البارت السابع عشر

5.5K 604 120
                                    

دخل نامجون إلى الشقة ليكتشف أنها مظلمة و هادئة على غير العادة ..

- شباب !

لم يلقى أي رد و لا صوت دليل على وجود أحدهم ، اتجه مباشرة نحو غرفة جونغكوك و الرضيعة ، يتساءل من يجالسها إذا لم يكن هناك أحد بالشقة ؟

سرير طفلته فارغ ! لا يعقل أنهم أخذوها إلى الخارج ستطردهم العجوز "تشوي" إن علمت بأمرها !

خرج من الغرفة بغضب في نية سحب هاتفه ، عليه أن يتصل بهم و يطلب منهم العودة حالا !

لكنه توقف مكانه حين لمح جسدا ضئيلا ملقيا على جانبه الأيمن بأرضية غرفة المعيشة و كل ما يستطيع رؤيته هو ظهره ، شعر بقلبه يطرق بحدة محاولا الخروج من مكانه ، الغرفة فجأة تبدو بعيدة للغاية لدرجة أنه لا يمكنه الجزم بهوية الشخص الملقي على الأرض..

لكن يعلم في قرارة نفسه لمن يعود ذلك الجسد الصغير و ذلك الظهر و تلك الخصل الكثيفة السوداء ..

خطى بقدميه المرتجفتين بممر الردهة الطويل ، يقترب من تلك الجثة شيئا فشيئا يأمل أن يكون ما يتصوره خاطئا ..

- جـ .. جونغكوك !!

كان ذلك كل ما استطاع نفسه المتقطع أن يدفعه خارج حلقه الجاف قبل أن يرتمي قرب الجسد الصغير لجونغكوك ، لكن صدمته وصلت حدها حين لمح بقعة الدماء التي توسد عليها رأسه ..

مد يده المرتجفة ليمسح على رأس الفتى يحركه بخفة ، يحاول النداء بذلك الاسم اللطيف الذي اعتاد أن يناديه به لكن لسانه فجأة أصبح متشنجا..

مرر يده على عنق الصغير في محاولة يائسة لإقناع نفسه أن صغيره لا يزال على قيد الحياة ، لكنه خائف ، مذعور و مرعوب لدرجة لا يستطيع أن يشعر بأي نبض حياة ..

أو ربما فعلا ، لم يعد هناك نبض حياة ..

- لا ! لا ! جونغكوكي ! لا أرجوك استيقظ صغيري ! ساعدوني !

صرخ بينما يضم جثة الصغير إليه لتتلطخ ملابسه بالدماء العالقة بخصلات شعره ، مد يده إلى جيبه و لا يزال بحالته الهستيرية ليسحب هاتفه و يركب رقم الاسعاف ، أصابعه المرتجفة تحاول التماسك يرمش بسرعة بسبب ضبابية رؤيته المليئة بالدموع ..

ما إن رفعت السماعة من الجهة الأخرى حتى صرخ مستمرا في ضم الصغير إليه :

- يوبوسيو ! أرجوكم ! ساعدوني ! أرجـ ..

قاطعته قهقهة مألوفة عبر السماعة ، تجمد الدم بأوصاله بينما يسمع ذلك الصوت :

- آآه نامجون-شي .. لقد حذرتك بالفعل لمرة من التدخل فيما لا يعنيك .. لكن يبدو أن الطريقة الوحيدة التي ستستوعب بها هي هذه .. و الآن حان دورك ..

قبل أن يجد الفرصة ليلقي وابل الشتائم على الآخر شعر بأحدهم يلف شيئا حول رقبته و يخنقه ليستيقظ حينها أخيرا من كابوسه ..

آَبَـائٍي اْلسًّبعْةّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن