٥) بصيـص أمـل.

3.3K 324 50
                                    


اقتطع حبل الذكرى صوت رنين هاتفي، التقطته بتثاقل وأجبتُ بصوت خالٍ من أي نبرة:

"مرحباً".

"اِفتح الباب فهنالك هدية في اِنتظارك".

لم أميّز نبرة الصوت، تركت المقعد واتجهت إلى الباب دون أن أغلق الخط، فتحت الباب بهدوء، ودهشت حينما رأيت صديقي عماد يقف خلفه.

لم أفق من دهشتي حتى رأيته يغلق هاتف ويعانقني بحرارة..

"لم أرك منذ وقتٍ طويل يا صديقي".

قال ذلك فلم أجد ماأرد به إلا بابتسامة شاحبة تصف حالي.

أغلقتُ الباب خلفه واتخذنا غرفة المعيشة مجلسًا.

"كدتُ أنسى ملامح وجهك لولا ندبتك الشهيرة".

قهقه ضاحكًا وهو يستمع إلى تعليقي.
وأضاف هو:

"أما أنت فإني لا أجد إختلافًا كبيرًا في وجهك، فالتقاسيم اللطيفة ظلت على حالها منذ لقائنا الأول".

قلت أثناء نهوضي:

"أتريد قهوة".

"قهوة سوداء وأكثر من السكر".

كان المطبخ مفتوحًا على غرفة المعيشة، فكنا نتبادل الحديث كل من مكانه.

"ليس من عادتك أن تهمل أناقتك، فما الغرض من إبقاءك على هذه".

نظرت إلى حيث يشير، فرأيتُ المظلة المهترئة التي سقطت من الصبيين الليلة الماضية. فابتسمتُ في أسى وتمتمت:

"قصةُ طويلة".

ولأنه عماد فقد أصر علي كي أحكي له قصتها فحكيتها من ألفها إلى يائها.

"ما أعجبَك! أفعلتَ ذلك لإرضاء ذلك الطفل، أم أن رؤيتك له ذكرتك بشخصٍ عزيز لا تريد رؤية الحزن في وجهه!"

سكبتُ القهوة خطئًا على الطاولة بدلاً من الكوب، يا لهذا الشاب، يجيد قراءتي أكثر من نفسي:

"ربما لكلا السببين".

"متى ستخرج من الماضي!."

"وهل من طريق للخروج"

وضعتُ كوب القهوة أمامه واستكملت حديثًا كأنما أوجهه لنفسي:

"حاولت مرارًا، ولم أفلح، لازالت تلك الالتفاتات تصدر مني، مهما حاولت تناسي الأمر، مهما حاولت تركيز نظري للأمام، أفشل في ذلك دوماً".

أشِقّاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن