آَبَـائٍي اْلسًّبعْةّ

البارت السابع و العشرون

وضعت الشابة كوب القهوة على الطاولة أمام السيدة لي ، ثم وضعت الآخر أمام مديرتها بحذر ثم استأذنت مغادرة المكتب ..

ما إن أغلقت الباب ورائها حتى أشارت مديرة ميتم غانغنام للسيدة لي بابتسامة عريضة لتتناول كوب القهوة :

- أرجوك سيدة ريو وون تفضلي ..

تناولت الكوب بين يديها مع ابتسامة خافتة ، تحركاتها دقيقة للغاية و هادئة تسعى من خلالها لفرض مكانتها أمام الأخرى ..

- لم أصدق حين أخبرتني سكرتيرتي أنك تريدين رؤيتي .. إنه لشرف أن تزور السيدة لي ريو وون شخصيا مكتبي المتواضع ..

ابتسمت السيدة لي بعد أن ارتشفت رشفة صغيرة من القهوة ثم أعادت الكوب إلى مكانه على الطاولة و قالت :

- أشكرك على حسن ضيافتك ..

سألت الأخرى باهتمام و هي تميل رأسها بفضول :

- إذن هل لي أن أعلم سبب زيارتك الموقرة ؟

- في الواقع .. أردت أن يكون موعدنا في أقرب فرصة ممكنة لأنه لدي طلب خاص منك سيدة جونغ .

لاحظت السيدة لي أعين الجالسة أمامها المترقبة لطلبها لهذا سحبت ذلك الملف من حقيبتها و وضعتها على الطاولة تدفعه برفق قائلة :

- هنا ..

التقطت مديرة الميتم الملف بفضول لتقرأ التقرير داخله بينما تابعت السيدة لي :

- إنها نسخة من أمر مركز الشرطة بنقل رضيعة إلى ميتمكم .. لقد انتقلت قبل ما يقارب الشهر ..

وقفت المديرة تحمل رفقتها الملف نحو مكتبها :

- حسنا .. اعذريني لألقي نظرة ..

جلست أمام حاسوبها لتنقر بضع نقرات بعد أن أدخلت بعض البيانات من تقرير الشرطة ، ثم قالت بعد بضع ثوان من الصمت :

- صحيح .. الطفلة لا تزال بالميتم .. و لحسن حظها هي ضمن لائحة التبني الحالية ..

توسعت عيني السيدة لي لتقول بقلق :

- هل قام أحدهم بتبنيها ؟

وقفت المديرة تعود إلى مكانها أمام السيدة لي بينما تقول :

- ليس فعليا بما أن الإجراءات لم تتم بعد ، لكن أسرا ثرية من أمريكا و بريطانيا قدمت طلبات للتبني سيأتون قريبا و ستتبناها إحدى تلك الأسر ..

ضيقت السيدة لي عينيها باستغراب :

- أسر أجنبية ؟

وضحت الأخرى :

- ليسوا كذلك .. إنهم كوريون يعيشون بالبلدان ما وراء البحار ، ربما منحتهم الحياة الثراء لكنهم حرموا من الإنجاب ، لهذا يفضلون غالبا تبني أطفال من كوريا ..