوم مانزل مصر واحضن احضنك انت يابو صلاح
ثم اقترب منه واحتضنه
-يلا مش مهم
فضربه (صلاح) ع كتفه
-اعدل يلااا
ابتعد (باسل) عنه وهو يدلك كتفه
-تمام يابوصلاح لسه ايدك مرزبة زى ماهى
بعد ان تناولوا طعام العشاء جلس كلا من (باسل) و (وعد) و (وردة) داخل الشرفة فقالت (وعد)
-احكيلى بقى يا بيسووو عن مغامراتك مع بنات امريكا ياواد يا فتك انت
نظرت (وردة) بإستنكار
-وهو (باسل) بطيخة بيعرف بنات !!
كور (باسل) قبضة يده وسددها نحو عين (وردة) من ع بعد التى رمشت بعينها وابتلعت ريقها ثم قال
-دول بيترموا تحت رجلى بس النفس
فردت (وردة)
-مانت احلويت عن زمان بس برده يا بطيخة
-يا بت يا بت ده انا لو سيبونى عليكى ما هتلاقى حتة فى جسمك سليمة
ظلت (وردة) تضحك
-سيبوك عليا يا بوبى
فنظر (باسل) إلى (وعد)
-شايفة بنت ال ٠٠٠ بتقول ايه
اتسعت عينان (وردة) قائلة
-انت بتشتم اختى بالام
-ماهى خالتى انا كمان
فقالت (وردة)
-انا قايمة اذاكر
ثم نظرت إلى (باسل)
-الجو حرر اوووى بس القعدة معاك بتطرى الجو يا بطيخة انت
ثم ركضت من امامه ظل (باسل) يجز ع اسنانه
-شايفة ٠٠ شايفة اختك وعمايلها طب اعمل ايه تانى يا (وعد)
-مش بالساهل يا (باسل)
-يا (وعد) انا زهقت انا حبها فى قلبى مش عارف ابتدى امتى بس بيكبر كل يوم كنت ليها الوفى اللى عمره ما بص غير ليها بس ٠٠ بس هى ولا هنا اصلا بس تعرفى يا (وعد) يظهر انى لازم ابقى فتى احلامها اللى كانت بتتمناه يمكن لما تتجرح تحس
رددت (وعد) بعدم فهم
-فتى احلامها !!
-مش اختك عاوزه صايع وبتاع بنات مفيش اسهل من كده البنات ع قفا من يشيل
-هتخونها !!
-اخون ايه !! وهى معايا اصلا عشان اخونها سيبك منى يا (وعد) كلمينى عنك انتى
ظلت (وعد) تقص عليه  ما اكتشفته من (سليم) وخيانته لها ٠٠
*****************
فى عصر اليوم التالى كانت (وعد) تنتظر حضور (سليم) فى الشرفة حتى وجدته يصف سيارته فمسكت هاتفها وهى تحدث نفسها
-طب قدر عملت نفسى بكلم حد والتليفون رن هيبقى شكلى وحش اوووى لا انا لازم اتكلم بجد
ثم قامت بالأتصال ب (بكر) وهى تقول
-رد بسرعة بقى
وماهى الا ثوان حتى اتاها صوت (بكر)
-السلام عليكم
-وعليكم السلام ازيك يا استاذ (بكر) عامل ايه ؟
-بخير الحمد لله ٠٠ فى حاجة ؟ مش وصلتى مع خالك بالسلامة
-اه اه الحمد لله
ثم سمعت صوت جرس الباب فإرتبكت قليلا ثم قالت وهى تذهب لفتح الباب
-انا حبيت بس اطمن عليك يا (بكر) اصلى مشوفتكش النهاردة
ابعد (بكر) الهاتف عن اذنه و نظر إلى الهاتف ثم ابتلع ريقه وهو يحدث نفسه
-هى شوية تقول (بكر) وشوية استاذ !! انا مش فاهم حاجة خاالص
كانت (وعد) قد فتحت الباب إلى (سليم) الذى ما إن رأها حتى ابتسم فإبتسمت له ابتسامة باهتة وقالت
-ها يا (بكر) انت معايا ؟
عندما وجد (سليم) إنها تحدث (بكر) احمر وجهه من الغضب بينما كان قد اعاد (بكر) الهاتف إلى اذنه وهو يجيب
-الحمد لله انا كويس
-يااارب دايما تبقى بخير ٠٠ وبعدين ايوة انا جاية بليل مش هتأخر خاالص عشان يعنى الشغل
عقد (بكر) حاجبيه ثم قال
-تمام يا انسة (وعد) بس طبعا جاية مع خالك الطريق بليل يعنى ٠٠
قاطعته (وعد)
-طبعا طبعا متقلقش اكيد خالى هيبقى معايا ٠٠ يلا مع السلامة اشوفك الصبح إن شاء الله فى الشغل عشان اكيد لما ارجع هتبقى نايم
-إن شاء الله
ثم قامت بإغلاق الهاتف فقال (سليم) بحدة
-مش فاهم يعنى عاوز افهم بصراحة بتكلميه ليه
-هو اللى اتصل بيا يا سولى بيقولى ليه مطمنتطنيش لما وصلتى كان حابب يطمن عليا
-يا سلااام !!
-ايووة ٠٠ تعالى نقعد
تحدث (سليم) بنفاذ صبر قائلا
-انتى اتجننتى يا (وعد) انتى مش حاسة انتى بتعملى ايه ؟! انا خطيبك يا هاانم ولا نسيتى ولا ايه حكايتك
تحدثت (وعد) ببرود
-انسى ايه بس يا سولى انت مكبر الموضوع ليه
-انتى عمرك ما كنتى كده يا (وعد) عاوزة تغظينى ليه انا عاوز افهم لو حد قالك كلمة عليا قوليلى واجهينى بس بلاش استفزاز
نظرت له (وعد) بخبث وقالت
-حد !!! حد زى مين يعنى ؟!!
نظر فى عيناها ثم قال
-هتجوزك يا (وعد) وهتشوفي وجووازنا هيتقدم ميعاده فاااااهمة
رفعت (وعد) احدى حاجبيها
-بقولك ايه يا (سليم) بلاش تهديد مبحبوش وإياك تفتكر يعنى انك ممكن تعمل حاجة انا مش عاوزها
-يبقى خلينا صرحة مع بعض بتستفزينى ب (بكر) ليه ؟
واحهته بذلك السؤال التى ارادت ان تعرف اجابته منذ ان علمت بخيانته
-وانت خطبتنى ليه ؟
-مترديش سؤال بسؤال يا (وعد)
-اسئلتك ليها اجابة برده عندك لكن اسئلتى ملهاش اعرف خطبتنى ليه ؟
-عشان بحبك يا بنى ادمة
تحدثت (وعد) بسخرية
-بتحبنى !! طب و (وردة)
نظر لها (سليم) وابتلع ريقه ولم يستطع النظر اكثر فى عيناها ثم قال
-اللى فات مات كانت غلطة يا (وعد) بس صدقينى بحبك ولو (وردة) قالتلك حاجة فنبدء صفحة جديدة و ٠٠
قاطعته بحدة وهى تقول
-انت مجنون !!! ٠٠ انت كان ممكن تخطب (وردة) خطبتنى ليه انطق
-يووووه ٠٠ مشاعرى كانت متلغبطة بس اللى متأكد منه دلوقتى انى بحبك انتى دلوقتى مش حد تانى من ساعة الحادثة وانا مش بفكر غير فيكى و ٠٠
قاطعته بحدة
-انا عاوزة اعرف دلوقتى خطبتنى ليه ؟! انت اصلا انسان خايين شفتك يوم عيد ميلادك مع البت اللى كانت فى مكتبك بعينى وبتقولها مجتيش الشقة ليه
تلعثم (سليم) قائلا
-دى ٠٠ دى ٠٠
-متهتهش حبى ليك مات يا (سليم)
-انتى كداااابة انتى لسه بتحبينى بدليل انك بتحاولى تغيظينى بمديرك ده لو مش بتحبينى مش هتبقى عاوزنى اغير عليكى
ابتلعت (وعد) ريقها وشعرت بالتوتر فإبتسم (سليم) بإنتصار
-عارف ومتأكد انك عمرك ما هتحبى غيرى وهتجوزك يا (وعد) وهتشوفى
ثم تركها وخرج من المنزل وهى جلست ع اقرب مقعد وظلت تبكى بشدة بينما خرجت والداتها من المطبخ
-هو الباب اترزع كده ليه ؟! ٠٠
وعندما وجدتها تبكى سألتها بإهتمام
- انتى بتعيطى ؟
-مفيش يا ماما انا بس و (سليم) اتخانقنا شوية مانتى عارفة ٠٠ انا داخلة اوضتى
نظرت لها والداتها وهى لا تفهم ما يحدث ٠٠
*****************
فى وقت المغرب كانت (فتنة) قد وصلت إلى قصر (آل صفوان) وجدت (فارس) فى الحديقة فإقتربت منه وهى تقول
-سى (فارس) انا چيت زى ما اتفجنا
ابتسم (فارس) قليلا ثم قال
-طب اقعدى اقولك الكلمتين قبل ما جدى او (بكر) يشوفونا
-طيب جول بجى بسرعة
*****************
بينما كان (بكر) فى غرفته دخل عليه جده (شكرى) وهو يقول
-عاوز اتحدت وياك يا (بكر)
نظر له (بكر) بطرف عينه
-خير يا چدى
فرمثه جده مطولا ثم قال
-مرت ابوك اتسرجت
هز (بكر) كتفه بلا مبالاة
-دخلى ايه بده ؟!
تحدث الجد بإنفعال شديد
-دخلك كبير يا (بكر) اوعاك تكون مفكر انى مش خابر انك انت اللى حطتلى التعبان والعجربة وانك انت اللى سرجت مرت ابوك وضوربتها كمان ٠٠

#للحب_وجه_آخر

#علا_السعدني

للحب وجه آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن