٦) تِلـك الفتـاة.

3.1K 307 24
                                    

...
....
قمت عن المقعد بإعياء، ليتني أستطيع الاستماع إلى نصائحك يا عماد،  ليتني أستطيع.

طُرق باب البيت، ففتحته وفوجئتُ حينما رأيتُ سكرتيري يقف خلفه.

"عاصم، هل من خطب".

"أردتُ إخبارك بأن سيارتك قد  خرجت من الورشة".

"آه نسيتُ أمرها،  ولكن،  أما كان عليكَ أن تخبرني بذلك في اتصال هاتفي".

"لقد أحضرناها إلى هنا كي تستلمها".

"لا بأس، أحسنتم عملاً".

:في طريقي للخروج وصلني صوت رنين هاتفي، في غرفة المعيشة، فعدتُ إليها وأجبتُ دون أن أنظر لاسم المتصل..

"مرحباً"..

"مروان،  أمر طارئ".

تعجبت حينما سمعت صوت عماد فأجبته مازحًا:

"لم أتوقع أن زيارتك ستأتي بهذه السرعة".

"ليست زيارة هذه المرة،  أتذكر قصة الصبيين التي أخبرتني عنها!".

ارتديتُ ملابسي على عجل وخرجت من المنزل مهرولاً، وأنا أسترجع في ذاكرتي ما أخبرني به عماد على الهاتف..

قال أنه ذهب إلى متجر فسمع عن طريق المصادفة بقصة تشبه التي رويتها له، فأخبر البائع عن مواصفات الشاب. فوافقه البائع، وقال أنه يريد الحديث معي مطولاً بشأن الولدين.

دخلتُ إلى المتجر فرأيتُ عماد يتبادل حديثًا مع البائع، ألقيت التحية عليهما ليتنبها إلى وجودي فردا علي بابتسامة:

"أستأذنكما يا جماعة، علي أن أذهب".

قالها عماد وانصرف ولم يحاول أي منا استبقاءه، 
فبقينا لوحدنا في صمت قاطعه الرجل قائلاً:

"سعيد أنني قابلتك مجدد"ا

لم أنبس ببنت شفة فاستأنف الكلام:

"أريد منك خدمة".

عندما أدرك أنني لا أنوي قول شيء حتى أفهم تمامًا مايعنيه استأنف دون توقف:

"لذَينك الصبيين أمًا تعيش لوحدها وتربي طفليها بمفردها،  إن ما رأيته من تعاطف منك لهما جعلني أتفاءل بك خيرًا أريد منك أن تصبح محسنًا لهذه العائلة،  دون أن يعرفوا بهويتك".

تعجبتُ إزاء قوله وسألته:

"ما الذي جعلك تكلفني بأمر كهذا".

أشِقّاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن