البارت الثالث و العشرون

5.1K 592 73
                                    

دموعه تتناثر خلفه بينما يركض بكامل قوته خارج مكتب الشرطة الكبير ، لا يعلم إلى أين عليه الذهاب لكن كل ما فكر فيه هو الهروب إلى أي مكان على أن يعود إلى الميتم ..

التفت خلفه حين سمع صوت الشرطي يركض خلفه و يطالبه بالتوقف ، عاد للنظر أمامه لصطدم فجأة بأحدهم ..

ارتد إلى الخلف و كاد يسقط أرضا لو لم تقم يد الشخص الذي ارتطم به بالتمسك بجسده الصغير ، كان ينوي الافلات و متابعة الركض قبل أن يصل إليه الشرطي لكن صوتا مألوفا لسمعه أوقفه :

- جونغكوك ؟ كان هذا اسمك صحيح ؟

رفع رأسه إلى السيدة لي التي كانت لا تزال تتمسك بذراعه ، كانت ترتدي فستانا أنيقا مناسبا للأماكن الرسمية و تضع قبعتها ذات الجوانب المائلة و نظارات سوداء قاتمة ، يقف قربها رجل ببدلة رسمية يحمل حقيبة عمل ..

انهار جونغكوك باكيا أمام السيدة لي و هو يحاول التحدث بين شهقاته :

- أريد .. نامجوني هيونغ .. لا أريد أن أذهب .. إلى الميتم !

حينها وصل الشرطي يلتقط أنفاسه :

- أشكرك سيدتي .. لأنك أمسكتي به .. هيا .. تعال فتى ..

سحبت السيدة لي جونغكوك خلفها ثم حدقت بالشرطي بنظرات حادة و سألت :

- هل المحقق كانغ بمكتبه ؟

حدق الشرطي بالسيدة لي ثم بالرجل الذي يرافقها و السيارة الفاخرة خلفهما ، من الواضح له أنها شخصية مهمة لكنه لم يستطع التعرف عليها لهذا سأل :

- هل يمكن أن أعلم من يسأل عنه ؟

رفعت السيدة لي ذقنها بتبختر و هي تقول :

- أخبره أن السيدة لي ريو وون رئيسة مجموعة شركات لي للنسيج تريد رؤيته .

فتح الشرطي فاهه بصدمة ثم انحنى مرات متكررة للسيدة يعتذر بارتباك :

- يا إلهي ! أهلا بك سيدتي ! أعتذر منك لم أتعرف عليك ..تفضلي سيدتي ..

رغم أن مكيف الهواء كان يعمل بالحجرة إلا أن الجو كان خانقا بالنسبة للفتيان الواقفين جنبا إلى جنب بالمقابل لإحدى المكاتب ، نامجون الذي برزت عروق بجبهته بفعل الضغط الذي يشعر به ، وعيه الكامل مع جونغكوك فحسب ، خصوصا بعدما كان شاهدا على حالة الفتى في أيامه الأولى معه حين أحضره من الميتم رغم أنه لم يقضي هناك سوى أسبوعين ، أسبوعين أمضاها نامجون مترددا بشأن قبول الوصاية و بعد أن حسم أمره انشغل بإعداد الوثائق القانونية ليستطيع أخذه معه ، لهذا كان يشعر بالذنب و يحمل نفسه مسؤولية معاناة الصغير بالميتم ..

البقية بجانبه لا يختلفون عنه ، يقفون كأنهم جثث تركت الروح أجسادهم منذ اللحظة التي دخلوا فيها إلى مكتب تسجيل المحضر ، يشعرون أنهم تركوا حياتهم الحافلة بالعبث و الحيوية خلف ذلك الباب..

آَبَـائٍي اْلسًّبعْةّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن