البارت العشرون

5.4K 605 51
                                        

شقة غاية في البساطة ، هذا ما لاحظته السيدة لي و هي جالسة على الأريكة تجول بناظريها في كل زاوية من الظاهر من الشقة ، التلفاز الصغير الحجم ، بعض الألعاب المنتشرة خلف طاولته ، إطارات الصور المعلقة بالحائط و التي تظهر نامجون مع مجموعة من الشباب و الطفل الذي فتح لها الباب ، و أخرى تخصه بمفرده و لكن لا وجود لامرأة ، إذن من أين أتت الرضيعة و الفتى ذي الأسنان الأرنبية اللطيفة ؟ ..

كانت منشغلة بالتفكير حين حولت نظرها إلى مدخل المطبخ و تضبط جونغكوك يراقبها خفية ، لكنه اختفى فورا حين التقت عيناه بعينيها ..

التحق بها نامجون مسرعا ينحني باحترام معتذرا بعد أن كان قد غادر لغرفته ليغير ملابسه ، خرج هوسوك من المطبخ يحمل كوبي قهوة وضعها على الطاولة و لم ينسى أن يعطي السيدة ابتسامة مشرقة و يمنح نامجون نظرة ساخطة ، بعدها غادر بينما جونغكوك خلفه يحمل زجاجة الحليب نيابة عنه ..

- أشكرك على باقة الزهور .. توصلنا بها لكن .. كنت سأتصل لأشكرك لكن .. فضلت أن أفعل ذلك بطريقة مباشرة لبقة ..

لوح نامجون بخجل للسيدة مبتسما :

- لا بأس ..

بلع ريقه ثم تابع بتعبير حزين :

- أنا .. آسف على ما حصل سيدتي ..

استغرقت السيدة ثوان لتجيب :

- ليس هناك ما يدعو لتشعر بالأسف حياله .. أنت رفعت الغشاء عن عيناي .. لقد أنقذت حياة أشخاص كانوا ليتشردوا بالشارع نامجون-شي ..

طأطأ نامجون رأسه بحزن :

- و مع ذلك .. أنا أشعر بأني دمرت حياتك سيدتي ..

تنهدت السيدة قبل أن تقول :

- لم يدمر حياتي غيرنا أنا و زوجي .. نحن السبب في كل ما حصل ..

نظرت إلى نامجون في استعداد منها لتفتح له قلبها و تشاركه قصتها :

- لقد عانينا أنا و زوجي كي نؤسس تلك الشركة و نخلق فروعا عنها ، لقد كنا زوجين يافعين نعيش في أدنى حدود الفقر ، لم يكن لدينا شي سوى طموحنا و شغفنا لنجعل العالم يقدر مشروعنا الصغير الذي نجح بعدها و أصبحنا بسببه جزءا من العالم الارستقراطي الذي نعيش به اليوم .. لقد حصلنا على كل ما أردناه ، قصر فخم ، أموال ، أسرة صغيرة ، و طفلين .. حين بلغ ابني الأكبر العاشرة بعثه والده إلى مدرسة داخلية من أفخم المدارس ببريطانيا ، لكني رفضت إرسال ابني الأصغر كذلك ، يكفي أن أحدهم يكبر بعيدا عني .. منحناه كل شيء ، بطاقات بنكية ، سيارات فاخرة ، رحلات للخارج ، كل شيء ، باستثناء الوقت ، أنفقنا وقتنا على توسعة ممتلكاتنا بدل أبنائنا .. عاد ابني الأكبر من بريطانيا بعد أن تخرج من تجارة الأعمال ، لقد كان عطوفا ذكيا ، أظن أن نظام المدرسة الصارم جعله شخصا يقدر النعم و غير مهدر للمال كما كان شقيقه .. شعر زوجي بالفخر بمهارات ابننا التي أظهرها خلال الاجتماعات و قرر أن رئيس المجلس ، أظن أن ذلك ما جعل شقيقه يكن له الضغينة و ..

آَبَـائٍي اْلسًّبعْةّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن