البارت الرابع و الثلاثون و الأخير

8.6K 659 423
                                    

نسيم بارد تسلل عبر نافذة المنزل القابع بإحدى أحياء سئول الهادئة ، انتفضت الستارة الشفافة لتلامس أطرافها الطاولة المجاورة للأريكة ..

على الطاولة وضعت صورة تذكارية ذات إطار رصاصي مزخرف ، تجمع بين الفتية الستة و هو يرتدون قبعات ورقية بألوان مختلفة بينما تتوسطهم راوون بقبعتها الخاصة ترفع يديها الملطختان بالكريما عاليا ، ابتسامتها المشرقة أظهرت زوج الأسنان الأمامية اللطيفة ..

جونغكوك الذي بالكاد يظهر من بين الهيونغ التقطته الكاميرا و هو يسوق كومة المكسرات إلى فاهه بينما يحدق بأعين كبيرة بريئة ، لم يكن مهتما باحتفال البقية الحماسي بعيد ميلاد الطفلة الأول بقدر ما كان مهتما بتناول الحلويات بالقدر الذي يريده ..

لم تكن تلك الصورة الوحيدة التي تزين المنزل الجديد للفتيان ، بل أيضا الجدران التي امتلأت بنبذة عن كل لحظة مهمة في حياة طفلي البيت ، كحصول جونغكوك على الحزام الأصفر ، غناء راوون مع أقرانها بالحضانة ، يومها الدراسي الأول و حصول جونغكوك على ميدالية بمسابقة مدرسية في الركض ..

مساحة الجدار كانت كبيرة بالمقارنة مع عدد الصور المعلقة به ، فالسبع سنوات التي مرت كانت كافية للفتية لادخار المال الكافي لشراء منزل شاسع يتسع لهم و للطفلين ، بطابق سفلي و طابق علوي حيث غرفتي جونغكوك و راوون ..

بالطبع نامجون كان الشخص الذي أدى النصيب الأكبر بما أن أموره بالعمل تحسنت و الشركة بدأت تسترجع مكانتها السابقة ..

الهدوء الذي كان يعم المنزل لم يكن معهودا بما أن لا أحد بالبيت ، فجميع الفتية الآن واقفين داخل ردهة المدرسة التي ترتادها راوون البالغة الآن ست سنوات ، متأنقين يرتدون أفضل ما لديهم ..

ردهة المدرسة تعج بالأطفال و أولوياء أمورهم بما أنه يوم عرض مسرحي و قد تم اختيار راوون لتكون بطلة المسرحية ..

عدل نامجون نظاراته و هو يلتفت هنا و هناك :

- أين سنجد مسرح المدرسة الآن ؟

تأفف تايهيونغ و هو يكاد يجهش بالبكاء :

- أرجو ألا نكون قد وصلنا متأخرين !

التفت هوسوك فورا إلى سوكجين متذمرا :

- إذا تأخرنا فاعلم أنه سيكون بسببك هيونغ !

اشتعلت أعين جين :

- ياا ! من وضع قميصي القطني بخزانة نامجون و جعلني أجن لساعة أبحث عنه ؟؟

- و ما أدراني أنه لك ؟ لقد رأيت نامجون يرتديه مرة !

- كوني أقرضته له مرة فحسب لا يعني أنه يملكه !

تدخل يونغي بصياح :

- توقفوا و اللعنة و إلا رميتكما خارج سور المدرسة ! إنه ليس الوقت المناسب لشجاركم ستجعلون الأطفال حولنا يسخرون منكم !

آَبَـائٍي اْلسًّبعْةّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن