11- صفير في البئر

237 44 0
                                    


لما كان عندي 15 سنة كنا ساكنين في بيت في منطقة ريفية، ورا بيتي كانت غابة، وفي الغابة كان في واحد من اهم اكتشافاتي كمُراهق، البئر السري اللي محدش يعرف عنه حاجة، ساكنين في البيت ده بقالنا سنين طويلة، البئر كان في نص الغابة، واضح لدرجة اني اندهشت انا ازاي مشوفتهوش قبل كده؟
البئر كان مصنوع من الحجر الرمادي، بارز من الارض بحوالي 3 اقدام، الجزء العلوي بتاعه كان متغطي بقطعة خشبة قديمة، ورق الشجر الميت كان مفطي الخشب، حفظت مكان البئر كويس في راسي عشان اقدر ارجعله تاني بعدين، محتاج ارجعله عشان اقدر ارسمه، شكله لطيف وملفت للنظر، وبما ان محدش يعرف مكان البئر ده فده ممكن يكون مكاني السري المفضل اللي هستمتع فيه بوحدتي...

بس لما مشيت من جنب البئر ملقيتهوش تاني!

سنة بحالها كل يوم باجي نفس المكان وهو مش موجود لحد ما لقيته بعدها بسنة كاملة!

مستعد اقسملكم اني عارف المكان وحافظه كويس اوي ومش ممكن اغلط فيه ابداً، ومع ذلك قضيت سنة بحالها بدور عليه، الموضوع بعد فترة تحول لتحدي، كنت عاوز اثبت لنفسي اني مش مجنون، سالت والدي اذا كان شاف البئر ده قبل كده في اي وقت وهو بيمشي في الغابة، هز راسه وبصلي باستغراب وهو بيقولي انه ميعرفش ان في بئر في الغابة اصلاً!
كنت بدأت ايأس، بدأت اشك انه كان بيتهيألي فعلاً، فقدت الامل وبدات امل من الفكرة، سنة بحالها عدت، عديت سنة في الدراسة، تعلمت اسوق العربية، بقي ليا صديقة وحبيبة، وبدأت انسي الموضوع تماماً

الصيف اللي بعده كنت ف يوم زهقان وقررت اتمشي شوية في الغابة، كنت في الفترة دي كمان بدأت ادخن من ورا اهلي، عشان كده كنت بمشي في الغابة عشان اسرب سيجارة او اتنين من غير ما والدي يعرف.
بعد 45 دقيقة من المشي... لقيته!
لقيت البئر...
موجود في نفس المكان، نفس المكان اللي جيته 100 مرة وملقيتش اي حاجة فيه، الحجر الرمادي، الفوهة المقفولة بخشب وورق الشجر اللي مغطي الخشب، شيلت الخشب اللي مغطي الفوهة بتاعته وانحنيت عشان ابص جواه، كان مظلم وزي ما يكون ملوش نهاية، ولعت السيجارة وبدأت اشربها وانا بتفرج علي البئر ومحتار.

وساعتها سمعت الصفير لأول مرة!

صفير بصوت واطي وناعم، زي ما يكون اللي بيصفر مش عايز حد يسمعه، بدأت اتلفت حواليا عشان اشوف لو حد تاني بيتمشي في الغابة قريب مني، مفيش حد حواليا غير شوية اشجار، بدأت اتتبع الصوت بودني عشان اعرف جاي منين، الصوت بدأ يعلي شوية بشوية زي ما يكون الشخص اللي بيصفر عاوز يعرفني مكانه، وبسرعة ادركت الصوت جاي منين.
الصفير جاي من جوا البئر!

انحنيت تاني عشان ابص جوا البئر، المرة دي ريحة مش حلوة كانت موجودة، قربت من البئر عشان اتاكد من مصدر الصوت وفعلا زي ما توقعت،
الصوت جاي من البئر وبيتردد جواه بصدي صوت خفيف، ندهت بصوت عالي: "هاي، في حد تحت؟؟"

Already happened- حدث بالفعلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن