الفصل التاسع

2K 76 22
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 💓

لا أراك ولكني ألقاك...
فرؤية العين رؤية ورؤية القلب لقاء.......
— جلال الدين الرومي

نبدأ ❤️

===============================================================================================================================

نظر لساعه يديه بنظرات ثاقبه ثم بدا يجهز اغراضه و الاوراق الخاصه بالمحاضره الدراسيه التي ستبدا بعد قليل و عليه شرح ما يتضمنه المقرر الدراسي و برغم من كل ما فعله ليستجمع نفسه و الهدوء إلا أن علامات الغضب مازالت ترتسم علي ملامح وجهه الوسيم........
دخل يحيى الي القاعه الدراسيه بخطوات ثابته متجاهلا وجود تلك التيا بالمقاعد الاماميه و وضع حقيبه على المكتب ، خلع جاكيت البذله و وضعه على مكانه ، شمر ساعديه ، اخرج حاسوبه الذكي من الحقيبه و بدا إيصاله بشاشة العرض.........
وضع الأوراق بنظام أمامه على المكتب ، ارتدي نظارته الطبيه و اخذ نفسا عميقا و زفره بهدوء محاولا الفصل بين عمله و بين مشاكل الاسريه التي أصبحت تثقله ، مسح على وجهه ثم رفع راسه للأعلى و حمحم بنبره ذات مغزي و بدا بالحديث مع الطلبه للاستعداد فيما سيطرح بالمحاضره و سيشرحه......
اعتدلت بسنت بالجلوس على المقعد ، أخرجت الدفتر و الكتاب من الحقيبه ثم تركت الهاتف من يديها التي كانت تعبث به بضجر و توقفت عن ارتشف الماء و عقدت حاجبيها باستنكار حينما انتبهت لنبره صوته الاجش و ملامحه الغاضبه..........
فقد التمست بحه خفيفه في نبره صوته داله على كم من مشاعر مختلطه تسيطر عليه وجدانيا و نفسيا كالضيق ، الحيرة و الحزن ، فهو دوما يظهر بثبات و يتحدث معهم بنبره هادئه و تكن ملامح وجهه خاليه من التعبيرات.....
في تلك اللحظه قد تقابلت عيناه العسليه بعيناها الزيتونه اللمعه ، رمشت هي بتوتر ثم دار حوار غير مباشر بينهم ، كانت نظراته لها عباره عن رسايل خاصه ، رسايل لا اراديا يوجهها لها قلبه ، رساله يتضمن محتواها احتياج لدعم او مساعده في شيء ما يعيقه و يثقله و لكنه لا يعترف به خوفا من الضعف و الانكسار ، فلا رجلا يضعف.....
توقف يحيى عن الحديث عندما ظل يحدق بها بشرود و من ثم فاق و لملم شتاته المبعثره أمامها و حمحم بنبره ذات مغزي ، تحاشي النظر لها ، بدا يتقدم بالخطوات و يوزع ورق على المقاعد الاماميه و من ثم يدفع الطلاب باقي الأوراق الي الوراء.....
التفت يحيى بجسده العريض و اتجه بخطوات هادئه الي مكتبه ، بلل شفتيه ثم وقف بجانبه ، انحني على حاسوبه الذكي ينظم شيئا ثم استقام بكبرياء و بدا بشرح ما عليه شرحه بالمقرر الدراسي معتمدا على عدم التقاء أعينهم مره اخرى......
في تلك اللحظه فاقت من شروها هي الأخرى و رمشت عده مرات ، وضعت يديها على صدرها تتحس قلبها الذي ترتفع نبضاته بشكل مفاجيء ، انحنت لامام قليلا ، نظرت للفراغ ثم اخذت نفسا عميقا و زفرته بهدوء و قد فتحت زجاجه المياه و ارتشفت منها.........
ما بداخلها الان ليس خوف او توتر كما كان يحدث من قبل بل شعور غريب أقرب للحماس ، بداخلها نسمات من الايجابيه ممتزجه من الاندفاعيه ، لأول مره تشعر بهذا الشعور الغريب التي تجهل اسمه ناحيه رجل هكذا..............
ابتلعت بسنت ريقها بصعوبه  ، اغلقت زجاجه المياه و وضعتها بحقيبتها ، ارجعت خصلات شعرها للوراء ثم مسحت على وجهها ، انحنت لامام قليلا و أمسكت بالقلم و بدأت تنتبه لما يقوله جيدا دون أن تحدق بعنياه او السماح لاعينهم بالالتقاء.........

 الحب الدائم ❤️ / بقلم بسنت طه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن