الحلقة الرابعة والثلاثون

9.5K 175 3
                                    

الحلقة الرابعة والثلاثون

نظرت له (وعد) وهى قلقة بعد إن اغلق (بكر) الهاتف وتحدثت بنبرة قلقة
-فى ايه يا (بكر) ايه اللى حصل ؟!
تنهد (بكر) ثم قال
-مات
نظرت له بعدم فهم قائلة
-هو مين ؟!
-(حسين) مات
نظرت له بإندهاش قائلة
-ايه ؟ ازاى ؟!
ابتسم (بكر) بسخرية
-غريبة اوووى الدنيا دى ٠٠ (تامر) اللى مشغله يراقبه هو ورجالة تانيين يشوفوا تحركاته بيقول انه لما كان فى المستشفى بسبب كسر رجله انا فى اليومين دول قولتلهم يبطلوا يراقبوه مادام متلقح فى المستشفى الغريب بقى انه عمل خناقة فى المستشفى عشان يخرج وفعلا خرج عشان حد اتصل بيه الحد ده ولع فى بيته بيه وراح سلم نفسه اعترف بإنه القاتل  قتله عشان اغتصب بنته وان الحادثة بتاعت كسر رجله كان هو السبب فيها ولما ما مماتش فاضل مراقبه لحد ما شافه خرج وراح ولع فيه وفى بيته
صمتت (وعد) قليلا ثم قالت
-طب و (تامر) عرف منين ؟
-اخو (تامر) اصلا ظابط وكان بيساعد (تامر) من البداية فى انه يجبلى مكان الزفت ده لان اخوه ليه ظباط معارف من اسكندرية ساعدونا فى اننا نجيب تاريخ (حسين) اصلا وعرف لانه هو اللى بيحقق مع المتهم
-سبحان الله نجى من موتة العربية عشان يموت نفس الموتة اللى ماتت بيها صاحبة مامتك صحيح ربنا يمهل ولا يهمل
تنهد (بكر) وهو يقول
-تفتكرى (روحية) هتعترف بكل حاجة ؟ معتقدش انها هتعترف بعد وفاة (حسين)
حاولت (وعد) طمئنته قائلة
-إن شاء الله بس ريح اعصابك بقى انت عشان تعرف تتكلم معاها
ابتسم لها ثم قال
-انا مش عارف ازاى كنت عايش من غير ما احبك
ثم نظر لها بخبث
-ده الواحد يخاف منك بقى دعيتى ع الراجل فى ثانية لاقيته مات محروق
ثم وضع يده ع رقبته وتابع
-يعنى لو زعلتك اروح فى خبر كان
نظرت له بلووم شديد وقالت مسرعة
-بعد الشر يا (بكر) يتقطع لسانى لو فكرت حتى ادعى عليك
ابتسم قليلا ثم قال
-بقولك ايييه روحى ناامى امشى من قدامى
ابتسمت  وهى تقول بلهجة صارمة
-تريح فاااهم نام عشان خاطرى ولو ساعة واحدة بس
ابتسم وقال
-حاضر
*******************
فى الصباح استعدت (سهام) و (فارس) للمغادرة وكانوا يتناولون طعام الأفطار قبل الرحيل فدخل عليهم (بكر) وهو يقول
-صباح الخير
انتفض (فارس) وهو يقول
-بسم الله الرحمن الرحيم ٠٠ انت مش كنت فى القاهرة ؟
ابتسم (بكر) وقال
-جيت بليل
فقالت (سهام)
-هتوحشنى اوووى يا بيكو
نظر لها مبتسما وقال
-انتى اكتر يا مفعوصة يا صغيرة
قالت (سهام) بعناد
-انا مش صغيرة ع فكرة
فجلس (بكر) بجوارها وهو يقول
-مادام مش صغيرة بقى اسمعى الكلام
نظرت له (سهام) بعدم فهم
-اللى هو ايه ؟
تحدث (بكر) بلهجة صارمة
-مفيش كلام بينك وبين (طارق) إلا للضرورة ٠٠ ممنوع الخروج معاه بارة الجامعة ٠٠ متكلمهوش بعد الساعة 11 بليل ٠٠ كلامك كله يبقى معاه رسايل عشان ميسمعش صوتك الحلو ده و ٠٠
فتحت (سهام) فمها ثم قالت وهى تغمض عيناها وتفتحها مرة اخرى
-ما لو شفته مقلوش سلامو عليكو احسن
هز (بكر) رأسه برضا وقال
-يكون افضل
فنظرت (سهام) إلى (فارس) وهى تقول
-ما تقول كلمة ؟
هز (فارس) رأسه موافقا ل (بكر) وقال
-انا موافق (بكر) جداا
فنظرت لهم وهى تستشيط غضبا
-يعنى كل واحد منكوا بيعمل كده مع (وعد) و (سارة)
فتنهد (بكر) وهو يصدر همهمة
-احم احم
بينما نظر (فارس) للأعلى  وهو يطلق صافرة فهزت (سهام) رأسها بتوعد ثم اشارت لهم بسبابتها وهى تقول
-ماشى ياولاد (عاصم) انتوا اللى بدئتوا
فقال (فارس) متحنحا
-يا سوسو احنا خايفين عليكى
وقال (بكر) مؤيدا ل (فارس)
-طبعا يا (سهام)
انهت (سهام) فطورها وهى تقول
-تمام ٠٠ انا فى العربية يا (فارس)
ثم خرجت وتركتهم يتناولون الفطور فنظر (فارس) إلى (بكر) قائلا
-مش برتحلها لما تتكلم كده
ابتلع (بكر) ريقه وأجاب
-ولا انا  بصراحة ٠٠
*******************
جلس (بكر) فى غرفته يفكر فى طريقة ما ليعلم بيها الحقيقة من زوجة ابيه ظل ذاهبا اتيا فى الغرفة حتى هدأ قليلا وقرر الدلوف إلى غرفتها اخذ نفس عميييق ثم توجه ليخرج من باب غرفته ٠٠
وصل إلى غرفتها وطرق باب الغرفة حتى سمع صوتها وهى تقول
-ادخل
دخل (بكر) فنظرت له (روحية) وهى مرتبكة وتقول
-(ب٠٠ بكر) !!
ابتسم بسخرية وهو يقول
-اييه مش عاوزة تشوفى وشى ولا اييه ؟
تلعثمت وهى تقول
-ل٠٠ لالا مجصدش بس ٠٠ خيير يعنى هو فيه حاچة ؟
اضيقت عينان (بكر) وهو يقول
-هو صحيح ايه اخبار (حسين) ؟!
ارتبكت (روحية) وهى تقول
-ايه ؟! ٠٠ (ح٠٠ حسين) مين ؟! بتجول ايه ات ؟!
تحدث (بكر) بتهديد
-احسنلك تقولى كل حاجة لأن (حسين) قالى انك قتلتى امى معاه و ٠٠
قاطعته (روحية)
-محصلش محصلش
نظر لها بغضب وهو يقول
-قولتلك قالى ع كل حاجة فملوش لازمة اللى بتقوليه ده
ابتلعت ريقها ثم قالت
-كداااب هوه كداب انا هجولك اللى حوصل
قطب (بكر) حاجبيه وتذكر جيدا المكالمة التى كانت بينها وبين (حسين) وهو يقول
-صبرى هينفذ فإحسنلك تتكلمى بسرعة
تحدثت (روحية) قائلة بخوف
-انى ٠٠ انى شوفت (فاطنة) بعينى التنين وهى بتديه فلوس لانى كت ماشية وراها وبعد هى ما جررت ترچع الجصر مسكت فيه وجولتله يجول ايه علاقته ب (فاطنة) و إلا كت هخلى الغفر يجتلوه فى مكانه فهو جالى انه ولد خالتها وبيهددها بچوابات هى كت كاتبهاله جبل ما (عاصم) يتچووزها فطلبت منيه انه يزود الفلوس اللى هيطلبها منيها واتفجت معاه فى اليوم والساعة اول ما الشهر الچديد يهل وساعتها طلبت من عمى ان ياچى يچبلى فلوسات وياچى عندى عشان يعدى ع الادة اللى (فاطنة) بتتكلام فيها ويسمعها وهى بتتكلام وكنت متفجة انه يجتلها اول ما تعاود مصر وتبجى وحديتها
وانهالت الدموع من عيناها
-بس صدجنى اول ما عاودت مصر راچعت فى كلامى وجولتله كفاية الفضيحة اللى خرچت منيها من البلد انى مش عاوزة جتل ولا اتورط فى جضية ان كان ع (فاطنة) انى خلصت منيها وان كان ع الفلوس فانى خليت عمى ياخد حجها منيها هو صحيح عطاهولك ات وولادى ماخدوش منيه حاچة بس انى فكرت ان لما (فارس) يتچوز بت عمه هيبجى احسن منيك وكلمته هو اللى مسموعة
اضيقت عينان (بكر) وابتسم بسخرية
-انتى عاوزنى اصدق الكلام الفارغ اللى بتقوليه ده اولا قولتلك هو قالى كل الحقيقة كاملة متجبرنيش انى اوجاهكوا ببعض
تحدثت (روحية) بصدق قائلة
-لو عاوز تواچهنا انا معنديش مشكلة ولو هو جالك ع الفلوس اللى بشيعها ليه كل اول شهر فإنى هجولك السبب انى لما رفضت انى اشترك فى جتل امك وجولتله مينفذش فعلا امك قعدت فترة ياچى شهر او اجل فى مصر جبل ما تموت اكده لحد ما هو اتخانق وياها هو جالى اكده ومعرفش ايه السبب بس بينى هو عرف ان امك مبجاش  معاها فلوسات والبير اللى كان بيسحب منه خولص فقرر يجتلها ولاجل حظى الهباب الراچل الدون ده كان مسچلى لما اتفجت معاه ع موتها وهددنى انه لو مدفعتش ليه فلوس هيبلغ عنى وهو اكده ولا اكده مش فارج معاه يجعد فى السچن ولا لاه  انى اللى هبجى مسخرة الكل وبعد ما دفعت ليه اللى هو عاوزه مستكفاش بجى عاوز يعمل وياى زى ما بيعمل مع امك وبجيت ادفعله اللى هو رايده وانا مچبورة
ظل (بكر) ينظر لها بريبة ثم قال
-مش صحيح انا سامعك بودنى يجى من 7 سنين وانتى بتكلمى الخسيس ده وقال انك انتى وجدى اللى قتلتوا امى
ابتلعت ريقها وظلت تنظر له نظرة لم يعرف ان يحدد معناها فلقد كان يعلم اذا طوال تلك السنوات بإنها قاتلة والداته فنزلت الدموع من عيناها وهى تقول
-لاه ٠٠ هو يجصد اننا السبب انى لما خلت چدك يطردها من البلد وچدك لما ماضها ع التنازل ويجصد كمان ان يفكرنى بالتسچيل عشان ادفعله الفلوسات اللى رايدها
نظر لها نظرة طووووويلة ثم تحدث قائلا
-تعرفى (حسين) مات امبارح بليل وأمى أمى لسه عايشة مش هى اللى ماتت اللى ماتت واحدة صاحبتها يعنى امى مكنتش حامل امى عايشة شريفة زى ماهى
اتسعت عينان (روحية) فتابع (بكر)
-وبما انك قلتى الحقيقة ماشى انا مش هقول لاخواتى حكاية انك كنتى ناوية تقتلى امى ومش عشانك نهاائى انتى متفرقيش معايا فى حاجة عشان اخواتى ميحسوش الاحساس اللى انا حسيته لما كنت عارف انى امى ماتت حامل مش عاوزهم يحسوا ان امهم كانت بتدبر وبتخطط للقتل انا بس كل اللى طالبه منك انك تروحى لجدى كده وتفهميه ملعوبك مع (حسين) كله اما بالنسبة لاخواتى فاللى هيفهموه انك لما شفتى امى مع (حسين) حصل عندك سوء فهم مش اكتر وافتكرتى انها مش كويسة
ظلت (روحية) تنظر له نظرة طويلة ذات معنى وقالت
-انى ٠٠
قاطعها (بكر) بنبرته الحادة
-انا مش عاوز اسمع منك اى كلمة وامى امى هترجع معززة مكرمة هنا وهتشوفى يا ٠٠ يا مرات ابوى قدامى بقى ع ادة جدى
ابتلعت (روحية) ريقها وذهبت خلف (بكر) إلى غرفة الجد طرق (بكر) باب الغرفة انتظر ان يستمع إلى صوت جده من الداخل
-ادخل
فدخل كلا من (بكر) و (روحية) فظل ينظر لهم الجد بريبة فقال (بكر) بنفاذ صبر موجها حديث إلى زوجة ابيه
-انطجى
تلعثمت (روحية) وظلت تتحدث مع الجد وهى تسرد له جميع احداث الماضى حتى بدى ع (شكرى) الأنزعاج والضيق ثم اشتد غضبه و قال مدهوشا
-اتى اتى يا (روحية) تعملى كل ديه ؟!!
نظرت (روحية) لأسفل وهى تقول
-كت مضايجة منيها يا عمى و ٠٠
قاطعها بحدة
-تجومى تعملى اكده اتى ٠٠ انى لازمن ٠٠
قاطعه (بكر) بصوت اچش
-چدى انى مش عاوز اخواتى يعرفوا حجيجة الست دى هى هتفضل ويانا اكده واللى هنفهموا ل (سهام) و (فاارس) انه كان سوء فهم منيها
قال (شكرى) معترضا
-بس يا ولدى ٠٠
قاطعه (بكر) وهو يهز رأسه معترضا ثم قال
-امى هتعاود وهترفع راسها بين الكل
نظر له (شكرى) ماليا ثم قال
-بس انت خابر انها لما تعاود هيتهموها بالتزويير
تنهد (بكر) بإسى ثم قال
-خابر وهجوملها محامى وهحاول اجبلها اجل حكم كان بإى طريجة بس ما هتعايشيش بإسم واحدة ميتة من تانى
********************
بعد إن وصلت (سهام) إلى الدار شعرت بالتعب استلقت ع الفراش ثم قامت بإرسال رسالة نصية إلى (طارق)
(لسه واصلة الدار من شوية وعاوزة انااام بس قلت اطمنك قبل ما انام)
جاءت (أروى) تجلس بجانبها بعد إن وجدتها تنظر إلى الهاتف فقالت
-يا عينى ع الحب
عوجت (سهام) فمها
-انا رايحة انام
تحدثت (أروى) بتذمر ثم قالت
-ماشى ماشى يا سوسو ٠٠ ريحى دلوقتى بس بليل نسهر وهتحكيلى (طارق) بيعاملك ازاى يووه اقصد دكتور (طارق)
نفخت (سهام) وهى تقول
-يا سوسة ٠٠ امال فين بنت خالتك ؟
ابتسمت (أروى) قائلة
-قعدة عند خالتى سافرت اول امبارح وهتيجى اول الاسبوع الجاى
فشعرت (سهام) بسعادة وهى تقول
-وانا اقول الدار هادية
فضحكت  الفتاتان
*************
وقف (فارس) أمام بناية الروضة  فقد كان يشتاق لرؤيتها ويتبقى ربع ساعة ع ميعاد انصرافها فقرر الصعود إليها ليراها صعد ووجدها بالداخل مع الآطفال تنظر إلى ساعتها فإبتسم حين رأها وظل الأطفال ينظرون له بذهول  حتى قال احدهم
-ميس ميس
نظرت له(سارة) قائلة
-ايه يا (عمار) ؟
-بصى وراكى كده
عوجت (سارة) فمها قائلة بضجر
-بطل هبل يا حبيبى واقعد ساكت
حاول الطفل ان يفهمها انه صادق قائلا
-لا يا ميس اصل ٠٠
قاطعه صوت (فارس)
-يقصدنى انا
انتفضت (سارة) حين سمعت صوت (فارس) ثم التفت لتنظر له
-(فارس) انت اتجننت ؟
نظر لها مسبلا عيناه
-اعمل ايه وحشتينى ومقدرتش استنى بصراحة لما تخلصى
نظرت حولها وإلى الأطفال ثم وجهت حديثها إليه بغضب
-هششش ازاى تقول كده قدامهم ؟
ابتلع (فارس) ريقه ثم قال
-طب خلاص خلاص هقعد لحد ما تخلصى مش هفتح بوقى
نظرت له بذهول قائلة
-تقعد فين يا مجنون ؟!
تحدث (فارس) بإصرار
-لا ماهو انا مش متحتح من هنا
وجلس ع مقعد وهو يضع يده ع وجنته وهو ينظر لها بهيام بينما هى تستشيط غضبا
فقال تلميذ اخر
-هو ده يا ميس حبيبك ؟
اتسعت عينان (فارس) وهو يرى ذاك الطفل يقول ذلك بينما نظرت (سارة) بحدة إلى (فارس) ثم قالت للطفل
-عيب كده يا (أسر) يا حبيبى
بينما اقترب طفل من (سارة) يبدو عليه ملامح الحزن واقترب منها
-ميس (سارة) ميس (سارة)
-ايوة يا (يوسف) فى ايه ؟
نظر (يوسف) إلى (فارس) بضيق وهو يقول
-هو مين ده ؟
وقبل إن تتحدث (سارة) قال (فارس) ليخرسهم جميعا
-انا خطيبها
فنظر (يوسف) إلى (سارة) بحزن
-ميس (سارة) انتى اتخطبتى بجد ؟
وظل يبكى بشدة فقالت (سارة)
-ايوة يا (يوسف) بتعيط ليه يا حبيبى تعالى هنا
اقترب (يوسف) منها أكثر وهو يبكى بشدة ثم قال
-لا لا يا ميس انا كنت ناوى لما اكبر اتجوزك ليه تعملى كده ؟!!
وظل يضرب بقدماه ع الأرض وهو يبكى فوقفت (سارة) وانحنت لمستواه لتمسح دموعه ثم احتضنته
-طب خلاص متزعلش هجبلك حاجة حلوة
رفع (فارس) احد حاجبيه ثم وقف من مكانه وذهب تجاه ذلك الطفل الذى فى احضان حبيبته وجذبه من يده
-تعالى هنا يااض وابعد كده تجووز مين يا حيلتها انت
فظل (يوسف) يبكى بشدة وهو يحاول التملص منه ويقول
-سبنى انا بحب ميس (سارة)
بينما (سارة) قالت
-بس يا (فارس) بتعمل ايه ابوه وامه قربوا يجوا هيقولوا ايه كنا بنضربه
تحدث (فارس) بغضب
-مليش فيه الواد مستريح اوووى و بيحضنك ايه ده عنده كم سنة ده
نظرت له (سارة) بذهول ثم قالت
-بس يا (فارس) انت اتجننت هتعمل عقلك بعقل واحد عنده 5 سنين
فقال (فارس) وهو يمسك الطفل من قميصه وينظر إلى (سارة) بحدة
-الواد ده ميقربش منك فاهمة
فإحتدت نظرات (سارة) له ثم اقتربت من (يوسف) لتهندم من ملابسه بينما عض (فارس) قبضة يده بغيظ ونظر له (يوسف) بإستمتاع وهو يخرج له لسانه دون إن تراه (سارة) فضرب (فارس) كف يده بالأخرى
-ده احنا مكناش اطفال ايه الجيل المهبب ده
وبعد إن انتهت (سارة) من هندمة ملابسه وجعلته يجلس اقتربت من (فارس) وقالت بصوت خافت
-انزل بقى الناس لو جم وشافوك هنا هيقولوا ايه
تحدث (فارس) بعناد
-مش نازل وقوليلى بحبك دلوقتى وخلى الواد الملزق ده يسمع
اتسعت عينان (سارة) بدهشة وهى تقول
-انت اتجننت يا (فارس) ؟
تحدث (فارس) بمزيد من الأصرار
-لو مقولتيش بحبك دلوقتى يا (سارة) هحضنك زى ماهو حضنك دلوقتى وشوفى بقى شكلك هيبقى ايه يا مربية يا فاضلة واولياء الامور ابتدت تهل اهى
عضت (سارة) شفتاها بغضب وسلمت طفل لاحدى والدايه فحذرها (فارس) بعينه ان لم تقول سيحتضنها فرضخت (سارة) لأومره وقالت بصوت مسموع للأطفال
-انا بحبك يا (فارس)
ابتسم (فارس) بسعادة ونظر ل (يوسف) بإنتصار الذى ضرب قدميه فى الأرض كانت (سارة) ع وشك التقدم إليه فقال (فارس) بغضب
-ع الله تعمليها يا (سارة) اقفى هنا جنبى
فعوجت فمها ووقفت بجانب (فارس) وهى تتصنع الحزن الذى ابتسم بدوره وابتسمت هى ابتسامة جانبية غير ملحوظة فلقد كانت ومازالت تعشق جنونه ٠٠
****************
كانت (وعد) تجلس مع (بكر) فى حديقة القصر فنظرت (وعد) إلى (بكر) بسعادة وهى تقول
-حقيقى كل يوم عن يوم بتثبت انك احسن راجل قابلته فى حياتى بعد موقفك مع (روحية) ده وانك مش عاوز تعرف اخواتك حقيقتها انت جميل اوووى يا (بكر)
ابتسم (بكر) قليلا وهو يقول
-لا انا بعد الكلمتين دول هتغر كده
ابتسمت هى قليلا فنظر لها وهو يخرج من جيبه ورقة وقلم ويقول
-اكتبيلى اكتر 10 حاجات بتجبيها سواء اكل او شرب او لبس
نظرت له بعدم فهم قائلة
-يا سلام ليه ؟
ابتسم وهو يقول
-اهو كده مزاجى
اخذت منه الورقة وظلت تكتب وهى تعطيه ظهرها حتى لا يرى وما إن انتهت من الكتابة حتى اعطته الورقة مرة اخرى فإخذ الورقة لينظر ما بها وماهى إلا ثوان معدودة حتى رفع حاجبه بإستنكار وقال مصطنعا الضيق ولكنه بداخله يشعر بسعادة كبيرة
-هنهرج بقى يا (وعد) ؟
قالت (وعد) ببراءة
-ليه انت قلت اكتب 10 حاجات بحبها
نظر لها وهو مبتسم قائلا
-وهو (بكر) بالنسبة ليكى 10 حاجات ؟!
احمر وجهها قليلا ثم قالت بخجل
-هو كده معنديش غير ده
نظر لها بخبث قائلا
-يعنى انا بالنسبة ليكى اكل وشرب ولبس ؟
نظرت له بتذمر طفولى وهى تقول
-المقصود انك حياتى يابو مخ تخين
ابتسم قليلا ثم قال
-لسانك عاوز قصه بس مقدرش اقصه بعد اللى قولتيه
ابتسمت وهى تقول
-ايوة كده بقى هتلاقى مين يقولك كلام حلو اصلا
تحدث (بكر) بثقة قائلا
-لا من ناحية هلاقى فهلاقى
فنظرت له بحدة فتابع هو بعد إن ابتلع ريقه قائلا
-بس مش عاوز اسمع غير منك
قالت بتذمر
-رخم
ابتسم ثم تحدث بجدية قائلا
-صحيح شفت كده ع الفيس إن عيد ميلادك بعد اسبوع
نظرت له بخبث قائلة
-مهتم انت بإخبارى ؟
نظر لها بهيام قائلا
-مهتم بيكى شخصيا
ثم أخرج من جيب الچاكت الخاص به علبة صغيرة وهو يقول
-من هنا ليوم عيد ميلادك كل يوم هدية
فتحت عيناها واغلقتها مرة اخرى
-انت بتهزر ؟
هز رأسه نافيا وهو يقول
-بتكلم بجد
نظرت (وعد) للهدية وقالت
-وفيها ايه ؟
-افتحيها وشوفى
اخذت العلبة وفتحتها وجدتها سلسال فضة تبدو مثل النجمة ابتسمت قليلا وهى تقول
-دى تحفة بس دى ٠٠ انت ٠٠
ابتسم هو لها ثم قال
- ساعة ما دخلنا محل الفضة شفت عينك هتطلع عليها وقررت اجبهاالك ٠٠وكل يوم ليكى هدية
ابتسمت وهى تشعر بالخجل وسعادة لا توصف فهو يأخذ باله من ادق التفاصيل بخصوصها ثم قالت
-عاوز اروح للجنينة بتاعت الفواكه بحب اقعد هناك
-طب تعالى
وما إن وصلوا هناك حتى ظلت (وعد) تنظر إلى اشجار الفواكه وهى مبتسمة وتنظر إلى (بكر) وهى تقول
-المكان هنا جميل جدااا ومريح جداا
نظر لها وهو مبتسما ثم قال
-فاكرة التفاحة اللى مكنتش طايلة تجبيها
تصنعت الحزن لكونه يقصد قصر قامتها ثم قالت لأغاظته
-واعتقد انك فاكر انه من ساعتها وانا مسمياك سير ديتول
نظر لها بحدة وهو يقول
-تانى !!
ابتسمت ثم قالت بجدية
-مش فاهمة مضايقك فى ايه ماهو انت نضيف زيادة عن اللزوم
نظر لها بعدم فهم قائلا
-ودى حاجة مضايقكى يعنى ولا ايه ؟!
هزت رأسها نافية
-لالا اطلاقا بالعكس بس عاوزاك تعرف انى مش زيك كده انا زى الناس الطبيعية
نظر لها بحدة قائلا
-تقصدى يا (وعد) انى مش طبيعى ؟
تحدثت قائلة لتمتص غضبه
-لالا مقصدش اقصد انك احسن من الطبيعى بجد بجد
ابتسم قليلا ثم قال
-انا اتعودت ع كده ومش هعرف اغير كده
نظرت له بهيام قائلة
-وانا بحب كده
وما هى إلا لحظات حتى وجدوا عامل من العمال قد فقد وعيه فنظرت (وعد) إلى العامل وكانت ستسرع نحوه بينما ابتلع (بكر) ريقه ولكن بعد ان ذهبت عدة خطوات عادت مرة اخرى وهى تقول
-روح انت يا (بكر) شوفه ماله كده انا هستناك هنا
ابتسم (بكر) قليلا  فها هى كما وعدته لن تقلق ع سواه ولكنه كان عليه ان يذهب ليجد كيف حال العامل بعد ان تجمع حوله باقى العمال لأفاقته وبعد إن استعاد وعيه واخبره (بكر) إن يذهب إلى بيته ليستريح عاد مرة اخرى إلى (وعد) التى قالت
-انا وعدتك انى مش هعمل اللى يضايقك تانى
فإبتسم لها بسمة ذات معنى ٠٠
*****************
مر شهر ع تلك الأحداث
وكان (بكر) قد برء والداته اخيراا من تهمة الخيانة امام الجميع ولكن كانت تحبس ع ذمة التحقيق لما اقترافته من تزوير كما انه اعاد إلى (روحية) مالها الذى سرقه منها من قبل ٠٠
بينما شعر بالضيق كلا من (فارس) و (سهام) لأن والداتهم لم تتمهل وظلمت (فاطمة) ولم يدروا انها كانت تنتوى قتلها او حتى انها كانت تعلم انها بربئة منذ البداية ٠٠
تمت خطبة كلا من (بكر) و (وعد) و (فارس) و (سارة) واتفقوا إن الزواج سيكون بعد الحكم ع (فاطمة) مهما كان الحكم ٠٠
انتقل (باسل) للعيش فى شقته الخاصة وكان يقوم بتجهزيها ولكنه اتفق مع (وردة) انهم ايضا لن يتزوجوا الا بعد معرفة ما سيجرى بخصوص قضية والدة (بكر) ٠٠
كانت (وردة) تحضر مع (سماح) صديقتها بعض الاشياء الخاصة بها بعد زواجها فذهبت لتبتاع المثلجات من داخل محل حلوى وكانت (سماح) تنتظرها فى الخارج تنظر  ع محلات الملابس فى الخارج حتى لاحت عيناها داخل كافيه ووجدت (باسل) بالداخل يجلس مع شابين وفتاتيين وما ان اقتربت (وردة) منها وهى تقول
-مالك متنحة كده ليه يا بت ؟!
ابتلعت (سماح) ريقها ثم قالت
-ها !! ٠٠ مش اللى قاعد هناك ده خطيبك برده ولا انا غلطانة ؟
لم تنظر (وردة) حتى إلى الداخل وظلت تتناول المثلجات وهى تقول
-لا ده روح واتلاقيه نايم كلمنى من نص ساعة قالى خلص شغل ومروح
نظرت لها (سماح) وهى لا تصدق ثم قالت
-معقوول !! بس ده شبه (باسل) اوووى
فنظرت (وردة) إلى الداخل فوجدت (باسل) بالداخل بصحبة شابين وفتاتيين فإتسعت عينان (وردة) وهى لا تصدق  ٠٠

#للحب_وجه_آخر

#علا_السعدني

للحب وجه آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن