البارت الواحد و العشرون

5.2K 566 118
                                    

الساعة تشير بالفعل إلى الثامنة صباحا لكن شقة الفتيان لا تزال هادئة ، في غرفة جونغكوك يستلقي تايهيونغ على الكرسي قرب سرير طفلته ، اللعاب يسيل من فاهه المفتوح بينما رأسه مسند للخلف على سند الكرسي ، عند قدميه منشفة نصف مبللة سقطت من يده عندما غفى قبل ساعتين إضافة إلى إناء به بعض المياه ، بجانبه تربعت العديد من علب الدواء و زجاجة حليب فارغة ..

قربه غير بعيد ينام هوسوك جالسا مسندا ظهره على الجدار ، رأسه المنحني يكاد يصل إلى رأس جيمين المستند على فخضه ..

على سرير جونغكوك يستلقي يونغي أفقيا منكمشا على نفسه لا يشعر بقدم نامجون التي تحط على خصره ..

ضربت أشعة الشمس وجه جين الذابل بسبب السهر و التعب ، لتعبس ملامحه الملائكية و يتقلب على أريكة البهو موجها ظهره نحو الأشعة المخترقة لنافذة الشقة ..

لم يتمكن أي منهم من النوع براحة في غرفهم بما أن حالة طفلتهم الصحية قد تدهورت ، و كي لا يزعجوا جونغكوك الذي عليه أن يستيقظ باكرا لأجل مدرسته ، طلبوا منه النوم بغرفة نامجون و هوسوك..

هواتفهم توقفت عن الرنين بغرفهم منذ وقت طويل لكن لا أحد استطاع سماعها ، حتى جونغكوك النائم بسرير نامجون لم يستطع الشعور باهتزاز هاتف نامجون على الطاولة ..

- آآه..

تألم يونغي حين شعر بضربة من قدم نامجون على مؤخرته ، رفع رأسه بعبوس ساخط و قال بصوت مبحوح :

- ما اللعنة ..؟؟

حدق بنامجون خلفه بعين واحدة مفتوحة ثم نظر حوله يتفقد النائمين بطرق غريبة بغرفة جونغكوك ، استغرق ما يقارب الدقيقة ليتذكر أنهم كادوا يجنون من الخوف ليلة أمس بينما كانت طفلتهم تحترق من الحرارة و انتهى بهم الأمر يستغرقون بالنوم بعد أن نامت أخيرا خلال الفجر ..

جلس ثم حرك نامجون محاولا إيقاظه :

- ياا .. كيم نامجون ! أليس لديك عمل اليوم ؟

بعد محاولات عديدة لإيقاظه بهمس رفع نامجون رأسه أخيرا بشعر فوضوي و سأل بكلمات مبعثرة و كأنه ثمل :

- مـ.. ماذا ؟ .. ما هذا .. أين أنا .. كم الساعة ؟

وقف يونغي يتوجه إلى الآخرين ليوقظهم قائلا :

- لا أعلم .. تركت هاتفي بغرفتي .. لكن أراهن أنك متأخر بما فيه الكفاية ..

ما إن سمع نامجون كلماته حتى قفز من السرير يركض خارج الغرفة و يدخل غرفته ، تفقد هاتفه لتتوسع عيناه و يصبح وجهه شاحبا :

- يا إلهي ! لقد تأخرت !

*******

الشقة مقلوبة رأسا على عقب و الجميع يجري من زاوية لأخرى بحثا عن ملابسهم و أشيائهم ، بينما يونغي جالس على الأريكة يحتسي القهوة ببرود ، للمرة الأولى يشعر أنه شاكر لكونه يعمل حرا و ليس مقيدا بأي شركة محددة..

آَبَـائٍي اْلسًّبعْةّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن