في ليلة من الليالي كنت بحكي لبنتي قصة من قصص قبل النوم، القصة كانت واحدة من كتبها المفضلة واللي بتتكلم عن الاشباح، بعد ما خلصنا بصتي وهي بتسألني: "بس القصة دي مش حقيقية يابابا...صح؟"قولتلها: "لا طبعاً ياحبيبتي، لا"
قالتلي: "عشان الحاجات اللي زي الاشباح والارواح دي حاجات مش حقيقية...صح يابابا؟"
كذبت عليها وانا بقولها: "لا طبعاً ياحبيبتي، مش حقيقية"
تأكدت ان بناتي الاتنين نايمين في سرايرهم ومرتاحين، سبت الاوضة وخرجت ومراتي كانت لسه بتحضنهم وبتتمني ليهم ليلة سعيدة.
وقفت في شباك اوضة المعيشة بتأمل في الظلام، جسمي كان بيترعش، غريزتي بتقول ان في حاجة سيئة هتحصل، بصيت للظلام وانا بفتكر كل حاجة حصلت يوم عيد ميلادي الخامس عشر...كنت بشتغل امين خزانة في صيدلية كبيرة في وسط المدينة، يدوب كنت لسه مخلص الوردية بتاعتي، البيت علي بعد كيلومترات قليلة، برغم كده بحب امشي علي رجليا وانا مروح عشان اقضي وقت مع نفسي ومع افكاري، الجو كان بدأ يبقي برد شوية، عادةً بحب امشي في الشارع الرئيسي، بس اليوم ده كان الجو برد وانا مرهق، قررت اخد طريق مختصر بين المزارع عشان اختصر الوقت واتلافي البرد.
بعد عدة دقائق من المشي، وصلت لحائط حجري علي حدود مزرعة بيرسون، قررت اقفز من فوق السور عشان امر من خلال حقل مهجور واضح ان محدش بيهتم بيه بشكل كافي، التراب كان ناشف وبيتكسر تحت رجلي وانا ماشي، ورق الشجر الجاف مالي المنطقة كلها ومغطي الارض، في وسط الحقل المهجور كنت شايف البيت القديم الخاص بعائلة بيرسون، وطيت صوتي ومشيت بهدوء، معروف ان السيد بيرسون بيطارد اي حد يدخل الحقل المهجور بتاعه بالبندقية.
في الناحية التانية من الحقل ومباشرةً قبل الحائط الحجري الاخر، لاحظت مكموعة صخور مرصوصين علي شكل دايرة علي الارض، لو مكنتش ماشي ببطء عشان اخد حذري من السيد بيرسون بنسبة كبيرة جداً مكنتش هلاحظها، ولو مكنتش لاحظتهم مكنتش هحكيلكم الحكاية دي دلوقتي..
كان بئر قديم، واضح انه محفور من فترة كبيرة، حقول كتير في المنطقة دي بيحفروا آبار عشان المياه، ولما البئر بينشف بسيبوه مفتوح وجاف ومهجور، البئر ده علي عكس كل الآبار مكانش مقفول، علي الحائط الحجري في غطاء خشبي قديم يبدو انه خاص بيه، بس النهاردة ولسبب ما مكانش متغطي
قربت منه ببطء، دوست علي ورق شجر جاف فاتكسر تحت رجلي، سمعت صوت ضعيف جاي من البئر، صوت ضعيف مليان خوف كان بيستنجد من جزا البئر: "مرحباً؟؟"
انا...انا متاكد ان في حد جوا البئر المهجورة دي!
صاحب الصوت ابتدي يعيط وهو بيقول: "ارجوك، ارجوك ساعدني"
أنت تقرأ
Already happened- حدث بالفعل
Terrorأعِزائيِ القراء دَعوني اصحَبَكَم اليومِ في رحلةَ أرجو ان تَكونَ مُمّتِعّةَ، رِحلَتَنا اليَومِ مِتنَها 23 قِصةَ مِن قِصَصِ الرُعبِ الحَقيقية الَتي حَدَثَت في اماكِن مُختَلِفةَ حَولِ العالم عليَ يَمينَكُم الآن المَزرَعَة السَوداء... مَكان خاص مَليء با...