لم يمر سوى بضعة أيام على مغادرة الصغيرة لكن لشقة أصبحت بالفعل شاحبة ، باردة و صامتة مما جعل المكوث فيها صعبا ، لهذا كان الفتيان يمضون أغلب أوقاتهم خارج البيت ، كانت فرصة جيدة للصغير جونغكوك الذي صار يزور مدينة الملاهي مرات عديدة بالأسبوع على غير العادة ..
الجدران التي كانت تعم بصور جماعية للحظات سعيدة أخفيت في إحدى الصناديق استعدادا للرحيل ، لم يتبقى سوى الأثاث الذي سيقومون بنقله خلال عطلة الأسبوع للشقة الجديدة ..
فتح جيمين باب الشقة يتمسك بيد جونغكوك الذي وضع حقيبته فور دخوله ..
- حسنا اجلس و شاهد كرتونك جونغكوكي سأذهب لأعد شيئا نأكله ..
أومئ الصغير بحماس و قد كان جيمين على وشك التوجه للمطبخ لكنه توقف مكانه حين استشعر صوتا قادما من غرفة جونغكوك ..
غير وجهته فورا للغرفة غير مدرك أنه جذب انتباه الصغير و قد تخلى عن فكرة تشغيل التلفاز و هو يلحق به الآن ..
شعر جيمين بقلبه يتمزق حين فتح باب الغرفة و وجد تايهيونغ يجلس على ركبتيه قرب سرير الرضيعة ، كتفاه تهتزان بينما يدفن وجهه بالغطاء الوردي ..
- تايهيونغااه ..
ناداه جيمين بصوت منكسر و هو يسرع إليه ليرتمي عليه من الخلف يضمه بقوة ، من المفترض أن يواسيه و يجعله يتوقف عن البكاء لكنه هو الآخر يتماسك بصعوبة ، البعد عن الطفلة بعد أن اعتاد عليها و إمكانية كونها ابنته البيولوجية يؤلمان قلبه ، لكنه يدرك أن أكثر شخص يتألم بينهم هو تايهيونغ الذي كان أكثر شخص اعتنى بها بينهم ..
عند عتبة باب الغرفة وقف جونغكوك بعينان مغرورتان بالدموع ، لم يسبق له أن رأى تايهيونغ يبكي منذ اليوم الذي وطأت قدمه ذلك البيت ، هو الآن يشعر بالذنب لأن أمنيته باختفاء الصغيرة من حياتهم قد تحققت و تسببت بالألم لأعز الناس إليه ..
******
صباح اليوم التالي ، كان جونغكوك يجمع ألعابه بإحدى الصناديق التي تركها له نامجون ، إنها عطلة نهاية الأسبوع مما يعني أن وقت انتقالهم قد حان ..
اقترب من السرير الصغير للطفلة بينما يجمع ما تبقى قربه من ألعاب ، وقف ثم حدق به مطولا بعينيه الكبيرتان دون قول كلمة ، تبادر إلى ذهنه حين دفع السرير بها ثم هرب بعد أن تسبب في استيقاظها من النوم و بكائها ..
أشاح بنظره بعيدا ، كبريائه يرفض الاعتراف أن ما فعله خاطئ لهذا نبس :
- أيا يكن .. أنتِ من أزعجني طوال الليل .. لطالما كنتِ مزعجة على أي حال .. مزعجة أخذت مني ألعابي و غرفتي و الهيونغ خاصتي !
لانت ملامحه بعض الشيء ثم طأطأ رأسه و همس بنبرة منكسرة بينما يبوز شفتيه الرقيقتان :
أنت تقرأ
آَبَـائٍي اْلسًّبعْةّ
أدب الهواةسبعة شبان ، عزاب ، فوضويون و صاخبون ، رغم اخلاف شخصياتهم و قصصهم إلا أن تلك الشقة تجمعهم حيث يعيشون معا يكافحون لكسب قوت يومهم إلى أن يجدوا أنفسهم فجأة .. آباء. بدأت بتاريخ 14/10/2018 انتهت بتاريخ 18/11/2019