البارت الثالث عشر

6.1K 627 88
                                    

لم يتوقف نامجون عن فرك يديه ببعضهما تحت الطاولة منذ اللحظة التي جلس فيها مقابل السيدة لي، يراقبها بتوتر و هي تحتسي بهدوء تام من قهوتها الساخنة، و لم ينسى أن يلعن يونغي في كل ثانية على جعل زوجة مديره السابق تقوم بإطعام صغيرتهم حليبها !

مجرد التفكير في أن سيدة راقية و ثرية مثلها قد تمت معاملتها كمربية في شقته الرثة تجعله يود أن يدفن نفسه في أعماق الأرض.
ليس و كأنه لم يتعذر منها، فقد انحنى معتذرا لها لمئات المرات حين وجدها أمامه بالشقة قبل نصف ساعة، لكن كل ما تلقاه منها هو سؤال عن أقرب مقهى ليستوعب أنها أتت للتحدث إليه في أمر ما..

- ربما كان علي أن أتصل أولا ..

اهتز جسد نامجون بخفة حين تحدثت السيدة لي أخيرا ليوليها انتباهه ، لوح بكلتا يديه بتوتر :

- لا سيدتي! لا بأس! يمكنك القدوم وقتما شئتي.. أنت مرحب بك في أي وقت ..

حمل نامجون كأس الماء قربه و ازدرده دفعة واحدة بعد أن ابتسم للسيدة ببلاهة، لا يعلم سبب توتره و خوفه الشديد..

ربما لأنه لم يسبق له أن تحدث إلى السيدة لي شخصيا، هو حتى لم يحتك يوما بعائلة السيد لي ! أو ربما لأنه لا يزال متخوفا من التهديد بالسجن لشيء لم يقترفه حتى..

- هل حصلت على وظيفة؟

سؤال السيدة المباشر جعل نامجون يطأطئ رأسه بخجل، يعجز عن الرد لبضع ثوان قبل أن يجيب بصوت بالكاد سمعته :

- ليس بعد ..

- هذا بديهي، ربما لا تعلم معنى أن يتم طردك من شركة "لي للنسيج" ..

أجاب نامجون باندفاع في محاولة للم شتات ما تبقى من كرامته :

- أنا لم أقترف أي خطأ سيدتي! لقد قاموا بالإيقاع بي!

- من هم؟

ظل نامجون ملتزما الصمت يحدق بعيني السيدة التي تبدو مهتمة لما سيقوله، لكن ما الذي سيقوله؟ هل يخبرها أن ابنها المدلل هو الجاسوس الحقيقي و هو من أوقع به ليغطي على أفعاله؟ بالطبع لن تصدقه ففي النهاية هو ابنها، لهذا اكتفى بالصمت بعد أن أزاح عينيه بعيدا مستسلما لقدره و عجزه..

تنهدت السيدة لي بعد أن استوعبت أنه يرفض الحديث، طال صمتها بدورها قبل أن تبدأ الحديث :

- نامجون-شي، ربما لا أعرف الكثير عنك لكني سمعت شهادات الجميع عنك بطريقة غير مباشرة، سمعت كيف كنت تعمل بجد منذ اليوم الذي وطأت فيه قدمك شركتنا، كما أني رأيتك تقدم عرض قسمكم أمام ناظراي ، رأيت التفاني و الدقة في تقديمك، و الأغرب في الأمر، رأيت وجه ابني الراحل فيك..

نظر نامجون إلى السيدة باندهاش، مسترجعا حديث بعض زملائه عن فقدان المدير و زوجته ابنهما البكر قبل سنين في حادث سيارة مروع لكنه لم يلق حينها للموضوع بالا..

آَبَـائٍي اْلسًّبعْةّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن