...
..كدتُ أرتطم بالصندوق الذي يحمله حين فتحتُ الباب له، أنزل الصندوق كاشفًا عن وجهه، لم يكن سوى فراس الذي بادر بقول:
"جئنا نحتفل بشفاء أمجد.. ".
أزاحني عن طريقه ودخل قبل أن أسمح بدخوله، دخل شقيقاه رائف وسامر خلفه وهما يُلقيان التحية.
وضع الصندوق على طاولة الطعام الصغيرة في المطبخ، قائلًا أن أمه انهمكت في تحضيره لأجلنا، وراح يبحث عن أمجد الذي خرج من غرفته مستفهمًا عن الجلبة التي أحدثوها.
"حمدًا لله على السلامة يا أمجد لم أحييك تحيةً لائقةً قبل الآن.. ".
قال فراس وهو يصافحه بحرارة.
أخذ علبةً كان رائف يحملها وطلب منا أن نتبعه ووضعها على الطاولة بجانب صندوق الطعام وهو يقول:
"بمناسبة اجتماعنا نحن الخمسة لأول مرة اقترح رائف أن نلعب هذه اللعبة لتزداد معرفتنا ببعضنا.. ".
"لم أقترح شيئًا.. ".
قال رائف ببرود فتجاهل فراس تعليقه، ثم أشار لنا كي نتخذ لنا أماكن حول الطاولة، شككتُ للحظة أننا في بيته.
"وما هذه اللعبة؟ ".
أجابني بحماس وهو يفتح العلبة ويستخرج الورق:
"اسمها لعبة الصراحة، تلقي بالنرد وحين تتطابق النقاط تسحب إحدى البطاقات وتجيب السؤال أو تنفذ الطلب أيًا كان.. ".
حين. رأى تعابيرنا التي لا تجابه حماسته تنحنح وهو يقول بأنها ستتيح لنا معرفة وفهم بعضنا أكثر، فقال رائف المُحرج من شقيقه:
"نهَيته مرارًا عن إحضارها.. ".
غضب ووبخ أخاه ثم وجه كلامه لأصغرهم:
"أليست رائعةً يا سامر؟.. ".
رفع إبهامَيّ يديه وهو يوافقه بحماس..
"أنت أفضل أخٍ على الإطلاق! ".
قال ورمق رائف بنظرةٍ جانبية، قال الأخير:
"إنها تصلح للفتيات.. ".
"لا أمانع تقمص دور فتاةٍ إذًا... ".
تذكرتُ الفتاة التي رأيتها قبل أيام، وسألت:
"هل للوليد شقيقةٌ كبرى؟ ".
أنت تقرأ
أشِقّاء
Romanceفي حُجرةٍ ضيقة... إضاءتها خافِتة... فتحَت الكتاب وبدأت بقراءة القصة لطفلها... كانت تقرؤها له دومًا... فتعلق بها وأحبها... فسمّى شقيقه على اسم بطلها... الذي عاش وحيدًا... ماتت أمه... فأضحى شقيقه يعني له كل شيء... كل شيء... كما قال يومًا... "ل...