البارت الثامن و العشرون

5K 571 57
                                    

وقف نامجون أمام المرآة بعد أن ارتدى بدلته ، لكن هذه المرة كانت بدلة سوداء مختلفة عن خاصة العمل ، مما يعني أنه لم يكن يستعد للذهاب للعمل فقد أخذ إذنا بأخذ يوم عطلة ، و في المقابل أكدت عليه مديرته أن يأتي في الغد باكرا و متأهبا لأنهم سيقومون بتوقيع عقد جديد ، و هو متفاجئ نوعا ما أن تقوم السيدة بتوقيع عقد بشكل مستعجل دون القيام باجتماع لدراسته معهم قبل ذلك ..

ملامحه حرفيا تفتقد للحياة ، وجهه شاحب ، شفاهه السميكة يبست ، نظراته العابسة تحدق بفراغ روحه بانعكاسه ..

أطلق تنهيدة ثم مثقلة ثم توجه إلى غرفة الصغير جونغكوك يطرق بابها استئذانا ثم يدخل :

- جونغكوكي هل أنت جاهز ؟

نظر إليه جونغكوك بأعينه الكبيرة و هو يحاول ربط أربطة حذائه الأسود :

- ليس بعد ..

ابتسم له نامجون ثم اقترب ينحني بجذعه ليربط له أحزمة حذائه ، رفع رأسه إليه بعد ذلك يقوم بتعديل قميصه الأبيض ثم تناول السترة السوداء التي تلائم حجم جونغكوك و يساعده على ارتدائها ..

- انتهينا .. و الآن أنت جاهز .. نذهب ؟

أومئ جونغكوك ممسكا بيد نامجون ، كاد يغادر قبل أن يسحب يده متذكرا :

- أوه هيونغ .. نسيت شيئا !

عاد يركض إلى مكتبه حيث فتح الدرج و سحب لوحته الفنية الصغيرة ، عاد للتمسك بيد نامجون مبتسما ..

- هل قمت برسمها ؟

حرك جونغكوك رأسه بفخر و قال :

- هل تظن أن أمي و أبي سيحبانها ؟

- بالطبع ! سيحبانها كثيرا ! ستنبهر والدتك من تطور مهارتك !

ابتسم جونغكوك باتساع و هو يضم اللوحة إلى صدره بفخر ، خرج حينها جيمين من غرفته يرتدي المثل ، بدلة سوداء بدى وسيما بها بما أنه ليس معتادا على ارتداء الملابس الرسمية ..

- هل أنتم مستعدون ؟ هل نذهب ؟

قال و هو يستمر بتفقد تسريحة شعره بيده ، استغل فرصة عدم وجود أي حصص يحضرها بالجامعة ليرافق نامجون و جونغكوك إلى المقبرة..

فكر أنه من اللائق أن يقوم بزيارة أهل ماكني البيت يوم ذكرى وفاتهم و لو لمرة واحدة ..

*******

ما إن دخل الثلاثة إلى المقبرة حتى بدأ جونغكوك يشرأب برأسه بترقب ، لقد اعتاد على مكان قبري والديه و رغم مرور سنة على آخر مرة أتى فيها لكنه يتذكر جيدا أين يقبع والداه ..

ما إن وجد قبر والده حتى قال بحماس :

- إنه أبي !

ركض تاركا يد نامجون بينما ابتسم جيمين بدهشة لذاكرة الصغير القوية ، قدم جونغكوك انحناءة احترام و تحية أمام قبر والده ، التحق به جيمين ينحني للتحية بدوره ، التفت خلفه حين لاحظ اختفاء نامجون ليجده يقف قريبا منه يحدق بجونغكوك بتركيز ..

آَبَـائٍي اْلسًّبعْةّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن