وقف تايهيونغ أمام علب مسحوق الحليب المصفوفة على الرفوف يعقد ذراعيه و يبوز شفتيه ، هو يقف هناك منذ ما يقارب الربع ساعة و لم يحدد بعد أي نكهة عليه أن يقتني ..
أصدقائه مشغولون بالعمل لهذا قرر الذهاب إلى السوق التجاري لاقتناء كل ما تحتاجه راوون من حليب و حفاضات ..
- عفوا ..
التفت تايهيونغ حين سمع صوت أحدهم قريبا منه يبدو و كأنه يتفقد إن كان المقصود ، كان شابا طويلا ذي تسريحة شعر ناعمة و ابتسامة مشرقة و ملابس أنيقة ..
- هل أنت صيق بارك جيمين ؟
بدى تايهيونغ تائهاللحظة و شعر أن الإسم يبدو مؤلوفا ، الشاب حظ تعبيره الفارغ لهذا قال بشكل أدق :
- إنه فتى يدرس بجامعة سول شعبة الفنون .. بارك جيمين ..
استوعب أخيرا تايهيونغ أخيرا أن المقصود هو صديقه جيمين نفسه ، لعن نفسه داخليا على تأخر ردة فعله ، لترتسم ابتسامته المستطيلة على شفاهه قائلا :
- آآه .. نعم .. أنا صديقه ..
مد الشاب يده يصافح تايهيونغ :
- مرحبا .. أنا جيهون درست مع جيمين بالثانوية .. لقد تعرفت عليك لأني رأيتك معه ذات مرة .. أرجو ألا أكون قد أزعجتك ..
لوح تايهيونغ بيديه بابتسامة :
- لا ! لا ! أنت لا تزعجني بتاتا ..
- في الواقع .. لقد وعدت جيمين بأن أساعده في غرض ما بعد أن أعود من دورتي التدريبية بالتمريض بالخارج ، لكني فقدت رقمه و لم أستطع إخباره أني عدت .. و هو بدوره لم يعد الاتصال بي ..
تذكر تايهيونغ فجأة الممرض الذي اتصل به جيمين قبل أشهر ليساعده في إجراء تحليل بطريقة سرية و أجزم أنه نفسه الشاب الواقف أمامه الآن ..
تابع الشاب و هو يخرج قلما و مذكرة من حقيبة ظهره :
- لقد غيرت رقمي لهذا سأتركه لك .. أرجو أن تسلمه له ليتصل بي ..
مزق الورقة ثم منحها لتايهيونغ الذي أومئ ، ودعه الشاب و كان على وشك المغادرة بما أنه بدى مستعجلا قبل أن يلتفت هافتا :
- أرجوك .. أخبره أن يتصل في أقرب وقت إن كان لا يزال يحتاج للمساعدة .. لأني مغادر لروسيا الأسبوع القادم سأبدأ العمل هناك !
ابتسم تايهيونغ قائلا :
- حسنا .. حظا موفقا ..
*******
دخل تايهوينغ إلى الشقة و هو يحمل أكياس الطعام الممتلئة ثم وضعها على طاولة المطبخ ، ألقى نظرة على هوسوك الذي يجلس على الأرض بينما راوون مستلقية بحضنه تحدق بشاشة التلفاز ..
راوون تستمر في الآونة الأخيرة بالبكاء بدون سبب ، لكن بعد أخذها إلى الطبيب أكد لهم أن صحتها جيدة و كل ما في الأمر أن أسنانها على وشك البروز و هي حالة طبيعية عند الأطفال تسبب لهم الازعاج و الألم ..
لهذا حاول هوسوك تشتيت انتباهها بذاك الكرتون الذي يعرض على التلفاز لكن انتهى به الأمر مركزا عليه بدوره ..
ابتسم تايهيونغ لشكل هوسوك و الطفلة اللطيف بينما يحشر يديه بجيوب سترته ، تحسس الورقة بإحداها ثم سحبها يحدق بها ..
بالتفكير في الأمر لقد تناسوا أمر الاختبار و لم يناقشوا ذلك منذ استعادة الطفلة ، حتى جيمين لم يتحدث عن صديقه ذاك منذ أشهر حين كانوا غير ناضجين يحاولون التخلص من مسؤولية الطفلة ..
لكن الآن الأمور تغيرت و تغيروا معها ، أو بالأحرى ، الطفلة غيرتهم ، أصبحوا ناضجين مسؤولين ، بل و يتهافتون على الاعتناء بصغيرتهم ..
نظر تايهيونغ إلى الطفلة التي تبدو أنها على وشك الغرق بالنوم ، ماذا سيحدث لم تم إجراء الاختبار و اكتشفوا من يكون والدها الحقيقي بينهم ؟ ربما هو أكثر شخص بينهم متأكد أنها ليست طفلته على عكس البقية ، تبادرت إلى ذهنه الكثير من الأفكار المقلقة ، حين يعلمون من هو والدها البيولوجي بينهم هل سيتركهم يعتنون بها كما السابق ؟ هل سيأخذ اقتراحاتهم بعين الاعتبار؟ أم يرفض الانصات إليهم لكونه والدها و يعلم المناسب لها ؟ هل سيتركها تمرح معهم أم أنه سيحتفظ بكل الوقت له فقط ؟ و الأسوء ، ماذا لو قرر الزواج و أخذها بعيدا للاستقرار ؟ صحيح أنهم أصدقاء لكن لن تشمل صداقتهم أن يتشارك أي منهم أسرته معهم ..
صدر تايهونغ ضاق لمجرد تخيل ذلك ، لذا، و للهروب من كوابيس اليقظة تلك ، حرك رأسه بقوة ينفض تلك الأفكار ثم نظر إلى الورقة بيده التي انكمشت من قوة الشد عليها ، بلع ريقه ثم همس :
- آسف جيمينااه ..
بدون تردد مزق الورقة إلى أطراف جد صغيرة ثم قام برميها بسلة المهملات بالمطبخ ، شعور بالذنب خالج صدره بعد أن فعل ذلك ، لكنه تمنى فقط ألا ينكشف أمره يوما و ألا يقوم أي منهم بذكر الاختبار مستقبلا ، فآخر شيء قد يريده هو الابتعاد عن طفلته مرة أخرى ..
*******
سوو البارت الجاي هو آخر بارت و هاد البارت كان فالأصل جزء منه لكن قررت أفصله و أنزله كبارت مستقل رغم أنه قصير
أما البارت الأخير فقربت أنهيه بما أنه طوييييل، كان مقرر أكمله البارح و أنزله اليوم
بس البارح كان عندي ساعات عمل إضافية و جاتني نزلة برد و ما قدرت أكتب شي
بس إن شاء الله أنزله هاد الأسبوع لحتى أبدأ العمل على الموسم الرابع للضائعة كما وعدتكم
أنت تقرأ
آَبَـائٍي اْلسًّبعْةّ
Fanfictionسبعة شبان ، عزاب ، فوضويون و صاخبون ، رغم اخلاف شخصياتهم و قصصهم إلا أن تلك الشقة تجمعهم حيث يعيشون معا يكافحون لكسب قوت يومهم إلى أن يجدوا أنفسهم فجأة .. آباء. بدأت بتاريخ 14/10/2018 انتهت بتاريخ 18/11/2019