الفصل الرابعه عشر

1.8K 64 13
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم ❤️

" كلما اقتربت ، رأيت كم أنا بعيد..."
جلال الدين الرومي

نبدأ ❤️

========================================================================================================

يقول الكاتب العظيم الروسي ديستويفسكي ‏" كم سيتغرق من الوقت كي يفهم الناس أن هناك أياماً تمرُّ بالإنسان حتى الإيماء بالرأس يصبح ثقيلاً عليه......"
هذه المقوله تنطبق مع حاله بطلنا فارس الذي مازلت تدهور من كثره المسكنات و المخدر الذي يتعطاه يوميا و أصبحت تجري بشكل دائم في خلايا جسده جاعلا منه شخصا آخر.......
شخصا متقلب المزاج ، يثور ثورات غير عاديه ، يستغرق وقتا لكي يعيد وعيه لأرض الواقع ، شخصا شاحب ، ملامحه وجهه خاليه من التعبيرات معظم الوقت مما يجعلك تجهل ردود أفعاله......
قد استيقظ فارس من النوم بصعوبه و فتح عيناه بنعاس و جلس علي سريره بتعب ، عقد حاجبيه بانزعاج ، نظر حوله بيأس في ارجاء ذات الغرفه الكئيبه و قد حمد الله بداخله بأن يديه ليس مكبله اليوم ، انحني للأمام قليلا ، ابتلع ريقه بصعوبه ، وضع يديه على صدره حيث ظلت أنفاسه تتسارع و ضربات قلبه ترتقع......
كانت ملامح وجهه يكسوها الإجهاد و الشحوب ، شعره مُبعثر ، يتصبب جبينه بالعرق الغزير ، فقد جسده عضلاته الصلبه حتى اصبح هزيلا و نحيف ، رمش عده مرات بتوتر و تأفف بخنق فقد أصبح لا يستطيع التحكم في ارتجاف يديه اللا ارادي......
وضع يديه على عيناه الناعسه من قوه الضوء المنعكس من النافذه و يتسلل بمكر ، ابعد الغطاء عنه و انزل قدميه على الأرض ، فشعر بالظمأ فتحسس عنقه و قد نظر بجانبه فوجد زجاجه المياه فارغه و يوجد على تلك الطاوله التي باحد زوايا الكثير من زجاجات الماء البلاستيكية.......
حاول الوقوف على قدميه و الإبتعاد عن السرير و التقدم للأمام بخطوات هادئه و لكن شعر بالدوخه الشديده التي انتابت خلايا عقله و بعدم القذره على التوازن فسقط أرضا بقوه ، تماسك آكتر بحافه السرير و حاول الوقوف مره اخرى و لكنه عاد يسقط مرارا و تكرارا أرضا......
فيبدو ان قدميه غير قادره على حمله ، فجلس أرضا بجانب السرير و نظر بنظرات مكسوره ليديه و قدميه و قد ضغط على شفتيه بقوه و عادت دموع عيناه تذرف بغزاره على ذقنه.......
فمن منا يسيطيع تحمل الشعور بالعجز و عدم القدره على فعل شيء ، فهو غير قادر على الوقوف او السير على قدميه و تلبيه احتياجاته الذاتيه ، يريد دوما المساعده من أحدا ، فقد أصبح شخصا بعمر الستين ليس باواخر العشرينات......
أيضا أصبحت صحته النفسيه تتدهور مع صحته البدنيه و تنهار يوما بعد يوم من كتر المسكنات و المنومات التي تعطي له لما لها من آثار جانبية غير عاديه..........
قد تغير شخصيته منذ أن مكث بين جدران هذه المستشفى حتى أصبح شخصا سلبيا ، عاجز ، مستسلم و تسيطر عليه مشاعر خيبه الأمل و الياس ، لكنه لم يفقد عزيمته على تليقن الدرس لمن تسببوا في وجوده بذلك المكان و فقدانه لقوته و صحته حتى أصبح جسد بلا روح فيه......
ظل يفكر فيما يحدث معه و كيف عليه أن يفعل ؟
لما هو بتلك الحاله السيئه التي لا تنتهي؟؟؟
و هل سيستمر بهذه الحاله و الي متي ؟
هل سيظل ضعيفا و عاجز أمام المناوي الكبير حتى الموت ؟؟؟؟

 الحب الدائم ❤️ / بقلم بسنت طه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن