2- الكابينة 28

507 55 7
                                    

Part 1

لما كان عندي 16 سنة عيلتي كانوا في رحلة بكاليفورنيا كأجازة لزيارة ناس قرايبنا، وبسرعة بقيت صديق مُقرب لواحد من الأولاد اللي ساكنين قريب من قرايبنا، اسمه كان بريت وكان يدوب أكبر مني بسنتين بس.

في يوم من الأيام، بريت قرر إننا نروح في رحلة للريف، أهلي مكانش عندهم اعتراض خصوصاً لما عرفوا إن بريت حافظ المنطقة كلها، جهزنا الشنط بتاعتنا، الخيمة الصغيرة وأكياس النوم، كلنا هنستكشف الغابة لحّد ما نلاقي مكان نخيم فيه لحّد الصُبح، أو علي الأقل أنا كنت مفكر كده، بس لما بفتكر الموقف بلاقي إن بريت وأنا مكانش عندنا أي خطط خالص.

لما الليل جه علينا كُنا في مكان غريب شوية، مش عارف أوصفه إزاي، زي ما يكون مكان فيه كباين خشب خاصة بالأجازات، الكباين كانت ضعيفة وشكلها قديم، مش مكان تحب تقضي فيه أجازتك يعني..
كان فيه كباين فارغة، كان فيه كباين مهدومة وكان فيه كباين مليانة ناس وفيها حفلات صاخبة جداً.
علي أي حال، الدنيا فجأة بدأت تشتي، بريت اقترح علينا إننا تروح نشوف كابيتة فارغة وندخلها في السر ونقضي ليلة جواها أحسن ما ننام في المطر.

كان لازم ساعتها أدرك إن في حاجة مش صح، أنا وبريت مشينا لحد آخر كابنتين، وقف بريت قدامهم قبل ما يستقر علي واحدة منهم، بصراحه... ساعتها كُنت متحمس
كان شكلها مُختلف شوية عن الباقيين، كان مدهونة بلون أصفر وخطوط بيضا، رقم الكابينة كان متعلق جنب الباب

( كابينة 28 )

بريت حاول يفتح الباب الأمامي لكنه كان مقفول كويس جداً ورفض يستجيب لأي محاولة من محاولات بريت، الشبابيك كُلها كانت مقفولة كويس، عشان كده وبدون كلام توجهنا للباب الخلفي، باب صغير وسلم مكسر صغير بيودينا ليه
بريت حاول يفتح الباب ولدهشتنا الباب إتفتح بدون أي مقاومة، كنا واقفين في أوضة صغيرة وجنبها كان في مطبخ واسع.
بريت رمي شنطته علي الأرض بتعب وهو بيقولي: "خلينا نسيب شُنطنا في المطبخ هنا"
عملت زيه ورميت شنطتي علي الأرض، كان مشي عشان يستكشف الكابينة وأنا مشيت وراه بدون تفكير.
المطبخ كان بعده غرفة معيشة، بعدها ممر صغير فيه بابين، واحد يمين وواحد شمال، وفي آخر الممر علي الشمال باب الحمام، في آخر الممر بابين كمان مقفولين مش عارف دول بتوع إيه.

غرفة المعيشة كانت مليانة ورق حائط، عليه ورد صُغيّر أصفر وورد أزرق كبير، موديل الورق ده علي الأقل من السبعينات، كان في كنبة في الأوضة دي كمان.
الأوضة كان ريحتها غريبة، ريحة حمضية، زي ما تكون ريحة عفن قوية جداً، جسمي إترعش بشكل تلقائي لما ركزت في الريحة دي.
قولت بسخرية: "الريحة دي مع البرد والمطر هيبقي حاجة كويسة أوي عشان أزمة الربو اللي عندي".
بريت يصلي ومردش، سابني تمشي ناحية باب من الإتنين اللي قُدام بعض، فتح الباب وكان وراه أوضة نوم، كانت فاضية تماماً وبسرعة ظهرت خيبة الأمل علي وشه.
الباب اللي علي اليمين كمان كان باب أوضة نوم، وبرضه كانت فاضية !
بصلي وقالي: "هننام هنا... في غرفة المعيشة"
بسخرية تاني رديت عليه: "كده هقضي طول الليل مع أزمات الربو"
شاورت علي أوضة من الإتنين وقولتله: "خلينا ننام في الأوضة دي، أنا حاسس إنها أدفي أوضة في الكابينة".

بصلي بخيبة أمل وبدون كلام مسك كيس النوم بتاعه، وادالي كيس النوم بتاعي، وبدأنا نجهز الأوضة عشان ننام فيها، كان فيه دولاب كبير قديم في الأوضة دي، فتحته ودورت فيه كويس، دورت تحته وفوقه ووراه، ملقيتش أي حاجة
قعدت نتكلم شوية وبعدها قررنا ناكل حاجة عشان بدأنا نحس بالجوع، وقبل ما أفهم أي حاجة عينيّا كانت بتقفل، الساعة كانت 10 وأنا مكنتش قادر يقاوم...نمت

Already happened- حدث بالفعلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن