الحلقة العاشرة

8.5K 171 4
                                    

الحلقة العاشرة

فى السكن الجامعى حيث كانت تجلس الفتيات يتحدثن مع بعضهم البعض فقالت (حنان)
-ايه رائيكو بقى ؟
اجابت عليها (أروى)
-رأينا فى ايه مش هينفع اصلا يا حنة الامتحانات قربت يا حبى ده وقت رحلات برده !!
تحدثت (سهام) بهدوء
-وماله يا (أروى) !! نسافر نغير جو قبل الامتحانات الواحد زهق اصلا
اجابت (أروى) محاولة ان تنهيهم عن التفكير فى الرحلة
-بس ٠٠
قاطعتها (حنان) معترضة
-شفتى اهى (سهام) وافقت وانا كنت معتقدة انها مش هتوافق اصلا
فكرت (أروى) قليلا
-ماشى يا بنات بس لو سقطت هتبقوا السبب
ظلوا يضحكوا الفتيات عليها ثم قالت (سهام)
-هتلاقيلك حجة بقى
-ايوة ايوة ما هصدق
فإبتسموا جميعا ٠٠
****************
استيقظت (وعد) من النوم ع صوت احدهم يطرق باب المنزل ارتدت اسدلها وذهبت لتفتح الباب وجدت امامها غفير يحمل صينية من الطعام وهو يقول
-(بكر) بيه بيجولك اتفضلى هو سبكم ع راحتكم بس لما مشافش حد منيكوا خرج جالى اچيب لحضرتك الوكل
ابتسمت (وعد) وهى تقول
-فعلا لسه صاحية من النوم اصلى منمتش من امبارح دخل الصينية جو وشيل بتاعت الفطار احنا مكلناش حاجة منها
دخل الغفير وهو يحمل الصينية ويقول
-ليه اكده يا هانم
تحدثت (وعد) بتلقائية
-هو ايه اللى ليه ؟ احنا لسه صاحيين
-طيب
اخذ الصينية وهو يخرج فى تلك اللحظة وجدت (بكر) يقف ع باب المنزل وهو يقول
-ممكن ادخل ؟
انصرف الغفير وقالت (وعد) مسرعة
-يا خبر ده بيتك اصلا
دخل (بكر) ثم قال
-انا سيبتك براحتك النهاردة بكرة إن شاء الله نتفق
هزت رأسها بالإيجاب فقال بهدوء
-هتعرفى تصحى بدرى وانتى لسه صاحية ؟
-اه متقلقش هقعد شوية كده مع خالو وانام تانى بس شكلى هروح اصحيه بقى
-طيب عن اذنك لو احتاجتى اى حاجة قولى للغفير اللى بارة او اتصلى بيا
نظرت له وهى مبتسمة وقد لفت انتباهها إن عيناه باللون الأخضر وبشرته خمرية حيث كان يرتدى قميص لونه ازرق اكمامه مثنية لكوعه عقدت حاجبيها لأن الجو بارد وبنطال لونه اسود بدالها بإبتسامة فظهرت غمازته ففتحت (وعد) عيناها واغلقتها بتلقائية وهى تقول
-حد فى عيلتكوا اجنبى ؟
نظر لها (بكر) وهو لا يفهم
-مش فاهم
تحدثت (وعد) ببلاهة
-ها !!
ثم شعرت بالأحراج من نفسها قائلة
-ابدااا بس اصل ولا حاجة ولا حاجة
هز (بكر) رأسه بإسى ثم خرج فإشتمت (وعد) رائحة المنزل وجدت ان عطره اصبح كمعطر للجو فى منزلها ابتسمت قليلا
-عامل زى بتوع المسلسلات التركى كده قال وانا زعلانة ع (سليم) !!! يلا انا هروح اصحى خالى ٠٠
******************
كانت (سارة) فى غرفتها تكتب بعض المذكرات والخواطر الخاصة بها تنهدت قليلا حين سمعت صوت هاتفها فإمسكته ورأت ان المتصل (نادر) ابتلعت ريقها وشعرت بالتوتر ثم اجابت ع الهاتف
-ايوة يا (نادر)
-وحشتينى يا حبيبتى
عوجت فمها قليلا ثم قالت
-هو فيه حاجة ؟!
-ابداا بس قلت اقولك ان عيد الميلاد بكرة اوعى تنسى
-مش ناسية بس انت  مصمم ليه اروح
-هتتبسطى اووووى
-طيب متقلقش عارفة ومش ناسية
ابتسم قليلا ثم قال
-تصبحى ع خير يا حبيبتى
-وانت من اهله
اغلقت الهاتف وشعرت بالتوتر ثم حدثت نفسها قائلة
-ياااارب عدى اليوم بتاع بكرة ع خير
******************
فى صباح اليوم التالى دخلت (وعد) لأول مرة مكتب (بكر) ظلت تنظر إلى طراز مكتبه فرأت مكتبه كبيرة بها كتب كثيرة عقدت حاجبيها
-ايه كل الكتب دى !! فاتح معرض الكتاب عنده انا مبحبش القراية اصلا يلا انا مالى
نظرت لمكتبه الذى كان منظم بطريقة تستفزها قليلا رفعت احد حاجبيها
-منظم ونضيف ده مفيش اى ترابة واحدة ع مكتبه ٠٠ انا مالى انا جاية اشتغل عنده وبس
ظلت تراقب تلك المكتبة الكبيرة حتى قررت الاقتراب منها كانت تريد ان ترى الصف العلوى من الكتب ولكنها كانت قصيرة القامة عن إن تلتقطه احضرت مقعد ثم وقفت عليه بحذائها لتأخذ ذلك الكتاب المجلد باللون الأحمر الذى لفت انتباهها بين الكتب لتعرف فحواه فى تلك اللحظة دخل (بكر) ووجدها بحذائها ع الكرسى فإصبحت عيناه مشتعلة بالغضب
- بتعملى ايه عندك ؟!!
انتفضت (وعد) والتفت لتراه وهى مازالت واقفة ع الكرسى وجدت عيناه تحمر غضبا ابتلعت ريقها وهى تقول
-كنت بجيب ده
اشارت ع الكتاب الذى بيدها لم يتحمل اكثر (بكر)
-انزلى بجولك
-طيب طيب
جإت لتهبط من فوق المقعد ولكن الارتفاع لم يسعها فإستندت ع المكتبة لتهبط وما إن استندت ع بعض الكتب حتى مال الصف معها ووقعوا فوقها ع الأرض اغمض (بكر) عيناه بغضب وهو يقول بصوت عالى
-(سعديييييية)
ماهى إلا ثوان حتى جاءت الخادمة مسرعة
-جومى البلوة اللى جدامك دى ونضفى المكتب زى ما كان
نظرت (سعدية) أمامها ووجدت المكتب بتلك الصورة ففتحت فمها ثم اسرعت نحو (وعد) لتجعلها تقف ع قدميها الذى قالت
-انا اسفة يا استاذ (بكر) بس المكتبة طويلة اوووى وبعدين انا مش بلوة
ضم (بكر) قبضة يده وهو يقول
-هنتفج بااارة يا انسة متخشيش مكتبى تانى مفهوووم ؟!!
ابتلعت (وعد) ريقها وهزت رأسها فوجدته خرج خارج المكتبة فإعتدلت وهى تقف وتقول للخادمة
-هو ماله مكنش كده معايا ده كان ذوق خااالص معايا اتحول مرة واحدة كده ليه ؟
-(بكر) بيه يا بتى موته وسمه انه يلاجى حاچة مش نضيفة واصل فمتحاوليش توسخى اى حاچة تخصه
فكرت (وعد) قليلا
-عنده هسهس فى النضافة يعنى ؟!
لم تفهمها (سعدية) قائلة
-بتجولى ايه يا بتى ؟!
-ابداا كان بيقولى اقابله بارة ٠٠ باارة فين ؟
-فى چنينة الجصر يا نضرى
-ماشى
خرجت (وعد) من المكتب وهى تتمتم
-كان ماله (سليم) خاين بس مش بيزعق ايه اللى جابنى هنا ٠٠
خرجت (وعد) إلى الخارج وجدته منتظر فى الحديقة فجلست ع نفس الأريكة التى يجلس عليها مبتعدة قليلا عنه
-خير فيه ايه ؟!
نظر لها بطرف عينه وهو يقول
-بجولك ايه يا انسه مكتبى ده معادش تخشيه واصل مفهوووم ؟
نظرت له وهى لا تفهم
-مكنش قصدى وبعدين حضرتك بلغت الغفير انى استناك جو
-مكنتش خابر انك هتنعكشيه اكده
ابتسمت (وعد) ابتسامة خفيفة وقالت
-الكتاب ابو جلدة حمرا ده لفت انتباهى
نظر لها بشدة ثم قال
-خلينا فى موضوعنا
-هو انت شوية تكلم صعيدى وشوية تكلم قاهرى
نظر لها منجهشا وهو يكرر قائلا
-قاهرى !!
-ايوة
هز رأسه بإسى
-اقول ايه مانا اللى جبته لنفسى
شعرت (وعد) بالضيق
-لو تقيلة عليك تطردنى انا همشى
وكانت ستقف فتحدث بشدة
-خلص اجعدى كنت بمزح وياكى
ابتسمت قليلا ثم نظرت له فتحدث هو
-المواعيد من 6 الصبح لحد 3
-6 الصبح !!
-الأراضى كتيرة يا انسة ومتقلقيش فى كذا مهندس والارض اللى هتشرفى عليها فى مهندس تانى شغال فيها بس هيرجع اول الأسبوع اللى جاى بس هو كان واخد اجازة جواز
-طب ولما هو فيه جبتنى ليه  ؟
-قولتلك الأراضى كتير وكده ولا كده كنت هجيب واحد تانى مش هتفرق بقى ست ولا راجل
هزت رأسها بالإيجاب فتابع هو
-انتى هتتعبى جداا مع العمال هنا خصوصا البنات منهم لكعيين جداا وبيعملوا الشغل اللى بيخلص فى دقيقة فى ساعتين
تحدثت (وعد) بثقة
-متقلقش يا (بكر) بيه بس ممكن طلب
-اتفضلى
-انا بس عاوزة يعنى اسافر خميس وجمعة القاهرة
-ليه ؟!
-يعنى خطيبى طلب من كده وكمان من حقى اشوف امى واختى
هز رأسه بالإيجاب
-بس مش كل خميس وجمعة هيبقى تعب عليكى ؟ وبعدين هو الواد ده خطيبك فعلا ؟
-واد !!
تنحنح (بكر) قائلا
-المقصود يعنى انتى مشوفتيش شكلك انتى كنتى خايفة منه ازاى
نظرت (وعد) إلى اسفل
-اعتقد دى حاجة تخصنى
شعر (بكر) بالأحراج ثم وقف وهو يقول
-المهم سفرك ده ميأثرش ع الشغل
-متقلقش
-تمام ٠٠ تقدرى تستلمى شغلك من بكرة إن شاء الله
-إن شاء الله
تركها (بكر) ودخل للداخل  فذهبت هى لتجلس مع خالها ٠٠
******************
فى جامعة القاهرة كانت (حنان) تطمئن (سامر) بإن (سهام) ستسافر فى الرحلة
-متقلقش هتطلع الرحلة
-بجد ؟!! عصلجت فى الاول
هزت (حنان) رأسها نافية ثم قالت
-ابدااا هى بس مكنتش تعرف ان فيه رحلة ولما عرفت قالت انها فرصة تغير فيها جو
-طب كويس
ثم اخرج من جيبه نقود وهو يقول
-اعتقد حقك كده وصلك
اخذت منه (حنان) النقود
-انا فى الخدمة يا (سامر) لو عاوز اى حاجة بس انت تطلب
-شايلك للعوزة
-طب انا همشى بقى عشان محدش يشوفنى معاك
-ماشى يا قمر
******************
فى المساء ارتدت (سارة) فستان لونه سماوى مع طرحة باللون الأبيض والسماوى مطرزة بالفضة لم تضع اى من مساحيق التجميل ومع ذلك كانت تبدو جميلة للغاية حيث إن اللون السماوي يليق بشدة مع بشرتها البيضاء نظرت إلى المراءة ثم قالت
-تمام كده
اخذت حقيبة صغيرة بنفس لون الفستان امسكتها فى يدها ثم توجهت نحو الخارج ٠٠
اسفل البناية التى تقطن بها وجدت (نادر) ينتظرها  ابتسمت قليلا حين رأته بينما هو قطب حاجبيه وقال غاضبا
-فين الفستان اللى قولتلك البسيه ايه ده يا (سارة)
-انا مش قادرة افهم يا (نادر) انت مبتغرش طيب ماشى مش بتغير انت مش عارف انى محجبه هلبس ازاى لبس زى ده الفستان قصير وصدره مفتوح انت اتجننت
نفخ (نادر) وهو يقول
-مش مهم برده خليكى واقفة لحد ما نلاقى تاكسى
تنهدت (سارة) بضيق وما إن اتت سيارة اجرة حتى اوقفها (نادر) شعرت (سارة) بالمرارة لأن خطيبها لا يشعر بالغيرة نحوها حتى وصلوا إلى بوابة عمارة نظرت إلى (نادر) وقالت
-انت جايبنى فين هنا مش قلت عمله فى كافيه ؟
تحدث (نادر) بلهجة آمرة
-انزلى الأول وهبقى اقولك
ابتلعت (سارة) ريقها ثم نزلت من سيارة الأجرة قائلة ونظرت له بإرتباك
-فى ايه بقى ؟!
-قرر يعمل عيد ميلاده فى بيته هقوله لآ
-انا مش قادرة افهم انت جايبنى هنا اعمل ليه من اصله عيد ميلاد مديرك اعمل انا ايه طيب فيه
-بخرجك يا (سارة) بدل مانتى قاعدة كده فى البيت يلا بينا
دخل داخل البوابة تبعته (سارة) ثم دخلوا داخل المصعد وما إن صعدوا حتى دلفت (سارة) مع (نادر) إلى الداخل وظلت تنظر حولها وجدت اناس كثيرون ويبدو بالفعل انه هناك عيد ميلاد ابتسمت قليلا واطمئنت وجدت جميع الفتيات تلبس فستاين عارية عوجت فمها بإستنكار فنظر لها (نادر)
-اقعدى فى الحتة اللى تعجبك يا حبيبتى
هزت رأسها بالإيجاب ثم جلست ع الأريكة نظرن إليها الفتيات بإشمئزاز فعوجت فمها استنكارا لهم وجدت (تورتة كبيرة وجاتوهات والكثير من الحلويات) فتمت
-مش كان واجب اجبله هدية ٠٠ مش مهم ما أكيد (نادر) جايب هدية
فى تلك الاثناء كان (نادر) يتحدث مع مديره فى الشرفة
-جيبلك النهاردة هدية يا (فارس) بيه متتعوضش
فنظر له (فارس) بطرف عينه
-جايب ايه يعنى وانت يجى من وشك حاجة عدلة
ابتسم (نادر) قائلا
-دى هدية خاصة كده عشان عيد ميلادك
ثم مال عليه واخبره شئ ما فى اذنه هنا ابتعد هنا (فارس) ونظر له بشدة
-اول مرة ليها ؟!
ابتسم (نادر) بخبث
-عشان تعرف انك غالى عليا بس
نظر له (فارس) بشك
-ودى جاية بمزاجها ولا هتعملنا فضايح
-بمزاجها طبعا يا كبير
-طيب ساعة وعاوزك تمشيلى كل الموجودين
-عيونى يا كبير
خرج (نادر) من الغرفة عندما رأته (سارة) اقتربت منه وهى تقول
-انت كنت فين ؟
--كنت بكلم المدير بتاعى
-اهاا ٠٠ طب مش هنمشى بقى
-لسه شوية يا حبيبتى
شعرت (سارة) بالتوتر مر الوقت عليها وهى تشعر بالضيق فلم يعجبها قط ذلك المكان حتى اقترب منها (نادر)
-بقولك ايه يا حبيبتى
-ايه ؟
-تعالى ورايا ؟!
ذهبت خلفه حتى دخل بها إلى غرفة نظرت (سارة) حولها وجدتها غرفة نوم فرفعت احدى حاجبيها ونظرت إلى (نادر) وظلت واقفة ع باب الغرفة
-مش فاهمة ايه ده ؟!
-يا حبيبتى اقعدى هنا استنينى (فارس) بيه عاوز منى اظبطله شوية ورق فى الشغل
اتسعت عيناه فهى لا تفهك ايريد ان يعمل اثناء تلك الحفلة وقالت بإندهاش
-دلوقتى ؟!!
-ايووة اصلا الناس هتمشى خلاص هنعمل شوية حاجات فى الشغل واخدك ونمشى بس مينفعش تقعدى معانا خليكى هنا
-طب بسرعة الله يخليك يا (نادر)
-متخافيش يا حبيبتى
دخلت (سارة) الغرفة وهى متوترة ظلت تنظر حولها وجدت امامها صورة ع الحائط كبيرة لشخص يبدو عليه انه فى منتهى الوسامة عيونه العسلية مع لون بشرته القمحى ابتلعت ريقها ثم ادارت وجهها فى الاتجاه الاخر وقالت بصوت خافت
-ايه الواد القمر ده بس ٠٠ استغفر الله العظيم
فى تلك الاثناء كان قد خرج الجميع من منزل (فارس) ابتسم (فارس) وهو يغلق باب شقته ثم اتجه ليأخذ كأس به ما حرم الله ارتشفه ثم وضعه ع اقرب منضدة ودخل الغرفة فتح الباب فجاءة فإنتفضت (سارة) ونظرت خلفها وجدت ذلك الشاب الذى رأته فى الصورة التى أمامها ع الحائط يدخل وهو يغلق باب الغرفة ٠٠

#للحب_وجه_آخر

#علا_السعدني

للحب وجه آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن