الحلقة الثامنة والعشرون

8.3K 191 2
                                    

الحلقة الثامنة والعشرون

نظر له (ياسين) بهدوء
-ممكن تهدى يا (بكر) ؟
نظر له (بكر) بحدة
-مانت عاوزنى اصدق كلامه
هز (ياسين) رأسه نافيا
-مقولتش كده ٠٠ بس فى احتمالات كتييير ان والداتك فعلا تبقى مش كويسة
حدجه (بكر) بنظرة شرسة فتابع (ياسين)
-او جدك مضحوك عليه فى كلتا الحالتين لازم مواجهة وفى كلتا الحالتين لازم تبعد ايدك وتخلى القضاء ياخد مجراه
فكر (بكر) قليلا وكان يهم بقول
-بس ٠٠
قاطعه (ياسين) بصرامة
-لازم مواجهة يا (بكر) انا معاك انها حاجة صعبة انك تعيش مع ناس قاعد واكل شارب معاهم قاتلين امك صعب الموضوع صعب جداا كمان بس تفتكر اللى بتعمله ده صح او انك كده مثلا مبقتاش ظالم زيهم ؟! الشرع حتى مبيقولش كده كل مظلوم لازم يقدم شكوته للقضاء
تنهد (بكر) قليلا فقاال (ياسين)
-نتفق هتواجه ؟ ولا هتفضل ماشى فى السكة دى !!
ثم نظر (ياسين) له بإمعان وتابع قائلا
-تفتكر البنت اللى بتحبها لو عرفت مثلا يعنى انك بتأذى جدك هيبقى ايه موقفها مش هتخاف تقرب منك خصوصا انك حاولت تقتلها قبل كده مرضك نادر ومش اى حد يفهمه خصوصا ان القتل ده اكتر حالات الكره صعب انها تفهم ان ده حب وخوف عليها
ابتلع (بكر) ريقه وصمت فتابع (ياسين)
-مستعد تخسرها ؟!
نظر له وهو ينظر للأسفل
-هى كده كده مش معايا اصلا
حاول (ياسين) لتفكير قليلا ثم تحدث قائلا
-طب هى مع غيرك ؟
شعر (بكر) بنيران داخله لمجرد إن يفكر ان (وعد) تكون مع شخص اخر واجاب مقاطعا نفسه فى الاسترسال فى تلك الافكار
-لا
ابتسم (ياسين) قليلا
-يبقى لسه عندك فرصة
هز (بكر) رأسه بالإيجاب
-هتكلم مع جدى
ابتسم (ياسين) وهو يقول
-إن شاء الله
*****************
كانت (سهام) فى غرفتها سمعت صوت رسالة من هاتفها وجدت رسالة من (طارق)
(هو حذر الاتصال ده هيخلص امتى طيب ؟ يعنى مش كفاية ان اخوكى مرضاش يخليكى تكلمينى)
ابتسمت (سهام) ثم قامت بالأتصال به حينما رآى (طارق) رقم هاتفها رفض المكالمة لكى يتحدث هو معها وما إن طلبها فإجاب بلهفة
-وحشتيييينى اوووى يا (سهام) من ساعة اخر مرة كنت بكلمك فيها مش راضى اكلمك عشان محدش من اخواتك يعمل مشاكل معاكى
ابتسمت قليلا ثم قالت
-خايف عليا
اغمض (طارق) عيناه وظل سارحا لبرهة فقالت (سهام)
-الو !! انت معايا ؟!
تحدث بهدوء قائلا
-معاكى بس كان وحشنى صوتك اوووى
ابتسمت بخجل ثم قالت
-انا مش هقدر اكلمك اكتر من كده انا مقلتش ليهم انى هكلمك وكمان (فارس) ممكن يضايق منى جدااا جداا لو عرف انى بكلمك وبرده (بكر)
تحدث بحزن قليلا
-بس انا مسمعتهاش منك
ردت (سهام) مستفهمة
-هى ايه ؟!
سألها وهو يريد معرفة حقيقة مشاعرها نحوه
-بتحبينى يا (سهام) ؟
تلعثمت (سهام) قائلة
-و٠٠ وبعدين وياك يا دكتور
تحدث (طارق) بصرامة
-(سهاااام) انا (طارق) فاهمة ؟ (طارق) وبس اكيييد مش مستخسرة فيا انى اسمع اسمى بصوتك
ابتسمت (سهام) وهى تقول
-وبعدين معاك بقى ؟
فكر قليلا
-طب هنعمل اتفاق
عوجت فمها قائلة
-ايه هو ؟
-لو سمعتينى اسمى بدون القاب هعتبرها كلمة بحبك عشان متتحرجيش بس
عوجت فمها قليلا
-قولته قبل كده ع فكرة
-المرة دى غير
ابتلعت (سهام) ريقها قائلة
-وبعدين وياك يا ٠٠
صمتت (سهام) قليلا فتحدث (طارق) مشجعا إياها
-يا ايه ؟!
ابتلعت (سهام) ريقها وتوترت قليلا ثم قالت
-يا ٠٠ يا ٠٠ يا (طارق)
واغمضت عيناها  ووضعت يدها وجنتيها بخجل ابتسم (طارق) ثم قال
-تصبحى ع خير  يا حياة (طارق)
رجت بخفوت
-وانت من اهله
اغلقت الهاتف ونظرت إلى نفسها بالمرآة وهى تقول
-بحبه اووووووى
****************
كانت (وردة) تشاهد التلفاز حين رأت (باسل) يتوجه إلى باب الشقة نظرت إلى ساعتها وجدتها الحادية عشر مساء فقالت
-انت رايح فين كده ؟
نظر لها وهو يشعر بالتوتر
-مشوار يا حبيبتى
نظرت إليه فقد كان يرتدى قميص لونه اخضر فوقه چاكت بذلة  اسود وبنطال جينز نظرت له ماليا
-مشوار ايه ده يا (باسل) اللى نازل ليه بالشياكة دى
ابتلع (باسل) ريقه وشعر بالتوتر
-مانا لو قولتلك هتزعلى
نظرت له بعدم فهم
-مش فاهمة ؟!
عوج (باسل) فمه قائلا
-بصراحة نازل مع (يحيى)
شعرت (وردة) بالضيق
-(يحيى) !!! (يحيى) تانى !!
نظر لها محاولا إن يمتص غضبها
-انتى محساسنى ان (يحيى) ده ضرتك ده صاحبى يا بت
تحدثت بضيق قائلة
-انت تعرفه منين اصلا ؟
-كنا شغالين مع بعض فى أمريكا وهو نزل مصر قبل ما اجى بسنة بس كنا ع اتصال
شعرت بالحزن قائلة
-بس لا هو بتاع بنات  ممكن يفسد اخلاقك لا يا (باسل) نزول معاه مش هينفع
حاول (باسل) اغرائها بشراء الحلوى المفضلة لديها ناظرا لها بخبث
-طب هجبلك كيلو بسبوسة وانا راجع
لمعت عينان (وردة) قليلا ثم هزت رأسها بالنفى
-لا برده مش هتنزل معاه
فنظر (باسل) بخبث وهو يقترب منها
-للدرجة دى ؟! هو انا اغلى من البسبوسة عندك ؟
هزت رأسها بالإيجاب فإبتسم (باسل) ثم وضع يده ع قلبه
-لأ هيطب ساكت دلوقتى
قالت مسرعة
-بعد الشر عليك ٠٠ بس هتقعد مش كده مش هتنزل مع (يحيى) صح ؟
تنهد قليلا ثم اقترب منها وجلس بجوارها وهو يقول
-ماشى يا ستى
ثم قال وهو يغمز لها
-هى خالتى نامت مش كده ؟
فتحت (وردة) فمها واحمر وجهها فقال (باسل)
-انتى دماغك راحت فين انا بقول تقومى تصحيها مينفعش نقعد لوحدينا كده
ثم ابتسم ابتسامة جانبية فقالت (وردة) بتذمر
-ع فكرة انت قليل الادب بقى و رخم جداا
تحدث مستغلا للظروف
-بقى كده يا شوكة طب انا نازل ل (يحيى)
قالت (وردة) بضيق
-متقولييييش شوووكة  ومفييييش (يحيى) فااهم
كان صوتها مرتفع قليلا فنظر لها (باسل) مليا وهو يقول
-انتى هتتحولى ولا ايه خلاص قومى اعمليلى كوباية شاى طيب
ابتسمت (وردة) قائلة
-ماشى ٠٠ بس تنزل تجبلى كيلو بسبوسة
عض (باسل) شفتاه قائلا
-اه يا بنت ال ٠٠
قاطعته بحدة
-ايه ؟
تنحنح (باسل) قائلا
-الناس الكويسين ٠٠ نازل نازل
فإبتسمت (وردة) بإنتصار
****************
فى صباح اليوم التالى كان (بكر) فى طريق العودة فقد قرر عندما يعود ان يتحدث مع جده فلم يعد بإستطاعته ان ينتظر يوم اخر كما اخبر (وعد)  ليستطيع ان يعرف ما حدث لها فيجب ان يستمع لجميع الجهات كما اخبره طبيبه  ٠٠
****************
كانت (وعد) تجلس فى غرفة الأستراحة ممسكة بهاتفها تتصفح احد مواقع التواصل الأجتماعى حيث جائها اتصال من (سارة) فإجابت ع الفور
-وحشتينى اسارتى
-انتى كمان
شعرت (وعد) بإن (سارة) ليست بخير فتحدثت قائلة
-مال صوتك ؟ ايه اللى حصل
تنهدت (سارة) بحرقة
-مانا مخنوقة من ساعة اللى عمله (نادر) مش حكتلك اخر حاجة عملها
تحدثت (وعد) مستفهمة
-طب روحتى ل (فارس)
-ا٠٠ ايوة
ابتسمت (وعد) قليلا قائلة
-عملتى ايه احكيلى احكيلى بقى
قالت (سارة) بهيام
-بحبه بحبه يا (وعد) اووووووى بس ٠٠
قاطعتها (وعد) مستفهمة
-مادام بتحبيه ومتأكده ايه يمنع بقى
شعرت (سارة) بالحزن قائلة
-بتاع ستات ومش قادرة اتخيل انه هيبقى مخلص لالا هتوجع وهتجرح جامد خلينى بعيد احسن
تحدثت (وعد) بضيق
-انتى متخلفة مادام هو اتغير خلاص اديله فرصة
تحدثت (سارة) بنفس النبرة
-وانتى مش متخلفة مانتى ضيعتى (بكر) خلاص
تنهدت (وعد) بإسى
-انتى غيرى (فارس) كل ما يشوفك بيكرر عرضه انا لأ قالها مرة ورجع فى كلامه مينفعش افرض نفسى عليه دلوقتى
تنهدت (سارة) وظلا يكلملان حديثهم كإى صديقتان مقربتان يحكيان لبعضهم البعض ادق تفاصيل يومهم ٠٠
******************
بعد إن انتهت (وعد) من عملها ذهبت إلى القصر وجلست ع الأريكة التى بالحديقة حيث (بكر) يجلس فقد كانت تشعر بإنها تشتاق لرؤيته وماهى الا بضع دقائق حتى وجدته يدخل من بوابة القصر ظلت محدقة به وهو يدخل ظنت لوهلة انها تتخيل ولكنها لا تتخيل فهو يمشى امامها متجها نحو الداخل ابتسمت قليلا ثم اقتربت منه (وعد) وهى تقول
-(بكر) !! انت مش قلت جاى بكرة إن شاء الله
نظر لها ثم نظر نحو الداخل وقال غير مبال
-انا مش فاضى يا (وعد)
ثم تركها ودخل الداخل فظلت هى محدقة به وشعرت بالأهانة نزلت الدموع من عيناها وقررت الدخول إلى منزلها حتى لا يلاحظ احد ٠٠
ما إن صعد (بكر) للدور العلوى حتى توجه إلى غرفة جده وطرق باب غرفة جده حتى سمع صوته من الداخل
-ادخل
فتح (بكر) باب الغرفة ثم توجه للداخل فنظر له جده
-مش مصدج انت يا ولدى اهنيييه  بجالك زمن مدخلتش عندى
اقترب (بكر) من جده ثم جلس بجواره
-انا عاوز اعرف منك الحقيقة
نظر له جده مستفهما
-مبتتكلامش بلهچتنا معاى يعنى ؟
نظر له (بكر) بعناد واضح
-لأنك لما طلبت منى اعمل كده كنت بحبك وبسمع كلامك ولما عرفت انك السبب فى موت امى كرهتك بس قلت هنتقم منك برده فمغيرتش حاجة فيا تقدر تقول كنت بخدعك يعنى بس دلوقتى احنا صرحة مع بعض فملهاش لازمة اضحك عليك ولا ع نفسى انا مش عاوز ابقى نسخة منك
نظر له جده بلوم شديد
-وايه اللى حوصل بجى عشان تاچى تكلامنى
تحدث (بكر) بنبرة قاسية
-الحقيقة الحقيقة وبس سواء كانت لصالحك او عليك
تنهد (شكرى) قائلا
-هجولك يا ولدى ايه اللى رايد تعرفه ؟
ابتلع  (بكر) ريقه ثم قال
-انت كنت بتقول ان امى وحشة ازاى بقى
نظر له (شكرى) ماليا محاولا جعله إن يتنحى ع ذلك الحديث
-دى حكاية عدى عليها زمن بس هجولك انت خابر ان امك كانت بتشتيغل خدامه مش اكده ؟
هز (بكر) رأسه بالإيجاب
-ايوة
ابتلع (شكرى) ريقه ثم بدء بقص ما حدث
-امك كانت بتشيتغل مع ابوها فى بيت عاصم فى مصر كانت ملت حياة الفجر اللى كات عايشها وبدت تشاغل ابووك
ضم (بكر) قبضة يده فتابع جده
-انا خابر زين ان الحديت مش لادد عليك بس ٠٠
حاول (بكر) ضبط انفعاله قائلا
-كمل يا چدى من غير مجاطعة ولازمن تجولى انت عرفت ده منين
ابتسم الجد قليلا لأن (بكر) يتحدث بلهجتهم
-انا خابر زين انك مكتش بتمثل على
قال (بكر) بحدة
-چدددددى
تابع الجد قائلا
-صبرك شوي ٠٠ انا مكتش خابر الكلام ده واصل ولما (عاصم) حب يتچووز تانى خصوصى وان (روحية) جبل ما بوك يتچوز (فاطنة) كان بينتهم مشاكل بسبب تدخل (روحية) فى شغله فمحبيتش انى اكسر بخطره ولا كنت رايد انه يطلج (روحية) عشان اكده مرضيتش اعترض ووافجت وبصراحة (فاطنة) مكنش باين منيها حاچة وحشة واصل لحد بعد وفاته سمعتها بتتحددت ع التلافون
(كانت (فاطمة) تتحدث ع الهاتف وهى تتلفت يمينا ويسارا فى غرفة بداخل القصر
-ايوة يا (حسين) ٠٠ فلوس تانى !! ٠٠ انت اتجننت ولا ايه مانت لسه واخد اد كده الشهر اللى فات مش هينفع انا مش قعدة ع بنك لازم تفهم ده كويس ٠٠ ايام (عاصم) ما كان عايش حاجة ودلوقتى حاجة تانية
فى تلك الاثناء كان (شكرى) مارا للدخول إلى غرفة (روحية)  واستمع لحديث (فاطمة) ودخل عليها وهو غاضب فإرتبكت (فاطمة) ووقعت سماعة الهاتف من يدها فقال (شكرى) غاضبا
-كتى بتكلامى مين ؟
تلعثمت (فاطمة) قائلة
-انا ٠٠ انا ٠٠
قاطعها بحدة وهو يمسك ذراعها بقوة
-انطجى لاجطع خبرك دلوجيتى
حاولت (فاطمة) إن تبرر قائلة
-ده ٠٠ ده ابن خالتى بس ٠٠
تحدث (شكرى) غاضبا
-بس ايييه ؟ انطجى اتى كتى بتخونى ولدى معاه
سمعت (فاطمة) ذلك واغمضت عيناها وهى تقول
-انا ممكن امشى انا وابنى ومش عاوزة حاجة منكوا خاالص
شعر (شكرى) بإنه قد فقد صوابه قائلا
-تمشى انتى و ولدك ؟!! وده ولد (عاصم) ولا ولد مين انطجى
شعرت (فاطمة) بالاهانة
-اعتقد الشبه كافى بين (بكر) و (عاصم) عشان يقول ابن مين
تحدث (شكرى) بلهجة بها الكثير من العنف
-انا هعمل حساب بس انك ام حفيدى واكتفى بطردك من اهنييه ومش عاوز اشوف وشك ده خااالص مفهووم
ترقرت الدموع من عيون (فاطمة) قائلة
-وابنى ؟!! انت عاوز تحرمنى منه مستحيييييل
نظر لها (شكرى) بإستحقار قائلا
-مستحييل انى اخليكى تربيه ع الخيانة
فى تلك الاثناء اتت (روحية) اثر صوتهم المرتفع وهى تقول
-صوتك عالى اكده كده ليه يا عمى ؟!
ثم نظرت إلى (فاطمة) التى رأتها تبكى وهى تمسح دموعها وابتسمت قليلا وهى تقول
-ايه اللى حوصل ؟
تحدث (شكرى) وهو يشير ع (فاطمة) بغضب
-بت الأبلسة دى كات بتخون ولدى فى حياته لولا انها ام حفيدى كت جطعت خبرها جوووومى جوووومى جولتلك هتمشى بالهدمة اللى عليكى ديه ومش عاوز اشوف وشك نهائى فااااهمة ؟!!
ظلت (فاطمة) تبكى بشدة وخرجت سريعا وهى تخرج خارج القصر)
نظر له (بكر) وهو لا يصدق ما يسمعه
-امى انا !! امى انت كانت بتخون ابويا ؟! لاا لا مش ممكن اصدق اللى بسمعه
-انا مكنتش رايد يا ولدى انى اجولك ولا اعرفك حتى لما طردتها هى توفت بعدها بياچى شهر اكده وكنت مفهمك انها بتزور عايلتها مكنتش رايد احكيلك لحد ما چت من عند ربنا وامك ماتت
فنظر له (بكر) بشدة ثم اصبح فى حالة من اللاوعى وهو يقول
-بس ٠٠ بس الشبه مش كفااااية مش كفاية يا جدى انا ممكن ابقى ابن حرام ٠٠
قاطعه (شكرى) بصرامة
-لاه يا ولدى متجولش اكده انت ابن (عاصم) ولدى
نظر له (بكر) بعدم فهم
-وواثج كيف اكده ؟
تلعثم الجد ثم قال
-ما٠٠ ماهو لما طلعت التحاليل دى بتاعت كشف النسب انى عملتها ليك من دون ما تدرا عشان بس اتأكد
ابتسم (بكر) بمرارة وهو يقول
-يعنى انت كنت شاكك ؟
ابتلع (شكرى) ريقه ثم قال
-مش اكده يا ولدى تجدر تجول عشان اطمن
مسك (بكر) رأسه وهو يقول
-انا رايح ع ادتى مش قادر اتكلم
حاول (شكرى) إن يخفف عنه قائلا
-مش رايدك تفكر فى حاچة ٠٠
قاطعه (بكر)
-سبنى فى حالى يا چدى
****************
كانت لازالت (وعد) فى غرفتها تبكى بشدة فى غرفتها وهى تحدث نفسها
-انا اللى غبية انا اللى ضعيته بس بس هو كأنه ما صدق يبعد عنى بس ٠٠ بس انا السبب عموما انا مش بحبه ٠٠ ايوة مش بحبه ده اكيييد قلبى حاسس بفراغ بعد زفت الطين (سليم) ومش هسمح لقلبى يتعلق بإى حد كده
******************
كان (بكر) فى غرفته يشعر بإلم كبير فى صدره كلما تذكر كلام جده ظل جالس ع الاريكة فى غرفته لا يتحرك ينظر فى نقطة ما امامه محاولا تذكر اى شئ من الماضى جالت فى افكاره ذكريات مشوشة عن اشياء مبهمة وضع رأسه بين يده وهو يحاول التذكر حتى تذكر شئ ما
(كانوا فى شقتهم فى القاهرة وهو مازال طفل ذو ثمان اعوام سمع صوت احدهم يطرق باب شقتهم ففتح الباب وجده رجل يبلغ من العمر خمسة وثلاثون عام نظر له (بكر) بدهشة فقال له ذلك الرجل
-مامتك هنا يا حبيبى ؟
نظر له (بكر) وهو لا يفهم
-انت مين ؟! وعاوز ماما ليه ؟
-قولها بس (ح٠٠
فى تلك اللحظة اتت (فاطمة) ونظرت إلى (بكر) متحدثة بلهجة آمرة
-ادخل ع ادتك يا (بكر) دلوقتى
نظر لها (بكر) مستفهما
-هو مين عمو ده ؟
تحدثت (فاطمة) بنفس اللهجة
-قولتلك ادخل دلوقتى
دخل (بكر) إلى غرفته وظلت (فاطمة) تتحدث ذلك الغريب)
تذكر (بكر) ذلك وابتلع ريقه كما تذكر حين خرج من غرفته اخبرته والداته  انه يعمل لدى والده  وقد ارسله والداه ليخبرها شئ ما ابتسم بسخرية لغبائه ٠٠
شعر وانه يريد يتحدث مع شخص ما ولكن من سيستمع له فى تلك الحالة ابتسم بسخرية حين تذكر (وعد) ولكنه بالفعل هو بحاجة ماسة إليها الأن تنهد ثم قرر الذهاب إليها نزل الدرج مسرعااا ثم اتجه نحو الخارج إلى منزلها وطرق المنزل الذى تسكن به عدة مرات حتى فتحت له (وعد) باب المنزل وجدها امامه ظل ينظر فى عيناها بينما ظلت (وعد) تنظر له دون ان تتحدث فقال بترجى
-ممكن اتكلم معاكى
فنظرت له (وعد) بغضب
-هو انت انت مش ملاحظ انك بتعتبرنى شغالة عندك وخلاص وقت ما تحب تتكلم بتيجى وقت ما تحب تزحنى من طريقك بتعمل كده
نظر لها بعدم فهم
-ازيحك !! ممكن تخرجى بارة عشان نتكلم طيب كل اللى طالبه منك شوية من وقتك
نظرت له وهى لا تفهم ولكن نظرت إلى عينه وجدت ان بهم الكثير من الحزن ابتلعت ريقها ثم قررت إن تخرج إلى الخارج وهى تتبع (بكر) وقف (بكر)وهو يستند ع منضدة بالحديقة وهو يضع قدمه فوق الأخرى ويضع يديه فى جيب بنطاله  وهو ينظر للفراغ الذى امامه تحدث كإنه يتحدث مع نفسه
-عارفة يا (وعد) لما تبقى عاوزة تعيطى ومش عارفة ولا قادرة ٠٠ عارفة برده لما يبقى جواكى نار بس طبيعتك بتخليكى تظهرى من انك بارة تبقى زى لوح التلج انا حاسس دلوقتى بكده متعودتش اعيط غير ع اللى يستاهل وبس لو حاجة سقطت من نظرى مش بعيط عليها وانا احب انسانة فى قلبى سقطت من نظرى ومش عاارف انزل دمعة واحدة عليها
شعرت (وعد) بحزن شديد حين سمعت ذلك احب انسانة داخل قلبه !! لو يقصدها هى فحديثه يعنى انها لم تعد وان لم تكن هى فهذا يعنى انها لم تكن تلك العزيزة ع قلبه فى كلتا الحالتين لقد خسرت نزلت منها الدموع دون ان تشعر فتابع (بكر) وهو مازال لا ينظر إليها
-مش قادر اتنرفز ولا قادر اعمل اى حاجة اعبر فيها عن غضبى بس بس عاوز حد بحبه يشاركنى اللحظة دى مش عاوز ابقى لوحدى
نظرت له وهى لا تفهم كلامه ومسحت دموعها وكررت بصوت خافت
-حد بتحبه !!
فتابع هو
-(وعد) لو بعد سنين اكتشفتى ان حياتك كانت كذبة هتعملى ايه ؟!
نظرت له بعدم فهم
-(بكر) انا مش فاهمة حاجة
اغمض (بكر) عيناه ثم نظر لها بهيام
-تعرفى ان اسمى منك له طعم تانى واحساس تانى وبينسينى هموم الدنيا دى كلها
نظرت له ببلاهة فهى لا تفهم كلمة واحدة مما يقوله لقد قال للتو ان اعز انسانة لديه قد سقطت من نظره وتحدث ايضا بإنه يريد إن يشارك تلك اللحظة مع شخص ما يحبه وهى الآن تشاركه إياها اذا هى من يحبها اغمضت عيناها ثم فتحتها مرة أخرى وهى تقول
-انا بجد مش فاهمة انت كلامك غريب اووووى ومتناقض
نظر لها مترجيا
-طب لو ممكن تجاوبى عليا
نظرت له بإستفهام
-ع ايه طيب ؟
تنهد بحرقة قائلا
-لو اكتشفتى ان حياتك كدبة وان اقرب الناس ليكى مش كويسين هتعملى ايه ؟!
ابتسمت بإسى قائلة
-هنسى وهبدء من جديد وبعدين ليه افترض انا حصلى ده مع (سليم) فعلا
نظر لها بضيق
-(سليم) بتاعك ده مش ازمة ميستاهلش من اصله لكن انا خسرت احترامى لانسانة متتعوضش ٠٠
نظرت له بضيق وبغضب
-انا مش فاهمة حقيقى بجد كلامك اللى كله الغاز ده بس مادام هى تهمك اووى كده يا تسامح وتنسى يا تنسى وتعيش من جديد وفى الحالتين لازم تنسى ولو مقدرتش تنسى يبقى تدور  ع اعذار حتى لو اعذار واهية بس عشان تقدر تكمل لكن تقعد تعيط ع اللى فات مش هيفيد كلنا بنشوف اللى قدام عنينا وبس بنشوف اللى شايفينه بعنينا وبس بس فى حاجات مبتشافش مستخبية فى حياة كل حد فينا بتخلينا نختار سواء صح ولا غلط احنا اللى بنختار فانت اختار ولازم تتحمل النتيجة مهما كانت ٠٠
ظل (بكر) ينظر لها للحظات وقد سرح قليلا ولم يعد ينتبه بما تقول ثم اردف
-صح انتى صح كلنا بنشوف بعنيننا فى حاجات مستخبية مش بنشوفها انتى صح يا (وعد) فى حاجة ناقصة لو (فاطمة) اطردت من هنا ايه علاقة (روحية) باللى حصل فى حلقة مفقودة ٠٠

#للحب_وجه_آخر

#علا_السعدني

للحب وجه آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن