دلفت إلى مكتبها بينما تحمل ظرفا كببر الحجم ثم تربعت على مقعدها تدلك المنطقة ما بين حاجبيها ، الصداع هو كل ما تشعر به جراء الضغوطات التي مرت بها بالآونة الأخيرة، و ما يبقيها قوية كفاية هو تحسن صحة زوجها شيئا فشيئا..
لا تعلم أنه هو الآخر استمد القوة من رؤيتها قوية تكافح لأجل إعادة شركاتهم إلى مجدها، لطالما كانا مصدر قوة بعضهما منذ اليوم الذي لم يملكا فيه شيئا..
حدقت بالصورة اللطيفة أمامها لترتسم ابتسامة شاحبة على وجهها..
طرق الباب بخفة لتدخل السكرتيرة مخبرة :
- سيدتي.. كيم نامجون يريد رؤيتك..
ابتسمت قائلة :
- دعيه يدخل..
لم تكن فضولية لسبب قدومه لمكتبها، فقد كانت تتوقع قدومه في أي لحظة ليستفسر عن سبب موافقتها على العقد الذي أجرته قبل لحظات و هي لم تكن مخطئة، فما أن دخل و قام بتحيتها حتى قال بنوع من الانفعال :
- سيدتي.. أعتذر و لكن العقد الذي وقعته.. إنه خسارة للوقت و الجهد ليس إلا، أعلم أننا في ضائقة و نحتاج إلى عملاء و شراكات لكن ليس لدرجة أن نتنازل عن حصصنا المعتادة.. ألم يكن هذا رأيك ما الذي جعلك تغيرينه؟
شابكت أصابعها ببعضها و قالت :
- إنه أمر خاص بعض الشيء، لا داعي للقلق سينقوم بتعويض ذلك بشراكة أخرى، كما أن العقد ليس دائما..
- و مع ذلك أظـ..
قاطعته السيدة لي :
- لقد قررت و انتهيت نامجون شي، بالمقابل أردت أن أتحدث معك في موضوع مهم..
فتحت الظرف أمامها ثم أخرجت منه بعض وثائق تفحصتها بثوان ثم منحتها له ، قرأ نامجون ما بالوثائق بعجالة غير قادر على استيعاب ما ترمي إليه السيدة :
- هذه.. وثائق تبني ؟
- نعم.. قم بملئها بمعلوماتك الشخصية و خذها إلى ميتم غانغنام لتحضر الطفلة ..
توسعت عيني نامجون حين وقع على مسامعه ما قالته السيدة لي، شعر أن رأسه فارغ لا يعلم كيف عليه أن يتجاوب مع الأمر، لا يعلم أي نوع من المشاعر تحتاح قلبه الآن، بعض من السعادة، الدهشة، و الخوف..
- عـ.. عفوا ؟
سأل ببلاهة يحاول التأكد مما سمعه :
حاولت السيدة إخفاء ابتسامتها لشكله المضحك و المفرح في الآن ذاته، ثم قالت :
- ربما من الصعب القيام باختبار الأبوة الآن، لكن أظن أن التبني أفضل حل، ستكون الطفلة قانونيا ابنتك و يمكنكم الاتفاق على الاختبار لاحقا.. لهذا اذهب و أحضرها قبل أن يأخذها أحدهم منك للأبد.
اختلطت الأمور على نامجون، ظل صامتا عاجز عن قول أي شيء، يحدق بالوثائق بنظرات متذبذبة :
- لا أعلم سيدتي.. أنا فقط..
- ماذا هناك نامجون؟
سألته بنبرة تحمل في طياتها حنان الأم القلقة، نبرة نادرا ما تظهرها السيدة لنامجون، تحاول دائما ألا تتخطى حدود الرسمية معه حتى مع كل ما تفعله لأجله ، لا تريد أن تبدو كأم جن جنونها تبحث عن أي شاب لتغدقه بالاهتمام و تسد به اشتياقها لأبنائها، لا تريد أن تبدو ضعيفة مثيرة للشفقة..
- كل ما في الأمر.. أنا أريد استعادتها فهي قد تكون بالفعل طفلتي لكن.. لكني خائف..
- هل أنت خائف مما سيحدث مستقبلا؟ تخشى ألا تكون ندا للمسؤولية؟
نظر نامجون باندهاش إلى السيدة كونها اكتشفت بسهولة ما يجول في خاطره، ثم أخفض نظره محرجا و تمتم :
- أنت محقة سيدتي..
تنهدت ثم قالت :
- أليس اهتمامك بجونغكوك خير دليل على أنك ستكون أهلا للمسؤولية و ستعتني بها جيدا ؟.. فقد لاحظت أنه يحبك كثيرا و هو متعلق بك.. و لأكون صريحة ليس من السهل أن يتعلق طفل يتيم بشخص لا يقربه شيئا بهذه السهولة لو لم يكن شخصا يعتني به جيدا..
التزم نامجون الصمت يفكر بكلام السيدة لتتابع هي :
- كما أنك لست بمفردك، أصدقاءك معنيون أيضا و ستقومون بالاعتناء بها كما فعلتم سابقا، و على أي حال القرار يعود لك نامجون شي.. فكر جيدا و اتخذ قرارك لكن لا تستغرق وقتا طويلا فقد تختفي الرضيعة..
وسع عينيه بخوف، كلما ذكرت السيدة لي اختفاء الطفلة و ابتعادها للأبد شعر بشيء يمزق صدره، هو بالطبع لن يكون قادرا على بعد طفلته..
قاطعت أفكاره قائلة بينما تعبث بالملفات فوق مكتبها :
- و الآن اعذرني نامجون شي فلدي عمل علي إنهائه..
وقف فورا ينحني:
- آه بالطبع سيدتي، أعتذر لقد أخذت من وقتك..
انحنى مجددا انحناءة في غاية الاحترام و قال بحماس :
- أشكرك سيدتي على ما فعلته لأجلي، أعدك أني سأعمل بجد !
حاولت جعل ملامحها حادة و قالت بنبرة حازمة :
- صحيح اعمل بجد فأمامنا طريق طويل للنهوض بالشركة، و لكن ليس لأجلي، بل لأجلك و لأجل الصغيرين..
ابتسم مظهرا حفرا عميقة بخذيه ، و التفت مغادرا لكن توقف فجأة :
- سيدتي..
همهمت السيدة لي ليفرك نامجون كفيه ببعضها بتردد ثم قال :
- في الواقع.. لقد تشاجرنا أنا و أصدقائي كثيرا على اسم نطلقه على الطفلة، فهل.. هل يمكنك أن تقترحي علي اسما جميلا؟ سيكون شرفا لنا أن نطلق عليها اسما من اختيارك..
اتسعت ابتسامة السيدة لي و ربما هي المرة الأولى التي يرى فيها نامجون ابتسامتها تتمدد إلى ذلك الحد و تبتسم بصدق..
- امنحني بعض الوقت سأفكر و أخبرك..
أنت تقرأ
آَبَـائٍي اْلسًّبعْةّ
Fanfictionسبعة شبان ، عزاب ، فوضويون و صاخبون ، رغم اخلاف شخصياتهم و قصصهم إلا أن تلك الشقة تجمعهم حيث يعيشون معا يكافحون لكسب قوت يومهم إلى أن يجدوا أنفسهم فجأة .. آباء. بدأت بتاريخ 14/10/2018 انتهت بتاريخ 18/11/2019